[frame="1 80"]ياسبحان الله، صار التوافق اليوم يقيد أيدينا !!!

أرض السواد : زهير الزبيدي



هذا هو ما صرح به السيدان المحترمان، الدكتور محمود المشهداني رئيس مجلس النواب من على تلفزيون العراقية، والدكتور سلام الروبعي نائب رئيس الوزراء للـ (ملف الأمني ) على شاشة الفيحاء، لكن متى جاءت هذه التصريحات يا ترى؟ ولماذا صار التوافق اليوم قيد في اليدين؟ هل بعد تمكنهما من مركزيهما المهمين، والتي لم تكن تتم الا بهذا التوافق اللعين؟ والذي مكن الهاشمي بفرضه كنائب للرئيس بواسطة ( مجاهديه ) اللذين استقبلهم اليوم الأحد بعد اطلاق سراحهم وفق البرنامج السياسي الذي أتفقت عليه الكتل النيابية وفق ( التوافق الملعون) ايضا ، ومشروع (المصالحة الوطنية ) حيث مصالحة الجاني مع الضحية.

أم أن هذا التوافق صار لعينا اليوم؟ عندما نجح مصمموه والمصرين على الألتزام به، تحديد صلاحيات رئيس الوزراء. تلك الصلاحيات التي منحها له الدستور، والتي صوت عليها الشعب بنسبة مثالية، لم تصل اليها حتى كبريات ديمقراطيات العالم، وكتبوا له برنامجه السياسي ولأول مرة تحدث في النظم الديمقراطية، حيث تكتب الأقلية البرنامج السياسي لتتزم به الأغلبية.

نعم قيدوا رئيس الوزراء بـ ( توافقهم اللعين )، واليوم يريد مصمموا التوافق وقادته هؤلاء، أطلاق يد رئيس البرلمان بدونه، وكأن رئيس البرلمان جاء انتخابيا وبحق حفتطه له الأنتخابات لاالتوافقات، بعد أن رتبوا وضع الدولة بما يحلو لهم بتوافقهم اللعين، يصرون على صلاحيات مطلقة حتى عند غيابه، تحد من فاعلية برلمانهم، باحتلال ( شرعي ) لنفايات البعث، وتعيينهم في مرافق البرلمان، كجواسيس ، وقتلة لمن يعصي أوامرهم، وتكبيل ايادي الأعضاء بقرارات قرقوشية يطلقها السيد الرئيس الفوضوي، وترك نائبيه لجمع الأصوات، ونقل الميكروفونات للتحدث بها ان أراد الرئيس ذلك. والأنكى من هذا يخرج علينا أحد أعضاء جبهة التوافق بمؤتمر صحفي ليساوم على المراكز و بشكل مخجل ومقرف فيقول : حسبوا لنا رئاسة البرلمان بتسعة نقاط ،وتسعة نقاط تساوي ثلاث وزارات خدمية، أعطونا ثلاث وزارات خدمية وخذوا رئاسة البرلمان، يا سلام على ديمقراطية العنف.

فتحت غطاء قانون التوافق السئ الصيت هذا ، والذي صمم عليه أصحاب التوافق وجبهاته الأرهابية، ودخولهم الحكومة وبنسب عالية لاتتناسب وحقهم الأنتخابي ولا حتى الوطني، يستمرون اليوم وللأسف بنفس الخطاب المغالط للواقع، والكاشف للنيات المبيتة السيئة، بعيدا عن الروح الوطنية، التي تؤكد يوما بعد يوم، أن الوطنية أداء شفاف وممارسة في العمل، تمد جسور الثقة بين المكونات وتعطي كل انسان حجمه حسب ما يقدمه للوطن بالعمل الفاعل، وليس بالشعارات الطنانة والرنانة .

فالسيد رئيس الجمورية صاحب الزوبعات الفارغة بوجه سيد الوطنية، ومرسّخ خطابها الوطني السيد الجعفري، والذي انهى زوبعاته تلك، باعتذار أقبح من الفعل بقوله خلف الغرف المغلقة: بأنه تصرف ضد السيد الجعفري يضغوط انكلو أمريكية... يا سلام على المبدأية ... يأتي اليوم وبنفس اسلوبه الماكر يمجد بالبيشمركه، ويقلل من شأن الشباب الصدري معتبرا بيشمركته والقوى التي قاتلت النظام، من حقها التكريم والدخول الى القوى العسكرية والأمنية، أما تلك التي تشكلت بعد سقوط النظام ــ ويقصد جيش المهدي ـ فهي تكرم وتعود الى حياتها المدنية ، وينسى السيد الرئيس حفظه ورعاه،أو يتناسى من أن شباب الصدر كانوا يتلقون رصاص المكر والخديعة البعثي بصدورهم العارية ، ايام ما كان السيد الرئيس طيلة التسعينات من القرن الماضي ( يقبض ) مكافآته المليونية من صدام بانتظام، لتنفيذ مخططاته.

أما السيد ممثل التوافق ورئيس برلماننا الموقر، تلك الجبهة التي خلقت التوافق الذي قيد يديه اليوم، فقد ناقش مسألة المليشيات ردا على سؤال له من قناة الـ (الأي . أن . بي . ) ليخلط السيد رئيس البرلمان المحترم الأوراق نظيفها بوسخها، ويساوي جيش المهدي وكتائب ما يسمى ( ثورة العشرين الضارية ) وما يسمى بالجيش ( البعثي، الأسلامي ) ويضعها بكفة واحدة في نزع سلاحها، يا سلام على هكذا أسلام. ويعتبر ظافر العاني الهارب من العراق بعد السقوط، والداخل الى السياسة العراقية الجديدة، كمشوه ومعرقل للعمل ، يعتبر هذا البعثي الأهوج أن هناك مليشيات تابعة للحكومة أكثر خطرا من المقبور الزرقاوي الذي كان في سابق الأيام يعتبره العاني، شخصية وهمية من صناعة المحتل.

أما السيد الدكتور سلام الزوبعي، نائب رئيس الوزراء للـ ( ملف الأمني ) والذي يقيد معصميه نظام التوافق الذي أتى به في هذا المركز المسؤول، فيتهجم على الجيش العراقي ويشهر بعمليات التعذيب التي تتم داخل سجونه عندما زار أخيه الأرهابي وابن عمه، لكنه ينسى ولم يتذكر بأن من عذب في سجون الجيش والداخلية، هم أنفسهم ضواري صدام وكلابه التي اخترقت قوانا الأمنية بتكتيك أمريكي خبيث، هم أعرف به من غيرهم من شراكئهم الآخرين في الحكومة .

السؤال الذي يطرح نفسه بقوة، كيف سيستمر الوضع في العراق ونائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي؟ الذي ركبه التوافق نفسه في هذا المركز، يذهب بنفسه لتقبيل أؤلائك المجرمين الذي تلوثت أيديهم بدماء أهلنا الطاهرة الزكية ، بعد أن أطلق صراحهم وفق نفس نظام التوافق اللعين، ــ الذي قيد ايديهم اليوم ــ بشرط أن يعودوا الى الصف الوطني وكان ذلك بكفالة حسب السيد المالكي رئيس الوزراء. صافحهم وقبلهم السيد النائب وأهداهم الكتاب على ما يبدو، كما يهديه سارق الحرمين لحجاج بيت الله الحرام، وهم بلحاهم العفنة، مهنأهم بسلامة العودة الى (السلاح) ليستعملوهم كأوراق ضغط أخرى، كما فعلوا في الأنتخابات التي سيطروا خلالها في المنطقة الغربية( الرمادي) وقد كشفها اللواء ياسين الكعود وكيل وزير الداخلية للمنطقة الغربية ، على قناة الديار الفضائية.

وهل ستستمر المسيرة؟ ولا نرى أو نسمع مؤامرات أخرى مبية للمستقبل من اليوم، مع المحتل الذي يقاتلونه بالنهار ويتحاورون معه في الليل. وهل يعرف هؤلاء أصحاب اللحى وحاملي الكتاب الكريم، والآخرين من قيادات ( التوافق) الذين يتناوبون بالخطابات المغلوطة لخط أوراق الحكومة لتعويق عملها، بأنهم مصداق الآية الكريمة التي تقول (لاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَواْ وَّيُحِبُّونَ أَن يُحْمَدُواْ بِمَا لَمْ يَفْعَلُواْ فَلاَ تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِّنَ الْعَذَابِ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌآ (188) آل عمران)

فهل يا ترى أن هؤلاء قرأوا هذه الآية بدقة وفهموها، أم أنهم يوظفون القرآن كما كان يوظفه صدام أثناء نظامه، ويوظفه اليوم في قفص الأتهام، ولايهم هؤلاء جميعا العذاب الأليم يوم لاينفع هناك مال ولابنون ولا سلطة ومراكز حكومية، ما داموا اليوم يحققون أرباحا في مراكز الحكم كما يحق المرابي ماله السحت من تعب المحتاجين.


[/frame]