مرآة البحرين (خاص): قبل الساعة الثانية والنصف من بعد ظهر أمس الخميس لم يكن أحد يعلم كيف سينفذ ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير/شباط عملية حداد السماء التي خصصها للتأثير على معرض الطيران الذي تقيمه السلطة في منطقة الصخير النائية، ولإعلان الغضب من منع السلطة زعيم حركة "حق" حسن مشيمع من الحصول على علاج لمرضه المستعصي.
لم يصدق أحد حتى دقت ساعة الصفر، حين اندلعت ألسنة النيران وتصاعدت أعمدة الدخان الأسود من معظم مناطق البحرين، خصوصا من المناطق الأقرب إلى معرض الطيران. أسقط الأمر من يديّ وزارة الداخلية ومرتزقتها الأجانب الذين انتشروا على مداخل عشرات البلدات الغاضبة، لم يروا أحداً يتظاهر، فقط أعمدة دخان ضخمة تتصاعد من أنحاء متفرقة من كل البلدات متجهة نحو عنان السماء.
اكتشفت وزارة الداخلية أن مرتزقتها لا يستطيعون منع الدخان من الصعود للأعلى ليُعلن الغضب الشعبي على استبداد النظام وعلى تردّي الوضع الصحي لمشميع.
لقد أرادت السلطة أن تلجأ للسماء لتعلن للعالم أن وضعها مستقر، فلاحقها الثوار بأعمدة الدخان، معتمدين بذكاء على ملاحظات مراسلي وسائل الإعلام الدولية الذين سيلتقطون الرسالة، وهذا ما حصل، فقد تصدرت أعمدة الدخان عنوان موقع صحيفة الواشنطن بوست الأميركية التي يتابعها ملايين القراء نحو العالم، وتعتبر من أهم مصادر المعلومات للنخب السياسية والاقتصادية في أنحاء العالم. وكذلك أشارت وكالتا رويترز، وأسوشيتدبرس الأميركية، وهما اثنتان من أهم وكالات الأنباء العالمية.
أشار الإعلام العالمي بوضوح إلى أن المعارضين في البحرين أرسلوا بطريقتهم الخاصة رسائلهم لمعرض الطيران الدولي عبر أعمدة الدخان، ولفتوا العالم إلى قضيتهم، خصوصا مسألة التردي الخطير في الوضع الصحي للقيادي في "حق". وخصصت وكالة أسوشيتدبرس صورة مقسمة على أربعة أقسام تبين الدخان وهو يشاغب الطائرات التي كانت تستعرض في السماء، وبث النشطاء صورة تبين الدخان واضحاً لأعين الجالسين -على كراسي منصة المعرض- من كبار الشخصيات المشاركة.
في المحصّلة، أكثر من 50 بلدة بحرينية لبّت نداء ائتلاف شباب 14 فبراير/شباط، الذي أثبت أن بإمكانه تصنيع الأحداث من أفكار تبدو غريبة للوهلة الأولى. مضى أول يوم من المعرض، وبقي يومان له، وهناك مفاجآت كما يقول بعض النشطاء لليومين المتبقين.
وصلات:
وصلة الخبر الذي بثته صحيفة الواشنطن بوست على موقعها.
فيديو- جانب من عملية حداد السماء من بلدة دار كليب القريبة من موقع معرض الطيران.
|
رد مع اقتباس
