الســـــــــــــــلام عليــــــــــــــكم
في البداية اود ان اشير الى مسالة مهمة ذكرها العزيز الحاج الخزاعي في مداخلته الاخيره عندما ذكر ان الكلام الذي صدر من الاخ العقيلي او من هنا وهناك هو ليس الهدف منه التشهير او التسقيط ، واحب ان اضيف على كلامه الطيب اقول خصوصا اذا صدر من الاخوة المؤمنيين لانه يفترض علينا شرعا ان نحسن النية ونحمل كلامه على الظن الحسن ... وهذا امرجميل بحد ذاته بعيدا عن الموقف الشرعي .
ولكن هناك فرق بين النقد الذي يراد منه المصلحة والتقييم والسداد للأي حركة من الحركات او حزب من الاحزاب وهو حق مشروع للعاملين والمتصدين والمثقفين في الساحة بل هو حق شرعي للأي فرد من الافراد من باب( كلكم راع ).
واحد اهم الاسباب في اخفاقات الاحزاب الاسلامية بشكل عام والشيعية منها بشكل خاص هو غياب ممارسة النقد من قبل المثقفين او المتصدين للعمل الاسلامي .
والملاحظ من خلال تجربة اقول :ان العمل الحزبي هو أشبه بمدرسة عسكرية تعتمد في منهجها وتعاطيها مع الافراد على قاعدة نفذ ثم ناقش ، مما ولد كثير من الامراض والانحرافات الفكرية عند المنتسبين لهذه الاحزاب ، ولعل الصنمية من الامراض التي لازال يعاني منها الكثيرين من الافراد المتحزبين لانها تشربت واصبحت مثل (مرقة الآب كوشت في الثريد ) وطبعا عولجت هذه المسالة متاخره بعد ان فات الفوت ....
يبدو لي الاخ العقيلي حفظه الله كان انتقاده حاد جدا على قولة الايرانيين( فوق العاده ) وذلك بسبب تصريح السيد مقتدى الصدر دام عزه ، فيما يخص موقف حزب الدعوة الاسلامية والمجلس من عودة البعثين الى الحكم .وتصور الاخ ان هذا التصريح هو بمثابة الطلاق البائن بين التيار الصدري وبين الحزبين المذكورين . وهذا غير وارد لان العلاقة تتغير مع تغير المواقف ، وكما تعلم ان كثير من العلاقات تعد من المتغير وليس الثابت .
وفي حقيقة الامر ان السيد في خطبة الجمعة أراد ان يذكر الجعفري وعبد العزيز الحكيم بمواقف البعثيين الاجرامية في حق الشعب العراقي عامه وبحق حزب الدعوة الاسلامية خاصة عندما قال ان ما لقيه جزب الدعوه والدعاة من القتل والتصفية والتعذيب والتشريد على يد البعثيين لم يلاقية احدا ، فكيف يسمح بهذا القرار ، ولعل اغلب الشعب العراقي يقول ان الذي يصادق على عودة المجرمين من البعثيين هو خائن وعميل لوطنه وشعبه وهذا موقف رسمي شعبي متفق عليه .
وفي الحقيقة انا من المتابعين لتصريحات الجعفري ( ولقد كثرت تصريحاته هذه الايام) ولعلكم تذكرون التقسيمات التي انطلق منها الجعفري الى شريحة البعثيين ، وقد نتفق معه فيما ذهب اليه من تقسيمات ولكن نقول له ياابو احمد الجعفري ان قوات الاحتلال لم تاخذ بكلامك وهي الان بدات في تاهيل واعادة البعثيين المجرمين وهو القسم الذي رفضت ان يكون له اي دور في مستقبل العراق !!!. فما هو موقفك انت والمجلس وجماعة ابو ياسين من هذا القرار ؟؟؟ بل ماهو موقف المرجعية الحكيمة من هذا الامر ؟؟؟ والمضحك يااخوان يخرج علينا القندرجي وهو يصرخ لا للأعادة البعثيين !!! بالله عليكم على من يضحك هذا القندرجي !!؟ والقضية كلها ماتحتاج الى هذا الضجيج كما تعلمون وانما تحتاج الى موقف من قبل الذي يمثله في مجلس الحكم !!!؟ والا انا غلطان ياجماعه؟
او ليس بالامس ثارت ثائرتهم على سماحة السيد مقتدى عندما اعتقل البعثيين من قادة فرق ومخابرات وامن وقدمهم الى القضاء الشرعي !!!؟ بالله عليكم الم يلجأ من يمثلنا في المجلس الى السيد محمد رضا والطلب منه فتوى جاهزه باصدار عفو عن البعثيين !!!؟ وبعدها اشتغلت الماكنة الاعلامية في حملة منظمة ضد السيد مقتدى الصدر وضد القضاء الشرعي ولم يكتفوا بالدفاع عن البعثيين عند هذا الحد بل حركوا قوات الاحتلال في اكثر من موقع لمداهمة بنايات القضاء الشرعي وتخليص بعض القتلة والبعثيين من السجن !!!.
واقولها بصراحة تبين ان السيد الصدر اذكى منهم على رغم صغر سنه وقلة تجربته كما يدعون انه اكثر وعيا منهم لنوايا الاحتلال ومخططاته .
اما بالنسبة للجزئيات التي ذكرها الاخ العقيلي حول التيار وبعض سلبياته ، فمداخلة الاخ الخزاعي كافية فيما يخض هذا الموضوع ، ولقد غاب عن ذهن الاخ العقيلي انه يتحدث عن تيار وليس حزب وهناك فرق بين الحركة الشعبية وبين الحزب كما هو واضح ، وليس من المعقول او المنطقي ان نقيس افراد الحزب الذين يتم اختيارهم بطرق خاصه على افراد التيار او الحركة الجماهيرية ، علما بان قادة التيار هم يعترفون بذلك ولايدعون العصمة للجمهور ، ولذلك من السهل جدا يااخ العقيلي لكل انسان مراقب او يتتبع العثرات سوف يرصد كثر من الظواهر السلبيه ، وهذه لاتعد نقطة سلبية على التيار ، ولاتعد هدفا في شباك مرمى التيار الصدرى لمن يحلوا له اللعب في الكره !.
اما الهدف الحقيقي الذي يسجل في المرمى هو اذا تبين ان بعض الكوادر والشخصيات المهمة التي تبؤت المناصب المهة في الاحزاب ومن ثم تبين انها عناصر مخابراتية او انها عناصر فاسده على قولتك( تكبسل) او لديها بعض التصرفات الشاذه ولانريد ان نسمي الاسماء بمسمياتها لانه ليست هي الغاية التي نبتغيها ، وهذه القضايا معروفه لكل من عاصر وتابع سنوات المحنة والتشريد !!.
اما بالنسبة للتيار فهو عرضه للمندسين واصحاب الغايات ومؤامرا الاعداء من الخارج والداخل ، ولايخفى عليك اخي الكريم ان سماحة السيد الصدر تصدى لهذه الظواهر وحذر من المندسين واصدر فتاوى في هذه القضايا حول المخربين او كل من تسول له نفسه للتخريب او التعرض الى اموال الناس او اموال العام ، وطلب من المخلصين تقديمهم الى القضاء الشرعي ولكي ينالوا اقصى العقوبات ، والبيانات موجوده اذا احببت ان تطلع عليها .
اما قولك ان التيار الصدري لايعبأ بالشهداء والجرحى من المنتسبين اليه !! واستشهدت بالاحداث المسلحة الاخيرة بين التيار الصدري وقوات الاحتلال على مشارف الكوفة !!. واسمح لي حبيبي اقول لك انك مشتبه ، او لعلك لم تتابع الاحداث بشكل جيد او قد تكون معذور لان التيار الصدري محارب من قبل الاعداء والاصدقاء وفي نفس الوقت محاصر وليس من حقه ان يوصل صوته الى العالم ، في زمن الحرية والديمقراطية والتعددية والشفافية !الخ
الذي لم تعرفه اخي العقيلي ان التيار الصدر قام بتشيع مهيب لهؤلاء الشهداء من جيش الامام المهدي سلام الله عليه والذي لم تعرفه اخي العقيلي ان من شروط السيد الصدر هو تعويض الاهالي والمتضريين والشهداء ومطالبة قوات الاحتلال بتعويضات سخية جدا . الا يعد هذا يااخي اهتماما منه بالشهداء والجرحى !!!.
وفوق هذا كله احب ان اصرح لك بحقيقة لعلها تخفى عليك الا وهي المعروف عند الشعب العراقي المظلوم وخصوصا المستضعفين منهم ان ابو الارامل والايتام والشهداء هو الولي المقدس محمد الصدر اعلى الله مقامه الشريف ومن بعده السيد مقتدى وطلبته السائرين على خطه .
اخي العزيز الحاج الخزاعي انت تذكر عندما كتبت ان السيد مقتدى مشروع شهاده ، ولعلي كتبت في هذا المعنى عندما سخر البعض من السيد في لبسه للكفن في صلاة الجمعة . ولقد تنبأنا بهذه المسالة قبل كل هذه الاحداث لاننا نعلم جيدا اخلاص لدينه وحبه لشعبه ووطنه . ولذلك من الطبيعي جدا ان يدفع هذه الضريبه وليست غريبة على آل الصدر فلقد سبقه الامام المقدس السيد محمد باقر الصدر ، وكذلك ابيه واخوانه ، فهم الدم الذي يروي شجرة العراق ولااقول هذا الكلام من باب العاطفه او الحب لهذه الاسرة الشريفة العفيفة . وانما اقول هذا الكلام وانا مؤمن به جملة وتفصيلا ، ولعل قضية الاعتقال والتصفية التي تنادي بها قوات الاحتلال خير شاهد على كلامنا . وعلى فكره هذا ليس مفاجئا ابدا لا للسيد او لتياره ، واكون معك اكثر صراحة المفاجيء عندما ارى بعض يتخذ مواقف وطنية ، ولعل اخينا الكبير السيد نصير المهدي اكتشف الاسباب مبكرا ، ولااخفيه سرا اذا قلت ان بعض ماكتبه من تحليلات كنت في صراع حول تقبلها او رفضها لانني انظر اليها بنظره بسيطه قد تكون فطريه ان صح التعبير ، ولكن في الحقيقة كان تشخيصه في محله مئة في المئه ، ولقد وضع يده على الجرح كما يقولون عندما كتب في اكثر من مقال ومداخله حول الجنسية واصل الانسان له دور كبير في اتخاذ المواقف الوطنية الشجاعة وبغض النظر عن هوية الاشخاص ومايمثلون من مراكز دينية او سياسية او اجتماعية .
فمثلا موفق رايس ليس مهما لدية الشعب العراقي مادام هو يتمتع بالثقة المطلقة والمنصب الحساس مدير الامن القومي ، ياله من اسم تهتز له الجبال :) . وانا اكاد ان اجزم ان له دور مشبوه يقوم به ضد المؤمنين وهناك ادله على تورطه في دفع الامريكان ضد السيد مقتدى الصدر هو المعمم المسمى ببحر النفط .
اما المدرسي فليس لديه اهتمام سوى اهالي كربلاء ومدينة كربلاء ، ولو سالته ماهي حدود العراق وعاصمتها لقال لك كربلاء والكربلائيين ، وليس لديه اهتمام بالجوانب الاخرى وان تظاهر بذلك مادام هو وجماعته يطبرون وياكلون (قيمه ) الدنيا بخير مثل مايقولون ،وهذا هو اقصى حدود تفكيره، يحترق العراق على ابو العراق وعلم العراق وشعب العراق مادام كربلاء للكربلائيين ، ولذلك تفاجأ اغاي المدرسي عندما وجد كربلاء مختلفة من حيت التركيبة السكانية( الديموغرافيه) حيث وجد المعدان منتشرين في كل انحاء كربلاْ ، والمشكلة التي يعاني منها الان هي في الدقه مالت اللطم مو اكو ثقيل واكو نوع اخر يسمى سريع ، ومشكلة المعدان اللطم مالهم لاينسجم مع الايقاع الكربلائي المعروف :) . والمشكلة الاخرى ماعدهم قابلية للتعلم في هذا المجال !!!.
اما الكفائي وغيره ولااريد ان اكثر من الشواهد مفروفه سلفا ، الشاهد اخي الخزاعي حب الوطن من الايمان والوطني الحقيقي هو المضحي كما كان الامام الشهيد السعيد الصدر الاول والثاني ووكلاء السيد الصدر ، ولعلكم شاهدتم علم العراق الكبير يغطي منارة مسجد الكوفه ، وقيام التيار الصدري باحراق العلم الجديد . هذه قد تكون احداث صغيره في حجمها ولكن كبيرة جدا في معناها ، وما مكن ان يفها الا العراقي الاصيل .
تحياتي لكم جميعا
ناقشوني وقوموني فلربما كنت أنا على خطأ