موقفنا



منذ عدة ايام وبعض اطراف المعارضة العراقية المهتمة بالمؤتمر المزمع عقده في لندن تتحرك بهدف اشراك الفصائل والاحزاب التي قررت مقاطعة المؤتمر لعدم قناعتها بجدوى مثل هذا المؤتمر الذي يعقد بارادة دولية.
والذي يلاحظ هنا ان أي مستجد جوهري لم يطرأ لا على مواقف الاطراف الدولية التي تسعى للهيمنة على المؤتمر المذكور ورسم مستقبل العراق بالطريقة التي تخدم مصالحها واطماعها، كما لم يحدث أي تغيير في مواقف الاطراف المعارضة المشاركة باتجاه صياغة مشروع وطني عراقي يكون تمثيلا صادقا لثوابت الشعب العراقي وتمكين ارادته في اختيار النظام الذي يريد.
ومما لاشك فيه ان السعي المحموم لبعض الاطراف الدولية لعقد هذا المؤتمر وفرض حضورها واجندتها عليه لا يكشف سوى عن رغبة تلك الاطراف لاخضاع العراق لنفوذها ومصادرة مستقبله واضفاء مشروعية مزعومة على ذلك من خلال هذا المؤتمر.
وفي حال انعقاد هذا المؤتمر ضمن السياقات الحالية وضمن دس العامل الدولي لأنفه فيه والتركيز على ضعف حال المعارضة العراقية واتهامها بالعجز عن ترتيب احوالها دون تدخل القوى الدولية، كل ذلك يستهدف صياغة قرارات المؤتمر لتأتي تعبيرا عن الارادة الدولية لا ارادة الشعب العراقي.
اننا عندما نركز على أهمية انعقاد أي مؤتمر للمعارضة على اساس الاجندة الوطنية ورفض اشراك أي قوى خارجية فيه فان ذلك ينبع من قناعتنا ان ذلك هو السبيل الوحيد لبلورة المشروع الوطني الذي يلبي تطلعات وآمال الشعب العراقي ويرسي النظام التعددي بعد سقوط نظام صدام.
وأن اعطاء أي دور للقوى الدولية سيؤدي الى الاخلال بالثوابت الوطنية وفرض نظام حكم ينتهي الى الدكتاتورية والاحتراب الداخلي.
وفي الختام فاننا نؤكد انه ليست العبرة بعقد المؤتمرات واشراك هذا العدد او ذاك من اطراف المعارضة فيه والادعاء بحصول الدعم الدولي له وانما العبرة ان ينعقد هذا المؤتمر بارادة عراقية ويعتمد على قدرات الشعب العراقي وامكاناته وطاقاته وان يتمخض هذا المؤتمر عن بلورة المشروع الوطني لمستقبل العراق الذي طال انتظاره ومازال العراقيون ينتظرونه بلهفة.
ومايزيد من اهمية ذلك هو حديث بعض الاطراف الدولية عن تقاسم الكعكة العراقية او حكمها عن طريق تحالف خماسي.. اننا نعتقد ان احد المهام الرئيسية لقوى المعارضة العراقية هي رفض تلك الطروحات بشكل قاطع بالعمل لا بالاقوال والعمل يستدعي ان تثبت المعارضة انها الرقم الصعب الذي لا يمكن قوى دولية ان تتجاوزة وتثبت مستقبل العراق لا يمكن ان يرسم من خلال الوصاية او الانتداب او فرض الانظمة الموالية للغرب.



لمشاهدة جريدة الجهاد رجاء اضغط هنا :