علي الشاعر
الاقبال الشديد من قبل الشباب والمراهقين على التدخين شيء خطير ولافت للنظر خاصة وان الكثير من هؤلاء مازالوا في مقتبل العمر وعلى مقاعد الدراسة.. وهذا يعني ان الخطر القادم كبير برغم كل التحذيرات التي تصدر من الجهات الرسمية وغير الرسمية أكانت صحية او غير صحية والتي تطالب بتجنب التدخين والابتعاد عنه لما فيه من المخاطر الصحية والنفسية على الانسان يضاف الى ذلك الخسارة المادية وبعض الاثار التي تبدو على المدخن وفيها الرائحة الكريهة التي يخلفها الدخان في الفم وكذلك الاسنان عن هذه الظاهرة يقول الدكتور مصطفى هاشم محيبس: كثيرة هي الاسباب التي تدفع الانسان الى التدخين او لها التقليد خاصة عندما يجد الانسان انه وسط مجموعة من المدخنين وكذلك الحالة النفسية والشعور بالضياع وفقدان الامل عند البعض من الشباب ومن اسباب ذلك التفكك الاسري وفقدان احد الابوين مما يجعل المراهق عرضة لمصاحبة وتقليد من سبقوه في عالم التدخين لهذا اطالب الجهات الرسمية المختصة وخاصة الوزارات المعنية بهذا الامر مثل وزارة الصحة والبيئة والتربية والتعليم ان تأخذ على عاتقها مسؤولية القضاء على التدخين من خلال عقد المؤتمرات واصرار النشرات والدوريات الثقافية الصحية التي تبرز مخاطر ومساوئ التدخين وفي نفس الوقت اقول ان الخطوة التي اتخذتها وزارة الصحة بمنع التدخين في المؤسسات التابعة لها هي خطوة بالاتجاه الصحيح ونحن ننتظر خطوات اخرى على هذا الطريق اما المواطن رياض الغالبي فيقول لاشك ان التدخين هو احد اهم الاخطار التي تواجه الانسان لهذا نجد ان من واجب الطبقات المثقفة والواعية ان تأخذ على عاتقها مسؤولية محاربة هذه العادة وخاصة في اوساط المراهقين ومجتمعاتهم حيث نرى كل يوم وفي اكثر من مكان اعدادا من الاطفال يحملون علبة السكائر بتباه وتفاخر ان خطورة التدخين تكمن في هذه المرحلة وعلينا ان نتكاتف معا في مواجهة هذه الاخطار من خلال قيام رجال الدين والاعلام وكذلك المؤسسات التربوية بتوضيح مخاطر التدخين باسلوب تربوي وكذلك تنبيه الاسرة لذلك بكافة الوسائل والطرق .
* الرجولة لاتكتمل الابالتدخين..
من التصورات الشائعة التي كنا نسمعها ان شخصية الرجل لا تكتمل الا والسيكارة في فمه وبالرغم من التطور الحاصل والرقي الذي غير الكثير من المفاهيم الا ان البعض مازال يشعر ويقتنع بذلك التصور حيث يقول المواطن ابو وسام: منذ اكثر من اربعة عقود وانا ادخن حتى اني اعتدت على ذلك ولا استطيع الاستغناء عنه ولقد جربت الامتناع ولكني فشلت خاصة واني اعيش في منطقة تغلب عليها اجواء الريف.. وعن كيفية اكتساب عادة التدخين يقول: لقد تعلمنا منذ الصغر ان التدخين جزء من شخصية الرجل وان الرجولة لا تكتمل الا بالتدخين .
* العائلة والطفل..
للعائلة دور كبير في تعليم الابناء بعض الطباع والعادات سواء كانت سيئة او غير سيئة حيث يقول الطفل مسلم عقيل كامل ( لايتجاوز عمره الثانية عشرة) لقد وجدت نفسي وسط عائلة اغلبها من المدخنين الوالد، الوالدة ، والاخ الاكبر، وجدتي وكانت البداية بتقليد هؤلاء خاصة واني عندما كنت اقلد احدا منهم ارى الابتسامة مرسومة على وجه والدي ووالدتي ومع مرور الايام عرفت اني تعلمت التدخين دون ان ادري وبالرغم من القساوة التي تعرضت لها من الاهل بسبب التدخين الاان ذلك لم ينفع لاني كنت اقضي اغلب النهار خارج البيت كعامل في احدى الورش لتصليح السيارات وهذا العمل واجواءه لاتساعد المدخن على ترك التدخين.
* بائع السكائر.. يبيع ولكن لايدخن..
قد نستطيع القول ان احد اسباب الاقبال على التدخين هو وجود الكم الهائل من المحلات لمختصة ببيع السكائر وكذلك البسطيات التي نراها بشكل مكثف في الاسواق والشوارع والازقة والمحلات التي تساعد الشباب والمراهقين على شراء السكائر حيث يقول محمد حسين علوم: ان الاسواق العراقية وبسبب الظروف التي نعيشها وغياب الرقابة على الحدود اصبحت مختبرات لانواع السكائر من مختلف الماركات والمناشىء عزز هذا توقف الانتاج العراقي الذي كان يسد الكثير من الحاجة لهذا اشعر بالحيرة والالم بسبب بيعي لهذه السموم التي تفتك بابناء بلدي بشكل يومي ومستمر.. البعض من الشباب يتصور ان الهروب من المشاكل لايتم الا بالاقبال على التدخين والغريب ان بعض الذين يشترون هذه السكائر هم في سن لا يتعدى حتى سن المراهقة والاغرب من ذلك قيام البعض منهم بدس تلك السكائر وسط الاوراق والدفاتر والكتب المدرسية ويأخذها معه الى المدرسة ويضيف: حتى اني سمعت من احدهم ان احد المعلمين يطلب من تلامذته السكائر وعلب الثقاب لاشعال سكارته والسؤال هو هل هذه المدارس التي اعتدنا عليها وعرفناها وعرفها اهلنا من تغير نحن ام الدنيا هي التي تغيرت؟.. ويتسائل بائع السكائر ايضا اذا كان التلميذ يجلب السكائر الى المدرسة.. فماذا يأخذ معه عندما يذهب الى دور السينما ؟ ويضيف برغم بيعي للسكائر الا اني لم ادخن لمعرفتي حقيقة الاضرار التي تنجم بسبب التدخين.
* للمدارس قدسية ونحاسب المتجاوز مهما كان..
ولمعرفة رأي الهيئات التدريسية بما قيل لنا ودورهم اتجهنا نحو ثانوية المتنبي حيث تحدث مدير المدرسة بعد ان عرضنا عليه بعض الملاحظات وما قيل عن جلب الطلبة للسكائر ان للمدارس حرية وقدسية لايمكن تجاوزها ونستطيع القول ان من يتجاوز على هذه القدسية سوف يكون تحت طائلة القانون والمحاسبة سواء كان هذا المتجاوز معلما او طالبا ونحن لانتساهل وقد حصلت بعض الامور من هذا القبيل وقمنا بمعالجتها بحزم وصلابة لهذا اقول ان مدرستنا تعتبر مثالا يحتذى به من قبل الجميع ومن اجل مصلحة هذه المؤسسة ابلغنا المعلمين والمعلمات بضرورة عدم التدخين امام التلاميذ ومهما كانت الاسباب من اجل ان يبقى المعلم نموذج في عيون تلامذته وليس العكس.
* اولياء الامور بين القساوة واللامبالاة..
يختلف الاباء باختلاف طبع كل واحد منهم.. فمنهم من يمتلك الروح التربوية في ايصال ما يريده لابنائه والبعض الاخر يسلك طريق القسوة في تعامله حيث يقول ولي امر احد المدخنين لم اكن سببا في يوما من الايام في تعلم ابني التدخين ولكن السبب هو ابناء الجيران من اصدقاء السوء الذين اعتاد على مرافقتهم وبسبب تلك الرفقة اكتسب هذه العادة.. عادة التدخين ولقد قمن بضربه مرات عديدة الا ان ذلك لم ينفع وعندما امتنعت من اعطائه النقود ترك المدرسة واخذ يعمل مع احد النجارين ولا يأتي الا ليلا ولانني كبير في السن تركته على هذا الحال عسى ان يعلمه الزمن بعد ان فشلت في تعليمه..
* حيرة وخجل
اما الطالب نزار حسن فيقول: اعترف اني ارتكبت اكبر خطأ في حياتي وهو تعلم التدخين.. ولقد حاولت اكثر من مرة تركه الا اني لا امتلك تلك الارادة التي تساعدني على تركه ويضيف.. ومتى تكون على بينة ان محاولتي ترك التدخين ليست بسبب مخاطره لا.. ولكن خشيتي ان يعرف والدي ذلك لاني اعتدت ومنذ الصغر على التعامل بصدق مع والدي ومع كل الاسرة لذلك فان الشعور بالتقصير يؤنبني اكثر من الشعور بالخوف من مخاطر التدخين واثاره.. خاصة وان ليس هناك شخص في العائلة يدخن.