صفحة 10 من 23 الأولىالأولى ... 8910111220 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 136 إلى 150 من 339
  1. #136
    تاريخ التسجيل
    Mar 2006
    المشاركات
    1,523

    افتراضي

    نعى ميرحسين موسوي في بيان المرجع الراحلة العلامة محمد حسين فضل الله العالم و فقيه الشيعي المعتدل, الذي توفي يوم الاحد 4-7-2010
    اليكم نص البيان الذي نشره موقع "كلمة" الاخباري:
    بسم الله الرحمن الرحيم
    اعزي الشعب اللبناني بمناسبة وفاة العالم الروحاني و الفقيه المبدع آية الله محمد حسين فضل الله المرجع المطلع على آلام العالم الاسلامي و ارجوا لعائلته و محبيه و اتباعه, الصبر و السلوى.
    العلامة فضل الله كان شخصا مجاهدا و فقيها حرا يحمل افكارا مفيدة و بنائة لشعبه و لجميع مسلمي العالم مكتسبة من علمه الواسع و نظرته الواعية البعيدة عن اطارات التحجر.
    نأمل أن يتابع منهجه و فكره الواعي العلماء الملتزمون و طلابه المحبون. المسلمون اليوم بحاجة الى فقهاء شجعان و مطلعون و واعون كالعلامة فضل الله كي يتمكنوا من متابعة طريق المستقبل في العالم المتغير الذي نعيشه اليوم بالعمل مع الاحرار المثقفين و العلماء الملتزمين كي ينالوا ما يستحقوه في المجتمع الانساني.
    __________________
    http://www.scribd.com/doc/18118077/-FADLUL-ALLAH

  2. #137
    تاريخ التسجيل
    Mar 2006
    المشاركات
    1,523

    افتراضي

    نخلتنا السيد فضل الله... أو الصبر لحماً ودماً

    السيد هاني فحص

    أحببته أول ما رأيته في كنف مرباه رَحِمنا النجف التي ظلت تجمعنا بما أسستنا عليه من نزوع إلى الحرية في تحصيل المعرفة وتداولها... وزاد حبي له عندما سمعته يتكلم في العلم والأدب والحياة بحنان وإيقاع فيه جرح عميق ولكنه مصر على البهجة.
    ثم زاد حبي ثانية عندما بادلني الحب بسخاء ودفء... وأسعدني مرات عندما انسل ليلاً ليسهر معي... كنخلة تسهر مع فسيلتها أو تسهر عليها، في منزلي البسيط في النجف.
    إذاً، فقد وجدت فيه حضناً... ولكن الحضن أو الحاضن مسؤول، فلا بد من الالتزام بواجب الرعاية... بالحب والتشجيع والنقد... وقد جعلني نقده أشعر بالمسؤولية أكثر... من دون أن يتمكن من تهدئة توتري وقلقي، خاصة في ما يعود إلى المسلكيات التي فاجأتني وفجعتني في مجال الحركة الفكرية والعلائقية في الحوزة.
    ولكني ـ وكما قلت له في آخر لقاء قبيل رحيله ـ أدخلته أو دخل في نظام حياتي وقراءتي وكتابتي رقيباً داخلياً. وإن لم يكن بإمكاني أن ألتزم برأيه أو أوافق على نقده دائماً، ولكنه كان يسرني كثيراً ويقوي طموحي إلى الصواب وأحياناً إلى مخالفة السائد الذي كان يخالفه أيضاً، ولكن بطريقة مختلفة، من داخل السياق والمؤسسة، ذلك أنه عريق في هذا السياق، أما أنا فلست كذلك. أنا جديد أطمع بالتجديد، قلق مدجج بالأسئلة والاعتراض. لقد استطاع أن يداخلني ويشاركني أو يدخلني في شراكته، في حساسيته الأدبية وشعوره بضرورة التطوير، ولكنه لم يقيدني... ولم يكرهني لأني لم ألتزم بقوله أحياناً كثيرة، بل كان يرتفع صوته ناقداً ويتسارع نبض قلبه محباً.
    وأحببته شاعرا.ً.. عندما حدثني عنه الكبار من رعيله الشعري... فقال السيد مصطفى جمال الدين إن السيد فضل الله كان يمكن أن يكون أجودنا وأثرانا شعراً لو استمر... ولكنه استمر، غير أنه غيّر المسار، ذهب إلى الشعر الديني، إلى النجوى والأحلام الرعوية الإيمانية والحكمة كخلاصة للتجربة الفكرية والحياتية... ولكن ظل عندي ذلك الشاعر الشاب المتمرد المتورد حباً وغزلاً ووطناً كأوطان الآخرين... غير مؤدلج.
    وفي آخر لقاء، طلبت من معاونيه أن يوافوني بنماذج من شعره القديم، والغزلي خاصة، قرأتها بعناية واحترمت ما قاله فيها... ولكني بقيت على حبي لشعره الأول، لأنه يؤكد الجانب البشري العادي غير الاستثنائي في شخصية رجل الدين الذي أراده البعض خشباً تحت شعار التقوى الظاهرية وبصرف النظر عن الواقع... يريدون أن يحرموه من الإبداع والاستمتاع بالحلال!
    ولسوف أكتب... ولن أظلم خياره الشعري المتأخر والذي التزم بإملاءات المرجعية. التي لها تحديد علمي ولها تحديد شعبي وأحياناً لها تحديد سياسي. فقد تصدى للمرجعية في لحظة كانت السياسة أو السلطة قد أكملت سطوها وسطوتها على العلم والعلماء والمرجعية. ولكنه كان من الشجاعة بحيث اختار إعلان مرجعية الطرف الذي كان يُراد له المزيد من الإلغاء والمصادرة لحساب المركز الديني أو المرجعي في بعده السلطوي أو السياسي.
    وثار الموصولون بالمركز على هذه الخطوة وقصفوا صاحبها بما استطاعوا، ولا داعي للتذكير إلا بأنهم عادوا ليقرأوا فيه تاريخه العلمي والعملي التأسيسي والجهادي ولربما كانوا قد فعلوا ذلك عندما تأكدوا أنهم حصروا مرجعيته وحاصروها... ولكن لم يثأر فتواصل من دون أن يزول عنه ظلم المركز... إلا في حدود غير مجزية دائماً.
    أحببت فيه عمله وديموقراطيته المركزية أو مركزيته الديموقراطية على غير نموذج الأحزاب المركزية والتي تدعي الديموقراطية في إدارة المؤسسات وهي شديدة المركزية. وكنت أتورط في نقده فكرياً وعملياً وسياسياً في حدود، وفي حضوره... ولا يزعل. وأنقده في حضور محبيه بقوة أو قسوة أحياناً ولا يصلني منه إلا عتاب قليل... أما أمام كارهيه فقد تورطت بما جلب لي خطراً وعقاباً.
    وفي تجربتين، تحولت إلى مقاتل علني على المنبر في لحظة حرجة من لحظات الفتنة في الجنوب وكدت أن أعاقب، وعوقبت بالاعتداء الكلامي علي. ومرة أخرى، في مؤسسة أم... كان فيها شياطين يحاولون إغراء الرمز الكبير بالموقف الصغير، ودفعت الثمن غالياً عندما اعترضت... عندما شلحت على الأرض كتاباً ظالماً للسيد كان يوزع مجانا.ً.. انتصاراً للسيد احتجاجاً على قلة الوفاء.
    أحببت مؤسساته... وكنت أقول دائماً بأنه نجح ويجب أن يدعم في ذلك. والنجاح بذاته قيمة... له ولنا... وللأيتام وسائر التلامذة الفقراء... وسائر الفقراء. وكنت أنقده في ذلك... أنتقد ما يسمى فردانية، وفي لحظة انتبهت إلى أن المتحد الاجتماعي والديني الذي أنتمي وينتمي إليه السيد لا يستطيع أن يعمل مع مؤسسة تداولية... وأن الواحد منا إن كان كبيراً كبر أو تكبر على المشاركة فإن كان غير ذلك لم يكن قادراً على الالتزام بمقتضيات التراتب في العمل... فالجماعية في العمل انتهت دائماً إما إلى الخراب وإما إلى استئثار البعض دون الشركاء. وقد كتب السيد من زمان تحت عنوان: «مشاريع دينية بلا دين». لقد آثر أن يعمل لا أن يمتدح ولو بالباطل... فشكل مؤسسته... منظمته ممن يوافقونه ولا يصادرهم ولا يحرصون على مخالفتهم فكان أقرب إلى رب العمل بروح القائد والمرجع. ومن هنا، كان نجاحه. أما أنها أسرية فهي كذلك وأنا أتحفظ عليها. ولكن، هل هناك ممن يؤاخذونه عليها لا يتصرفون بشكل عائلي أو أسري وغير مفيد أو ضار بالجماعة (الطائفة) وغيرها، وهناك طبعاً من ينقد عن قصور. والآن، لكم أغنى أن تثبت المؤسسة بكل العاملين فيها ومراتبهم أنها مؤسسة على أساس متين وأن رعاية السيد مستمرة فيها... وإلا فسوف يتحسر المحبون أكثر على رحيله، على أن هذا الرجاء كما أعرف تتوفر له عناصر التحقيق.
    كنت في النجف مع ثلة من المهمومين فكرياً نقرأ ونكتب ونعد أنفسنا أن نضارع أو نسبق نماذج باذخة... السيد محمد تقي الحكيم والشيخ محمد مهدي شمس الدين والسيد محمد حسين فضل الله... ونغيب عنهم ونعود إليهم... فيخيب أملنا لأننا نجدهم قد تقدموا علينا أضعاف ما تقدمنا نحوهم. وبقيت حتى الآن كما قلت للسيد بأنه تحول مع الآخرين، الحكيم وشمس الدين، إلى رقباء على حبري وحرموني من قول كثير مما أردت قوله... حتى إذا غاب واحد منهم أردت أن أكتب ما كنت قد أوقفته حرصاً على رأيهم وخوفاً من (زعلهم). ولكني لا أكتب لأن احتمال الاختلاف تحول في داخلي إلى ممانعة... وهكذا نجوت من كثير من الاستعجالات.
    ولأنه عالم حقيقي... كان شاباً حقيقياً وفي لحظة انكشاف مشروع الدولة في الوطن العربي، كان واحداً، وإن مميزاً من الشباب العلماء الذين انخرطوا أو أسسوا أطراً سياسية وحزبية، للتغيير بالثورة والانقلاب بعد نشر الفكرة والفكر الإسلامي الذي يسندها... وقد كانت شراكته في «حزب الدعوة» مدخلاً واسعاً إلى بيت الوحدة والتقريب بين المسلمين الذين اختاره نهجاً من دون أن يتنصل من خصوصيته الشيعية... بل وقبله الآخرون محترمين فيه عدم الميل إلى النفاق أو المجاملة... مكتشفين رسوخ عقل وفكر التوحيد في تكوينه ووجدانه... وإن كانت بعض الأحداث تلتبس عليه أحياناً فيبدو وكأن أمراً قد طرأ على وحدويته... وكان البعض يفسر ذلك بضغوط معينة عليه... أو أنها اللحظة... أو أخطاء الآخرين في التصرف... ولا يخلو أي بيت أو طائفة ممن لا نقص في خبثه أو غبائه.
    لأنه كان شاباً حقيقياً، أراد أن يكون شيخاً... قائداً حقيقيا.ً.. من دون اختزال أو (انخزال) فقرر أن يتصدى للمرجعية في ظرف حرج وبعد صبر يؤكد حكمته وعقله المنظم. وفي لحظة أصبحت فيها مرجعية الطرف الشيعي أمراً محظوراً لا مجرد سلوك تاريخي تأسس على مرجعية النجف من دون أن تعمل هذه المرجعية على منع التفريع لصالح المركز المرجعي المتعدد في الأصل. ولم تكن مرجعية النجف تحمل هواجس سياسية خاصة... بل كانت تمارس اعتراضها واحتجاجها من موقع المسؤولية الأخلاقية ومن موقع المواطنة.
    ومبكراً، وفي أواسط الثمانينيات، أبلغ السيد قيادة «حزب الدعوة» بأنه يعتذر عن مواصلة عضويته في مجلس فقهاء الحزب مع ثقته بزملائه الآخرين، ولم يعاد شباب الحزب وقيادته التي اتفقت أو اختلفت معه أو فيما بينها. لملم دفاتره الحزبية، وفتح كتاب المرجعية على أهلية يراها كثيرون مزينة بشروط جديدة اقتضاها المستجد في الحياة والمعارف.
    وكذلك فعل الإمام السيد محمد باقر الصدر وكأنهما عادا فاكتشفا أن العمل الحزبي والحرفة السياسية هي مقام افتراق وشقاق بينما المرجعية هي مقام انعتاق واتفاق... فانعتقا وذهبا إلى الوفاق مع القاعدة المؤمنة الموصولة بقواعد الوطن والاجتماع الوطني بكل تلاوينه وألحانه... من دون استنكاف عن إعلان الموقف في اللحظة الداعية إليه ومن دون توقع حصول الإجماع على صوابه دائماً... وقدرت له ذلك كل القوى السياسية حتى التي تختلف عنه أو معه.
    وبعضهم اندفع نحوه للتعويض عن الماضي من جهة... ولأنه اكتشف أن موقعه لا يتزعزع وأنه حاجة تصل إلى حد الضرورة وهذه براغماتية مقبولة بشرط أن تكون خالية من الدغل وشفافة.
    وآخرون لم يقصروا... فعادوا إليه معترفين بدوره التأسيسي الرائد في أفكارهم وأعمالهم... وأصبحت لدينا حالة من التنازع أو التجاذب الشيعي لشخصية السيد. وكان رضاه مطلوباً ولو شكلاً بصرف النظر عن كونه راضياً أم لا. وهو يرضى ولكنه لا يمتنع عن الشكوى إذا ما وجد أذناً تبث إلى القلب لا في هواء العصبيات.
    أليس من هنا كانت له هذه المكانة في العالم العربي والإسلامي الذي يختلف معه ويتفق ولكنه يقدر ويحترم ويسعى إلى اللقاء والإصغاء؟ هنا يتمايز العرب عن غيرهم، على ما فيهم من مساوئ، يتمايزون بأنهم يحبون المعتدل والمستقيم والصريح والشجاع حتى لو كان ضدهم. وقال كلاماً سلبياً عنهم... في مقابل آخرين يزعجهم الحب... وأحياناً يزعجهم الإخلاص والصراحة والتشبث بالاستقلالية لما فيها من مصلحة مشتركة.
    تحية له... صابراً على المرض منذ عقود وصابراً على الأذى منذ عقود... كأنه تمرن في الصبر على المرض الجسدي ليتأهل للصبر على القهر الروحي... أو العكس... هذه الدنيا عكوس... عكوس... أما الآخرة فهي استحقاق الفرد لا جماعته التي قد تنصفه وقد تظلمه ولكنها لا تأخذه إلى الجنة ولا إلى النار... هنا يحلو لنا أن نقلد السيد محمد حسين فضل الله في اجتهاده في الصبر على الأعداء والأصدقاء معاً.
    رحمه الله الرحمان الرحيم كفاء رحمته التي ترجمها مياتم تعيد اليتم إلى مفهومه الصحيح (الفرادة) وهنا كانت فرادته... كأنه يتيم قد يكون هناك... أو أنه هناك وهنا وهنالك من هو أعلم منه... ولكنهم أو بعضهم لأسباب ذاتية أو موضوعية أو منهجية أكاديمية محترمة لا تميل إلى تسييل محتواها العلمي اجتماعياً فينعزلون. أما هو فقد اختار أن يكون نخلة عربية يزينها الإيمان الكبير والإسلام الواسع الرحب العظيم بالسعف والمذاق الرطب. وهي شاخصة يراها البعيد والقريب من دون أن يتعب بصره أو بصيرته.
    نخلة طويلة... طويلة... من لم يحسن ارتقاءها لذوق جناها، قصفها بحجارة الكلام فلم يأته منها إلا ثمرات معطوبة وغير سائغة.
    أما الأصفياء وأهل المحبة، وإن اختلفوا، فإنهم يهزونها كما هزتها العذراء فأسقطت عليها رطباً جنياً... والنخبة... الكلمة الطيبة الراسخة في الأرض تؤتي أكلها كل حين... كلما ارتفعت نحو السماء اتسع ظلها على الأرض ونعم الأحبة بفيئها... ظلاً وارفاً هو ظل الروح وإن غاب الجسد... وغلالاً وعطاءً متجدداً من الحبر الذي لا يجف وإن جف الدم في الجسد وانهمر دمعاً مالحاً على وجنات الأحبة... «دانية عليهم ظلالها وذللت قطوفها تذليلا».
    إلى ظل الله هانئاً مضى... وهنيئاً له هناك ما يطعم جزاء على أطعم.
    صحيفة السفير 5 تموز 2010

    __________________

  3. #138
    تاريخ التسجيل
    Mar 2003
    المشاركات
    119

    افتراضي



    رحيل راعي المقاومة

    كلما مضى عالمٌ كبيرٌ إلى سبيل ربه استرجعنا الحديث الشريف: «إذا مات العالِم ثُلم في الإسلام ثلمةٌ لا يسدها شيء»... وهو أصدق ما يكون انطباقاً على سيرة العلامة المجاهد السيد محمد حسين فضل الله، وأكثر من يتلمس أثره المقاومة الإسلامية في لبنان.
    هناك إجماعٌ على دوره الريادي في لبنان والعالم العربي، فكرياً وفقهياً وحركياً، فضلاً عن دوره العملي في حركة التقريب بين المذاهب، في بلدٍ متنوع المذاهب والطوائف والأعراق، خاض حرباً أهلية لخمسة عشر عاماً. ويُجمِع على أهمية دوره الوطني التوحيدي كلُّ من تحدّث عنه، أو أبّنه ورثاه، إسلامياً كان أو مسيحياً، سنياً أو درزياً أو مارونياً كتائبياً. والمحافظة على وسطيتك في بحرٍ طائفي مضطربٍ تحتاج إلى قلبٍ واسعٍ كالمحيط.
    ليس احتضان مرجع ديني لأبناء طائفته غريباً فتلك من المسلمات، إنما الغريب أن يلجأ إليك أبناء مذاهب أخرى ليضعوا زكواتهم وحقوقهم الشرعية بين يديك لتتصرف فيها كما تشاء، ثقة بنزاهة قصدك ونظافة يدك، ولِمَا يرونه من مشاريع تنفع الناس. بل يلجأ إليك أتباعُ أديانٍ أخرى لتحلّ قضاياهم الشخصية ومشاكلهم العائلية ثقةً بعدالتك وتقواك... فتلك من أخلاق القلب الواسع كالبحر المحيط.
    الثلمة لا يسدها شيءٌ برحيل هذا العلامة المصلح المجاهد، وسوف يترك فراغاً كبيراً كبيراً، وستمضي أعوامٌ حتى تبزغ شخصيةٌ إسلاميةٌ قياديةٌ بمثل هذا الحضور السياسي والفكري والحركي المؤثر. وقد تمر فترةٌ قد تطول، حتى يستوعب الواقع غياب فضل الله عن الساحة، وما سيمثله ذلك من فراغ كبير.
    على أن أسرع من سيستشعر أثر ذلك الغياب، المقاومة الإسلامية في لبنان. فقد كان أكبر حامٍ لها، ومنظّر لفكرتها، ومدافعٍ عنها في أحلك وأصعب الأوقات... وكم مر على لبنان في الأعوام الأخيرة من أوقات حالكة السواد.
    في سنوات نهوض المقاومة في الثمانينيات، دأب الإعلام الغربي على وصفه بـ «الأب الروحي لحزب الله»، وهو شرفٌ لم يدّعِهِ، وتهمةٌ لم يتبرأ منها، فالرؤية الفكرية والعقيدة الجهادية تجمعانه بالحزب الذي حقّق الله على يديه الانتصار في زمن الهزائم.
    في بيان نعيه، أكّد قائد المقاومة السيد حسن نصر الله، أنه وأصحابه كانوا من تلاميذ منبره، ومن المصلين في جماعته، منذ كانوا فتيةً يهتدون بكلماته ويقتدون بسيرته. ورسم حجم الثلمة بدقةٍ حين قال: «لقد فقدنا أباً رحيماً، ومرشِداً حكيماً، وكهفاً حصيناً، وسنداً قوياً في كل المراحل».
    المعادلة الصعبة التي حقّقها فضل الله، أن تكون من أهل الحوار مع الآخر بالحكمة والموعظة الحسنة، وتبقى من المتمسكين بمبادئك، والرافضين للظلم، والمقاومين للمحتل، والصابرين على الشدائد، في فترات المحن والفتن.
    في قضية المقاومة التي ستحدّد مصير ومستقبل المنطقة، كان موقفه واضحاً كالشمس، قاطعاً كالسيف. ففي حرب تموز، حيث تآمر من تآمر، وثبّط من ثبّط، وقف يشدّ أزر المرابطين على الحدود ممن أوقفوا زحف العدو وكسروا شوكته: «أيها البدريون، المجاهدون في خيبر الجديدة، ممن أحبوا اللهَ ورسولَه وأحبّهم اللهُ ورسولُه».
    أسّس للحالة الجهادية، وتعهّدها تربية وتوجيهاً ودعماً، كزرعٍ أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه، حتى ترسّخت وأزهرت عزاً وكرامةً للأمة... ومجداً واستقلالاً وحرية لبلده لبنان.



    قاسم حسين
    صحيفة الوسط البحرينية - العدد 2860 - الثلثاء 06 يوليو 2010م الموافق 23 رجب 1431هـ







  4. #139
    تاريخ التسجيل
    Mar 2003
    المشاركات
    119

    افتراضي


    فضل الله في ذمة الله

    قبل عشرة أيام، حمل البريد الإلكتروني رسالةً من المكتب الإعلامي للسيد محمد حسين فضل الله، تتضمن خبراً عن إصدار شعري جديد، بعنوان «في دروب السبعين»، وكان الغيب يخبّئ للمتلقين أنه سيكون آخر إصدارات المرجع الديني الذي يخطو في الخامسة والسبعين.
    مسيرةٌ طويلةٌ على دروب العلم والعطاء والجهاد، بدأها السيّد في النجف الأشرف، حيث وُلد العام 1935، لأبٍ لبناني مهاجرٍ لطلب العلم في حاضرة العلوم الإسلامية الكبرى. وتلقى الدروس الأولى على يد والده وهو دون العاشرة، ليتتلمذ لاحقاً على أيدي كبار مراجعها كالسيّد الخوئي والسيد محسن الحكيم، حتى انتهى أستاذاً للفقه والأصول في الحوزة العلمية. وفي العام 1966 يعود إلى لبنان، ليؤسّس حوزةً دينيةً، وليشارك مع آخرين بعد عشرين عاماً، في تأسيس حزبٍ سيحمل على عاتقه مسئولية تحرير أرض الجنوب وطرد الجيش المحتل، وتسجيل ملحمتين كبريين خلال ستة أعوام، بعدما استسلمت الأمة للهزائم المتراكمة خلال ستين عاماً.
    كان فضل الله يدعو إلى ضرورة انفتاح المرجعية على قضايا المجتمع على امتداد الأفق الإسلامي الواسع، ليكون من أبرز دعاة الوحدة ورواد فكرة التقريب بين المذاهب الإسلامية المختلفة التي تُسقى من ماءٍ واحد. وإلى جانب عطائه الفقهي والفكري والحركي الغزير، اهتم فضل الله كثيراً بحقل العمل الخيري، فقام بإطلاق مشروع «المبرَّات الخيرية»، تلك التجربة المؤسساتية الاجتماعية الرائدة، التي ركّزت على رعاية الفقراء واحتضان الأيتام، في ظلّ اقتصادٍ رأسمالي جائر لا يقيم للأخلاق وزناً. ومثل هذه الرعاية تفسّر طلب الإصلاح من الجذور، فمهما نجحت في السياسة، فإن نجاحك سيكون في مهب الريح مادام مجتمعك مفكّكاً، هشّاً، وقابلاً للانهيار... إذا كان متساهلاً بشأن مصير الفقراء والأيتام الذين قد تجرفهم الحاجة إلى الانحراف.
    إلى جانب هؤلاء، شملت تجربة المبرَّات ذوي الاحتياجات الخاصة، من المكفوفين والصم وأصحاب الإعاقات الحركية، وهم من الفئات الضعيفة في مجتمعاتنا التي تسقط سهواً من حسابات السلطتين التنفيذية والتشريعية رغم أنها تمثل ما لا يقل عن خمس عشرة في المئة من أبناء المجتمع. ويمكن اكتشاف الريادة في ذلك عند تذكّر الأدوار التقليدية للمرجعيات الدينية، التي تتركز غالباً في مجالات التبليغ والإرشاد والإفتاء والكتابة والخطابة الموجَّهة للأصحاء دون أصحاب الإعاقات.
    إلى جانب تجربة مدارس «المبرّات»، المأخوذة من البِرّ والإحسان، اهتم فضل الله منذ السبعينيات بإنشاء العديد من المؤسسات الصحية والتجارية والإعلامية والسياحية، معتمداً على مساهمات أهل الخير والمؤمنين بأفكاره ومريديه، بالإضافة إلى توظيف الأموال الشرعية، ليقدّم نماذج حيّة فيما يمكن أن تفعله هذه الأموال إذا ما تم توظيفها تحت أعين ورقابة المجتمع، بمنتهى الشفافية والوضوح، فلا يكون ثمة شكوكٌ أو تساؤلات عمّا تنتهي إليه تلك الملايين.
    العمل المؤسسي في حالات غياب الدولة أو تقصيرها، يصبح وجوده واستمراره ضرورةً، لضمان كرامة المجتمع وتحصينه من الآفات التي تدمّر الأخلاق، بحماية آلاف الفقراء والمرضى من العوز وانكسار الحاجة وذلّ المسألة.
    خمسة وسبعون عاماً قضاها المرجع الكبير، تعلماً وتعليماً، وإرشاداَ وتنويراً، وتحصيناً للمجتمع ورعايةً للفقراء... لمثل هذا فليعمل العاملون.



    قاسم حسين
    صحيفة الوسط البحرينية - العدد 2859 - الإثنين 05 يوليو 2010م الموافق 22 رجب 1431هـ




  5. #140
    تاريخ التسجيل
    Mar 2003
    المشاركات
    119

    افتراضي

    المرجع فضل الله

    انتقل إلى رحمة الله تعالى صباح أمس المرجع الديني الكبير آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله (75 عاماً) بعد معاناة مع المرض أدخل بسببه المستشفى قبل أسبوعين، ولكن حالته تدهورت والتحق بعد ذلك بالرفيق الأعلى، مخلفاً وراءه تراثاً علمياً وسياسياً، ومشروعات اجتماعية، ونشاطاً استمر على مدى عقود من الزمن اتسم بالأصالة وبالرقي وبالصلابة في الدفاع عن المبادئ الإسلامية الواقفة مع المظلومين والمستضعفين، ومات صابراً على كل الآلام، ولكن آلامه كانت وقوده لمزيد من الصبر والتضحية والعطاء.
    لم يكن فضل الله يفارق لبنان أثناء كل الحروب والمصائب، بل إن إنتاجه الفكري كتبه تحت أصوات الرصاص في معظم الأحيان وعلى ضوء الشموع، واتخذ مواقفه الصلبة سياسياً والمعتدلة فكرياً، ولاقى بسبب ذلك استهداف الأجهزة السيئة التي حاولت تصفيته جسدياً مرات ومرات، وتحمَّل الضربات التي كانت تأتيه من آخرين في المحافل الدينية بسبب مواقفه الفكرية المعتدلة.
    كان فضل الله صوتاً فريداً من نوعه، وعندما كانت العواطف تنجرف باتجاه ما، كان يعقلنها بحواراته الهادئة، ولم يتخلَّ عن سفراته إلى المؤتمرات في مختلف أنحاء العالم إلا بعد أن أصبح مستهدفاً جسدياً... كان يزورنا في لندن سنوياً أثناء مؤتمرات «رابطة الشباب المسلم» حتى العام 1984، وشهد تمزُّق الساحة الإسلامية آنذاك، وكان يحث الجميع على التماسك... وفي أحد آخر المؤتمرات التي حضرها في لندن في ديسمبر/ كانون الأول 1983، كانت الخلافات تعصف من كل مكان، وكان الناشطون الإسلاميون من العراق والبحرين والكويت قد بدأت تدبُّ فيهم الخلافات، وكان موقفه كالأب الناصح لجميع أبنائه، حتى أنه حذر من التنافس السلبي على تزعم النشاطات مستشهداً بقول الشاعر «قومي رؤوس كلهم... أرأيت مزرعة البصل؟».
    في مطلع الثمانينيات عندما كان يحلُّ ضيفنا في لندن، كنا نحجز وقته جماعات جماعات، ونجلس نحاوره عن إيران وعن العراق وعن لبنان وعن البحرين، وكانت أريحيَّته وتفاعله ومتابعته لأنباء كل بلد من البلدان الإسلامية واضحة ودقيقة، وكنا نسأله عن الخلافات الفكرية والاتجاهات داخل الجمهورية الإسلامية الإيرانية وعن الحزب الجمهوري الإسلامي (قبل اغتيال قياداته في 1981) وعن حزب الدعوة الإسلامية... وكان يجيب بكل ما لديه من قدرة فكرية. كان يصحو باكراً لصلاة الفجر، ويقرأ القرآن، وكان يطلب جلب الصحف اللبنانية الرئيسية بأسرع ما يمكن صباح كل يوم ويقرأ الأخبار بتمعن شديد، ومن ثم يبدأ نشاطاته الأخرى.
    كنت شخصياً – وآخرون أيضاً مثلي – نرسل الأسئلة بين فترة وأخرى إلى مكتبه في لبنان، وكان يجيب عن أسئلتنا التي نتحاور فيها... كان يجيبنا على الاستفسارات السياسية - الدينية الحرجة، إما بخط يده أو بالآلة الكاتبة، ومن ثم كنا نأخذ تلك الأجوبة لاجتماعاتنا الأسبوعية لنتحاور فيها ونتغذى منها.
    فضل الله كان فقيهاً، مجاهداً، مفكراً، شاعراً، سياسياً، وكان قبل أي شيء ملتزماً بمبادئه ولم يهتز أمام العواصف، وصبر على الأذى من كل جانب، وغادرنا رافعاً رأسه في دنياه، وانتقل إلى جوار ربه حيث مقامه الرفيع.



    منصور الجمري
    صحيفة الوسط البحرينية - العدد 2859 - الإثنين 05 يوليو 2010م الموافق 22 رجب 1431هـ







  6. #141
    تاريخ التسجيل
    Mar 2006
    المشاركات
    1,523

    افتراضي

    بعد تردد ومشاورات بدأت مراجع ايران تنعى السيد المرجع وبعد الخامنئي قال مكارم الشيرازي
    المرجع مكارم شيرازي:

    كان العلامة فضل الله سدا منيعا في لبنان أمام هجمات الأعداء

    قم المقدسة - ايكنا: أصدر المرجع الديني سماحة الشيخ «ناصر مكارم شيرازي» اليوم الثلاثاء بيانا نعي فيه رحيل العلامة المجاهد آية الله السيد «محمد حسين فضل الله»، مؤكدا ان هذا المرجع المجاهد كان سدا منيعا أمام هجمات الأعداء.

    المرجع الدينی سماحة الشيخ «ناصر مكارم شيرازی»
    وافادت وكالة الانباء القرآنية العالمية نقلا عن مكتب الشيخ مكارم شيرازي ان سماحته اصدر اليوم بيانا جاء فيه:
    "بسم الله الرحمن الرحيم.
    ان رحيل العالم الجليل سماحة آية الله العلامة السيد محمد حسين فضل الله (قدس سره) المؤلم احدث موجة من الحزن والاسي في عالم التشيع.
    كان هذا الفقيد السعيدفي لبنان سدا منيعا أمام هجمات الأعداء، حيث كان يحافظ علي خندق الاسلام بشجاعة وحسن تدبيره.
    اني إذ اعزي عائلته الشريفة وعلماء لبنان كافة والشعب اللبناني العزيز بهذا المصاب الجلل، اسئل الله تعالي ان يتغمده برحمته الواسعة وان يلهم ذويه الصبر والسلوان".
    ناصر مكارم شيرازي
    610567
    http://iqna.ir/ar/news_detail.php?ProdID=610918


    La raison du plus fort est toujours la meilleure ..





    الحاجة ليلىمشاهدة ملفه الشخصيإرسال رسالة خاصة إلى الحاجة ليلىالبحث عن المشاركات التي كتبها الحاجة ليلى


  7. #142
    تاريخ التسجيل
    Mar 2006
    المشاركات
    1,523

    افتراضي

    والتحق الشيخ الاصفي بالمعترفين بفضل السيد المرجع وأصدر بيانا أكد فيه على أنه
    المرجع والمجاهد ....الخ
    لن تكون هذه البيانات الا كشفا لما سُتر خلال 16 سنة منذ أن أطلق السيد مرجعيته

  8. #143
    تاريخ التسجيل
    Jul 2004
    الدولة
    أرض الله الواسعة
    المشاركات
    6,631

  9. #144
    الحسيني غير متواجد حالياً مشرف واحة المضيف والتراث الشعبي
    تاريخ التسجيل
    Oct 2003
    الدولة
    خير البلآد ما حملك
    المشاركات
    1,868

    افتراضي

    بســـــم الله الرحمن الرحيم
    اللهم رضاً بقضائك تســليماً لأمرك لامعبود ســواك
    وإنا لله وإنا اليه راجعون
    تلقينا بحزن شديد نبأ إرتحال آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله الى جوار ربه
    هذا العالم الرباني الذي إقتبسنا من نور فكره الرسالي وشجاعته وحركيته كنا نستنير به لما كاد الشباب المسلم أن يتيه في ظلمات جاهلية العصر الحديث ولازلنا في المانيا ندافع وننشر الأسلام المحمدي الأصيل بنور علمه ونضوجه
    وبهذا المصاب الجلل تتقدم الجمعية العراقية الثقافية الأجتماعية في المانيا ـ مدينة إسن , تتقدم لصاحب العزاء الأمام المهدي عجل الله فرجه والى مراجع الدين العظام وعائلة السيد فضل الله ولجميع المسلمين بأحر التعازي سائلين المولى المليك المقتدر أن يجعل له مقعد صدق مع محمدٍ وآلِ محمد وحسن أولئك رفيقاً
    ونعاهد السيد فضل الله أن نسير على نهجه الرسالي ونكافح ما أستطعنا من أجل كل الكلمات السواء بين المسلمين لتوحيد كلمتنا ونقف ببركة فكره على أرض صلبة أمام كل التحديات
    والسلام على السيد فضل الله يوم ولد ويوم إرتحل الى جوار ربه ويوم يبعث حياً
    مجيد الطائي
    د. محمد العبودي
    السيد عبد الوهاب الياسري
    صباح مراد

    Irakische Sozial und Kulturgemeinde e.V.
    Scmitzstr. 8
    45413 Esse


    Essen, 05.07.2010


    [blink]أللهمَ أحيينا حياةَ محمدٍ وألِ محمدٍ وأمتنا مماتهم[/blink]

  10. #145
    تاريخ التسجيل
    Feb 2003
    المشاركات
    29,596

    افتراضي

    لا ينكر فضل الله إلا الجاحدون . بقلم : د. حامد العطية
    التاريخ : الثلاثاء 06-07-2010 03:12 مساء

    الكاتب: د. حامد العطية
    .
    وفاة المرجع الكبير السيد محمد حسين فضل الله فاجعة كبرى، ليس للشيعة أو مقلديه فقط،، بل للأمة الإسلامية جمعاء، كان الفقيد مرجعاً فذاً مطوراً، انبرى للكثير من المعتقدات والمسلمات المنتشرة بين الفقهاء، القدماء والمعاصرين، وتناولها بالبحث والتحليل والتمحيص، بتجرد وموضوعية، وخلص إلى نتائج هامة بشأنها، بقصد كشف الحقائق وتنوير العقول، فاستحق منا كل الحمد والثناء على ذلك.

    لم يكن العلامة الراحل فضل الله مرجعاً، مثل غالبية مراجع الدين، الذين يكتفون بالبحث والتأليف والافتاء، بل كان قائداً للتغيير والتطوير، ومصلحاً اجتماعياً، تفاعل بعمق مع قضايا الناس القريبين والبعيدين، مسخراً طاقاته من اجل تطوير أوضاعهم، وكان للمحرومين النصيب الأوفر من اهتمامه ورعايته.

    كان رحمه الله وطيب ثراه مجاهداً في سبيل الله، ومدافعاً عن حقوق البنانيين والعرب والمسلمين في التصدي للعدوان والاحتلال والاستيطان الاجنبي، وكان لمواقفه وتوجيهاته الأثر الكبير والبالغ في انتصار المجاهدين المقاومين في لبنان، مما اثار استياء وسخط المستكبرين الأمريكان والصهاينة وعملائهم في المنطقة، فتداعوا لاغتياله، ولكن سهام غدرهم واجرامهم ذهبت طائشة، ونجاه الله من مكرهم ليكمل مهمته الجليلة.

    كان المرجع الراحل متواضعاً قريباً من الناس، وقد انطبعت في ذاكرتي صورة له، وقد توسط جمع من طلاب إحدى المدارس، التي تديرها مؤسسته الخيرية والتربوية، وقد عرف بحرصه على الالتقاء بطلابها، والتقاط الصور التذكارية معهم عند تخرجهم أوانتقالهم من صف لآخر.

    وكان العلامة فضل الله من صفوة العلماء الذين جمعوا بين العلم والعمل والجهاد، ووفاته خسارة فادحة للجميع، ومن المؤسف أن بعض الشخصيات والجماعات الشيعية العراقية استغلت هذه المناسبة الحزينة لتنبش خلافاتها مع المرجع الكبير، والمثال على ذلك خبر وفاة المرجع الكبير كما أوردته احدى المواقع العراقية الشيعية على الانترنت، وكما يلي: " افادت مصادر لبنانية مطلعة أن رجل الدين اللبناني محمد حسين فضل الله قد توفي صباح هذا اليوم في مستشفى بهمن ببيروت في العاصمة اللبنانية، وكان فضل الله قد ادخل المستشفى قبل يومين بعد تعرضه إلى نزيف في الدماغ ولم يتمكن الاطباء من ايقافه، كما أن كليتية قد توقفتا بشكل كامل لكونه مصاب بالسرطان، يذكر أن السيد محمد حسين فضل الله قد اصدر موجه كبيرة من الفتاوى والأفكار التي اعتبرتها المرجعية الدينية في العراق وإيران خارجة عن المذهب" وأقل ما يقال في هذا التعليق بأنه غير لائق.

    وكان الأجدر بهؤلاء الشيعة العراقيين الاطلاع على تأبين حزب الله في لبنان للفقيد الراحل والذي أثنى فيه على علم وجهاد وانجازات فقيدنا العظيم، وهو كما وصفه بيان حزب الله "العالم الإسلامي الكبير الذي ملأ الساحة بعلمه وجهاده ومواقفه وتربيته ومؤلفاته".

    والواجب علينا استذكار سمات وقيم ومواقف وسلوكيات وانجازات العلامة الراحل واتخاذها نموذجاً، نقيس عليه اداء علماء الدين في الحاضر والمستقبل، كما ينبغي علينا استكمال تحقيق أهدافه العظيمة في توحيد كلمة المسلمين وتحرير أوطانهم وأراضيهم المعتصبة، وتخليصها من المحتلين، واصلاح مجتمعاتنا وتطوير أحوالنا.





  11. #146
    تاريخ التسجيل
    Feb 2003
    المشاركات
    29,596

    افتراضي

    مشيداً بمناقب الراحل الكبير وجهده لتعزيز الوحدة الإسلامية
    تعازي رئيس وحكومة وشعب الإمارات في العلامة والمرجع الديني فضل الله
    ينقلها وزير التعليم العالي الاماراتي لعائلة الفقيد وكبار المسؤولين اللبنانيين

    [/align]

    الاتحاد : قدم معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التعليم العالي والبحث العلمي أمس تعازي صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله وحكومة وشعب دولة الإمارات العربية المتحدة إلى الحكومة والشعب اللبناني وعائلة الفقيد العلامة والمرجع الديني السيد محمد حسين فضل الله، وذلك في مسجد الإمامين الحسنين في الضاحية الجنوبية لبيروت حيث ووري الثرى في باحة المسجد.

    وقدم معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان والوفد المرافق له التعازي لعائلة الفقيد وكبار المسؤولين اللبنانيين، مشيداً بمناقب الراحل الكبير وجهده لتعزيز الوحدة الإسلامية.

    وكان في استقبال معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان والوفد المرافق عند مدخل المسجد عدد من أركان الحكومة اللبنانية وأعضاء المجلس النيابي ورجال دين وعائلة الفقيد الذين عبروا عن شكرهم لهذه المبادرة الكريمة.





  12. #147
    تاريخ التسجيل
    Feb 2003
    المشاركات
    29,596

    افتراضي

    فضل الله يبهرني أكثر من غيره فزيارتك له تعني تأكدك من حصول نقاش حقيقي محترم وشعور بأنك أصبحت شخصاً أفضل
    [line]-[/line]السفيرة البريطانية في لبنان عن فضل الله في مدونتها حول وفاته:
    رحيل الرجال الشرفاء

    تناولت السفيرة البريطانية فرنسيس غاي في مدونتها الاسبوعية على الموقع الالكتروني للسفارة في بيروت غياب المرجع الشيعي
    العلامة السيد محمد حسين فضل الله ، فكتبت

    تحت عنوان " رحيل الرجال الشرفاء ":

    " [align=justify]
    احدى المزايا التي يتمتع بها الديبلوماسي تتمثل في نوع الاشخاص الذين يلتقيهم ، الكبار والصغار ، الشغوفين والغاضبين منهم . ويحب الناس في لبنان ان يسألوني عن السياسي الذي اعجب به الاكثر من غيره . انها مسألة غير عادلة ومن الواضح ان العديد منهم يسعون الى تقديم اجوبة سياسية خاصة بهم . عادة اتجنب الرد بالإشارة الى اولئك الذين استمتع بلقائهم والذين يبهرونني اكثر من غيرهم .

    حتى الامس كان جوابي المفضل الاشارة الى سماحة السيد محمد حسين فضل الله ، اعلى مرجع شيعي في لبنان وزعيم يحظى باعجاب العديد من المسلمين الشيعة في كل انحاء العالم . ولدى زيارتك له يمكنك ان تكون متأكدا من حصول نقاش حقيقي وجدال محترم وكنت تعلم انك ستتركه مع شعور بأنك اصبحت شخصا افضل . هذا بالنسبة الي هو الاثر الفعلي لرجل الدين الحقيقي الذي يترك اثرا في جميع من يلتقيهم وبغض النظر عن دينهم .

    بالامس توفي السيد فضل الله . لن يكون لبنان اليوم كما كان بالامس ولكن غيابه سيتجاوز شواطئ لبنان . ما زلت اتذكر جيدا عندما رشحت لمنصب سفيرة في بيروت . اتصل بي احد معارفي المسلمين ليقول لي كم انا محظوظة لانني سأحصل على فرصة لقاء السيد محمد حسين فضل الله . وكم كان فعلا على حق .
    واذا كنت قد حزنت لسماع الخبر ، فأنا اعلم ان حياة العديدين ستصبح محطمة . ان العالم يحتاج الى مزيد من الرجال مثل المستعدين للتواصل عبر الاديان والاعتراف بواقعية العالم المعاصر ولديهم الجرأة لمواجهة القيود القديمة . لترقد روحه بسلام
    [/align]" .

    [web]http://blogs.fco.gov.uk/roller/francesarabic/[/web]





  13. #148
    تاريخ التسجيل
    Feb 2003
    المشاركات
    29,596

    افتراضي

    سيّدي... يا عدوّ الرّاحة
    من أين يمكن يا سيّدي أن أستعيد شريط الذّكرى؟ من "أسلوبٍ للدّعوة" صغته بدم السّيرة العطرة وبحبر المعاناة قبل أن تصوغه بحبر المحابر...
    أم من "خطواتٍ على طريق الإسلام".. خطوتها عملاً وحركةً وجهاداً قبل أن تنسجها بدم الأقلام عصارة التّجارب وموعظة الأيّام...
    أم من "حوارٍ في القرآن" أضأت حروفه على ضوء الشّمعة هناك في "النّبعة"، في ليل الحرب اللّبنانيّة الدّامس، لتقدّم إلى اللّبنانيّين والبشريّة نموذجاً آخر في الشخصيّة التي لا تكون بنتاً لبيئتها، بل الّتي تصنع بيئتها، فتصوغ للجميع عالماً "يضجّ" بالحوار، بدلاً من أن تتجاذبه قذائف الحرب وسجالات القتل والعنف؟!
    من أين يمكن الإحاطة بك سيّدي؟
    من مئتي مؤلّفٍ وكتابٍ صغتها بدمك وعرقك وسيرتك، قبل أن تنثرها كتباً بين يدي القارئ، وصحفاً تترى في صقيع الأيّام وجليد المذاهب؟!
    وكيف يمكن يا أبا الجميع أن نطلّ على تراثك الضَّخم، والكلّ يشهد أنَّه من "نتاجك"... والكلّ يعرف أنّك تختفي خلف كلّ كلمةٍ ينطق بها، أو فكرةٍ يستهدي بها فكرَك ويستلهم فيها من وحيك، أو كلّ أسلوبٍ "أنشأته" روحاً وموعظةً في ربيع الأجيال المتعاقبة؟!
    أشهد يا سيّدي أنك سرٌّ من الأسرار.. في جهدك الّذي لا حياة فيه للتّعب، ونشاطك الّذي لا مجال فيه للرّاحة، وعطائك الّذي لا يعترف بالحدود... حدود السّاعات والأيّام والسّنين... والأزمنة...
    وأقسم سيِّدي أنّك خصم الرَّاحة الأوَّل.. تماماً كما أنت العدوّ المثاليّ لكلّ أولئك الّذين تجرّؤوا على قامة عطائك، وحاولوا النّيل من الاسم والجسم، ولم يستمعوا إلى نغمات الوعي في كلماتك، ولم ينهلوا من معين عذبها الصّافي، ليعرفوا أنّ "الحياة لا تحتمل الحقد".
    لا زلت أستمع إليك سيّدي... ولا زالت كلماتك تجوب عقلي ووجداني، وأنت تجيب جيوش المحبّين الّذين يقصدون دارك المفتوح سائلين ومستجدين: لماذا لا ترتاح؟ وأنت تجيبهم: "الرّاحة حرامٌ علينا وعلى أمثالنا"...
    ولا زال صدى ذلك الصّوت يتردّد في مسامعي للسّائلين عن سرّ هذه الطّاقة في جسدٍ تمرّد على "لهاث الستّين" و"دروب السّبعين"، فأعيا الأقربين والأبعدين. لقد قال الإمام الصّادق(ع): "ما ضعف بدنٌ عمّا قويت عليه النيّة"، ليردّد البعض معترفاً:
    وإذا كانت النّفوس كباراً تعبت في مرادها الأجسام
    ولا زالت تلك الكلمات ـ المواقف تحفر في وجداني، وأنت تستحضر شعراً لأحمد الصّافي النجفي، عندما سئلت عن سرّ هذا الانتصار على سنيّ العمر المتطاولة:
    [align=center]
    عمـري بروحي لا بعـدد سنينـي فلأسخرنّ غداً من التّسعين
    عمري إلى السّبعين يركض مسرعاً والرّوح باقية على العشرين
    [/align]
    أشهد يا سيّدي أنّني منذ وفّقت لأكون بين يدي خدمتك قبل حوالى ربع قرن، أنك لم ترتح يوماً، ولم تأخذ قسطاً من الرّاحة التي ينشدها الجميع...
    وأشهد يا سيّدي بعد كلّ تلك السنين الذهبيّة التي أتشرّف بالانتماء إلى مدرستها، أنّنا قرأناك في الكتاب الخطأ، فلطالما حاولنا أن نفهمك من خلال ما يمكن لأجسادنا أن تتحمّل من مشقّة وجهد... ولم نعرف أنّنا أمام جسدٍ من نوعٍ آخر، وأمام جسدٍ فيه ما فيه من طينة رسول الله(ص) وحركة عليّ(ع) وروح الأئمّة الأطهار من آل محمّد(ص)...
    سيّدي، أنا ما زلت أستمع إليك... تتلو عليّ وعلى أمثالي كلماتٍ وعظاتٍ هي من "عصير العمر"... لا بل هي عصارة الأيّام في خلاصة تجارب لا حدّ لها ولا حصر، وفي أصالة حركةٍ لم أقع على شيءٍ يشابهها في تجارب الآخرين...
    وها أنا ذا أحاول استعادة كلماتك، عندما حدّثتني قبل حوالى الأربعين يوماً عن خاطرةٍ عنّت لك في اللّيل فنسجتها شعراً:
    [align=center]
    أنا حسبي إن تغشّاني الدّجى في ظلام اللّيل آهات جروحي
    فالتفاتات حياتي فكــرةٌ سوف تبقى حلماً فوق ضريحي
    [/align]
    سيّدي، أنت سرّ في كلّ هذا العطاء المتنوّع، وهذا الصّدق الّذي لا حدود له في السّياسة وغيرها، وقد تساءل الكثيرون: كيف تستطيع أن تبقى على التزاماتك وثوابتك فيما تشيد كلّ جسور الحوار مع الآخرين... وأنت سرّ في هذه اللّمسة الحانية على كلّ النّاس، وفي نقطة الضّعف والقوّة، في هذا الحبّ الكبير للفقراء الّذين آثرت أن تكون بينهم وفي حصن مسجدهم حتّى بعد الرّحيل... وأنت سرّ في هذا السّلام الرّوحيّ الّذي يفيض رحمةً حتّى على أولئك "المعتدين"... وسرّ في كلّ هذه المناجاة "الحانية" التي صغتها شعراً رساليّاً وأدباً وجدانيّاً يفيض دعاءً وصلوات... وسرّ في الكثير الكثير ممّا قيل وممّا لم يقل، ولا زلنا نطوف من حول هذا السرّ، ونقرأ في كتاب حياتك وعمرك المكدود، لنفهم ونعي ونعمل، وأنّى لنا ذلك!...
    [align=center]علوٌّ في الحياة وفي الممات بحقّ أنت إحدى المعجزاتِ[/align]


    هاني عبد الله
    المستشار الإعلامي والسياسي
    لسماحة العلامة المرجع السيّد محمّد حسين فضل الله(قده





  14. #149
    تاريخ التسجيل
    Feb 2003
    المشاركات
    29,596

    افتراضي

    الراحل الكبير فضل الله في اللحظات الاخيرة يسأل عن صلاة الفجر ويتمنى سقوط اسرائيل ويكبر ثلاثاً بتأمل وابتسامة قبل ان ينام ليدخل في نزيف الموت

    (شبكة الفجر الثقافية) - (2010-07-07م)




    محمد علوش - قناة المنار:
    [align=justify]في اللحظات الاخيرة كان يسأل عن صلاة الفجر ..ويبتسم وينظر ناحية الباب ..ويتدخل ممرض ليضع وسادة تحت يده ويقول له "ارتاح يا سيد" ..فيجيبه السيد مبتسماً.."لن ارتاح قبل ان تسقط اسرائيل" .

    يصف السيد موسى فضل الله اللحظات الاخيرة لعمه الراحل الكبير "بانه كان يقول للممرضين هل حان موعد صلاة الفجر؟ .. فيقولون له لا ليس بعد فيكبر ثلاث مرات وينظر نظرة فيها تأمل ويبتسم ويقول سأنام قليلاً، ومن بعدها يحدث ذلك النزيف الذي يؤدي الى وفاته".

    ويتابع السيد موسى "ان ليلة الجمعة كان الراحل في حالة كبيرة من الارتياح وتم تفكيك كل الاجهزة الطبية من جسمه وكان منطلقا كعادته يسأل عن طبعة جديدة للقرآن ويتابع موضوع ديوان شعره الجديد الذي سيصدر قريباً ، ويقول له احد ابنائه سنغادر غداً وكل الامور على ما يرام فيجيبه السيد بالآية الكريمة "ولاتقولن لشيء إني فاعل ذلك غدا إلا أن يشاء الله "، ويضيف السيد موسى "ان القرآن الكريم كان حاضراً دائماً في خاطر ووجدان الراحل الكبير" .

    ويحدثنا السيد موسى عن الجوانب الانسانية في شخصية الراحل ويقول انه "منذ البدايات وفي منطقة النبعة انشأ السيد مستوصفاً لمساعدة الفقراء ومن بعدها انشأ جمعية المبرات الخيرية وكان يقول دائماً قول جده الإمام علي بن ابي طالب (ع) " الله الله في الايتام الله الله في الأيتام فلا تغبوا أفواههم ولا يضيعوا بحضرتكم "، وكان هاجسه الاهتمام بالايتام ليس في لبنان وحسب بل في كل المناطق العربية والاسلامية ".

    ويضيف السيد موسى " انه كان للراحل الكبير همان " هم المقاومة ، في العراق وفلسطين اينما كانت وبكل اشكالها ، وهمه الآخر حفظ الجمهورية الاسلامية الايرانية " . ومن بعد هذه الكلمات يتركنا السيد موسى للتحضير للتشييع .

    ومن بعدها نلتقي بالإعلامي محمد دكير الذي كان بصدد اصدار كتاب عن سماحة الراحل ويقول لنا "يحتار الانسان من اين يبدأ بالحديث عن السيد فضل الله، كان رجلا يفكر بطريقة انسانية وكان ملتصقاً بالناس ومنذ ان كان طفلاً في النجف كان يحب الالتصاق بالناس والفقراء" .

    ويضيف دكير " ان السيد كان يقوم بدور التقريب بين السنة والشيعة ويؤكد على الحوار الاسلامي - المسيحي وكان يقول انه من خلال الحوار تتولد الحقيقة ويجب علينا ان ننفتح على الاخر وان تحاور في كل شي، وانه هناك سؤال ليس له جواب" .

    ويتابع دكير "هو خسارة لاهل السنة والمسيحيين اكثر من الشيعة لانه كان جسر تواصل حقيقي وان كل من كان يجلس مع السيد كان يستشعر بصدقه وقربه" .

    ويضيف "ان السيد كان مفكراً اسلامياً وكان يحمل هموم الامة ولا سيما تحرير فلسطين وانه يجب ان تكون هناك مقاومة ، ولا سلام ولا مسالمة مع الصهاينة وكان ينظر الى القضية نظرة عقائدية وليس نظرة سياسية وان فلسطين هي مقدسات ويجب ان تتحرر" .
    ويتابع دكير "ان الراحل كان يدعو دائماً الى الإقتدار والى ضرورة اعتماد الشعوب على نفسها طعامها ..سلاحها.. وكان يؤكد على الكرامة الانسانية والعزة الانسانية" .
    ومن بعد كلام دكير ووسط تلاوة آيات من الذكر الحكيم من المساجد وقرع اجراس كنيسة مار يوسف في حارة حريك ينطلق موكب التشييع من امام منزل السيد الراحل في حارة حريك، ويجوب الموكب شوارع الضاحية بمشاركة حشد ضخم من المشيعين وسط انتشار صور السيد فضل الله في الشوارع، وتسجيلات تبث مواقفه وخطبه حول المقاومة وفلسطين والوحدة الاسلامية وغيرها من المواقف .

    تحولت الشوارع في الضاحية الجنوبية الى أوردة وشرايين كلها تنبض بحب السيد المرشد الحكيم الكهف الحصين، كثافة بشرية ضخمة تنطلق وعند وصول المشيعيين الى منطقة ساندريلا وهو مكان محاولة الاغتيال التي تعرض لها سماحته على ايدي المخابرات الاميركية عام 85 تصدح الحناجر بهتافات الموت لاميركا .

    الشوارع غصت بمئات الاف... الوجوه كلها حزينة الرجال.. النساء.. الاطفال..الكل يشعر باليتم وحرقته بفقد الأب الكبير وكان اللافت وجود اعداد كبيرة من القادمين من الكويت والعراق والسعودية والبحرين كما حضر التشييع ممثلون للرؤساء الثلاثة ولرؤساء الطوائف الدينية وعدد من الوزراء والنواب والرسميين .

    كما شارك في التشييع وفد رفيع المستوى من المسؤولين في الجمهورية الاسلامية الايرانية وآخر عراقي ضم 110 أشخاص بينهم كبير مستشاري رئيس الوزراء نوري المالكي، ووزراء ونواب ورجال دين ، كما وحضر رئيس اللقاء الديمقراطي النائب اللبناني وليد جنبلاط ونجله تيمور على رأس وفد وشارك في الموكب سيرا على الاقدام.

    وفي نهاية موكب التشييع الذي شكل حلقة بشرية واحدة من الانطلاق حتى الوصول صلي على جثمان السيد الراحل الكبير في مسجد الامامين الحسنين عليهما السلام والشوارع المحيطة بإمامة اخيه السيد محمد علي فضل الله، قبل ان يوارى الثرى في باحة المسجد.

    بوفاة الراحل الكبير آية السيد فضل الله فقدت الامة داعية من طلائع الدعاة الى الوحدة الاسلامية، وصوتا مدويا من اجل نصرة قضايا الحق والعدالة ومقاومة الظلم والعدوان، وداعما من ابرز دعائم قيام لبنان نموذجا للتعايش بين الحضارات والاديان، وظهيرا للمقاومة ظل حتى الرمق الاخير".[/align]





  15. #150
    تاريخ التسجيل
    Feb 2003
    المشاركات
    29,596

    افتراضي


    رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان اتصل بالسيد نصر الله معزياً بالفقيد الكبير السيد محمد حسين فضل الله

    (شبكة الفجر الثقافية) - (2010-07-07م)



    أعلنت العلاقات الإعلامية في "حزب الله"، في بيان لها، أن رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان، اتصل بالأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله معزيا بوفاة آية الله السيد محمد حسين فضل الله، ومعبرا "عن مواساته ومشاعره، وراغبا بابلاغ تعازيه الى عائلة الراحل الكبير وابناء الشعب اللبناني قاطبة".

    بدوره شكر نصرالله لاردوغان اتصاله وتعزيته، وشكره أيضا على مواقفه "ومواقف الشعب التركي تجاه القضية الفلسطينية، تلك المواقف التي أحيت الكثير من الآمال في العالمين العربي والاسلامي".





صفحة 10 من 23 الأولىالأولى ... 8910111220 ... الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. انا لله وانا اليه راجعون
    بواسطة حسين سعيد في المنتدى واحة المناسبات
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 15-06-2010, 12:28
  2. انا لله وانا اليه راجعون ....... الارهاب من جديد
    بواسطة محمد من الكوفة في المنتدى واحة الحوار العام
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 11-04-2008, 18:43
  3. مشاركات: 19
    آخر مشاركة: 28-01-2007, 15:15
  4. مشاركات: 17
    آخر مشاركة: 22-11-2006, 09:44
  5. انا لله وانا اليه راجعون
    بواسطة منتصر في المنتدى واحة الحوار العام
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 12-02-2005, 22:16

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم   شبكة حنة الحسين عليه السلام للانتاج الفني