 |
-
[align=center]من أجل تأديب الأعلام الأرهابي
الهجوم أفضل وسيلة للدفاع[/align]
أرض السواد : زهير الزبيدي
من بديهيات الأمور في استقرار الأمن واستتبابه، في أي بلد من بلدان العالم هو بناء مؤسسات أمنية داخلية قوية، قادرة على ضبط الأمن ومتابعة الجريمة فيه، وفق أحدث التكنولوجيا، تسليحا، وتدريبا، وتجهيزا ً، لكن تبقى هذه المؤسسات أمام تحريف الحقائق وتسويفها ـ بعيون الشعب على أقل تقديرـ ضعيفة أمام الأعلام المعادي، الذي يتسلل الى البلد بصور مختلفة، رسمية وتحت مسميات وهمية، وشعرات ظاهرها شهد، وباطنها أسود ، اذا علمنا أن مؤسسات الأعلام المقروءة، والمسموعة، والمرئية، الأقليمية والعالمية، في أغلبها تابعة لاجهزة مخابرات دول ، وأجندتها في اقل تقدير لصالح الجهات التي تعمل لها وان خرب البلد الذي تعمل فيه. بعضها معادية في الغالب للبلد، وان أعلنت قيادات تلك الدول التي تعمل لحسابها صداقتها لهذا البلد، حيث التزوير والتعتيم، وقلب الحقائق بحيث تقلب زفة العرس حفل تأبين، وحفل التأبين الى معركة دامية . وحتى الأعلام الصديق في أدنى حدوده الصديقة ، هو يصب في مصلحة بلده، من خلال توظيف الخبر والعلومة .
مثل هكذا أجهزة اعلامية ـ وأغلب الأعلام هكذ ـ ا، تعجز أمامها أي مؤسسة أمنية مهما كانت قوتها من العمل على ضبط الأمن ونرى كيف يحرف الاعلام المنتشر اليوم في عراقنا الحبيب ما يدفع الشعب بالتشكيك بأداء القوى الأمنية الساهرة على استتباب الأمن. ولهذا نجد ضرورة مرافقة هذه المؤسسات الأمنية، المتسلحة بأحدث الأسلحة والأجهزة، في متابعة الجريمة ورصدها، مؤسساتها الاعلامية أيضا وقوانينها التي تؤدب بها الأعلام المضلل لعملها. فهي مكملة للعمل الأمني، ومحافظة على ابقاء المشهد اليومي واضحا أمامها، لتفويت الفرصة على الأعلام المعادي للبلد ، وان وقعت هذه الأجهزة الغريبة، على بروتوكلات تضبط حركاتها في البث، والنقل، والحوار، وبالتالي ينبغي أن يتصاعد الخط البياني لحجمه وقدرتها على الأداء طردا، مع تطور الأجهزة الأمنية، أي بمعنى أن الأعلام العين التي توضح المشهد العام للقوى الأمنية، والسياسية، والأدارية، لكل دولة تحترم نفسها، ما يمد بجسور الثقة وتقويتها بين الشعب وسلطته، ، وبالتالي التشبث بها والدفاع عن برنامجها التي وضعته من أجله، وهذه أهم حلقة من حلقات عمل القوى الأمنية في كل بلد بتحويل الشعب العين التي ترى بها هذه القوات، والمساحة تلآمن التي تتحرك في محيطها.
من هنا تأتي ضرورة المؤسسات الأعلامية التابعة للدولة، بانها الظهير الحقيقي لمؤسساتها الأمنية، لاستدامة الوضوح للمجتمع، ولها، وللحكومة عامة، ولكي ينعم الجميع بالأمان، ويشجع الناس برفد مؤسسات الدولة بالمعلومة المضبوطة، والخبرالساخن، لمطاردته وملاحقته وايقاف تنفيده، لاسيما اذا كان هذا الخبر أمني وخطير، ويمس باستقرار وأمن البلد والشعب في مثل ظروف الوطن الغالي هذه الأيام .
فضرورة الأهتمام بالأعلام ورفده بالعناصر الأعلامية المهنية ذات الخبرة الأعلامية، والمثقفة، المطلعة على معلوماتية الأعلام الحديث، للعمل بالضد من مصادر الأعلام المعادي، من خلال توسعة الرقعة التي يعمل فيها اعلام الدولة ، أو الأعلام شبه الرسمي، أو الوطني المستقل النظيف، لحساب فصائل سياسية تريد تحقيق الأهداف لبرامجها السياسية، وبالطرق الشريفة وفق آلية التنافس الشريف والشفاف.
ووفق السياقات السالفة، على الدولة العراقية اليوم الأهتمام بشبكة الأعلام العراقية الوريث الطبيعي لوزارة الأعلام للنظام البائد المقبور،وتطوير أداء منتسبيها، وذلك بالبحث الحثيث عن العناصر الأعلامية العراقية المنتشرة في بلاد الله الواسعة والعمل على :
أولا : تأسيس مكاتب متعددة منتشرة في عواصم العالم لاسيما تلك العواصم التي تلاحقنا اعلاميا لترصد المشهد العراقي لتشويهه بتشفي واضح ومسموم، والبحث عن اعلاميي تلك الدول المعارضين الموضوعيين، والتعاقد معهم للعمل على أدراة مكاتبهم بالشكل الذي يخدم العراق دون المساس بأمن البلد الذي تعمل فيه.
ثانيا: دعوة الأعلاميين العراقيين أينما وجدوا للعمل ضمن الشبكة ووضعهم تحت القسم الذي يتعهد فيه المنتسب، لصون وحماية سمعة الوطن واعتبار الأخلال بهذا العهد خيانة كبرى للوطن وعكسه عمالة للبلد الذي يعمل فيه.
ثاثلثا : السعي لفتح مثل هذه المكاتب في الدول الأقليمية التي تضطهد شعبها وتظلله ضد شعبنا، وتنغص عيشنا، وتشجيع تلك الطبقات المضطهدة في الدولة التي نفتح فيها مكاتبنا الاعلامية، بالتنفيس عما في دواخلهم من شعور غير مرضي تجاه حكوماتهم، للعمل على تقوية الثقة بانفسهم لاسترداد حقهم منها، كأن يكون في المنطقة الشرقية من السعودية ، ومناطق معروفة في الخليج ومصر وشمال أفريقيا، وايران، وتركيا، وبهذا نكون قد صوبنا عملنا تجاه هدفين، الأول الضغط على تلك الدول التي يعمل اعلامها في العراق باستعمال مكاتبنا كورقة ضغط، على تحسين أداء اعلامها المخترق لمجتمعنا العراقي، والآخر نقل الوجه الناصع والصحيح لابناء تلك الدول الذين تسممت عقولهم بذلك الاعلام المنافق تجاه شعبنا وقضيته مع الأحتلال وجيش التكفيريين المتحالف مع البعث المقبور، وايجاد فسحة من الحرية لتلك الشعوب للتعبير عما يختلج في صدورهم من كلمة مكبوته، وعرض مشاكلهم لحلها واحقاق حقوقهم العادلة. وهكذا سنكون رسل حق واعلام حقيقة ، وهكذا سنكون همزة الوصل النظيفة بين شعبنا العراقي وشعوب اقليمنا الذي يحيطنا، ولكن بالأداء المسموح به قانونا ، وان لايمس أمن تلك الدول والتركيز على الحقيقة دون المساس بها لتغييرها. ونكون قد أدبنا الأداء الاعلامي الأعمى وتبصير الشعوب بحقوقها.
وفق هذه الرؤيى ينبغي على البرلمان العراقي، أن يقنن لشبكة الأعلام العراقية برنامجها بهذا الاتجاه، ويضغط على الحكومة بتخصيص ميزانية تكفل النهوض هذا النوع من الاعلام، حيث أنه العصب الذي يحرك عمل الحكومة بالشكل الصحيح المعافى ، والعين التي تبصر بها عيون قوى الأمن الساهرة على أمن الشعب والوطن، والا فالابقاء على عناصر اعلامية شابة، تمارس أدائها باشباع رغبة طالما حلمت بها، فتستغل الوضع اليوم، وتأمن طريقها الى تحقيق ذلك، والوطن تحول الى بحار دماء تطفو عليه أجساد الضحايا الأبرياء، والأطراف المتصارعة بعيدة عن هذا الذبح الجاري اليوم . فمن تبرقع بعبائة الأحتلال ليوجه سهامه لأبناء الشعب الأبرياء، ومن يحمل سلاحه للدفاع عن النفس ورغم هذا تطارده قوى الأحتلال بدفع من المقاومة التي أعلنت افلاسها وتقف اليوم بوجه مشروع العراق الجديد لتساعد الأسياد القدامى بخلط الأوراق ليتسنى له ترتيبها بالشكل الذي أراده قبل الأحتلال والذي ضغط باتجاهه وهو ابقاء البعث وتغيير رأس الأفعى التي قد تخفف غضب العراقيين لدمج معارضتهم باركان النظام المخفيين والذين كانوا عملاء مزدوجين بين النظام وأسياد الأمس ، محنلي العراق اليوم.
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى
|
 |