صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 12
النتائج 16 إلى 28 من 28
  1. #16
    تاريخ التسجيل
    Jun 2005
    المشاركات
    732

    افتراضي

    --------------------------------------------------------------------------------



    نبذة عن المفكر المرحوم عالم سبيط النيلي صاحب كتاب الطور المهدوي:


    من مواليد عام 1956
    عاش وترعرع في مدينة الحلة (بابل)، العراق
    اكمل دراسته ونال على درجة الماجستير في الهندسة الكهربائية في روسيا
    باحث ومفكر ودارس لأكثر من حقل من حقول المعرفة
    يتميز بالبساطة والهدوء والتواضع والكرم والفطنة ودقة الملاحظة ولكن لاذع النقد
    رحل وترك العديد من الاعمال الغير منشورة والأعمال التي لم تكتمل.
    توفي بتاريخ 17/8/2000
    لـــه:
    1ـ النظام القرآني/ مقدمة في التفسير حسب المنهج اللفظي/جزء اول، منشور، دار الاسراء عمان ، الاردن سنة 1999
    2ـ أصل الخلق
    3ـ الطور المهدوي (أو طور الاستخلاف ومستقبل الارض)
    4ـ الحل الفلسفي/ (نقد المباحث الفلسفية)
    5ـ الحل القصدي للغة/ جزء اول (نقد مباحث الألفاظ ونقد لبلاغة الجرجاني)
    6ـ اللغة الموحدة/ جزء اول
    7ـ ملحمة كلكامش والنص القرآني
    8ـ مدخل الى نظام المجموعات في القرآن الكريم
    9ـ نقد المباحث الاصولية/ المستقلات العقلية/ جزء اول
    10ـ انوار القرآن الكريم في ولاية امير المؤمنين (لم يكتمل)
    11ـ مقالات ودراسات اخرى مكتملة وغير مكتملة في الدين والادب
    =================

    حوارية الكفر والايمان

    عالم سبيط النيلي


    المحاور : لقد قطعت هذا الطريق الطويل إليك لأجل أن أحاورك بالأمر الذي لا زالت الأمة مختلفةٌ فيه ألا وهو موضوع الإمامة . فقد أُخبرت أن لك فيها آراءً غريبةً لها أدلةٌ دامغةٌ وإن كنت أحتمل أن ذلك من المبالغات .

    المؤلف : أشكرك على ما تخبرني به عن حقيقة ما شعرت به .

    المحاور : إذن فاخبرني عن تلك الأدلة التي تثبت أن الإمامة لا تكون إلاّ بالتعيين وعلى فرد مخصوص من قبل الله تعالى ورسوله الأمين ولا يجوز أن تكون باختيار المؤمنين إن كنت تعتقد بصحة التعيين .

    المؤلف : نعم إني أعتقد صحة التعيين وأرى أن اختيار الناس لخليفة النبي هو أمرٌ باطلٌ ؟ .

    المحاور : فاذكر لي الأدلة إذن .

    المؤلف : ولِمَ العجلة ؟ ألا تريد التعرّف على من تحاوره ؟ .

    المحاور : لا يهمني الذي أحاوره ، بل يهمني ما يقوله لأني تعبت من اختلاف الأقوال وتشعّب الأحاديث وتباعد الآراء . فإن كان في القول خيرٌ أخذت به وإن كان كسلفه من الأقوال تركته .

    المؤلف : إن الاهتداء إلى الحق والحقيقة في أيّ شأن هو بيد الله تعالى ، فإذا شاء أن يهدي أحداً إلى الحق هداه ولو كان وحيداً على ( جبلٍ ) لا يحاور أحداً ما .

    المحاور : هذا صحيحٌ .. ولا أدري لماذا تقول ذلك ، تواضعاً معي أم تهكّماً عليّ ؟

    المؤلف : تواضعاً وتذكيراً بأن تطلب الهدى من الله تعالى لأنه بيده لا بيد أحدٍ من خلقه .

    المحاور : هذا الكلام ليس دقيقاً .. لأن النبي يهدي ! .

    المؤلف : بالمعنى الذي نحن فيه ، النبيّ لا يهدي . قال تعالى : ( إن علينا للهدى وإن لنا للآخرة والأولى ) ، وقال : ( ليس عليك هداهم ) وقال : ( إنك لا تهدي من أحببت ) . فالذي يقرّر سلوك طريقٍ ما هو العبد ثمّ يأتي الدليل ليوصله إلى الهدف ، لذلك اقترنت هداية النبي ( ص ) في القرآن بالطريق وهو الصراط أيضاً ( وإنّك لتهدي إلى صراطٍ مستقيم ).

    المحاور : لكنك تتحدّث وكأنك على يقين من أنّك مهتد ! .

    المؤلف : المهتدي يعلم أنه مهتدي وغير المهتدي لا يعلم إن كان مهتدياً أم لا ، وأسمائهما تحتّم ذلك .

    المحاور : تخريجٌ حسنٌ ، فلنفرض أني لا زلت أتخبّط فما هي أدلّتك على موضوعنا ؟.

    المؤلف : الأدلّة كثيرةٌ لا أظنّها فاتتك ، ولكلّ قارئ طريقٌ في القراءة ولكلّ سامعٍ طريقٌ في فهم ما يسمع ! .

    المحاور : تريد أن تقول أن ما يذكر من أدلّةٍ عقليةٍ ونقليةٍ كافيةٌ ولكني فهمتها بصورةٍ خاطئةٍ أو سيئة ؟ .

    المؤلف : ربّما ! .

    المحاور : هنا أخطأتَ ، فالمنقول من آياتٍ وأحاديثٍ هناك ما يعارضها ، والمنقول من مناقبٍ لصاحب الوصية هناك مناقب مثلها لغيره والكلام يطول والجدال ما يزال ولن يزول .

    المؤلف : هذا طبيعي !! لأن الحق والباطل في صراعٍ ، فللحقِّ دلائله وللباطل مكائده ، وواجب العاقل هو الفرز بين الدلائل والمكائد ، فإذا حسبها جميعاً دلائل ضيّع الحق في الباطل ، وإذا حسبها جميعاً مكائد ركب الباطل ولم يجد الحق .

    المحاور : أتقول أن هناك دلائلَ اختلطت مع مكائد وإن هناك مناقباً هي في حقيقتها مثالب وأني لا أحسن الفرز ؟! .

    المؤلف : ربّما ! لأن هذا جزءٌ من طبيعة أي صراع .. فالقائل أن ما وصلنا هو كلّه حقّ فهو أحمق .

    المحاور : حسناً .. أريد أن آتي معك . ذلك لأنه إذا كان مثلي وينخدع فتلك إذن مؤامرة هي أكبر ممّا نتصوّر ولا تحسب أني لا أفكّر بهذا الاحتمال ، وحينما أتخيل فريقين بالفعل فإن عقلي لا يدلّني على ذلك الحقّ ولا يوضّح لي الباطل .. لأن الآيات والدلائل والأحاديث في الجميع ورواتها من الجميع .

    المؤلف : أنت تراها قد اختلطت ، أما الحقّ والباطل فلا يختلطان في الخارج أبداً ، فليست العلّة في تلك النصوص وإنما هي في القلب الذي يجعلها تختلط على العقل . ولو اختلط الحق والباطل في الخارج لما كان لله تعالى حجّةً على الخلق ولبطل العقاب والثواب .

    المحاور : كأنك لا زلت تتهمني ! .

    المؤلف : أعترف بأني لا زلت أتهمك .. لأن هناك أمرٌ لا بدّ أن تتفق معي بشأنه لأنه قانونٌ إلهيٌّ هو : أن الله تعالى لا بدّ أن يهدي من أناب إليه ..

    المحاور : وما أدراك أني غير مهتد ؟

    المؤلف : إذا كنت مهتدياً فأنت تعلم أنّك مهتد .

    المحاور : لعلك تظنّ أني جئتك لتهديني ! أنا ما قلت ذلك وأعرف نفسي أني بحمد الله مؤمنٌ بالله ورسوله وكتابه إيماناً راسخاً .

    المؤلف : وما علاقة الإيمان بالهدى ؟ فقد يكون المرء مؤمناً وليس مهتدياً في آنٍ واحدٍ لقوله تعالى : ( وإني لغفّارٌ لمن تاب وآمن وعمل صالحاً ثمّ اهتدى ) .

    المحاور : حسناً .. لأكن ضالاً أو كافراً فهل لك أن تأتيني بجديدٍ تناقشني فيه فإن القرآن قد ناقش الكفّار وحاورهم .

    المؤلف : استغفر الله .. استغفر الله .. فلو ظننت أنك من الكفار لما حاورتك فإن القرآن لم يناقشهم قط .

    المحاور : فما تلك المناقشات القرآنية وضرب الأمثال ولمن كانت إذن؟

    المؤلف : إن الله تعالى يقول : ( إن الذين كفروا سواءٌُ عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون ) . فلا فائدة من التحاور معهم . والقرآن هدىً للذين آمنوا وعملوا الصالحات ( وإذا ما أنزلت سورةٌ فمنهم من يقول أيّكم زادته هذه إيماناً . فأما الذين آمنوا فزادتهم إيماناً وهم يستبشرون . وأما الذين في قلوبهم مرضٌ فزادتهم رجسٌ إلى رجسهم وماتوا وهم كافرون ) .

    المحاور : هذا صحيح ولكنك لم تجبني عمّن حاوره القرآن وضرب له الأمثال ؟

    المؤلف : هؤلاء جماعات من المشركين لا الكفار .

    المحاور : لم أكن أفرّق بين المشركين والكفّار . أفـأنت ترى فرقاً ؟

    المؤلف : نعم .. كل كافر فهو مشرك بالله وليس كل مشرك بطاعة الله مشركٌ بالله أو كافرٌ . فالمشرك بطاعة الله هو كعابد الأصنام فهو يعبد الله من خلال عبادة الأصنام ظناً منه أن في ذلك طاعةً لله فإذا بلّغه النذير ( ص ) فربّما آمن وإذا أصرّ فقد كفر فهؤلاء الضالون الحيارى هم الذين يناقشهم القرآن ويضرب لهم الأمثال .

    المحاور : ألأجل ذلك لم تعلن البراءة من المشركين إلاّ في أواخر دعوة النبي ( ص ) وبعد فتح مكة ؟ .

    المؤلف : نعم وأحسنت .. لأن الحجج قد قامت والبراهين اكتملت ( فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا شاهدين على أنفسهم بالكفر ) .

    المحاور : لقد عرفتُ المشرك فمن هو الكافر ؟ أهو الذي ينكر وجود الله تعالى ؟

    المؤلف : لا أحد ينكر وجود الله على وجه الحقيقة والصدق مع نفسه والذين ادّعوا ذلك كاذبون .

    المحاور : كيف ؟! أليس الذي ينكر وجود الله قد شعر حقاً بعدم وجوده ؟ .

    المؤلف : كلاّ .. أنّه كذّاب .. إنّه يحاول نقل الحوار من الشركاء إلى الإله الواحد نفسه أي أنه يهاجم الواحد ليتخلّص من التوحيد مدّعياً الشكّ في الواحد .

    المحاور : إني أسمع الآن بمفهومٍ جديدٍ للكفر . فهل ما إن عمله الفلاسفة من الردود على الملاحدة كان عبثاً ؟ .

    المؤلف : ربّما نفع في تثبيت إيمان مؤمن وتمكينه من سلاحٍ بوجه الكافر .. لكنه لم ينفع كافراً وما غيّر من الأمر شيئاً ـ لأن هذا النقاش لم يكن له موضوعٌ من الأصل وموضوعه الصحيح هو الشركاء .

    المحاور : ولكن الآيات القرآنية سردت الأدلة على وجود الله .

    المؤلف : العبارة تكون صحيحةً لو قلت : ( سردت الأدلة على وحدانية الله ) لأن الله تعالى نفسه ليس فيه شكّ ( قالت لهم رسلهم أفي الله شكٌّ فاطر السموات والأرض ) .

    المحاور : لنفرض أني قلت هذه الآية نفسها للدلالة على وجود الله . فماذا تقول ؟ .

    المؤلف : هذه الآية ليست للدلالة على وجود الله ، بل للدلالة على أن هذا الوجود ( ليس فيه شك ) وبالتالي لا وجود لمنكرٍ لحقيقة وجود الله . فكلُّ منكرٍ لوجود الله كذّاب .

    المحاور : هل تعرف أحداً كافراً ومع ذلك يؤمن بوجود الله ؟

    المؤلف : سبحان الله .. كلانا يعرف أحداً على هذا النحو !! .

    المحاور : من هو ؟ .

    المؤلف : هو رجلٌ من الجِنّة .. شيخ الكفّار وأولهم كان يخاطب الله تعالى قائلاً ( فبعزّتك لأغوينهم أجمعين ) وقد كان كافراً لقوله تعالى : ( إلاّ إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين ) .

    المحاور : أعتذر ! فلنعد إلى الآية وسأوجّه الكلام بطريق آخر : قوله تعالى ( أفي الله شك ) ألا يدلّ على وجود من يشكّ في الله ؟.

    المؤلف : الآية لا تتحدّث عن ( من يشكّ ) لتقول ذلك . إنها تتحدّث عن الشك نفسه والاستفهام الإنكاري يدلّ على ( انعدام ) الشك وبالتالي لا وجود لحامل ذلك الشكّ . إنّما يقع الشك والتلبيس بوجود شركاء وحسب ، فهي في معرض نفي الشركاء بطريق وجود الله باعتبار هذا الوجود ليس فيه شكّ مطلقاً لأنه العلّة الأولى للخلق ( فاطر السموات والأرض ) وكلّ شريك واقع حتماً ضمن السموات والأرض فهو مخلوق ، فيتمّ البرهان على عدم وجود شريك بإعلان كونه نفسه ليس مشكوكاً فيه . ولما كان هو فاطرها أي مبتدعها فهو إذن واحد لا شريك له . وحتى لو كانت تتحدّث عن الشاك لا الشك فهي في معرض النفي لهذا الشاك ، لأن موضوعها هو التوحيد ( نفي الشركاء ) لا إثبات وجود الواحد ، وهذا ما فهمه أيضاً جميع أمم العالم عندما قيلت لهم تلك العبارة كما يتّضح من نص تمام الآية ( قالت لهم رسلهم أفي الله شك فاطر السموات والأرض يدعوكم ليغفر لكم من ذنوبكم ويؤخركم إلى أجل مسمىً قالوا إن أنتم إلاّ بشرٌ مثلنا تريدونا أن تصدّونا عمّا كان يعبد آباؤنا فأتونا بسلطانٍ مبين ) . فلم يكن لهم شك في الله ، بل شكٌّ في دعوة الرسل . وهذا ما قالوه قبل هذه الآية بالآية السابقة بلا فصل ( قالوا أنا كفرنا بما أرسلتم به وإنّا لفي شكٍّ مما تدعوننا إليه مريب ) . فلأجل إزالة الشك في كونه إله واحدٌ قالت لهم رسلهم : أفي الله شك فاطر السموات والأرض ؟ والجواب : لا شك فيه . ولو كان الشك فيه فلا حوار ولا مناقشة . فلمّا جاءتهم رسلهم بهذا البرهان قالوا : تريدون أن تصدّونا عمّا كان يعبد آباؤنا ، فطلبوا الدليل وقالوا : فأتونا بسلطانٍ مبين ـ دليل مادي ومثلٍ واضحٍ غير هذا الدليل العقلي . فقالت لهم رسلهم بالآية اللاحقة : ( وما كان لنا أن نأتيكم بسلطانٍ إلاّ بإذن الله وعلى الله فليتوكل المؤمنون ) . فمن آمن ابتداءً على هذا الدليل العقلي فليتوكل على الله فإنه يهديه بصورةٍ أو بأخرى . ولو كان الشك في الله فلا حوار ولا تعقيب كهذا التعقيب .



    للحوار بقية >>>>
    __________________
    و مراد النفوس أصغر من أن تتعـــــادى فيه و أن تتفــــانى

  2. #17
    تاريخ التسجيل
    Jun 2005
    المشاركات
    732

    افتراضي

    مراجعة
    عالم سبيط النيلي وتقييم مناهج الاستنباط


    عباس علي الجمري:
    يمثل الباحث العراقي عالم سبيط النيلي (1956-2000) نقطة مهمة في تجديد قراءة النص، ذلك لأنه غاير أنداده في هذا الحقل، حيث ولج قراءة النص من المشرب الإخباري القائم على المأثور بشكل كبير، وتمثّل ذلك في مشروعٍ أسماه ‘’الحل القصدي’’ للغة، ويحمل في طياته جملة أفكار أهمها المقصد اللغوي وكيفية قراءته في نسقه الواقعي البعيد عن خدع الترادفات والمجازات.
    ومع ما يمكن تسجيله على مشروع النيلي من ملاحظات، إلا أن الرجل قد وطّد أهمية مشروعه من خلال حيثيتين: الأولى أن المشروع القصدي قدّم قراءة تأصيلية لمفاهيم جديدة مرّت على عدد من المستنبطين ولم يشيروا إليها (كإثباته أحوالا ملفتة للنبي ذي القرنين في كتابيه ‘’معركة جلجامش’’ ومقدمة ‘’الطور المهدوي’’)، فتجاوز بذلك النمط السائد في قراءة المأثور، محرِّرا جملة من تقييدات المناهج الحوزوية التي ظلت المعبر الوحيد لفهم النص. وربّ قائل يقول: ثمة مفكرون ذهبوا مذهب التجديد على مختلف توجّهاتهم، مثل سروش وأركون وحسن حنفي.. وقدّموا مشاريع لفهم النص. إلا أن فارقا واسعاً بين النموذجين، فالنيلي حيث ذهب، لا يؤسّس مفاهيمه من خلال علومٍ عقلية وإنسانية ليقدّمها بديلا عن مناهج الاستنباط السائدة، وإنما حثّ على قراءة الأحاديث بمضمونها التكاملي الذي يعطي للقرآن أبعادا أخرى، ويلغي في ذات الوقت علم الرجال وقسما كبيرا من علم الأصول. أما الحيثية الثانية فهي أنه يقدّم قراءته عبر تجريد النص من تأثيرات العلوم المختلفة التي يعتبرها طارئة على فهم القرآن أو السنة (بما في ذلك روايات أئمة الشيعة)، ومن ثم؛ تأسيس فهمٍ واضح يزعم أنه يطابق ‘’قصد’’ المأثور.
    المؤسسات الدينية المعنية بالنص والخطاب الديني، هي في حاجةٍ لقراءة النيلي، لا لجدة النتائج التي توصّل إليها فحسب، بل لطريقة التقييم المعرفي التي امتلكها بسبب اطلاعه الواسع على الروايات من جهة، ومطابقتها الدقيقة مع العلم الحديث من جهة أخرى. والحاجة هنا لا لنقصٍ تعانيه المؤسسة الدينية منهجيا؛ بقدر حاجتها لخبرة التجربة المعرفية التي مارسها النيلي، مما أكسبه نتائج قيمة في كثير من زوايا أبحاثه، على رغم هشاشة بعضها الآخر.
    ‘’الحل الفلسفي’’، هو أحد كتبه الذي يصرّ فيها على أن العلوم العقلية - بما فيها الفلسفة لدى المسلمين - هي إحدى طامات القراءة المخطئة للأشياء(نصا أو مصداقا خارجيا)، التي مثلت في مساحات شاسعة من رقعتها ‘’عقائد’’ يعتمد عليها في فهم الواجد والموجود والوجود، وهي-أي الفلسفة-لدى النيلي قصة تتكامل مع كذبة ديكارت حينما بدأ سؤاله التشكيكي بالشك العارم، إلا ذات الفلسفة التي لم يطلها الشك الديكارتي. فهل إثبات أنوية الفلسفة تضر بقيمتها المعرفية؟ ئوالجواب عند النيلي: قطعا نعم، إذ أن ‘’الشك لا يخرج من الأنا متوجها إلى الأشياء كما فعل ديكارت، هيوم، هوسرل، هيغل، .... ولا كما فعل جميع فلاسفة الشرق، إذ يوجب الحل بناءً على تلك المقدمة إعادة منطقة العقل نفسه قبل التسليم بمنطقِـه، وإجراء التشكيك بأولياته نفسها حذرا من أن يكون الأنا قد تدخل في تحديدها... ومعنى ذلك أن الأنا ولكي يتعرف نفسه ينبغي له أن يلغي نفسه..وينظر للآخر. فالحل لا يبدأ بالأنا، بل يبدأ بالـ (هو)’’. ص 6- .8
    و مراد النفوس أصغر من أن تتعـــــادى فيه و أن تتفــــانى

  3. #18
    تاريخ التسجيل
    Jun 2005
    المشاركات
    732

    افتراضي

    و مراد النفوس أصغر من أن تتعـــــادى فيه و أن تتفــــانى

  4. #19
    تاريخ التسجيل
    Jun 2005
    المشاركات
    732

    افتراضي

    موقع خاص للمفكر العراقي: علم سبيط النيلي يرحمه الله تعالى.
    http://alneali.blogspot.com/
    و مراد النفوس أصغر من أن تتعـــــادى فيه و أن تتفــــانى

  5. #20

    افتراضي

    الأخ العزيز مروان مع التحية
    هناك في التاريخ الاسلامي نظريتان سياسيتان رئيسيتان هما الامامة الالهية لأهل البيت ، والخلافة السنية ، وكل من هاتين النظريتين يتشعب الى نظريات فرعية كثيرة، وتحاول كل نظرية تقديم أدلة على صحة نظريتها بالاستشهاد أو تأويل بعض الآيات القرآنية وبعض الأحاديث النبوية الصحيحة والمختلقة، كما تحاول كل نظرية اضفاء المسحة الدينية على نفسها واعتبارها جزءا من الدين
    وللحكم على أية نظرية لا يمكن التوقف فقط عند بعض الأقوال والتأويلات أو الادعاءات وانما يجب دراستها بعمق ومن مختلف الجوانب والأبعاد ومطابقتها مع الواقع والنظر الى النتائج المترتبة عليها. وأزعم أنني قمت بدارسة النظريتين الشيعية والسنية لأكتشف ان كلا منهما تكون في القرون المتأخرة ولا علاقة له بأصل الاسلام، ولم يعرفه الصحابة وأهل البيت.
    ويكفي أن تعرف بأن نظام الخلافة السني كان مسؤولا عن تدهور الامة الاسلامية ولا يزال يتحمل الفكر السني التقليدي جزءا من المسؤولية في استمرار الظاهرة الديكتاتورية في العالم الاسلامي. وأما نظرية الامامة فقد عانت في مراحلها الأولى من تحديات كبيرة ووصلت الى طريق مسدود بوفاة الامام العسكري دون ولد ظاهر، مما أدى الى تفرق الشيعة الى سبعين فرقة خلال القرنين الثاني والثالث ، ثم قول فريق منهم بوجود امام مستور غائب هو الامام الثاني عشر محمد بن الحسن العسكري، وغيبته وانتظاره وتحريم اقامة أية دولة في عصر غيبته لعدم توفر شرط العصمة والنص والسلالة العلوية الحسينية، ومحاربة نظرية ولاية الفقيه في القرن الرابع الهجري، مما أوقع الشيعة طوال ألف عام في غيبة قاتلة وأبعدهم عن مسرح الحياة الى أن طور بعض فقهاء الشيعة من جديد نظرية ولاية الفقيه وتبنوها فأقاموا الجمهورية الاسلامية الايرانية ، وطور فقهاء شيعة آخرون نظرية الشورى ، وقبل فقهاء آخرون بالنظام الديموقراطي كبديل عملي عن فكر الامامة المثالي الذي لا يمكن تطبيقه اليوم بأية صورة من الصور.
    وهذا ما كنت أعنيه عندما قلت أن فكر الامامة فكر مثالي غير قابل للتطبيق
    فهل تعتقد انه فكر عملي؟ وهل يقبل أحد من الشيعة اليوم باشتراط العصمة في رئيس الجمهورية أو رئيس الوزراء والا فلا يجوز اقامة الحكومة والدولة؟
    ان المسألة ليست مسألة انكار الامامة، وانما كيف يمكن تطبيقها؟ وهل يوجد اليوم امام معصوم معين من قبل الله ظاهر معروف حتى نلتف حوله ونتبعه ونساعده على اقامة الدولة الاسلامية؟ أم ان كل هذا الحديث بعيد عن الواقع؟
    وشكرا
    أحب في الله من يبغضني في الله

  6. #21
    تاريخ التسجيل
    Jun 2006
    المشاركات
    204

    افتراضي

    الذي اعرفه عن عالم سبيط النيلي انه كان يأخذ محاضرات في جامعة بغداد ، وقد استقطب من قبل النظام وفتح له المجال وكانت محاضراته مخصوصه ((للغة الموحدة في القرآن الكريم ) لم نسمع عنه انه تدخل بحوار عقائدي الأ اذا كان بمتسوى فردي وشخصي لا يعلمه احد
    الغرض كان الرجل يمدح نفسه كثيرا انا وانا وقد رد عليه احد الاساتذه حسب ما اتذكر اسمه دكتور غيث وجرت معه مناظرات كثيره مع الطلبه في حينها .

  7. #22
    تاريخ التسجيل
    Aug 2005
    المشاركات
    78

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد الكاتب
    الأخ العزيز ديك الجن
    تحية طيبة
    واذا تسمح لي في البداية أن أمزح معك قليلا
    من أين أتيت بهذا الاسم ديك الجن؟ وهل للجن ديكة ودجاج وبط؟
    .
    في تعليقك على اسم ديك الجن كيف ستقنع قارئك بأنك قد اطلعت على كتاب واحد على الأقل من التراث فضلا عن ادعائك التقصي والتحقيق
    بصراحة من يجهل ديك الجن ويتعامل مع اسمه بهذا المستوى من التنكير بحيث يقول وهل للجن ديكة
    من يجهل هكذا شخصية فذة في التراث الأدبي فلا شك بأنه بعيد عن التراث والثقافة الإسلامية بعد الجن عن امتلاك ديكة !!!
    [align=center]موالي لا أحصي ثنائكم ولا أبلغ من الوصف كنهكم[/align]

  8. #23

    افتراضي

    بسمه تعالى
    اعتقد ان هناك خلط بين مفهوم الامامه والخلافة عند كثير من الشيعة وان هذا الخلط مقصود حيث ان الامامه منصب الهي نصي على الامام وهو الامام من هذا الباب مشرع ومبين للرسالة الاسلامية اما الخلافة اي الحكم والذي يتصل حسب فهمي من خلال التأريخ والاحداث وتصرفات الائمة عليهم السلام براي المسلمين أو الناس اي ان الامام حين اقصي عن الخلافة من خلال ما وردنا من التأريخ بايع بعد ستة اشهر ابو بكر وبعده بايع عمر وحين جعل مع الستة بايع ايضا وقال لاسالمن ما سلمت امور المسلمين وان كان بها جور علي خاصة وان الامام الحسن (ع) وبعد صلحه مع معاوية اقره الامام خليفة ومن بعد معاوية فالحسن هو الخليفة وان مات الامام الحسن فبعده للحسين (ع)فمع خروع الخلافة عنهم عليهم السلام لم تسقط عنهم الامامه وليس شرط الامامة بالخلافة
    محمد باقر

  9. #24
    تاريخ التسجيل
    Aug 2005
    المشاركات
    1,660

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد الكاتب
    أحمد الله على توفيقه لي بإكمال بحثي عن الفكر السياسي الوهابي والسني، الذي قادني الى رفض النظرية السنية المتطرفة حول الصحابة والتي ترفعهم الى درجة قريبة من العصمة ، والذي قادني أيضا الى نقد الفكر السياسي السني من جذوره أي من أصول المذهب السني ، الأحاديث المنسوبة الى النبي الأكرم، وأصل الاجماع. وسوف أضعه بخدمة القراء للنقاش في المستقبل ان شاء الله قبل أن أطبعه بصورة نهائية
    فلا تستعجل علي يا ديك الجن المحترم
    بالمناسبة هل قرأت الرواية التي تنقلها بعض المصادر الشيعية والسنية حول الديك العملاق الذي يثبت رجليه في الأرض ويرفع رأسه الى العرش وله جناحان كبيران أحدهما من ثلج والآخر من نار ، يصفق بهما كل يوم خمس مرات ويقول سبوح قدوس رب السماوات والأرض؟ ومع الأسف فان الرواية لا تقول بأي توقيت.
    يبدو أننا قد أحسنا استفزاز الاستاذ أحمد!....

    اسمي هو كنية مستعارة من الشاعر الشيعي الحمصي الشهير...

    وقد أجابك الأخ مقصر و المتهم بالغلو .... جواباً شافياً في هذا الموضوع! ...

    على العموم ...

    استاذي الفاضل...

    نحن في انتظار بحثك المذكور في النظرية السنية في الصحابة...و في الاجماع !....

    وكذلك في ارهاصات ظهور المذاهب السنية...

    أتمنى أن لا يأتي باهتاً شكلاً أو مضموناً ....و أو مليئاً بالمجاملات و التسطيح ...تحت حجة الترويج للوحدة!...

    أو عدم الحاجة لنبش الأحقاد التاريخية أو ما شابه!...

    نريده ثورياً اصلاحياًُ..ومن صلب "العقيدة" السنية الخنفشارية!

    لا نريد عطور... أو قنابل دخانية.... لا نريد بحثاً "تقوياً " بارد!....

    نريده خالصاً لوجه الله وحده....

    و يا حبذا لو تطاول بحثك بعض الصحابة بالاسم... هكذا...

    مع ذكر بعض الأدلة التاريخية العلمية ...

    و أن تعرج على أم البعير أيضاً..أو هي أم "الراضعين" على الأصح!...

    نريد نسف علم الجرح و التعديل الأسطوري...والذي حمل الغث و السمين الى المسلمين!

    نريدك هكذا قاطعاً كالسيف ...دون تعميم أو تسطيح أو عموميات!..أو تفويض "سني" مقرف...

    لا لتبويس اللحى!

    و لتفقأ تلك الدمامل التاريخية...وليخرج هذا القيح "السلفي" الباطني!....

    شاء صاحبك النجدي ابن صيفي... أم لم يشاء...

  10. #25
    تاريخ التسجيل
    May 2006
    المشاركات
    47

    افتراضي ذكرى وفاة النيلي

    السلام عليكم
    تصادف هذه الايام الذكرى السابعة لوفاة العلامة العراقي (( عالم سبيط النيلي )) واننا اذ نترحم على روحه الطاهرة باذن ربها فاني اذكر بان في كتب الرجل علوم جمة فعليكم بها ...
    والله من وراء القصد
    رحم الله من قرا سورة الفاتحة لروح النيلي

  11. #26
    تاريخ التسجيل
    Jun 2006
    المشاركات
    204

    افتراضي

    استغل هذا الرجل لضرب الحوزه العلمية من قبل الوهابية والبعثيه ايام البعث المقبور
    ولم يتحرك علمائنا بالرد على نظرياته الا سماحة آية الله الشيخ محمد اليعقوبي دام ظله في كتابه ( نظرية اللغة الموحده في الميزان )

  12. #27
    تاريخ التسجيل
    Nov 2008
    المشاركات
    434

    افتراضي

    مؤلفاته النيلي من اراد الدخول

    http://www.room-alghadeer.com/vb/showthread.php?t=1801

  13. #28
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    الدولة
    UK
    المشاركات
    1,017

    افتراضي

    ببساطة الرجل يحاول ان يفسر القران بالقران
    لا ان يفسر القران حسب الروايات التي ربما تكون مدسوسة
    اي انه يرجع الى اصل كل كلمة و مفردة ..لغويا
    فلا يخفى على الجميع التطور الدلالي الذي حدث للغة بسبب اختلاط الثقافات او الحاجة للتعبير و التطور التكنولوجي و العلمي
    لهذا ترى ان اغلب المفردات خرجت عن نطاق معناها الاصلي المتواضع عليه و صار لها معاني جديدة تتناسب مع حاجة المجتمع الزمكانية

    لكنه و لانه لم يتبع المسير الحوزوي الكلاسيكي ..صار من المغضوب عليهم !!!!!

    تعجبني بعض افكاره واستنتاجاته ..مع اني اختلف مع الكثير فيها
    لكني لازلت لم افهم - رواية - كلكامش التي حاول ان يربطها بالغيبيات !!



    بالتالي يبقى اسلوبه بداية لمرحلة تفسير جديدة ..هو نفسه يقول انها لم تكتمل
    و هناك الان من يحاول ان ينتهج ذات النهج لتفسير الأي

صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 12

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم   شبكة حنة الحسين عليه السلام للانتاج الفني