من حفر حفرة لاخيه وقع فيها
يحكى ان رجلاً .. أمسى عليه الليل فضاف عند رجل منهم، فلما جلس عنده قليلاً ، قال له صاحب المنزل : إن كان عندك شيء من المال فحله من حزامك و أودعه زوجتي إلى غد لعلك تخرج ليلاً لقضاء الحاجة و نخاف عليك ملاقاة اللصوص ، فحمل هميانه ( حزاما يُشد على البطن ويوضع داخله المال ) و كان فيه أربعمائة محمدية ، فلما وضعه عند المرأة خرج لقضاء الحاجة ، فلما أقبل سمع الرجل يقول لامرأته :
نريد أن نزوج ولدنا و ليس لدينا المال فهلمي نقتل هذا الرجل و نأخذ هذه الدراهم لزواج الولد، فاتفقا على ذلك وعمدا إلى بيت ينام فيه الضيف و فرشا له فرشاً ووسادة , فلما مضى من الليل مقداراً خرج الرجل من ذلك البيت ليقضي حاجة ولما عاد سمع مايتدبرون له
ليلتها كان ولدهم ساهرا عند جيرانا لهم ولما عاد لبيت اهله ، ووصل إلى بيت الضيافة رأى فرشاً و بساطاً و سراجاً ، فكان قد أخذه النوم فنام على ذلك الفراش ، وحين انتصف الليل دخل الرجل وزوجته غرفة الضيف و أطفأ السراج و دخلا و في يد كل واحد منهما منجل عريض فتوارداه على رأسه حتى مات ، فقطعاه في الليل و رموه في بئر لهم وهم يظنون أنه الضيف ، فلما طلع الفجر عمد الرجل إلى رئيس تلك المحلة ، و قال له :امض معي مع جماعة حتى أوقفك على أمر غريب قد حصل، فأتوا معه إلى باب ذلك الرجل فطرق الباب و خرج الرجل و رأى الضيف فتعجب!!
فقال له الضيف : اعطني دراهمي فدخل على زوجته و قال: إن الذي قتلناه ليلاً جاء هذا الوقت و لا أظنه من الجن ، فأخرجي اليه دراهمه ، فلما قبضها حكى الحكاية كلها لرئيس المحلة ، فعمدوا إلى البئر فأخرجوا قطع المقتول فإذا هو ولدهم الذي عزما على زواجه من تلك الدراهم.!
ومن هنا جاء المثل
من حفر حفرة لاخيه وقع فيها
او بالعراق
ياحافر البير لاتغمق مساحيه ترة الفلك يندار وانت تقع فيها.