يقول الدكتور عبدالله أبو عزة
و نستدل من وصف - تكسيرا - لرحلته على وجود التجار الأوروبيين حتى من غير البلاد التي كان لها وجود عسكري و بحري في المنطقة . فعندما وصل - تكسيرا - إلى البصرة نزل في بيت تاجر بندقي ( إيطالي ) إسمه Santo Fonto و كان قد جاء بصحبته من هرمز و من المنطقي أن هذا التاجر الإيطالي لم يكن الوحيد الذي إمتلك أو إستأجر بيتا ً في البصرة . و عندما أراد مغادرة البصرة إلى بغداد فحلب كان معه تاجر هندي و آخر برتغالي و كان - تكسيرا - ينوي مغادرة البصرة إلى الشمال بالطريق النهري لكنه عدل عن ذلك و سافر بطريق البر و سار مع قافلة و صفها بأنها كانت قافلة صغيرة مكونة من مائة و خمسين جملا ً و خمسة و تسعين حمارا ً و إثنى عشر جوادا ً
و كان أتباع على باشا أفراسياب يُشَبهون بلاطه ببلاط الخليفة العباسي الأشهر هارون الرشيد . و قد إهتم البصريون بالآداب و العلوم ووجد العلماء لهم موئلا ً لديهم يلقون فيه التقدير و التشجيع و بجانب ذلك فإن إدارة الإقتصاد بالحكمة المطلوبة و تأمين العدالة للجميع ساعد على توفر الأمن و الهدوء و الإستقرار
يقول أبو عزة
البصرة بعد أفراسياب
===============
إنتهى حكم الأسرة الأفراسيابية سنة 1667م و عادت البصرة إ يالة عثمانية تابعة لباشوات بغداد لتعاني من حكم العسكريين الفاسدين القساة و الحمقى في أغلب الأحوال . ولا مراء في أن ذلك قد أثر سلبيا ً على إزدهارها الإقتصادي و إستقرارها الأمني و الإجتماعي النسبي . و كان من أبرز الأحداث التي شهدتها البصرة في تلك الفترة و قوعها تحت سيطرة الشيخ مانع بن مغامس شيخ قبيلة المنتفق حتى سنة 1708م و هي السنة التي أرسل فيها والي بغداد العثماني حملة عسكرية هاجمت المنتفقيين و إضطرتهم إلى الفرار . وبعد ذلك جرى تعيين حاكم جديد للبصرة من أتباع حسين باشا والي بغداد و هو الكخيا مصطفى أغا . و في سنة 1734م تعرضت البصرة لهجوم بحري بأمر من نادر شاه و بعد ثلاثة أيام من المعارك إضطرت القوات المهاجمة إلى الإنسحاب . و مضت بعد ذلك فترة تزيد على عشر سنوات شنت القوات الفارسية بعدها هجوما ً واسع النطاق على البصرة و تمكنت من محاصرتها لمدة ثلاثة أشهر و ذلك ضمن الحرب الشاملة و الهجوم العام الذي تعرض له العراق في تلك الفترة . و قد قاوم متسلم البصرة العثماني الهجوم و صمد في وجه الحصار و رفض الإستسلام إلى أن إنتهى الحصار بإنسحاب القوات الفارسية
إنتهى كلام الدكتور عبدالله أبو عزة