وكان أحد الخيوط شريط الفيديو الذي أظهر الزرقاوي لأول مرّة بين أعوانه أو مدججا بالسلاح في نيسان / أبريل الماضي.
وجاء في الشريط أنه صوّر في محافظة الأنبار. لكن بعد التدقيق وجدت السلطات في عمان أنه صور في الواقع داخل قاعدة أمريكية مهجورة في منطقة اليوسفية.
وقبل شهرين رصد عملاء الاستخبارات الأردنية الزرقاوي في منطقة اليوسفية، وهي منطقة بساتين ومستنقعات تقع على بعد 20 كيلومترا جنوبي بغداد.
وكان مفتاح التعقب عنصر إلى ثلاثة عناصر مقربة من الزرقاوي يستعين عليهم في نقل رسائله إلى أمراء الخلايا في الميدان.
وقد قتل أحد هؤلاء العناصر مع الزرقاوي داخل "البيت الآمن" الذي استهدفته قذيفتان موجهتان أمريكيتان في محيط بعقوبة على بعد 60 كيلو مترا شمال بغداد.
وعندما شعر الزرقاوي بحراك استخباراتي واقتراب الأنشطة منه في اليوسفية "انسل خارجا" من هذه المنطقة وتوجه إلى بعقوبة، حيث تقطن إحدى زوجتيه.
وتواصل الجهد الاستخباراتي في بعقوبة من خلال رصد تحركات المقربين من الزرقاوي حتى حانت ساعة الصفر، عندما التقى الطريد الأردني مع معاونيه في "بيت آمن".
تماهت معطيات الاستخبارات الأردنية مع المعلومات التي توافرت للقوات الأمريكية أولا بأول فاتخذ قرار تصفية الزرقاوي على عجل.
وساهم ضابط استخبارات أردني في التعرف على جثة الضحّية فور وقوع الهجوم، علما أن الزرقاوي مات متأثرا بجراحه بعد خمس إلى عشر دقائق من إصابته.
استراتيجية القتل
وبرّر دبلوماسيون تفضيل الهجوم الجوّي على محاولات اعتقال الهدف بالمعلومات السابقة التي تؤكد تزنير الزرقاوي بحزام ناسف أنّى ذهب.
ولم ينفجر الحزام الناسف رغم القوة الضاربة لأن صاعقه لم يقدح، حسبما أوضح أحد المصادر.
وتوقعت مراكز أبحاث أن يخلف الزرقاوي أحد مساعديه أبو أيوب المصري، إلا أن مسؤولين أمنيين في الأردن تحدثوا عن مقتله مع الزرقاوي.
وتتجّه التوقعات إلى العراقي محمد صالح حسن العقيدي لخلافة الزرقاوي، بحسب المصادر ذاتها.
ويقول مسؤولون أمنيون إن الزرقاوي كان يتصدر لائحة تصفية تضم قادة القاعدة، لافتين إلى أن الاستراتيجية الهجومية الاستباقية "ستتواصل للقضاء عليهم".
إلى ذلك يتابع "فرسان الحق" سبع عمليات مكافحة إرهاب على امتداد المنطقة وأوروبا والولايات المتحدة ضمن جهد إجهاض مخططات القاعدة، حسبما أكد أحد المسؤولين.