يكفينا تأبين القائد الخامنئي والسيد حسن نصر الله (عبدالأمير داود)
![](http://bj-media.net/wp-content/uploads/2009/09/ameer3.png)
عبدالأمير داود
ما أن تتأمل في التعزية التي نعى بها الرجل الأول في المقاومة الإسلامية سماحة الأمين العالم السيد حسن نصر الله والسيد القائد ولي أمر المسلمين الأمام الخامنئي حفظه الله ورعاه .تتباذر للذهن الكثير من الأسئلة لكل من عاش وهج الحملة الشرسة والظالمة ضد المرجع الكبير آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله ..
تعزية القائد والتي حملت مفردات كثيرة في داخلها تجعلنا نسأل كيف يصف القائد رجل منحرف وضال بهذه الأوصاف ( آية الله – عالم كبير – عالم مجاهد ـ قدم للساحات الدينية والسياسية الكثير – كانت المقاومة الإسلامية على الدوام تحت رعايته ـ كان المقرب من الجمهورية ونظامها – وكان وفياً للثورة لنهج الثورة الإسلامية واثتب قولاَ وفعلاً على مدار الثلاثين سنة من الجمهورية الإسلامية.
مفردات في قامة ووعي ومقام ودور السيد القائد الخامنئي في العالم الإسلامي وهو يأبن المرجع فضل الله وهو ولي أمر المسلمين والأمين على الرسالة والشريعة الإسلامية والأمتداد الحقيقي للنبوة والأمامة في زمن الغيبة والحريص على بيضة الإسلام من التحريف والضلال والأنحراف والتشويه والتحريف ؟؟ كيف يطلق السيد القائد هذه المفردات السابقة في حق المرجع فضل الله وهو في فكر البعض ممن يعيشوا في إيران والنجف ولبنان وكل العالم فكر منحرف وضال ومضل ولا يفقه شيئ من الفقه ؟؟ ألا يثير هنا لدينا استفاهمات كثيرة حول من ينتمون لولاية الفقيه تحديداَ ؟؟
الأمام الخامنئي ومن خلال تعزيته يثبت الكثير من الحائق في حق شخصية المرجع فضل الله خاصة أن من واجب القائد أن لا يروج للمرجع فضل الله حينما يكون ضال ومضل وفكر منحرف ولليس مجتهداً؟؟ في حين أن المنأمل بشكل عميق بيانه ودوره في العالم الإسلامي يقول العكس .. بل يؤكد أن المرجع فضل الله كان يمثل الوفي لمنهج الثورة الإسلامية وعالم كبير ومجاهد وفقيه في متسوى الفقاهه والأجتهاد؟؟
لماذا يصدر بيان في حقه اذا كان منحرف وضال ومضل ؟؟ ولماذا لم يلتزم كما التزم البعض ممن اتهمو المرجع بالأنحراف حيث لم يقدموا التعازي في ذكرى رحيله ؟؟ في حين ولي أمر المسلمين وقائدهم في قم والنجف يأبنه ويروج على أنه من العلماء الكبار ومجتهد كباقي المجتهدين ؟؟ ألا يثير في أنفسنا الكثير من التساؤلات حول موقع ولي الفقيه في فكرهم ومدى قناعة البعض به ؟؟ لأن الواجب عليهم أن يأخذوا بيان التعزية من القائد كالضوء الأخضر في اصدار تعازيهم بحق المرجع فضل الله؟؟؟
الأسئلة كثيرة وكبيرة بحجم عطاء المرجع فضل الله في العالم الإسلامي .. فحينما يأبن السيد القائد السيد الخامنئي ويبعث ممثله الخاص آية الله الشيخ أحمد جنتي الأمين العام لمجلس صيانة الدستور في جنازة سماحة المرجع الإسلامي آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله ( قدس).. تزداد الأسئلة الكثيرة والكبيرة خاصة حول ثقل المرجع فضل الله في فكر القائد ووزنه الحركي والسياسي والفقهي والشخصي .
كلمات السيد القائد وأبنه البار السيد حسن نصر الله تتفتح لك الكثير من الابواب الموصدة بعد أن ضاعت مفاتحيها وسط مناخ استأصالي وقمعي وارهابي لم يرحم الأواصر الدينية ولا الولائية ولا الإنسانية ولا لغة الحوار العقلاني والموضوعي ،، حيث سحقت كل الحسابات السياسية المنطق ولغة البرهان وكل معادلات الفكر والعقلانية الراقية والمتحضرة في ظاهرة جديدة على مستوى الفكر والفقه والعمل الإسلامي الحضاري والخطاب الإسلامي المعاصر تسمى ( المرجع فضل الله )
فضل الله كان الرقم الصعب في فكر وضمير وممارسة الرجل الأول لسماحة السيد حسن نصر الله ولولا بيانه لضاعت حقيقة أن هناك ظاهرة عجيبة وجدلية تمسى (فضل الله) يجب الوقوف عليها طويلاً حتى نعرف كيف كان يمثل شخصية جدلية في حياته ومماته .. ففي حياته أصبح الشغل الشاغل لكل من يريد أن يعرف كيف وصل الإسلام الحركي في لبنان وفي العالم بفضل هذه العملاق لقمم الوعي والرشد والنضج وفي مماته كيف اجتمعت حوله مئات الآلاف المختلف في التوجهه والدين وفي الممارسة في أكبر جنازة بعد الأمام الخميني قدس ؟؟ غريب وعجيب هذا الرجل كيف يجمع المتناقضين حوله وكيف كان يدير طاولة حواره معهم؟؟ في مماته حتى اعداءه كتبوا عنه بل مثل لهم أزمة في بعض بلدانهم مع حكوماتهم ؟؟ كما حصل للسفيرة البريطانية في بيروت حينما كتبت في مدومتها بخصوصه أنها رجل محترم وكما حصل ايضاً لمحررت شؤون الشرق الأوسط في شبكة السي أن أن ومارافقها من استقالة .
كيف افهم أن المرجع فضل الله كان يمثل فكر منحرف وفكر ضال عند البعض وهو في فكر الرجل الأول في العالم الإسلامي شعبيتة يمثل له أباً رحيما ومرشداً حيكما وكهفاً حصيناً وسنداً منيعاً في كل المراحل ؟؟
بل يقول أنه (هكذا كان لنا سماحته ولكل هذا الجيل المؤمن والمجاهد والمقاوم منذ أن كنا فتيةً نصلي في جماعته ونتعلم تحت منبره ونهتدي بكلماته ونتمثل أخلاقه ونقت بسيرته.)) كيف يهتدي بسيرة من كفروه وجعلوه فكر ضال ؟؟
ويقول أيضاً ( علمنا في مدرسته أن نكون دعاة بالحكمة والموعظة الحسنة وان نكون أهل الحوار مع الآخر وأن نكون الرافضين للظلم والمقاومين للإحتلال وعشاق لقاءٍ مع الله تعالى من موقع اليقين، ) كيف أصبح مدرسة له وفي فكر البعض يدعي المرجعية؟؟؟؟
ويتابع الرجل الأول في ذوبانه في ظاهرة المرجع فضل الله (وأن نكون أهل الصبر والثبات والعزم مهما أحاطت بنا الشدائد والمصاعب والفتن. فكان لنا الأستاذ والمعلم والعلم والنور الذي نستضيء به في كل محنة،)
ليس هذا من يشده للمرجع فضل الله بل فكره النير وسيرته العطرة ومواقفه الصلبه كما يقول نصر الله ( واليوم نفتقده إذ يفارقنا إلى جوار ربه الكريم الذي جاهد في سبيله طيلة عمره الشريف إلا أن روحه الزكية وفكره النيّر وكلمته الطيبة وابتسامته العطوفة وسيرته العطرة ومواقفه الصلبة )
بل يقول للعالم أنه منهج المرجع فضل الله سيقى الدليل والهادي والدافع أليس هذا دليل أنه مدرسة المرجع فضل الله كانت مميزة ورائدة في فكر سيد المقاومة (كل ذلك سيبقى فينا هادياً ودليلاً ودافعاً قوياً متجدداً للعمل الدؤوب والجهاد المتواصل)
.
وليس هذا فحسب من يثبت عشقه لهذا الرجل بل أن معاهدة المرجع بالوفاء لأهدافه المقدسة تثبت أن الشخصيةالتي فقدها تعد كبيرة حيث يقول السيد نصر الله (انني اتقدم باسم المجاهدين والمقاومين وعوائل الشهداء والجرحى والمحررين وكل جمهور المقاومة إلى امامنا صاحب الزمان عليه السلام وإلى مراجعنا العظام وفي مقدمتهم سماحة الإمام الخامنئي دام ظله وإلى جميع المسلمين عموماً واللبنانيين خصوصاً، وبالأخص إلى اسرته اسرة العلم والفضل والجهاد والشرف بأحر التعازي واصدق مشاعر المواساة في هذا المصاب الجلل الذي أصاب امتنا. ونعاهد روح سيدنا الجليل الراحل اننا سنبقى الأوفياء للأهداف المقدسة التي عاش من أجلها وعمل لها وضحى في سبيلها ليل نهار، وان نبذل في سبيلها كل غالٍ ونفيس ان شاء الله)
من من الذين يتقنون لغة فك الالفاظ والمفردات والمفاهيم والقيم يفهمني ماذا تعني ( أباً رحيما) و ( مرشداً حكيماً) و( وكهفاً حصيناً) و( وسنداً منيعاً) وفي كل المراحل ؟؟
التأمل في بيان السيد حسن نصر الله وبكاءه على جثمانه في مستشفى بهمن والتحشيد الكبير له والتغطية المميزة لرحيله يحس بعظم مصاب الرجل الأول حينما يفتقد شخصية من لاذوا به حينما كان فتية تشدهم الثورة الإسلامية واجتياح العدو الصهيوني وكيف كان يمدهم بكل مايملك ومن وعي ورشد وفقه حضاري متطور وتفسير قرآني حركي يحاكي الواقع .. كانوا بأمس الحاجه لشخصية في مستوى ما يواجهونه من تحديات ؟
لم يترك بيان القائد الخامنئي ولا أبنه البار السيد حسن نصر الله أي لبس حول ظاهرة المرجع فضل الله لمن يرفعون شعار ولاية الفقيه من فقهاء وجماهير ونتظيمات ؟؟ لم يبقى لهم عذر في وقت أن الأمام الخامنئي حفظه الله يروج له ويعزي انصاره ومحبيه ويعتبره الوفي للثورة الإسلامية على مدار 30 سنة؟؟ يعني انه وفي للقيم والمبادئ التي تمثل الإسلام المحمدي الأصيل اليس كذلك؟؟