شواهد التاريخ في القرن العشرين تؤكد ان العراق لولا الوجود البريطاني كان من الممكن ان يكون سعودياً .
بغض النظر عن المفاهيم الاستقلال ومفاهيم الحرية المستوردة من الغرب فليس كل اقليم امة من الدون الناس وليس القصد من هذا اثارة الاخوة العراقيين ، بقدر ماهي دعوة للتفكير في الحل السعودي الذي يعتبر الانجح الى الآن في المنظومة العربية ، فقد نشأت الدولة السعودية واقامت الوحدة في الجزيرة العربية على اسس الاسلام في الوقت الذي لهثت فيه المجتمعات العربية وراء الاطروحات الغربية في كل شيء اتنتج مجتمعات ضعيفة الثقافة ارهقتها الشعارات المزيفة للأنظمة الثورية .
في السعودية الآن دخل موظف يعادل دخل مئات الاسر في البلاد العربية مجتمعة ( باستثناء دول الخليج ) لكن المكسب الاهم في نظري هو الدين الذي تفرد النظام السعودي بترسيخ مبادئه لاهل السنة والجماعة دون ظلم لأاصحاب الاديان الاخرى سوى مطالبتهم باحترام المسلمين في مشاعرهم ، فلاكنيسة ولا معبد لغير المسلمين .
ولولا انتشار القيم الغربية التي لا أتناقض معها بقدر ماأقول ان لكل مجتمع مايناسبه ، اقول لولا هذه القيم التي سادت لتمتع العرب بوحدة اسلامية تحت الراية السعودية ، ونحن السعوديين نفكر بالعراق نظرا لانه الاقرب لنا جغرافيا وثقافيا ، وتوجد بين نجد والعراق قبائل واسر عربية تتطلع الى الاتصال في مابينها وتتعامل للقفز على الحدود المصطنعة والمفاهيم المستوردة من المدارس الغربية التي ولدت في اوربا ، فهي خاصة بالمجتمع الذي ولدت فيه ، واحمد الله انها لم توجد في المناطق الموحدة سعودياً ، ولكني اراها للاسف تتواجد في البلاد العربية التي وطئها الانجليز ولاابالغ ان قلت ان الاصرار على زرع هذه المفاهيم في مجتمعاتنا العربية كان السبب الرئيسي لما وقع من الانقلابات الدموية في الاقطار العربية الكبرى ( العراق - سوريا - مصر ) وانا لاالوم الانجليز او اتهم الاستعمار فقد كان له دور في البنية التحتية وانشاء مجتمعات مدنية في كل البلاد التي انتدب عليها بما فيها العراق ، ولكني اقول ماذا سيخسر العراقيين لو استفادوا من التجربة السعودية في القرن العشرين هل كان هذا حالهم الآن ؟
ان الدور البرطاني لايمكن تجاهل حسناته ، ( وآخرها ازالة صدام ) لكن المجتمعات العربية التي نشات في ظله لم تكن اسلامية بمعنى الاسلام كثقافة ومكون رئيسي فكل الحركات السياسية التي نشأت في الاقطار العربية ومنها العراق لم تضع للدين الاسلامي أي اعتبار سوى اعتباره موروثاً حضارياً ، اما تعاليم هذا الاسلام فيتم تأويلها بحيث تظهر وكأن الاسلام ذو طرح سياسي ديمقراطي نتيجة الشعور الشديد في الانهزامية تجاه الآخر.
كان من الممكن ان يكون العراق سعودياً وتكون بغداد الآن من اهم المدن السعودية ، ويكون دخل العراقي مرتفعاً وامنه مستتب بقوة الشريعة ، والمجتمع يوقف العمل وقت الصلاة احتراماً رسميا لصوت الحق ، ولكان ابتعد عن الحزبيات والانقلابات وافكار ماركس ولينين وآدم سميث ، والشعارات الثورية التي ازهقت ارواح الناس .