نقف مع المالكي …لماذا؟ | عبد الصاحب الناصر
بعد هذه الدعوة سنجابه بالاف من الانتقادات و التشهير و الاتهامات و ربما بالسب . لا يهمنا ، لاننا لسنا مع عبادة القائد او الوالي او عبادة الشخص كما يدعون ، لكننا نقف مع العراق و مع كل من له موقف واضح مع العراق و مع شعبه و وحدته و الاكثر اهميه ان يقف مع العراق في محنته . و كل من يتصور ان داعش او البعث او القاعدة او الشغب او المناكدات هي بسبب وجود المالكي . انه شخص بعيد عن معرفة حقيقة الوضع العراقي اليوم و بعيد عما يدور في المنطقة و غير واعي لعمق المؤامرة . بل ربما يقف البعض مع الدواعش بدون علمه . ما الفرق بين ما تريد السعودية ، قطر ، تركيا ، البعث و داعش و كل الارهاب و ما بين ما يدعو له جماعة الطفل عمار الحكيم و الجاهل مقتدى الصدر ؟؟؟ لا فرق ، فكلهم يدعون لخلع المالكي . ما هو السبب ؟ هناك سببان لا غير . في ما يخص العراقيين . الاول ، لا شعور لهؤلاء بما هي ارادة الشعوب و ما هي حرية الاختيار بالطرق الديمقراطية . و الثاني ، تغذى و تطبّع هؤلاء على الولاء الاعمى للقائد ، فما يرونه في وجود المالكي هو من اعتقادهم و اعترافهم بوجود القائد الضرورة كعمار و مقتدى كقادة لهم بدون اسئلة و بدون اي منازع ، هذا ما يخص البيت الشيعي و منصب رئاسة الوزراء . مع كل الظروف الصعبة التي يمر بها كل العراق و الدفاع المرير الذي تقوم به قوات العراق المسلحة و دعوة المرجعية الرشيدة للمتطوعين للحفاظ على وحدة العراق . و الله يخجل الانسان العراقي خشوعا و احتراما لهؤلاء الابطال من الجنود و المتطوعين و القادة . و مع كل التصعيد للدعوات بالانفصال و احتلال الموصل و جزء من الانبار و احتلال كركوك و مناطق كانت للامس تعرف بالمختلف عليها و يسيطر اليوم عليها مسعود البرزاني . مع كل هذا مازالوا يدعون لاسقاط القائد في اوج المعركة . ماذا لو امتثل الرجل و ترك المنصب في نصف العركة ، سيسمونه بالمتخاذل و سنسمع دعوات للالتفاف و الاصطفاف بين ( القوى الوطنية ) سنسمعها من السعودية و تركيا و امريكا و قطر و بالاخص من عمار و مقتدى و توابعهم . من هي تلك القوى الوطنية ؟ اذا كانوا يقصدون جماعة النجيفي و الدون علاوي !!، هل هؤلاء متفقون فيما بينهم ؟ لماذا لا يسمون مرشحهم لمنصب رئاسة البرلمان ، و هل هم متفقون مع الكرد على منصب رئاسة الجمهورية . و اذ كانوا يقصدون التحالف الكردستاني ، هل اتفق هؤلاء على تسمية مرشحهم لرئاسة الجمهورية ؟ و هل تنازلوا عن منصب رئاسة الجمهورية للمكون السني ؟ تماشيا مع الدستور و احترام كل العراقيين و حقهم باي منصب اذا انتخبهم الشعب . اقول للسيد باقر صولاغ . ما يفرض على العراق من كل القوى الخارجية و الارهاب اليوم هو عدم الاتفاق ، و بالاخص للبيت الشيعي . نقطه راس سطر . و اذا كنت تتوسم بوحدة شيعة العراق كما تدعي دائما ، فانتخاب رجل من بين هذا البيت يجب ان تكون على اساس من يحصل على رضى الاكثرية ضمن هذا البيت . بينما انتم و الصدريون لا تجمعوا اكثر من خمسة و ستون صوتا نيابيا و لجماعة عراق القانون خمسة و تسعون صوتا انتخابيا . كيف تطلب تجاوز هذه الحقيقة ؟ ربما تقول من اجل ( المقبولية ) عن اي مقبولية تتكلم . مقبولية الشيعة ؟ ام مقبولية الكرد ، و هل تستطيع ان تطلب منهم التنازلا عن منصب رئيس الجمهورية لسنة العراق و هم احق به بعد هذه السنوات ؟ كما تطلب من دولة القانون بالتنازل . ام تطالب بمقبولية المكون السني و هم لا يكونون اكثر من خمسون صوتا نيابيا ؟ ام تطالب بمقبولية المملكة السعودية ، هل تعلم ما هي مطالب السعودية ؟ ان لا يحكم العراق رجلا شيعيا ابدا . و يبقى السيد المالكي الرجل الشجاع الذي يقف من اجل العراق و وحدته . ما تبقى احتمال و نصف . النصف اولا ، انك مزروع في احشاء الشعب الراقي من قبل الخارج . الاحتمال الكامل ، انك من الغباء فما عدت تفرزن او تعرف الفرق بين الابيض من الاحمر . كلاهما مصيبة ، الا تتفق معي ؟ حافظ على سمعتك و الزم السكوت لان الاوضاع الحالية حبلى بالتغيرات و المفاجئاة ، و هي اقوى منك و من قائدك الضرورة . و لا تكلمني عن الوحدة بعد اليوم ، انت لا تفقه فحواها ، و انت لا تعرف عن الشعوب و اختياراتها . و انت انت كما نعرفك . تتصيد المناسبة لتظهر نبوغك غير الموجود . عد و استشر اصدقائك من ( خبراء العالم ) كما تتفاخر كذبا ، علهم يشيرون لك على الطريق الوطني الصحيح و ان الامم و السياسيين يتحدون عند ابسط المخاطر . و نحن يا باقر لسنا اطفال و لنا خبرة في الحياة اعلى و اكثر منك ، و ان تدعي بانك مهندس قد يعطيك علو ومنصب ، فنحن لها منذ خمسة و اربعون عاما . قفوا مع الرجل اليوم و حاسبوه غدا بعد زوال محنة العراق الاكبر و الاخطر .
عبد الصاحب الناصر
لندن في 10/07/2014