قبل ايام تحدثت مع احد الاخوة المعقدين من كل ما يمت للصدر الثاني بصلة _ اية صلة كانت _ و كان يتحدث باستهزاء و يصور نفسه من اتباع التيار و يتكلم بكلماتهم التي ربما سمعها منهم ابان الفتنة الاخيرة .. قال ان الحكومة ذهبت الى البصرة من اجل النفط .. كأنه بهذا يريد ان يسفه الموضوع و الغايات الرخيصة التي لم تعد خافية على احد من اهل البصيرة و النظر .. لا نتحدث عمن اعماهم التقديس و التمجيد الاهبل لشخصيات سوف لن تترك الحكم حتى تطيح بكل مصالح الشعب العراقي و يولي كل مطرود الى منفاه .. المالكي من بروكسل اعلن انه فعل فعلته هذه من اجل الانتخابات .. الكلام صار علني .. و لا زلنا نرى من يدافع بتعصب عن موقف نوري كامل و عصابته الاجرامية .. التي تريد ان تثبت لنفسها هيبة زائفة برؤوس اولاد الملحة .. مع انها اضعف من ذلك بكثير .. و لو كان لها هيبة لأوقفت تحكم دولة الشمال .. و لزحفت الى الموصل .. و حين تصل ستجد ان الساحة فارغة و لا يوجد احد يقاتلونه لأنه اعلام الحكومة ليس عادلا مع جميع الطوائف .. فالبصرة يدخلها المالكي غفل .. و الموصل يسبقها بحملة اعلامية يصاحبها اعلام مضاد من الارهابيين هناك .. في هذه الظلمة الحالكة نحن احوج ما نكون الى نبذ تقديس الاشخاص و التفكير بفقط بمصلحة الوطن التي تعلو على كل شيء في هذا العصر .. ما هي قيمة رئيس الوزراء و بهاء المنصب اذا كان اهالي مدينة الصدر و الكوت و كربلاء يتلوعون من فرط الحصار المفروض لاسباب حزبية .
يقاتل البيشمركة في البصرة و يوجه المالكي شكرا هزيلا لطالباني وبرزاني .. يشكرهم على الابتزاز و التعزز و التفضل و اللعب بالوطن على ما يحلو للأخوة الكرد .. بدلا من ان يوقفهم عند حدودهم و يحترموا قانون الدولة و يطيعوا مطالب الدولة المركزية تراه يشكرهم على ما اداه الجنود البيشمركة .. من شراسة في القتال ضد الشيعة .
و يريد ان يضحك علينا المالكي بسخافة توحد الاطراف السياسية ضد الخارجين عن القانون .. ناسيا ان البدري الذي تحول بقرار امريكي الى رجل امن او شرطي لن يستطيع ان يصوب رصاصاته نحو مصالح ال الحكيم .. و البيشمركة لن يهدم بيوت اهله من اجل عيون رئيس الوزراء .. المالكي وحده من يستطيع ان يفعل ذلك و من اجل لا شيء .. سوى ان يحفظ التأريخ له هذه الماثر النكراء .. و يؤشر عليها بأنها العار الذي ما بعده عار .. امن اجل ان لا يفوز الصدريون بالانتخابات و من اجل ان يمرر المالكي قانون النفط الجديد يصول على الصدريين صولة الجبناء ..
كنت ايام دفاعي عن نوري كامل هذا .. احاول ان اشبهه بنوري السعيد الذي تذكر بعض الوثائق السرية البريطانية انه رجل ماكر يدافع عن مصالح البريطانيين في الظاهر فيما هو يؤلب الساسة العراقيين و الوجهاء حينما يخلو معهم بعيدا عن اعين البريطانيين .. فيدعوهم الى معارضة بريطانيا .. و حاولت ان اقيس موقف نوري السعيد هذا مع موقف نوري التعيس بتعبير احمد مطر .. نوري طلب من البرلمان ان يجتمع من اجل مناقشة قانون النفط الجديد .. و البرلمانيون امتنعوا فترة عن الحضور للأجتماع .. تصورت ان نوري المالكي يمالئ الامركيين في الظاهر و قد يجري الرجل اتصالات سرية مع من يستجيب له من النواب و يطرح عليه ان يخالفوا القانون و بشدة .. الحقيقة ان نهب ثروات العراق و نفط العراق سيتم على يد هذا الرجل و الدليل تحمسه ضد التيار الصدري .. و اصراره على استعمال سياسة الحجاج و ابن زياد و الامويين .. التي تنص على اخذ البرئ بذنب المجرم .. و سواء رضي عشاق المالكي و المعجبون به او غضبوا فأن ما يجري على يد الحكومة الذليلة المستأسدة فقط على الشيعة انما يمثل سياسة اموية بامتياز .. و لا دخل لها بمنهج علي بن ابي طالب عليه السلام .. و اتصور ان على التيار الصدري ان يقف على خطوة مقتدى الصدر الاخيرة .. و يداري الحكومة و يداهنها .. فلا جدوى من حرب لا يموت فيها الا الشيعة "وبعض المرتزقة" و النصر على المالكي و اسياده انما يكون بانتخابات مجالس المحافظات .. مع الحذر من حكومة لا تعف في تحقيق مطامحها الشخصية عن فعل اي شيء حتى قتل الاطفال و حصار المدن و تعذيب السكان .. و الا فليفسر لي فطحل او عبقري موقف الائتلاف الاخير من رفض رفع الحصار عن مدينة الصدر و اتهامه للوفد بأنه يسيس معاناة السكان .. و عندي سؤال خاص لمن في قلبه مقدار معتد به من الشعور بالانسانية .. لماذا لا يسيس الائتلاف معاناة المدنيين .. هل هو زاهد الى هذا الحد بأصوات الاهالي في مدينة الصدر .. و لماذا هذا الاستهتار المكشوف بالقيم الانسانية التي دعت الاء الطالباني الى تقول ما قالت .. هل خجلوا حين وجهت هذه السيدة المتبرجة لعمائمهم و تاريخهم الاسلامي كلامها المؤلم :أما عضو مجلس النواب عن التحالف الكردستاني الآء الطالباني والتي كانت في تعداد الوفد أيضا فقد اتهمت الحكومة بانتهاك قرارات مجلس الأمن القاضية بالحفاظ على حياة النساء والأطفال في مناطق الصراع.
ثم اريد ان اعرف كيف اتفقت هذه المرة مصلحة حزب الدعوة الاسلامية جدا جدا مع مصالح ال الحكيم ؟ كيف اتفقا على ضرب و تجويع اهالي مدينة الصدر ؟ و هل في هذا ما يشرف حزبا او مجلسا ؟