صفحة 16 من 23 الأولىالأولى ... 61415161718 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 226 إلى 240 من 339
  1. #226
    تاريخ التسجيل
    Feb 2003
    المشاركات
    29,596

    افتراضي

    «السيّد .. الثّالث»
    غالب سرحان
    باغتني الخبر وغدرني بعد سبع سنوات عجاف في غربة لم أره خلالها. اتصال مع مدير مكتبه هاني عبد الله زميل الدراسة في كلية الإعلام، ورفيق البدايات منتصف الثمانينات.. ومن صوته الأجش المبحوح، وصلت الرسالة.
    وقبيل ساعة من ارتحاله، اكتملت عناصر الخبر منه بأنّ «السيد في اللحظات الأخيرة». وبلا فاصل زمني، ألفيتني مقذوفاً بارتداداتٍ من فوّهة اللّحظة الحرجة لآخر لحظاته.. إلى أكثر من ربع قرن مضى. يوم بلغنا سنّ التكليف بلا تكلف، إذ جاء من أقصى المدينة في نجف العراق إمام من آله إلى بلدتنا المنسية على تخوم الشريط الحدودي مع فلسطين المحتلة، «يعلمهم الكتاب» والصلاة، تاركاً من رعيله الشّهيد الأوّل، آية الله السيد محمد باقر الصدر، يقول فيه: «كل من ترك النجف خسرها، إلا السيد فضل الله تركها فخسرته»... وآية الله الإمام الخميني (قده)... ثلاثي الثورة الإسلاميّة في لبنان وإيران والعراق، الذين أسّسوا وتوزّعوا الأدوار وتفرّقوا في هذه الأمصار إلى ما كان وما قد صار.
    كنا نحن جيل الستينات في مرحلة الثمانينات، لم يغادر أحدنا إلى خارج فضاءات تتخطّى تخوم الخراج القروي، نوصي سائق السيارة اليومي الوحيد «أبو فوزي»، أن يهرِّب لنا عبر معابر الاحتلال وعملاء سعد حداد شريط «كاسيت» لدعاء «كميل» بصوت «السيد» أو خطبه من مكتبة مسجد الإمام الرضا(ع) في بئر العبد؛ بئر الضاحية الجنوبية وحافظ أسرارها في لجّه العميق.. ومسجد «السيّد» الذي من على منبره الرخامي بالأبيض والأسود الذي اعتلاه شيخ الشهداء الشيخ راغب حرب.. أطلق «أبو الحالة الإسلامية» شرارة إسقاط اتفاق السابع عشر من أيار 1983 بعد شهور عجاف من توقيعه، لولا «السيد» ودماء الشهيد محمد نجدي على أدراج مسجد «السيد»، بعد خطبة جمعة نارية أشبه ما تكون بصرخة جدّه الحسين في كربلاء. لم يفلح تفجير سيارة مفخّخة في اغتياله في العام 1985، لتنجيه منها سائلة حاجةٍ، أخّر إلحاحها مروره قبيل مغادرته المسجد... لحظات تحوّلت إلى مديد حياة.
    فبابه البنيّ إلى يساره على المنبر مفتوح بعد كلّ صلاةٍ أمام كلّ مصلّ، ليولجك إلى مكتبه المتواضع الصّغير المشرع أمام كلّ سائلٍ ومحرومٍ ومسكينٍ وذي حاجةٍ، كائناً من تكن، فتلفى نورانيّة وجهه الأبيض، وتعود من دون أن تخيب، مغسولاً بحنان أبوّته، يتيماً كنت أو لم تكن.. وصلاته اليومية التي كـان يصر عليها ظـــهراً ومساءًَ في المســجد، حجر أساس يوميّ لبناء مجتمع مقاومةٍ يتجرّعها جيلنا دواءً مع طعامه والشّراب. واللازمة الدائمة في أكثر من خطبة: «لا تنظر إلى من قال، بل انظر إلى ما قــيل».
    وخطبة الجمعة الأسبوعية مدماك قاعدة جهادٍ جديدةٍ، طينها تحليل محلّيّ إقليميّ ودوليّ لمن يعلم ولمن لا يعلم، سيّان للنخبة ولغيرها، ومسك ختامها عمليّة جهادية جديدة، زينتها شهيد أو شهداء وجرحى ممن يؤمّهم «السيد»، يكفي أن ترى صورهم بعد أسبوع في أسبوعيّة «العهد» التي كان يصدرها «حزب الله» صباح الجمعة ـ وخطبة السيد صفحة كاملة فيها ـ لتعرف بيقين أنك هنا رأيتهم غير مرّة، وأنهم مرّوا من هنا. ولهذا، لا مندوحة أن يختصر رئيس كتلة الوفاء للمقاومة، محمد رعد، حالة ومرحلة «السيد» من على بعد خطواتٍ من سريره في مستشفى «بهمن»، كلّ ذلك بعرفان جميل ووفاء كتلة المقاومة الّتي يرأس مصداقاً لاسمها، بكلمة: «كلّنا من نتاج السيد».
    نتاج حالة إسلاميّة كأنها «السيّد»: تيّار من حيث النّبعة الأولى والمنبع، إلى الضّاحية التي سقى فيها أرضاً عطشى لعمامةٍ سوداء يستظلّ فيئها السياسيّ، وإلى عباءةٍ تلفّ حرمانها بمؤسَّساتٍ وأيتامها بمبرّات... لكنّ «الحالة الإسلاميَّة» كانت بالنّسبة إليه حالة أمّة أوسع من تأطيرها بتنظيمٍ لم يكن بحجم اليوم، وإن كان لا بدَّ لها من ناظمٍ ومنظوماتٍ وآلياتٍ تنظيميّة. ولهذا ظلّت «الحالة» و«الحركة» لازمةً مبانيه الفقهيّة والفكريّة، لكن ذلك لم يردّه عن ردّ السّهام والدّفاع عن «حزب الله»، من باب المقاومة التي كان وظلّ يصرّ على إسلاميّتها بالاسم، بعد أن كانت باكورة نتاجه الذي راح الأمين العام لـ«حزب الله» السيّد حسن نصر الله يتولّى تنظيمها جنوباً وبقاعاً وعاصمةً ولا يزال.
    ولما كان اقتتال داخليّ يدلهمّ هنا وآخر هناك، وتختلط الأوراق على قاعدته المعهودة «أن لبنان ساحة تتنفّس فيها مشاكل المنطقة»، كنت أحرص على سؤاله ليطمئنّ قلبي، فأعود مسلّحاً بأنّ «الحرب الدّاخليّة خطّ أحمر» حتى إذا ما وقع بعضها راجعته: كيف ومن حوّل الأحمر إلى أخضر؟ فيمسي السّؤال مفتاحاً لفيض المكنون من هذا «الفيض الإلهيّ»، والعبارة للإمام السيّد علي الخامنئي. وكم من مرّة سمعت فتاواه يتناقلها الشّارع، ولأنّه «لا يؤخذ الشّيء إلا من مصادره»، كنت أقصده مستفسراً مستوضحاً، لأعود متأكّداً أنها مغالطات منقولة عن قصدٍ أو عن غير قصد.
    لكأنّ انكفاء المشروع الأميركيّ، واندحار الاحتلال الإسرائيليّ عن لبنان الّذي تصدّى له «السيّد»، وما أوجده من بعض انكفاءاتٍ داخليّةٍ، أسّس لانكفائه في غزّة والعراق وأفغانستان، وبهذا حقّق «السيّد» حلمه بتخطّي «حالته» حدود الجغرافيا السياسيّة (الجيوبوليتيك)، ليمسي «أبا الحركات الإسلاميّة» في ربع القرن الأخير.
    وبقي للسّؤال في آخر لحظة: مرتاح يا مولانا؟ وما الّذي يريحك؟ جوابه الأخير «على دروب السّبعين»: «أن تسقط إسرائيل»...
    غالب سرحان
    مشرف الأخبار في قناة «العالم»
    جريدة السّفير
    التاريخ: 27 رجب 1431 ه الموافق: 09/07/2010 م





  2. #227
    تاريخ التسجيل
    Feb 2003
    المشاركات
    29,596

    افتراضي

    إذا مات عالِمٌ مات عالَم
    هشام نشابة
    قيل: إذا مات عالِمٌ مات عالَم. يصحّ هذا القول على حالنا، إزاء من فقدنا، فالعالِم الذي غاب عنّا بوفاة سماحة السيّد محمد حسين فضل الله، عالَم من المعرفة والخلق والإيمان. لقد كان العقل الرّاجح الذي عزّز إيمان صاحبه بدينه ورسالة هذا الدّين. وهو المرجع والقدوة في الانفتاح والجرأة في معالجة مشكلات هذا العصر. وهو المجاهد، الجهاد الأكبر في تجديد الفكر الإسلاميّ وإعادة بنائه. وهو المجتهد في الدّين وفي المذهب وشؤون الحياة المعاصرة.
    في مطلع القرن العشرين، دعا الشيخ محمد عبده علماء المسلمين إلى ممارسة الاجتهاد باعتباره من مصادر التّشريع في الإسلام، معيداً إلى العقل دوره في فهم الدّين نصّاً وروحاً. ولأنّ المحاولات الاجتهاديّة في الفكر الإسلاميّ الحديث كانت حالاتٍ فرديّةً انكفأت بسرعةٍ بعد ظهورها، إن في مصر أو في غيرها، لذلك جاء الفكر الاجتهاديّ عند فقيد العلم والعلماء السيّد محمد حسين فضل الله رائداً ومتميّزاً.
    وليُسمح لي بأن أتحدّث عن هذه الريادة والامتياز بصفةٍ شخصيّةٍ، متجاوزاً أحياناً متطلبات البحث العلميّ، فأنا اليوم حزين ومتأثّر بفداحة الخسارة التي حلّت بالفكر الإسلاميّ الحديث بوفاة الحجّة البالغة، سماحة السيّد محمد حسين فضل الله، تغمده الله برضوانه وأسكنه فسيح جناته.
    أنا معجب بالمفكر المبدع، وبالعالِم الرائد الذي يحضّ المفكّرين على الإبداع. فإن كنتَ عالماً في الدّين فكن عالماً مجدّداً، وإن كنتَ صناعيّاً فكن مبدعاً في صنعتك، وإن كنت مجتهداً مستكملاً لشروط الاجتهاد فكن جريئاً لا تخشَ في الحقّ لومة لائم. فالإبداع والتجدّد والرّيادة هي غاية الكدح الإنسانيّ في كلّ المجالات. وأسمى هذا الكدح وأجلّه هو ما يمثّله فكر سماحة السيّد محمد حسين فضل الله. وهو كدحٌ رافقه طوال حياته حتى لاقى ربّه.{يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلَاقِيهِ}[الانشقاق: 6]. صدق الله العظيم.
    فلو تصفّحت كلّ ما كتب السيّد، لوجدت بين السّطور ومضاتٍ عبقريّةً ملهمةً، بل نوراً مشعّاً. يحثّك، صراحةً أو ضمناً، على إعادة النّظر في الموروث من الأفكار، لتكون أنت بدورك ممن يتركون لمن حولك في زمانك، ولمن يبقى بعدك، إرثاً علمياً يحرّك النظر والعمل في مسيرةٍ اجتهاديّةٍ مبدعةٍ ومستمرّة، تكون صدقةً جاريةً إلى ما شاء الله.
    كتب السيّد لا ليقول للنّاس: هذا هو القول الفصل فاسترخوا، بل ليقول لهم: «(أرجو) أن أجد لدى إخواني المزيد من التأمّلات النّاقدة، والأبحاث الجديدة... لتكون عنصراً من عناصر الإثارة الفكريّة الّتي تخطّط للنّهج الفكريّ الّذي يحاول إبداع نهجٍ لحركةٍ إسلاميّةٍ جديدةٍ تعمل بكلّ قوّةٍ ووعيٍ وتدقيقٍ من أجل أن يكون الإسلام قاعدةً للفكر والعاطفة والحياة».
    وقد كان بوسعه أن يقول: هذا رأيي، فما عليكم إلا أن تتبّعوه، أولست أعلمكم وأجدركم بالاتّباع؟! غير أنّ السيّد العلامة والمرجع إنسان متواضع ومحبّ، فيدفعه حبّه وتواضعه إلى قبول الاختلاف، بل لعلّه يحضّ عليه أحياناً، فشيمة التّسامح والانفتاح تقضي بذلك.
    زرته يوماً، بعد أن كدت أيأس من الدّعوة لإعادة كتابة تاريخ لبنان، فقد كان وزراء التربية يتهيّبون هذه المهمّة ويخشون مغبّتها، مع أنهم كلّهم كانوا يقرّون بضرورتها. فذهبت إلى السيّد المرجع أستنجده وأستفتيه. فوجدت عنده ما لم أجد عند أيّ مسؤولٍ من تأييد وتشجيع على ضرورة اتفاق اللّبنانيّين على كتابٍ للتّاريخ يستطيعون كلّهم أن يتعلّموا فيه، وما زلت آمل أن تتحقّق هذه الأمنية. غير أنّني اليوم سأفتقد الملاذ الذي نستطيع اللّجوء إليه إن واجهتنا العقبات أثناء التأليف، وهي حتماً ستواجهنا في موضوع اختلف بشأنه اللّبنانيّون اختلافاً شاسعاً، ولا يمكن التوصّل في هذه الحال إلى اتفاقٍ إلا إذا اجتمعت عند الّلبنانيّين: حكمة العالم المجرّب، وجرأة الشباب الملتزم.
    وتلحّ عليّ الذاكرة، فأتذكّر يوم زارنا في جامعة المقاصد مستشرق، لعلّه اليوم كبير المستشرقين في أميركا، يريد التعرّف إلى سياسة لبنان ومسلميه والقضيّة الفلسطينيّة، فاصطحبته لمقابلة سماحة السيّد فضل الله، وبعد حوارٍ بالعمق دام أكثر من ساعة، خرج ذلك المستشرق ليقول لي: «لقد قابلت قدّيساً وعالماً جليلاً، وداعية للخير والسّلام. وهو ثائر على الظّلم والعدوان واغتصاب إسرائيل لحقوق النّاس، وإنّ الفرق شاسع بين الثورة والفتنة وبين المقاومة والإرهاب... ثم تابع قائلاً: لقد عرفت الإرهاب في أميركا. أمّا مع هذا العالِم، فلم أر إلا سلاماً ورحمةً في الشّكل وفي العمق، في بساطة العيش وجلاء الموقف... مرونة بلا ضعف، وإيماناً بلا تزمّت... »، «قلت: هذا هو موقفنا». سنفتقدك بعد اليوم، يا سماحة السيّد، كلّما زارنا عالم أو مفكّر أو رجل دولةٍ ينشد الحقّ في قضايانا، والعدل ونصرة المظلوم، وشرف الوقفة الأبيّة في وجه الطّغاة ومن وراءهم.
    وللسيّد العلامة موقفٌ محدّد في مفهومه للدّيمقراطيّة، وحكم الأكثريّة والأقلّيّة، ومن الحضارة الغربيّة، ومشكلة الفقر والظّلم في العالم، والعنف والإرهاب، والغطرسة والاستعلاء ومتطلّبات القيادة عند كلّ من يتولاها دولاً أو أفراداً... أوليس الظّلم والفقر واغتصاب حقوق النّاس ضرباً من ضروب الإرهاب؟!
    يستلهم السيِّد العلامة الإسلام، فيوفّر له هذا الدّين القويم وسيرة نبيّه المصطفى وأصحابه، القواعد السّامية لبناء تصوّرٍ إنسانيّ منفتحٍ على العالم كلّه، بعيدٍ عن ضيق أفق بعض أتباع الأديان. أوليس العلماء ورثة الأنبياء؟ فلا عجب أن يفوح من فكر السيّد محمد حسين فضل الله عبق النبوّة وأريج آل البيت رضوان الله عليهم.
    وبعد، فغياب السيّد المرجع محمد حسين فضل الله غياب مادّيّ محض، أمّا حضوره الفكريّ والرّوحيّ فباقٍ وفاعل، ما بقي أتباعه ومريدوه. إنّ فكره أمانة ورسالة بين أيدي العلماء العاملين.
    ألهمنا الله وآل الفقيد الصّبر الجميل، وإنّا لله وإنّا إليه راجعون.
    جريدة السفير

    التاريخ: 27 رجب 1431 ه الموافق: 09/07/2010 م





  3. #228
    تاريخ التسجيل
    Jul 2004
    الدولة
    أرض الله الواسعة
    المشاركات
    6,631

  4. #229
    تاريخ التسجيل
    Jul 2004
    الدولة
    أرض الله الواسعة
    المشاركات
    6,631

    Lightbulb

    السيد حيدر الستري: رحيل فضل الله أكّد جاذبية مرجعيته وأصالتها





    (شبكة الفجر الثقافية) - (2010-07-09م)





    أشاد رجل الدين البحريني سماحة السيد حيدر الستري بمواقف المرجع الراحل آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله .

    كلام السيد الستري جاء ضمن خطبة الجمعه في جامع فاطمة (ع) – جزيرة سترة .

    نصّ حديث الجمعة لسماحة السيد حيدر الستري

    بقلوب مطمئنة بقضاء الله وقدره ننعى إلى صاحب العصر والزمان وإلى مراجع الدين والأمة الإسلامية فقد سماحة اية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله (قدس سره الشريف) الذي شكل رحيله خسارة فادحة للعلم والعلماء وللجماهير المؤمنة والمجاهدة وللأمة الإسلامية والقوى والمؤسسات الناشطة على صعيد التقريب والتعايش في أنحاء العالم

    وقد كان الفقيد العزيز من أبرز مصاديق قوله تعالى: " إنما يخشى الله من عباده العلماء" ومن أوضح مداليل " إذا مات العالم ثلم في الإسلام ثلمة لا يسدها شيء "

    ولقد شكل سماحة السيد فضل الله(رضوان الله عليه) مرجعية مندمجة فكرياً ووجدانياً في هواجس المجتمع وقضاياه وهمومه، تنساب انسياب الحياة فيه، وتتحرّك على نسق حركة الإنسان الفرد والجماعة في دوائره الفردية والاجتماعية وانشغالاته وتعدّدياته التي تفرضها طبيعة الحياة على صعيد التاريخ والجغرافيا وعلى صعيد الثقافة والتشكّل النفسي والشعوري والفكري.

    وقدم(قدس) إضافات بمستوى الاستراتيجيات الأساسية الكبرى، ومن النوع الذي يشكّل منهجاً يفرض على المرجعية أن تحذو حذوه بأمانة وحرص شديدين، ذلك من أجل أن تكون المرجعية أو لا تكون في خصوص جملة من المفاصل التي لا غنى عنها لانطلاق إرادة وحركة النهوض والنمو والتطوّر والاتساع أفقياً ورأسياً.

    وقد حقّق فضل الله استجابة جادة ومثابرة لمطلب دائم وخطير وعام هو مطلب الجماهير المؤمنة عن فقيه الساحة وفقيه العصر وقضاياه الديناميكية المتجدّدة، نعم لقد حقّق فضل الله (قدس سرّه الشريف) هذه الاستجابة الشديدة التعقيد بجدارة شهد لها القاصي والداني، في الوقت الذي حافظ فيه بقدرة فائقة على التشبّث بمصادر الاجتهاد المعروفة بطبيعتها التقليدية، وقام بقراءتها قراءة تحترم على نحو كبير طابعها التقليدي والحروفي المحافظ على أساس أن ذلك حالة منطقية اعتيادية يفرضها واقع الزمن والحقب المعاشة في حينها.

    واكتشف سماحة السيد فضل الله (طاب ثراه) أنّ التاريخ الذي يحفّ بالنصّ ومصادر الوحي الإلهية لا فكاك منه كعنصر من جملة عناصر الحياة وضروراتها. كذلك فكما أنّ للتاريخ موضوعاته وقضاياه التي تُثار ضمن فترات زمنية محدّدة، فإنّ له أسلوبه في تناول منابع التشريع السماوية، دون أن يعني ذلك بالضرورة المساس بقداسة النصّ وأصالته أكثر ما يعني حجم الحاجة التي تتطلبها الحقبة الزمنية وقتها، تاركة للعصور اللاحقة حاجاتها الواقعية والمنطقية التي تفرض علينا في هذا العصر استثمارها أفضل استثمار في مجالات الحركة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية وفي مجال متطلبات التربية والوحدة والتظيم والإدارة وغيرها.

    من هذا المنطلق، أصبح علينا أن نعالج النصّ كما نعالج النبتة التي تمدّنا بالغذاء أو الدواء في زمن معيّن، ثم يكتشف المستقبل مزيداً من فوائد الغذاء أو مردودات العلاج لنفس النبتة.

    وبهذه الروحية السمحة المنفتحة تمكن سماحته أن يصالح بين التقليدي والتجديدي من خلال حوارات فريدة من نوعية أشبه ما تكون بطريقة حياة وعيش يومي إذا صح التعبير، وقد حقق سماحته ردم هذه الهوة بعد أن عجز الكثير الكثير من رواد الإصلاح العظام عن حل عقد هذا اللغز العصي على الحل والتفكيك.

    لقد نظر سماحة السيد فضل الله إلى النصّ نظرته للحياة المتدفقة بالعطاء والتجدد، ونظرته إلى أسرار الطبيعة التي يزيدها انفتاحنا عليها انفتاحاً أكبر علينا، كما أدرك سماحته الخطورة الفادحة للتقوقع والانغلاق في حدود الإطار الحروفي الضيّق الذي قد يبقينا خارج الزمن، ويحرمنا من عطاء الإسلام المتجدّد بلا حدود على مستوى الروح والجسد، وعلى صعيد الفرد والمجتمع، وعلى امتداد الحياة الدنيا والحياة الآخرة.

    لقد استلهم فضل الله ذلك من قوله تعالى: "أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء (24) تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ" (24، 25 إبراهيم).

    وعلى نسق هذا الحجم الهائل لمشروعه فقد عوّل فضل الله (قدس) على الأدوات المؤسساتية التي تفوق إمكانات الفرد مهما أوتي من موهبة الإبداع والخلق. وبنظره الثاقب وروحه المنفتحة، فقد لاذ بالعمل الجماعي إيماناً منه بأنّ الأهداف الكبيرة لا يمكن إنجازها بصورة فردية.

    وبكلمة، فقد نجح السيد فضل الله بتفوّق كبير في إرساء النهج المؤسسي المنظّم وهو ما يحقّق الضمانة الكافية لخلافة راشدة وثمرة طيّبة لمنهاج سماحته – رضوان الله تعالى عليه-.

    وبانفتاح الإسلام المسئول فقد فجّر فضل الله كل ما أوتي المؤمن من جرأة وشجاعة وثقة بالله تعالى ليضع ضمن أكبر أهدافه إرساء ثقافة الحوار بلا خوف أو تردد، وليرسم بعد ذلك خطواته الواثقة على الطريق الإنساني الصحيح.. طريق التسامح والتعايش والوحدة سواء على المستوى الإنساني أو الديني أو المذهبي أو بقية التعدديات الإثنية المتنوعة.

    وعندما تنادى المعزون لنعي رحيل سماحته على اختلاف مشاربهم وتوجهاتهم الدينية والمذهبية والفكرية فقد اعتبر ذلك الحضور الواسع والمتنوع إمضاء وعرفانا وشهادة على أن نهج الفقيد الغالي هو النهج الذي يعبر أصدق تعبير عن وجه الإسلام المشرق والأصيل الذي يتسم بالجاذبية والإنسانية والسمو.

    لقد رحل سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله بجسده ولكنه باق بروحه الرحبة وفكره النير وآفاقه الممتدة المحدقة في البعيد البعيد حاملا بين جنبيه وفي قلبه الأبوي الكبير هموم الأمة والإنسانية المعذبة.

    ستبقى أيها السيد الجليل بفكرك وقيمك وتقواك وجهادك ونبلك وخلقك السامي، قامة شامخة وقمة في الأعالي تستنير بهديها الأجيال جيلا بعد جيل.. عشت ياسماحة السيد ممجدا وبعثت مخلدا راضيا مرضيا عند ريك، ليجزيك عن هذه الأمة أعظم جزاء العاملين المحسنين والمجهدين الصابرين، فسلام عليك يوم ولدت ويوم رحلت إلى ربك ويوم تبعث حيا مع من أحببت وتوليت محمد وآله الطيبين الطاهرين.

    نسأل الله تعالى أن يتغمد الفقيد الغالي بواسع رحمته وأن يعظم لنا الأجر جميعاً ويخلف علينا بالخلف الصالح.

    فإنا لله إنا إليه راجعون




    http://www.alfajer.org/index.php?act=artc&id=2373

  5. #230
    تاريخ التسجيل
    Jul 2004
    الدولة
    أرض الله الواسعة
    المشاركات
    6,631

    Lightbulb

    http://www.youtube.com/watch?v=9O_ho...eature=related



    كيف لا أبكيك سيدي ... وقد كنت الوالد الرحيم والسند القوي

    كيف لا أبكيك سيدي ... والقلب لفقدك ينفطر والدموع تنهمر

    هنيئاً لك سيدي رحيلك إلى جنة الخلد

    هنيئاً لك سيدي مجاورة أجدادك الأطهار عليهم السلام

    وصعبٌ علينا فراقك سيدي

  6. #231
    تاريخ التسجيل
    Jul 2004
    الدولة
    هناك
    المشاركات
    28,205

    افتراضي

    أحمد محمد هاني شعيب
    صيدا، لبنان – 07-07-2010

    وداعاً سيدي
    ---------------


    غاب السيد. ماذا أكتب؟ ماذا أقول بمناسبة غيابه؟ سأكتب شعوري ... لكن كيف يكتب الشعور؟! كيف أكتب بقلمي دمعاً لم يزل مترقرقاً منذ رحيله؟ كيف أكتب على الورق روحي التي سكنها الفراغ؟ كيف أكتب قلبي الذي لوعه أسى الفراق؟ خانتني الكلمات وخذلتني المعاني.

    سيدي فضل الله ...

    لقد ترك رحيلك في قلبي وروحي فراغاً لن يملأه أحد غيرك. ونثرت عليك دموعي علك تعود لتملأ هذا الفراغ، لتقوي عزيمتي كما عهدتك دائماً، لتثبت إيماني على حب الله ورسوله، فأنت من أسباب هدايتي، فكيف أثبت من دونك؟ ويحك يا نفس من أمر السوء، هذا ليس عهدنا الذي قطعناه مع فضل الله. "من كان يعبد محمداً، فإن محمداً قد مات ... ومن كان يعبد الله، فإن الله حي لا يموت" ... كلمات قالها الصحابي أبو بكر الصديق بعيد وفاة خير البشر سيدنا محمد (ص). وهذا عهدنا الذي ربانا عليه سيدنا فضل الله، أن لا نحب الله ورسوله عبر أشخاص مهما كانت مكانتهم لدينا، بل ببساطة أن نحب الله ورسوله حباً غير مشروط.

    شكراً سيدي ...

    شكراً على كل ما علمتنا إياه وثبتنا عليه من عقيدة الدين الحق، من عقيدة إستماع القول وإتباع أحسنه. شكراً على العقيدة الراسخة التي ربيتها فينا، والتي لم تعلقها بك لأنك تعلم أنك ستفارقنا في يوم من الأيام. شكراً لأنك كنت من بعد الله سبباً من أسباب هدايتنا. شكراً لأنك علمتنا الخشوع بين يدي الله. شكراً لأنك ربيت فينا الكبرياء أن لا نسكت عن الحق ولو بوجه السلطان الجائر. شكراً لأنك زرعت فينا الدعوة إلى سبيل الله بالحكمة والموعظة الحسنة وإلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. شكراً لأنك وضعت نصب أعيننا قضايا الأمة وعلى رأسها فلسطين، وعلمتنا الجهاد سبيلاً لتحريرها. شكراً لأنك كنت الأب والصديق والمرشد والمعلم والمرجع.

    سيدي ...

    لا تنتهي في حضرتك ولا في غيابك عناوين الشكر. وددت لو أنني أكرمت بلقائك، فعندي الكثير الكثير لأقوله لك. كثير من التساؤلات وكثير من الإعجاب وكثير من عرفان الجميل من شخص إهتدى على يديك. وددت لو أمكنني أن أقول الكثير لك. لكن كانت الساعة التي لا مانع فيها لأمر الله، وكان الرحيل، وبعدها عم السكوت. سكت قلبك الذي حمل هم الأمة سنين طوال، الأمة التي أحببتها وأحبتك، والتي هي أيضاً سكتت برحيلك، إلا من دمعة مترقرقة حزناً على الفراق.

    سيدي ...

    أجلس الآن وحيداً، وروحك قد فارقت هذه الدنيا، وأقول لك : وداعاً سيدي ... وددت أن أقولها لك، وأنا أقبل يدك الشريفة وجبهتك الشامخة ... لكن هيهات ... وداعاً سيدي، لن أنساك من صالح الدعاء أبداً ما بقيت وبقي اليل والنهار، وأسأل الله أن يثبتك عند السؤال، ويحشرك مع من تحب من النبيين والصديقين، وأن يكون لنا ولك وقفة مع كل من ظلموك وأنت حي ويظلمونك وانت غائب. حتى يأتي ذلك اليوم ويقضي الله أمراً كان مفعولاً، أستودعك الله سيدي، ودمت بأمان الله ورحمته.

    والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

    يا محوّل الحول والاحوال ، حوّل حالنا إلى أحسن الحال......








  7. #232
    تاريخ التسجيل
    Feb 2003
    المشاركات
    29,596

    افتراضي

    بعد يوم من فصل صحفية أميركية في الــ CNN للسبب ذاته ..





    لندن تشطب مديح سفيرتها في لبنان لفضل الله


    (شبكة الفجر الثقافية) - (2010-07-09م)

    الجزيرة نت - وكالات: سحبت بريطانيا مقالا نشر على مدونة لسفيرتها في بيروت فرنسيس غاي أشادت فيه بالمرجع الشيعي العلامة محمد حسين فضل الله الذي توفي الأسبوع الماضي، وذلك عقب انتقادات أميركية وإسرائيلية.

    وقالت غاي -التي عملت قرابة أربع سنوات سفيرة لبلدها في بيروت- في مقال في مدونتها بالموقع الإلكتروني لوزارة الخارجية عنونته "وفاة رجل دمث" إنها حزنت لوفاة فضل الله وإن العالم "بحاجة لمزيد من الرجال من طينته الذين يريدون التواصل بين الأديان".

    من جهته قال متحدث باسم الخارجية البريطانية إن ما نشرته غاي حذف "بعد بحث مدروس".

    ويحظى فضل الله -حسب مراقبين- باحترام في أنحاء الشرق الأوسط وآسيا الوسطى. وكان يشتهر بآرائه المعتدلة ومحاولة تضييق هوة الخلاف بين الطوائف الإسلامية المختلفة.

    في المقابل كانت الولايات المتحدة وإسرائيل تصنفانه "إرهابيا" لعلاقاته مع حزب الله اللبناني ومعاداته الشديدة لإسرائيل.

    انتقاد إسرائيلي

    وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية ييغال بالمور "فضل الله كان ملهما للتفجيرات الانتحارية والاغتيالات والعنف الوحشي، لكن السفيرة البريطانية أشادت به".

    وقالت السفيرة البريطانية في مدونتها إنها انبهرت حين التقت فضل الله. وكتبت "حين تزوره تكون متأكدا من حدوث مناقشة حقيقية ومجادلة محترمة وتعلم أنك ستترك مجلسه وأنت تشعر بأنك إنسان أفضل".

    وأضافت "إذا كنت حزنت لسماع نبأ وفاته فإنني أعلم أن حياة آخرين ستتأثر بشدة بالفعل.. ليرقد في سلام".

    وتزامن انتقاد مدونة غاي وحذفها مع قيام شبكة سي أن أن الأميركية بفصل صحفيتها المخضرمة أوكتافيا نصر محررة شؤون الشرق الأوسط من العمل بعد 20 عاما من عملها في الشبكة لأنها نشرت على صفحتها في موقع تويتر الاجتماعي تعليقا أبدت فيه إعجابها بفضل الله.





  8. #233
    تاريخ التسجيل
    Feb 2003
    المشاركات
    29,596

    افتراضي

    فضل الله.. تفاصيل صغيرة وحكايا لا تُنسى




    (حسن المصطفى) - (2010-07-09م)




    في 23 فبراير 2001، أنهيت 3 جولات متتالية من الحوار، مع الراحل السيد محمد حسين فضل الله، في مقر إقامته بفندق “القصر الأخضر”، في المدينة المنورة. الحوارات التي امتدت لساعات وأيام، كانت حُبلى بالكثير من الآراء الجريئة، فقهيا، وفكريا.

    جرأة أوصلتني إلى حد النشوة، حينها، قلت له: سيدنا لا أعرف ماذا أقول لك، ولكني أقول لك كما قال مظفر النواب، ساعتها قاطعني فضل الله، قائلا: مظفر صديقي، يزورني عندما أكون في الشام، ماذا يقول مظفر؟، لأجيبه، يقول “أنت كما الإسفنجة تمتص الحانات ولا تسكر”، ليرد عليّ بقوله: “لقد امتصصت حانات العالم كلها”!. وهو الجواب الذي كان بليغا في معناه وفي دلالته، ويشي بانفتاح الرجل على الثقافات العالمية، ودخوله معها في حوارية، تجعله غير متعفف عن احتساء ما يراه عذب المذاق من أفكار ورؤى، دون حرج وتردد، ودون أن يكون حبيس اللفظ، بل ذهبا عميقا في المعنى، بذائقة أدبية رفيعة.

    ما إن أجابني السيد فضل الله، حتى فتح ديوان الشعر على مصراعيه. أنشدتُ له أبياتا للحسين بن منصور الحلاج، ليتلو عليّ شيئا من نصوصه في “العشق الإلهي”، بصوت عذب، وابتسامة لا تفارق محياه. وقت ذاك، شعرت بالهوة الواسعة، بين عالم الدين المنفتح المتواضع، بين وباقي المتلبسين بجلباب الإسلام، ممن لا يفقهون من الكتاب إلا رسمه.

    ***
    في حواري سألت السيد عن مارسيل خليفة، وغنائه لقصيدة محمود درويش “أنا يوسف يا أبي“، لم يخفِ فضل الله رأيه، قال بشجاعة: لقد استمعت إلى الأغنية، ولم أجد فيها شيئا مخالفا، وعندما وصل خليفة إلى الآية الكريمة، كان يرتلها بخشوع. لا أجانب الصواب إن قلت إني دهشت من جوابه، رغم علمي بموقفه الإيجابي من خليفة فيما أدى، لكن لم يدر في خلدي أنه استمع إلى الأغنية، وحتى لو سمعها، لم أكن لأعتقد أنه سيصرح بذلك، لأنه في عرف “رجال الدين”، يعد ما عمله فضل الله، أمرا غير مألوف، بل سلوكا “غير شرعي” في نظر البعض!.

    ***

    الحوارات، اتسعت لها 3 مطبوعات، فالجزء الأول نشرته في صحيفة “الحياة” اللندنية، والثاني في صحيفة “الأيام” البحرينية، والثالث في مجلة “النهج”، والتي كانت تصدر عن “مركز الأبحاث والدراسات الاشتراكية في العالم العربي”.

    في الجزء الذي نُشر في “النهج”، تحدث فضل الله بلغة، لا تقرأها إلا لدى مفكرين عرب من خارج الإطار الديني، أمثال: محمد أركون، ونصر حامد أبو زيد. كان فضل الله ناقدا للنص الديني، بعقل متجرد من أية “قداسة”، حتى أنه في الحوار، حينما سألته عن كيفية التعامل مع النص القرآني، أجاب: في المقام الأول نتعامل مع القرآن بوصفه نصا عربيا، كتب بلغة عربية فصيحة، ونطبق عليه آليات قراءة وتفكيك وتأويل النصوص، دون أي قداسة له، فيما قداسته تأتي في المرتبة الثانية، كونه صادرا من الله عز وجل. هذا الرأي الذي جهر به فضل الله، لا يستطيع كثير من رجال الدين الجهر به، بعد نحو عشر سنوات من صدوره عنه، ما يدل على الذهنية المرنة، التي لا تخشى أن تتطور، وتواكب المناهج الحديثة.

    ***

    ذات ظهيرة، وبينما كنت في المدينة المنورة، في إحدى مواسم الحج، زرت مقر البعثة الدينية للسيد فضل الله، وأتى وقت صلاة الظهر، تهيأنا للصلاة بإمامة أبي علي، وكنت في الصف الثالث تقريبا، وبمحاذاتي من الجهة اليمني، كانت تصطف السيدات مصليات لله في خشوع. وما إن انتهت الصلاة، حتى تحلقن حول السيد، يسلمن عليه، ويستفسرن منه عن أمور دينهن. حينها، تذكرت حادثة جرت في مدينتي –القطيف- حينما أقام أحد رجال الدين صلاة جماعة للنساء، لتثور حفيظة التيار الديني التقليدي، ويشنون حملة شعواء ضد فعلته هذه، مؤكدين على أن “خير للمرأة الصلاة في بيتها”، رغم أن الحاجز بين مكان صلاة الرجال، والآخر المخصص للنساء، جدار إسمنتي سميك، وبمدخلين منفصلين! فيما أنا أصلي مع مرجع ديني، أغزر منهم علما، وأكثر منهم ورعا، ولا يفصلني عن المصليات بجواري، حتى ساتر من قماش خفيف!.

    ***

    إبان اشتداد هجمة “التيار السلفي الشيعي” على فضل الله، واشتراك بعض الدوائر السياسية في إيران في هذه الهجمة، بعد تصدي فضل الله للمرجعية، أتى مجموعة من الحجاج العراقيين لمقر بعثته الدينية، في المدينة المنورة. أذكر حينها، كيف أن أحدهم وبحماسة بالغة، راح يدافع عن السيد في حضرته، وينتقد سلوك الحكومة الإيرانية، ليطلب منه فضل الله التوقف عن الحديث بأدب وهدوء، وليجيبه بلغة جازمة “لقد قلتها منذ سنوات، وأعيد وأكررها من جديد، أنا مع إيران، ولو رجمتني إيران بالحجارة”، لتكون كلماته هذه، فصل الخطاب.

    ***
    في شهر يونيو من العام 2006، وقبل حرب تموز ببضعة أسابيع، زرت السيد محمد حسين فضل الله، في منزله في الضاحية الجنوبية، رفقة الصديقين العزيزين، منصور النقيدان، والشيخ حبيب آل جميع.

    اللقاء الذي جمعنا وإياه في مجلس مختصر، كان حميما، وصريحا، خرج “من القلب، ليقع في القلب”، كما يقول النقيدان. فضل الله، لم يمارس حينها ازدواجية في الخطاب، ولم تكن له حسابات تتعلق بكون أحد الموجودين ليس ابن البيئة “الشيعية”، أو أنه آتٍ من “بريدة“، حيث أتباع الشيخ محمد بن عبد الوهاب ومريديه. كل تلك المعطيات لم تمنعه من نقد المرجعيات الدينية، السنية والشيعية، واصفا طريقة تفكير بعضها بـ”التخلف”، مبديا قلقه من تصدر هذا الفكر الساحة الإسلامية، ومشددا على ضرورة التصدي له بوعي وحكمة، وعدم الانجرار وراء خطاباته الموغلة في التاريخ، والمكبلة به.

    ***
    مشاهدات ومواقف، وتفاصيل صغيرة في حجمها، إلا أنها كبيرة في دلالاتها، عشتها ولمستها في مناسبات عدة، سعدت فيها بصحبة المرجع السيد محمد حسين فضل الله، وهي التفاصيل التي من المهم أن تنتظم في عقد واحد، علها تكون دليلا وهاديا على عقلانية وتسامح إسلامي، بات عملة “نادرة” لدى كثير من علماء الدين في هذا الزمان.





  9. #234
    تاريخ التسجيل
    Feb 2003
    المشاركات
    29,596

    افتراضي

    رحيل.. فاجع حد الوجع..لكن للجمال ظلال




    (عبدالستار بوحسن) - (2010-07-10م)

    هذه هي الحياة حبلى بالتناقضات.
    فمن رحم الرحيل الفاجعة أتى الجمال.

    فكم هو مفرح حد البكاء أن نرى آيات الله المراجع العظام و العلماء الكبار كالسيد الخامنئي و ناصر مكارم الشيرازي و اللنكراني و الشاهرودي و الصانعي و الحائري و حسين الصدر و اليعقوبي و غيرهم يصدرون البيانات التأبينية الحارة برحيل فضل الله.

    و كم هو مبهج أن يرسل المرجع الأعلى آية الله العظمى السيد السيستاني موفده الخاص للقيام بواجب العزاء.

    كم هو مطرب أن تخرج بيانات التعزية من مئات علماء الدين سنة و شيعة و من كافة أطياف الأمة لتنعى الفقيد.

    و مثله نعي منارات العلم في النجف و قم و الأزهر رفيق العلم و الكتاب و القلم.

    جليلة هي الوقفة الحزينة المتفجعة لقائد المقاومة البطل السيد حسن نصر الله عند الجسد الطاهر المسجى.

    ساحر هو اجتماع الزعماء العراقيين الفرقاء المالكي و علاوي و الجعفري ممثلي أكبر ثلاث كتل سياسية في العراق لتوديع السيد.

    مهيب حد الخشوع أن يضم مسجد الامامين الحسنين الفرقاء اللبنانيين أو ممثلين لهم ، حزب الله و حركة أمل و جنبلاط و الحريري و العميد عون و القوات اللبنانية و أطياف التيارات القومية و اليسارية و الليبرالية ساعة الرحيل.

    جميل حد الفتنة أن تتوحد لغة الفرقاء الفلسطينيين في فتح و حماس و باقي الفصائل.

    شاعري هو اختلاط العمائم شيعية و سنية و درزية مع جلابيب القساوسة المسيحيين.

    جريء حد الشجاعة نعي مسؤولة التحرير في أعظم المؤسسات الإعلامية الأمريكية السيد و ان كلفها ذلك وظيفتها. و كم يدعو للفخر أن تضطر بريطانيا لأن تسحب مقالاً تأبينياً انتزعته عظمة السيد من سفيرة لندن في لبنان.

    فتان حد الهوس أن يتدفق الرؤساء و الوزراء و المسؤولين الرسميين مع الفقراء و الايتام الصغير و الكبير في ذلك السيل العارم الذي يجمعه حب السيد. و كم هي صادقة تلك الدموع التي انسفحت على وجوه الناس نساءاً و رجالاً.

    همسة محلية ، آية من الجمال هي أن تتوحد قلوب علماء الدين في الاحساء و الدمام و القطيف لتخرج البيانات المشتركة المؤبنة. و مثلها تنادي مجالس التأبين الأحسائية في الرميلة ، الطرف ،البطالية ، التويثير ، الشهارين، الجبيل، الحليلة ، المنصورة ، الجفر، الدالوة ، القارة و المبرز مع أخواتها القطيفية في القديح ، البحاري ، الربيعية ،الجارودية ، الدخل المحدود ، الأوجام ، أم الحمام ، القطيف و الجش مع مجالس الدمام و سيهات.

    لعل الإرادة الإلهية أبت إلا أن تتوج مجهود هذا الإنسان الذي أفنى حياته لتوحيد الأمة ليقر بذلك جسده المرتحل في لحظة تاريخية نادرة تعانقت فيها القلوب و توحدت الكلمة و أحسسنا أننا فعلاً أمة واحدة( من بعد أن نزغ الشيطان بيني و بين أخوتي ).

    فضل الله .. آن لك أن ترتاح .. سلام عليك.





  10. #235
    تاريخ التسجيل
    Feb 2003
    المشاركات
    29,596

    افتراضي

    بعد رحيل المرجع فضل الله: مسؤولية الحركة الإسلامية في متابعة مسيرته الوحدويّة




    (قاسم قصير) - (2010-07-10م)




    ترك رحيل العلامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله فراغاً كبيراً في الساحة الإسلامية وفي العالمين العربي والإسلامي. فرغم ان السيد لم يكن قيادياً حزبياً أو رئيساً لتيار منظم، فإنه نجح في أن يكون إحدى أبرز الشخصيات الإسلامية العابرة للطوائف والمذاهب، وأن يكون على علاقة قوية بكل القوى والحركات الإسلامية في العالم العربي والإسلامي.

    فالسيد الذي بدأ مسيرته الإسلامية كأحد مؤسسي حزب الدعوة الإسلامية في العراق، ثم عمل على رعاية الحركة الإسلامية في لبنان، كان على علاقة وثيقة بكل القوى والحركات الإسلامية دون أي تمييز بين حركة وأخرى، وكان حريصاً على التواصل مع جميع القيادات الإسلامية لتبادل الرأي والنصيحة وللبحث عن أفضل السبل لتطوير العمل الإسلامي وعمل قوى المقاومة خاصة.

    كما نجح السيد بتجاوز كونه مرجعاً دينياً شيعي الانتماء، ليصبح مرجعاً إسلامياً تجديدياً ووحدوياً وذلك من خلال سلسلة الفتاوي والآراء التي أطلقها خلال مسيرته الاجتهادية والتي تدعو لرفض كل ما يسيء للوحدة الإسلامية، ولاعادة النظر بالعديد من الأفكار والطروحات التي تؤسس للخلاف المذهبي والشيعي.

    وبالاضافة لاهتمامه بالواقع الإسلامي، حرص السيد على اقامة أفضل العلاقات مع التيارات السياسية غير الإسلامية وفتح آفاق الحوار معها، كما انه سعى لتطوير الحوار الإسلامي - المسيحي، والحوار مع الغرب بعيداً عن أية أفكار مسبقة.

    من أجل كل ذلك فإن رحيل سماحة السيد سيترك فراغاً كبيراً في الواقع الإسلامي، وهذا الفراغ يتطلب من قيادات الحركة الإسلامية في العالم العربي والإسلامي بذل المزيد من الجهد والنشاط لملء هذا الفراغ، ولمتابعة هذه المسيرة الوحدوية.

    فما هي أبرز الانجازات والمميزات التي ساهم السيد في ارسائها على صعيد الواقع الإسلامي؟
    وكيف يمكن القوى والحركات الإسلامية متابعة هذه المسيرة الإسلامية الوحدوية؟

    الإنجازات والمميزات

    بداية ما هي أبرز الانجازات والمميزات التي ارساها السيد محمد حسين فضل الله خلال مسيرته الإسلامية منذ خمسينات القرن العشرين وحتى رحيله؟

    لقد انطلق السيد فضل الله في مسيرته الإسلامية منذ الخمسينات بروح وحدوية بعيداً عن أي اعتبار مذهبي أو قطري أو إقليمي، فهو منذ ان بدأ العمل الإسلامي من خلال حزب الدعوة الإسلامية كان حريصاً على العلاقة مع كل القوى والحركات الإسلامية وخصوصاً تيار «الاخوان المسلمين» و«حزب التحرير»، فضلاً عن دعوته إلى الوحدة الإسلامية والتواصل مع كل القيادات والمرجعيات الدينية.

    كما عمد سماحته للتنظير للحركة الإسلامية من خلال فهم الواقع وتقديم الأفكار العملية لتطوير العمل الإسلامي وعدم البقاء في الاطار النخبوي، وقد حقق السيد العديد من الانجازات ومنها:

    1- اقامة عدد كبير من المؤسسات المتنوعة الفكرية والإعلامية والاجتماعية، ما حوّل العمل الإسلامي من اطار فردي الى عمل جماعي، وكان حريصاً على ان تتميز هذه المؤسسات بكل اشكال التطور والحداثة والانفتاح على العصر.

    2- عمد السيد لتأسيس تيار اسلامي واسع بعيداً عن الأطر الحزبية الضيقة رغم علاقته الايجابية مع كل القوى والحركات الإسلامية، لانه كان يعتبر نفسه أباً ومرشداً للجميع بعيداً عن أي اعتبار للعمل الحزبي. وتبنى خيار المقاومة الإسلامية في لبنان والعراق وفلسطين وأفغانستان في مواجهة الاحتلال بكافة اشكاله، ورفض أي مساومة مع المحتل، وفي الوقت نفسه دعا للانفتاح على كل التيارات والقوى الأخرى من يسارية وعلمانية وقومية، كما أكد على الانفتاح على الغرب والحوار معه.

    3- تميز السيد بالجرأة في طرح النقاش حول العديد من الموروثات والروايات المتعلقة بالسيرة وبعض الاجتهادات الفقهية وأسس لاجتهاد جديد في الواقع الشيعي ورفض كل ما يؤدي للمذهبية وخصوصاً اللعن والسب والشتم، وقد أثارت طروحاته حملة كبيرة عليه من بعض الجهات الدينية والحوزوية، لكنه رغم ذلك استمر في عمله النقدي والتجديدي حتى آخر لحظة من حياته.

    4- لقد دعم السيد كل التجارب الإسلامية وخصوصاً التي وصلت الى الحكم كإيران والسودان، كما تابع باهتمام كل التجارب الإسلامية في مصر والجزائر والمغرب وفلسطين والعراق وباكستان ولبنان وتركيا، وكان حريصاً على تقديم كل الدعم والمشورة والنصيحة للقيادات الإسلامية حتى لو اختلف مع بعض التجارب الإسلامية.

    5- كان السيد على علاقة وثيقة مع قيادات الحركات الإسلامية والعلماء الوحدويين، وخصوصاً رئيس الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين الشيخ يوسف القرضاوي وقادة الجماعة الإسلامية في لبنان، المرحوم الدكتور فتحي يكن، الشيخ فيصل المولوي، الأستاذ ابراهيم المصري، اضافة إلى قيادة الاخوان المسلمين في مصر وحزب التحرير، وحماس وحركة الجهاد الإسلامي، وكان يحرص على التواصل الدائم معهم والبحث معهم في كل القضايا والملفات.

    مسؤولية الحركات الإسلامية

    واليوم، بعد رحيل السيد محمد حسين فضل الله، وفي ظل التحديات الكبيرة التي يواجهها العرب والمسلمين، ما هي مسؤولية الحركات الإسلامية والقيادات الإسلامية الوحدوية؟

    ان الوفاء للسيد فضل الله وللانجازات التي حققها يتمثل في الاستمرار في العمل لتحقيق الأهداف التي سعى اليها وحمل الرؤية الفكرية والحركية التي تبناها، وخصوصاً على صعيد تعزيز الوحدة الإسلامية ورفض كل ما يعزز المذهبية وايجاد الأطر المناسبة للتعاون والتنسيق بين القوى والحركات الإسلامية والبحث عن أفضل السبل لتطوير العمل الإسلامي.
    ويمكن ايراد أهم القضايا والملفات التي ينبغي البحث فيها وكيفية العمل لمعالجتها:

    1- حماية المقاومة الإسلامية في لبنان وفلسطين والعراق وأفغانستان في مواجهة قوى الاحتلال مع رفض كل ما يسيء لهذه المقاومة من ممارسات خاطئة في بعض الأحيان.

    2- الاستمرار في دعم الأطر الوحدوية كالاتحاد العالمي للعلماء المسلمين، وتجمع العلماء المسلمين، ومؤسسات التقريب بين المذاهب، مع السعي لكي تقوم هذه المؤسسات بخطوات عملية توحيدية وعدم الاكتفاء باقامة المؤتمرات والنشاطات أو اصدار البيانات والمواقف فقط.

    3- استكمال مسيرته الفكرية والاجتهادية على صعيد تطوير الفكر والفقه الإسلامي وخصوصاً لجهة تجاوز بعض الموروثات المذهبية والتي اساءت للواقع الإسلامي والبحث عن كل ما يوحد المسلمين في مواجهته الأعداء وعدم البقاء في ظروف الماضي وتخلفه.

    4- تطوير العمل الإسلامي نحو الأفضل والاستفادة من كل التقنيات والاشكال الحديثة وخصوصاً لجهة اعتماد العمل المؤسساتي والتكامل بين كل المؤسسات، وايجاد اشكال التعاون والتنسيق بين المؤسسات القائمة والاستفادة من التطور الكبير على صعيد وسائل الاعلام (الفضائيات، الإنترنت)، مع العمل لرفض كل ما تبثه بعض هذه الوسائل من مواد تسيء إلى الإسلام والمسلمين.

    5- التأكيد على اعتماد منطق الحوار والتواصل سواء بين القوى والحركات الإسلامية، أو على صعيد الحوار الإسلامي - المسيحي، أو الحوار مع الغرب، والتركيز على قاعدة الانفتاح والبحث عن كل ما يجمع مع الآخرين مع الحفاظ على الثوابت الإسلامية.

    هذه بعض الأفكار والاقتراحات التي يمكن اذا قامت الحركات والقوى والتيارات الإسلامية باعتمادها، ان تسد الفراغ الذي تركه المرجع السيد محمد حسين فضل الله، كما تكون وفية للرسالة التي حملها خلال 75 عاماً عاشها في سبيل الإسلام ورسالته.





  11. #236
    تاريخ التسجيل
    Feb 2003
    المشاركات
    29,596

    افتراضي

    بعد ضغوط صهيونية رضخت لها بريطانيا
    السفيرة غاي تفسر "مديحها" لفضل الله


    السفيرة غاي في لقاء مع المرجع الراحل في
    2008 (الفرنسية-أرشيف)

    عبرت سفيرة بريطانيا في لبنان عن أسفها عن أي "إساءة" سببها مقالها الذي أشادت فيه بالمرجع الشيعي محمد حسين فضل الله الذي وافته المنية الأحد الماضي.

    ووجهت إسرائيل الجمعة انتقادات لفرنسيس غاي التي نشرت المقال في مدونتها على موقع وزارة الخارجية البريطانية بعنوان "وفاة رجل دمث الخلق"، وقالت فيه إنها حزنت لوفاة فضل الله وإن العالم "بحاجة لمزيد من الرجال من طينته الذين يريدون التواصل بين الأديان".

    وكان متحدث باسم الخارجية البريطانية قال إن ما نشرته غاي قد تم حذفه "بعد بحث مدروس".

    ويحظى فضل الله -حسب مراقبين- باحترام في أنحاء الشرق الأوسط وآسيا الوسطى. وكان يشتهر بآرائه المعتدلة ومحاولة تضييق هوة الخلاف بين الطوائف الإسلامية المختلفة.

    في المقابل كانت الولايات المتحدة وإسرائيل تصنفانه "إرهابيا" لعلاقاته مع حزب الله اللبناني ومعاداته الشديدة لإسرائيل.


    مقال جديد

    وفي مقال جديد نشرته غاي الجمعة على مدونتها، قالت إن مقالها السابق كان محاولة "لإقرار الأهمية الروحية التي يمثلها الشيخ فضل الله بالنسبة لكثيرين والآراء التي آمن بها في الجزء الأخير من حياته".

    وأضافت أنه لا توجد صلات على الإطلاق تربطها بالإرهاب "أينما ارتكب وتحت أي مسمى" وأن حزب الله من الممكن أن "ينبذ العنف ويلعب دورا بناء وديمقراطيا وسلميا في السياسة اللبنانية".

    وتزامن انتقاد مدونة غاي مع قيام شبكة سي أن أن الأميركية بفصل صحفيتها المخضرمة أوكتافيا نصر محررة شؤون الشرق الأوسط من وظيفتها بعد 20 عاما من عملها في الشبكة، لأنها نشرت على صفحتها في موقع تويتر الاجتماعي تعليقا أبدت فيه إعجابها بفضل الله.





  12. #237
    تاريخ التسجيل
    Feb 2003
    المشاركات
    29,596

    افتراضي

    عادل عبد المهدي: إن رحيل العلامة المرجع فضل الله خسارة للأمة الإسلامية

    (شبكة الفجر الثقافية) - (2010-07-10م)




    بعث نائب رئيس الجمهورية العراقيه والقيادي البارز في المجلس الاسلامي الاعلى السيد عادل عبد المهدي برقية عزاء الى العلامة السيد علي فضل الله نجل المرجع الديني الراحل آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله واسرته الكريمة قدم فيها التعازي والمواساة بفقد هذا العالم والمرجع الجليل. [line]-[/line]


    نص برقية تعزية السيد عادل عبد المهدي
    سماحة العلامة السيد علي فضل الله دام عزه

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    بسم الله الرحمن الرحيم

    ﴿ الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعون اولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة واولئك هم المهتدون

    صدق الله العلي العظيم

    تلقينا بحزن واسى بالغين نبأ وفاة المفكر والمرجع والعالم الجليل آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله، ونحن اذ نشاطركم الحزن واللوعة بهذا المصاب الجلل، نبتهل الى الله العلي القدير ان يتغمد الفقيد برحمته الواسعة ويسكنه الفسيح من جناته ويلهمكم وذويه ومحبيه ومريديه الصبر والسلوان ، انه سميع مجيب .

    ان رحيل العالم الفاضل السيد فضل الله هو خسارة كبيرة ليس لعائلة آل فضل الله فحسب بل هو خسارة للامة الاسلامية وللشعب اللبناني الشقيق الذي لا ينسى المواقف المشرفة والانجازات العلمية والفكرية والاجتماعية الكبيرة لهذا العالم الفذ الجليل.

    عادل عبد المهدي
    نائب رئيس جمهورية العراق





  13. #238
    تاريخ التسجيل
    Feb 2003
    المشاركات
    29,596

    افتراضي

    قالت بأن إقالة مذيعة cnn كان قراراً غبيا وسيقضي على أي نقاش عقلاني مستقبلي
    الصنداي تلغراف:موقف مذيعة الــ cnn "أوكتافيا نصر" من فضل الله كان معتدلا مقارنة مع موقف السفيرة البريطانية "غاي"[line]-[/line]
    11 تموز 2010
    [align=justify]
    خصصت صحيفة "صنداي تلغراف" أحد موضوعاتها في شؤون العالم للتعليق على إقالة الإعلامية الأميركية من اصل لبناني في قناة "سي إن إن"، أوكتافيا نصر.
    وتشير الصحيفة إلى أن ضمان حرية التعبير قد يكون جزءا من الدستور الأميركي لكن هناك حالات متزايدة بشأن تعرض أفراد للإقالة بسبب إدلاءهم بأحاديث "دون ضوابط".
    وتضيف أن نصر التي عملت لمدة عشرين سنة كاملة في قناة"سي إن إن" الأميركية محررة للقضايا العربية وتنحدر من أصل لبناني أقيلت من منصبها فقط لأنها عبرت في موقع تويتر عن "حزنها" بسبب وفاة العلامة الراحل السيد محمد حسين فضل الله، واصفة إياه بأنه "أحد عمالقة "حزب الله"الذي أكن له احتراما كبيرا".
    وتواصل الصحيفة أن مهما كان الموقف من "حزب الله" ومن فضل الله الذي أشاد "بالعمليات الاستشهادية" ويوصف بأنه القائد الروحي للحزب، فإن الحزب جزء من الحكومة اللبنانية كما أن مشاعر نصر يتقاسمها ملايين الناس في الشرق الأوسط.


    وتتابع الصحيفة أن موقف نصر من فضل الله كان معتدلا مقارنة مع موقف السفيرة البريطانية في لبنان فرانسيس ماري غاي التي أطرت على فضل الله بشكل مفتوح، مضيفة أن إقالتها فقط لمجرد التعبير عن آرائها كان قرارا غبيا ومن المرجح أن يقضي على أي نقاش عقلاني في المستقبل.

    وتمضي الصحيفة قائلة إن إقالة الجنرال الأميركي، ستانلي ماكريستال الذي كان ينظر إليه بصفته قائدا أسطوريا في القوات الأميركية الخاصة واختاره الرئيس الأميركي، باراك أوباما، بنفسه لقيادة الجهود الحربية في أفغانستان، يندرج في الإطار ذاته.
    [/align]





  14. #239
    تاريخ التسجيل
    Feb 2003
    المشاركات
    29,596

    افتراضي

    صور تشيع الرمزي للعلامة السيد فضل الله في سترة بمملكة البحرين
    شارك المئات من أهالي سترة مساء أمس (الخميس) في تشييع رمزي للمرجع الديني آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله وجابوا شوارع سترة.واكتست مسيرة التشييع، التي تقدمها عدد من رجال الدين، الأعلام السوداء وردد المشاركون التهليل والتكبير، رافعين صور الفقيد الراحل.


















  15. #240
    تاريخ التسجيل
    Feb 2003
    المشاركات
    29,596

    افتراضي























صفحة 16 من 23 الأولىالأولى ... 61415161718 ... الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. انا لله وانا اليه راجعون
    بواسطة حسين سعيد في المنتدى واحة المناسبات
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 15-06-2010, 12:28
  2. انا لله وانا اليه راجعون ....... الارهاب من جديد
    بواسطة محمد من الكوفة في المنتدى واحة الحوار العام
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 11-04-2008, 18:43
  3. مشاركات: 19
    آخر مشاركة: 28-01-2007, 15:15
  4. مشاركات: 17
    آخر مشاركة: 22-11-2006, 09:44
  5. انا لله وانا اليه راجعون
    بواسطة منتصر في المنتدى واحة الحوار العام
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 12-02-2005, 22:16

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم   شبكة حنة الحسين عليه السلام للانتاج الفني