دخلنا في تبرير الأخطاء اخي الحسيني .. ولا شئ في الحياة لا يمكن ان نجد له أعذارا ومبررات حتى لو كان جرائم بمستوى جرائم صدام .. وهذا ما هو حاصل فعلا عند كثيرين .. الجعفري لديه أكثرية انتخابية وكان يمكن أن يصنع بها الكثير لو اراد ومن معه ممن التف تحت راية المرجعية .. ومن المؤكد ان استيزار هؤلاء المجرمين يخضع لعاملين احدهما الإرادة الامريكية فعلى الأقل ان سعدون الدليمي الذي يقال انه تم اختياره لوزارة الدفاع واحد من المتعاقدين مع وزارة الدفاع الامريكية .. اي بكلمة اكثر وضوحا وصراحة عميل رسمي .. وهو عضو في لجنة الخمسة التي إستشارتها وزارة الدفاع الامريكية في كل صغيرة وكبيرة قبل الحرب وكانت تجند المخبرين والعملاء الأصغر درجة لرصد حركة الجيش العراقي قبل وأثناء الحرب " ولجنة الخمسة هم براء محمد نجيب الربيعي ونجيب الصالحي وتوفيق الياسري وسعدون الدليمي وفوزي الشمري " والعامل الثاني هو الأمل في ان يكون استيزار هؤلاء المجرمين طريقة لإنهاء ما يسمونه بالتمرد .. ولن يتحقق هذا الأمر لعوامل كثيرة معروفة .. ربما تسمي هذا معترك سياسي جديد ينبغي للجعفري ان يأخذه في الحساب .. ولكن لتكن الأمور بطريقة واضحة أكثر وشفافة كما يردد جعفري دوما .. وأن يقال لأبناء الشعب هذا هو الوضع الذي نتحرك فيه وهذه امكاناتنا .. أما النفخ والعنتريات .. والقول بأن إرادة الجماعة حرة .. فهذا كذب وتضليل وضحك على الذقون .. لقد حدد جعفري اليوم ثلاثة عوامل قال انه إعتمدها في إختيار وزرائه : الكفاءة والنزاهة والتأريخ الوطني .. وما تسرب من أسماء حتى الآن لا يشهد لوزرائه بهذه الصفات .. الأمر الآخر هو ان هذا التحالف زعم انه يمضي في عملية سلمية هدفها إخراج الاحتلال .. سموهم بالطريقة السلمية او المقاومة السلمية .. ولا نريد ان نطيل في تفنيد هذا الزعم والادعاء .. لكن جعفري ضالع في عملية التضليل التي تمارس في العراق اليوم .. فضلا عن انه يسير في خطواته على أساس أجندة وبرنامج يتناقضان مع كل ما يدعيه الجعفري سابقا وحاليا .. قبل سقوط صدام وبعده .. وهذه الأجندة تسعى لحل مشاكل الإحتلال في العراق ومآزقه .. ولكنها لن تساهم في حل اي مشكلة عراقية .. سيستكثر البعض مثل هذا الكلام .. ولكن الحقيقة تفرض نفسها .. وعندما كنا نقول بأن حديث الكثيرين عن اجتثاث البعث هو مجرد شعارات للإستهلاك لأن الأمر خارج الإرادة أصلا .. وامريكا هي التي تضع القرارات المصيرية .. كان البعض هنا يسرح في احلامه بعيدا .. ويقول انتظروا حتى يشكل الجعفري حكومته .. وقبل ذلك حتى تجري الانتخابات وتأتي حكومة شرعية منتخبة .. بل وحلق البعض في الخيال أبعد بحيث تصور ان مجئ جعفري سيعني ملاحقة المجرمين البعثيين .. وفتح الملفات .. وإقامة المحاكم .. ونصب المشانق .. بينما واقع الحال ان جعفري لا يختلف في هذا الأمر عن علاوي .. عن اي شخص يأتي الى السلطة في ظل إحتلال وبشروطه ..المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الحسيني