النخوة وعلاقتها بالنسب
-------------------------
لكل قبيلة من قبائل العرب مفاخر وازدهاء بشي من مفاخرها او تاريخها .. تنتخي به وتزهوا في أشعارها ومجالسها وتجري مجرى الاعتزاء عند الغضب او في الحروب .. ويتخذ أحيانا كشعار لهذه القبيلة خصوصا في الحروب ..
ولكل قبيلة مفخرة ونخوة يعتزي بها تظهر صورتها جلية في الأزمات والمواقف العصيبة وتزداد أهميتها ومكانتها إذا صدرت من زعيم او قائد هذه القبيلة او كبير القوم وشيخها
وقد عرفت العرب النخوة والاعتزاء منذ الجاهلية ومازالت متستخدمة حتى يومنا هذا
والنخوة والاعتزاء مصطلحان مختلفان يدلان على معنى متقارب مرتبط بالحرب
وقد استمر استخدام مصطلحات النخوة والاعتزاء والشعار عند القبائل العربية بمعنى واحد
فقد جرت النخوة عندهم بمعنى الاعتزاء الذي هو الشعار في الحروب حتى صار لكل فريق من العرب مفخرة يذكرونها عند الاعتزاء بل لكل فرد منهم نخوة يعتزي اليها
وذكر ابن منظور في ( لسان العرب) أن العزوة اسم لدعوى المستغيث كأن يقول : يالفلان أو ياللأنصار أو ياللمهاجرين واستشهد بقول الراعي النميري
فلما التقت فرساننا ورجالهم*** دعوا يالكعب واعتزينا لعامر
ويرى الثعالبي في ( ثمارالقلوب) ان العرب تتميز بالنخوة عن سائر الأمم لذلك تنسب اليهم فيقال ( نخوة عرب )
لكننا نجد في ( الهوامل والشوامل) لأبي حيان التوحيدي مايدل على خلاف ذلك وانها شاملة للعرب والعجم
ويقول الاستاذ عبدالرحمن الشقير ( والذي يبدو ان فكرة النخوة والاعتزاء بسيطة باعتبار انها تقع ضمن دائرة القوانين القبيلة أو قوانين البادية البدائية فكانت اجابة النخوة والاعتزاء اصلاً من الاصول التي تخدم مروءة من يتجاهلها )
وقد كانت هذه المبادئ معروفة عند العرب في الجاهلية في مجال الحروب والغارات المفاجئة
ولما جاء صدر الاسلام هذب فكرة النخوة والاعتزاء ونبذ اعتزاء الجاهلية المبني على العصبية القبلية
المقيتة ففي الحديث ان النبي صلى الله عليه واله وسلم قال (( من تعزى بعزاء الجاهلية فأعضوه بهن ابيه ولاتكنوا ))
ولاشك ان هناك استثناءات تجوز فيها النخوة خاصة اذا ارتبطت بدفع ظلم أونصرة الحق ففي الحديث الآخر ان النبي صلى الله عليه واله وسلم قال (( من لم يتعز بعزاء الله فليس منا))
وهناك قصص كثيرة في تاريخ جاهلية العرب في التاريخ الإسلامي عن تأثير النخوة فيهم وتحريكها لهممهم وعزائمهم وأثرها في بعث الحماسة في نفوسهم فمن ذلك
اعتزاء عمروبن سالم الخزاعي برسول الله صلى الله عليه واله وسلم خزاعة ونصرة رسول الله عليه الصلاة والسلام له
وفي حروب الردة انتخى ثابت بن قيس بقبيلة طي باسم عدي بن حاتم ومكنف بن زيد الخيل فكانت نخواتهم واعتزاؤهم من أسباب تجمعهم وتماسك صفوفهم
فقد جرت النخوة عندهم بمعنى الاعتزاء الذي هو الشعار في الحروب حتى صار لكل فريق من
العرب مفخرة يذكرونها عند الاعتزاء بل لكل فرد منهم نخوة يعتزي اليها
واليوم .. أصبحت النخوة والاعتزاء تستخدم في غير مجال الاعتزاز بالنفس واستفزازها في الحرب فهي تستخدم عند الغضب في السلم وفي حالتي الانتقاص والفخر
وتقال كذلك عند الاستغراب والتعجب وينتسب الرجل عند الاعتزاء الى ما يفتخر به في مجتمعه مثل
خيله او ناقته كأن يقول 0 خيال كذا او راعي كذا ويسمى خيله او ناقته وكذلك قد يستخدم بعض
مصطلحات القرابة والنسب مثل انا أخو فلان أو فلانه أو انا ابن فلان أو ولد أو اولاد كذا وأهل كذا والخلاصة ان النخوة احدى الاركان الرئيسية في النظام العشائري وكل قبيلة او عشيرة لها نخوتها ونخوة ( دروم ) اشتهرت فيها قبيلة تميم ومعظم العشائر التي تنتخي بدروم هي من اصول تميمية ومن هامة مضر والدارميون الفريجات في ميسان من تميم ولكنهم اتحدوا مع عشائر عبد القيس من ربيعة العدنانية وانصهروا معهم واصبحوا جزأ منهم ومن العوامل المساعدة على ذلك عدم احتفاظهم بنسبهم المضري ليتسنى لهم الارتباط بمشجرات تميم واغلب الظن انهم من ذراري حنظلة احدى عشائر تميم المضرية في ميسان القديمة وألله اعلم ......
-------------------------------------