مسؤولون عراقيون: اعدام صدام قد يكون خلال ساعات
بغداد (رويترز) - قال مسؤولون عراقيون كبار يوم الجمعة ان الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين قد يعدم خلال ساعات وان بدء عطلة تستمر أسبوعا بمناسبة عيد الاضحى قد لا يؤخر تنفيذ الحكم.
وقالت مصادر رسمية ان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي اجتمع مع مسؤولين بارزين مساء يوم الجمعة لمحاولة الاتفاق بشأن التفاصيل.
وكان المالكي قال في وقت سابق انه يرغب في أن يتم اعدام صدام قبل نهاية العام غير أن بعض زعماء السنة والاكراد قد يفضلون ارجاء تنفيذ الحكم واضعين في الاعتبار كون البلاد على شفا حرب أهلية.
وقال مصدر عراقي كبير لرويترز انه تم حل مسائل قانونية مهمة وان الرئيس المخلوع قد يعدم خلال فترة وجيزة.
وحضر الاجتماع مع المالكي وزير العدل المسؤول عن تنفيذ عمليات الاعدام ومستشار الامن القومي الذي قد يتعامل مع أي رد فعل عنيف من جانب السنة الذين ينتمي اليهم صدام.
وكان المالكي قال في وقت سابق يوم الجمعة انه "لا مراجعة ولا تأخير" في تنفيذ حكم الاعدام بعدما رفضت محكمة التمييز في وقت سابق من الاسبوع الجاري الطعن في الحكم الذي صدر في الخامس من نوفمبر تشرين الثاني.
ونفت وزارة الخارجية الامريكية تصريحات لخليل الدليمي رئيس فريق الدفاع عن صدام حسين وأنباء أوردها التلفزيون العراقي الرسمي بأن القوات الامريكية سلمت صدام بالفعل للسلطات العراقية من أجل اعدامه.
لكن الجهة المسؤولة رسميا عن احتجاز صدام قد لا تكون ذات أهمية كبيرة على اية حال اذ من المرجح أن يبقى للقوات الامريكية دور حتى النهاية حيث تحرص واشنطن على أن تمضي العملية بشكل سلس.
وقال مسؤول كبير بالحكومة العراقية لرويترز ان القوات الامريكية ستسلم صدام فقط "عندما يصعد الى حبل المشنقة". ويحتجز صدام في قاعدة أمريكية قرب مطار بغداد غير أن مكان تنفيذ الحكم باعدامه لا يزال سريا.
وقالت وزارة الدفاع الامريكية ان القوات الامريكية التي تقف دائما في حالة تأهب مستعدة لمواجهة أي تصاعد في العنف من جانب المسلحين السنة.
وقال النائب الشيعي بهاء الاعرجي ان المالكي ينتظر فتوى من الزعماء الدينيين للشيعة ورجال الدين السنة بشأن ما اذا كان ينبغي ارجاء تنفيذ الحكم الى ما بعد عيد الاضحى الذي يبدأ يوم السبت وتستمر عطلته اسبوعا.
وبعد يوم من تضارب التصريحات قالت خلاله وزارة العدل العراقية انه لا يمكنها قانونا عمل شيء على مدى شهر قال المصدر العراقي الكبير ان الجدل انتهى حول مدى الحاجة لصدور قرار رئاسي لتنفيذ الحكم.
واضاف "تم حل ذلك ولذا يبدو من المحتمل أن ينفذ حكم الاعدام الليلة."
غير أن مصدرا بالفريق الذي حاكم صدام حسين بتهمة ارتكاب جرائم ضد الانسانية قال ان المدعين الذين ينبغي أن يكون لهم ممثل عند تنفيذ أحكام الاعدام لم يتلقوا حتى الان دعوة لحضور تنفيذ الحكم بحق صدام.
وفي حالة المضي قدما في تنفيذ الحكم فان المالكي الذي باتت سلطته محل شك مع انزلاق العراق نحو حرب طائفية شاملة سيكون قد اتخذ قرارا يتمتع بتأييد الشيعة ورفض من السنة الذين ينتمي اليهم صدام وأيضا من الاكراد الذين يحرصون على أن تتم ادانة صدام أولا بارتكاب ابادة جماعية بحقهم قبل اعدامه.
وسيحمل تنفيذ حكم الاعدام مع بداية عيد الاضحى مغزى رمزيا بصورة كبيرة حيث سيعتبر كثير من الشيعة اعدام صدام هدية من الله. غير أن هذه الرمزية قد تزيد من غضب السنة الذين يشعرون بالاستياء ازاء السلطة الشيعية الجديدة.
وادين صدام بارتكاب جرائم قتل وتعذيب وجرائم أخرى بحق الشيعة من سكان قرية الدجيل بعدما حاول مسلحون من حزب الدعوة الذي ينتمي اليه المالكي اغتيال صدام هناك في عام 1982 خلال الحرب بين العراق وايران.
وقال خليل الدليمي رئيس فريق الدفاع عن صدام لرويترز ان المسؤولين الامريكيين سلموا الرئيس السابق الى السلطات العراقية وان محامين أبلغوا بأنه لا يمكنهم زيارة موكلهم.
وكان الدليمي قال في وقت سابق ان المسؤولين الامريكيين طلبوا منه الاعداد لتسلم متعلقات صدام الشخصية وهي خطوة قال عضو اخر بفريق الدفاع انها تشير الى أنه قد يعدم يوم السبت.
وقال أحد محامي صدام ان الرئيس المخلوع ودع اثنين من أخوته غير الاشقاء يوم الخميس في اجتماع نادر من نوعه في السجن. وقال المحامي بديع عارف لرويترز بعد أن اجتمع صدام (69 عاما) بأخويه وطبان وسبعاوي المحتجزين كذلك في معسكر للجيش الامريكي قرب مطار بغداد ان معنوياته مرتفعة للغاية وانه يعد نفسه للموت "شهيدا".
وحكم بالاعدام أيضا على أخ ثالث غير شقيق لصدام بالاضافة الى أحد مساعديه بعد ادانتهما بارتكاب جرائم ضد الانسانية.
وكان الرئيس الامريكي جورج بوش رحب بقرار ادانة صدام حسين واعتبره انتصارا للديمقراطية التي وعد بتعزيزها في العراق بعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة في عام 2003.
وفي ظل استمرار تراجع التأييد الشعبي في الولايات المتحدة للحرب مع اقتراب عدد القتلى في صفوف القوات الامريكية من ثلاثة الاف يرجح أن ترحب واشنطن باعدام صدام رغم التحفظات من جانب كثير من حلفائها بشأن عقوبة الاعدام.
وانتقدت جماعات دولية مدافعة عن حقوق الانسان المحاكمة التي استمرت نحو عام والتي قتل خلالها ثلاثة من محامي الدفاع كما استقال رئيس هيئة المحكمة الاول بعدما اشتكى من وجود تدخل من جانب الحكومة.
وعبرت جماعات حقوق الانسان والامم المتحدة الى جانب كثير من حلفاء واشنطن من الدول الغربية التي تحظر عقوبة الاعدام عن القلق ازاء الحكم باعدام صدام وأخيه غير الشقيق ومساعده.
(شارك في التغطية ألستير مكدونالد في بغداد