الاهتمام بالقيم الروحية والأخلاقية
هذه القيم الإنسانية التي تؤكدها هذه الخطبة، كما يؤكدها القرآن الكريم، تعطينا فكرة، وهي أن المطلوب من الإنسان أن يكون في وعي لنموّه الروحي والأخلاقي، فكما نعيش اهتماماتنا بالتربية ...الجسدية علينا أن نهتم بالقيم الأخلاقية الإنسانية الروحية التي تنمّي إنسانيتنا، وتعظّم شخصياتنا في مستوى الكمال، حتى نستطيع أن نربي أنفسنا لنكون جديرين بالإقامة في جنة الله، لأن الجنة هي المكان الذي كله خير وتعاون وإخلاص وصدق وطهارة وأخوّة، والله تعالى يتحدث عن أهل الجنة فيقول: {ونزعنا ما في صدورهم من غلّ إخواناً على سرر متقابلين}، لذلك يريد الله تعالى لنا أن نجعل من الدنيا جنّة مصغّرة نتدرب فيها على أخلاق أهل الجنة، كما نتدرب على ممارسة أي صنعة أو مهنة أو على العمل العسكري.
إن شهر رمضان هو هذا الشهر الذي يمثّل شهر التدرّب على ما يحبه الله ويرضاه، وعلى بناء أنفسنا بناءً روحياً إسلامياً إنسانياً، حتى نكون جديرين بلطف الله ورحمته وضيافته، لنحصل من هذه الضيافة الإلهية الكريمة على النتائج الكبرى يوم القيامة، وهناك فقرات أخرى في هذه الخطبة نرجو أن نوفّق لها في حديث آخر.
سماحة العلامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله (رض)