مثلث الموت يطل برأسه من جديد
-بغداد (اصوات) تقرير خاص
أخذ الشيخ حسن الفلاح أحد أتباع المرجع الديني السيد علي السيستاني ينزع عمامته التي تميزه كرجل دين شيعي في كل مرة يسافر فيها من بغداد الى المدينة المقدسة النجف.
ويفعل ذلك لأن الطريق يمر عبر اللطيفية, المدينة التي تقع جنوب بغداد والتي تحولت مؤخراً الى قاعدة لعصبة متشددة تماماً في التطرف السني.
بعد سنه على توقف العمليات المسلحة والقتل على الهوية وعمليات الخطف والسلب التي اتسعت لمدة عامين بعد سنه من سقوط النظام السابق في مدينة اللطيفية ومناطق مثلث الموت حسب ما اطلق عيلها هذا الاسم الجيش الامريكي وتضم (مدينة المحمودية واليوسفية والحصوه واللطيفية )، وسيطرة القوات الامنية العراقية عليها بشكل كامل عادت هذه الاعمال لتظهر على السطح من جديد اذ قام مسلحون مجهولون باختطاف 11 شخصا في منطقة اللطيفية داخل حافلة نقل تقلهم الى بغداد .
وقال مصدر في شرطة الحلة لمراسل (اصوات) ان المسافرين كانوا قادمين من قضاء عفج بمحافظة القادسية ( 180 كم الى الجنوب من بغداد) في اربع سيارات في طريقهم الى العاصمة بغداد للتسوق أمس وانهم سلكوا طريقا زراعيا لانقطاع الطريق الرئيسي من قبل القوات الامريكية.
وأضاف ان سيطرة وهمية استوقفت سيارات المسافرين التي كان بها 15 شخصا بينهم ثلاث نساء في مدينة اللطيفية ( 60 كم شمالي الحلة) واطلقت سراح النساء وقتلت احد السائقين وخطفت ال 11 شخصا الباقين.وفي هذه الاثناء اخذ شيوخ عشائر الديوانية على عاتقهم تحرير المختطفين في المدينة ،وذلك بالهجوم المسلح على مدينة اللطيفية .وذكر شهود عيان من اهالي الديوانية ل(اصوات) ان عشائر ال بدير وخفاجة وبني تميم وال فتله .. وغيرهم من عشائر الديوانية اخذوا بتحشيد الاسلحة الخفيفة والثقيلة وتحشيد همم الشباب اسشتعدادا لهجوم كاسح على مدينة اللطيفية وتحرير المختطفين.
وطالب النائب عبد الكريم العنزي باتخاذ اجراءات رادعة بحق من قام الليلة الماضية باختطاف 11 مواطنا من اهالي مدينة الديوانية ،مبينا انهم يحتشدون في هذه الساعات باسلحتهم الخفيفة وعازمون على مهاجمة مناطق اللطيفية واليوسفية التي شهدت عملية الاختطاف.
كما حث الحكومة على اتخاذ اجراءات حازمة والبحث عن بقية المختطفين وارسال مبعوث خاص لتهدئة الامور في الديوانية.
لقد اعتبرت مدينة اللطيفية(40كلم جنوب بغداد ), بعد مرور سنة تقريباً من غزو العراق بقيادة أمريكا, مدينة هادئة. لكنها الآن قد نالت سمعة سيئة لكونها باتت الموقع الذي جرى فيه اختطاف الصحفيين الفرنسيين, وجرت فيه محاولة اغتيال السياسي العراقي أحمد الجلبي, والذي يفر منه السكان الشيعة للنجاة بحياتهم.
وقد قتل فيها رجال الدين الشيعة وهما الشيخ بشير الجزائري من تيار الصدري, والشيخ كريم البهادلي والشيخ مهدي العطار في حوادث منفصلة .
ان اللطيفية مع المدينتين المجاورتين لها: المحمودية واليوسفية الواقعة على الطريق الخارجي المؤدي الى المدن الشيعية الجنوبية قد سميت "مثلث الموت" او "مثلث برمودا" بسبب سلسلة الهجمات التي وقعت فيها.
ان هذه المنطقة تسود فيها العشائر السنية بما فيها "الجنابية وزوبع والقراغول الغرير والدليم, ومعظم هذه العشائر في الأصل من الأنبار الى الشمال الشرقي حيث المواقع الساخنة للمتمردين في الفلوجة والرمادي.
وفي الشهور الأخيرة فقط تحولت المنطقة الى قاعدة انطلاق للجماعات السنية المتطرفة.
ويلقي السكان المحليون مسؤولية الهجمات على جماعة من الرجال المسلحين تعرف باسم "جماعة أوبل" في اشارة الى السيارات التي يفضل أعضاء الجماعة استخدامها في نصب الكمائن, ويدعون ان رجال الشرطة غير قادرين على حمايتهم بالشكل المطلوب, ومع ان رجال الشرطة ما يزالون حاضرون في المدينة, فانهم لا يغامرون بالخروج من مراكزهم التي تقبع مختبئة خلف الجدران الكونكريتية العالية. ونتيجة لذلك, فقد قرر الكثير من السكان الشيعة مغادرة اللطيفية بسبب الخوف.
وقامت المنظمات الشيعية بمناشدة الحكومة لاتخاذ الخطوات الضرورية لاعادة الأمن الى اللطيفية.
وكان امر لواء العقرب في الحلة والذي قتل في حادث غامض بانفجار عبوة ناسفة مزروعه داخل مكتبه يقوم باخذوحدات من الشرطة العراقية والحرس الوطني باسناد من القوات الأمريكية بالغارة على المدينة,.