{وَيا قَوْمِ أَوْفُواْ الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ} فللناس حقٌّ في أن تؤدّوا إليهم ما يستحقونه كاملاً من دون نقصان، تماماً كما تفكرون في حقوقكم على الناس عندما تتبايعون وتتشارون، فتطلبون منهم أن يؤدوا إليكم حقكم وافياً بجميع جهاته، {وَلاَ تَبْخَسُواْ النَّاسَ أَشْيَآءهمْ} لأن ذلك يعتبر نوعاً من أنواع السرقة والخيانة، فإنك إذا بعتَ إنساناً شيئاً، فإن البيع يوجب ملكيته له، فإذا أنقصت منه جزءاً، فإنك تكون سارقاً له، كما لو كان قد اشتراه من غيرك لأن النتيجة واحدة، {وَلاَ تَعْثَوْاْ فِي الأرْضِ مُفْسِدِينَ} أي لا تفسدوا في الأرض، ولا تمارسوا أعمال الخيانة حال كونكم مفسدين، في مقام التأكيد على النهي عن الفساد.
إن من المفروض على الإنسان المؤمن الذي يوحّد الله في العبادة، أن يخضع له في ما يفرضه الخط الإلهي التشريعيّ، وقد أراد الله للإنسان أن يعتبر الدور الموكول إليه هو إصلاح الأرض بنشر العدل والأمانة والخير والسلام، قولاً وفعلاً، فإذا مارس الفساد في نشاطاته العامة والخاصة، فإنه يكون قد خان دوره أمام الله. وهكذا أراد شعيب من قومه أن يتحركوا ضمن هذا الخط الذي ينهاهم عن الفساد، وأبرز مظاهره، أي التطفيف في المكيال والميزان باعتبار أن الخلل الاقتصادي في الأمة، يُفسد توازن المجتمع، ويفقده أساس الثقة، بنسفه القاعدة الأخلاقية التي ترتكز عليها حركة الاقتصاد، ولا يبقى هناك أيّة ضمانة للطمأنينة والسلام، وعلى هذا الأساس فإن التطفيف لا يمثل بنفسه خطورةً كبيرةً، إلا بما يكمن خلفه من خللٍ في القاعدة الأخلاقية العامة التي يرتكز عليها الفكر والسلوك وقد جاءت هذه الآية تأكيداً للفكرة وتوسيعاً لها، وضرباً للقاعدة، بعدما كانت الآية الأولى إشارةً للجانب السلبيّ منها في إطاره المحدود.
تفسير من وحي القرآن / العلامة المرجع فضل الله "قد"
سيرة العلامة الشهيد آية الله الشيخ مهدي العطار (قدس سره )
************************************* ولد أية الله الشيخ مهدي العطار في مدينة النجف الاشرف عام 1944 واصل دراسته الاكاديمية حتى اكمل البكالوريوس في الفقه والشريعة في كلية الفقه في النجف الاشرف عام 1969 ومن ثم حضر دروس مراجع الدين في الحوزات العلمية في النجف الاشرف وقم المقدسة وفي مقدمتهم آية الله العظمى السيد أبو القاسم الخوئي (قده) والسيد محمد رضا الكلبايكاني والشيخ محمد جواد التبريزي والسيد كاظم الحائري. وكان وكيلاً لعدد من مراجع الدين منهم (السيد محسن الحكيم والسيد أبو القاسم الخوئي والسيد محمد باقر الصدر والسيد عبد الأعلى السبزواري والشيخ فاضل اللنكراني والسيد الكلبايكاني والشيخ الاراكي والسيد محمد حسين فضل الله والسيد السيستاني النشاط الثقافي
1 ـ بدأ حياته التبليغية وكيلاً للمرجع الديني السيد محسن الحكيم (قدس سره) في منطقة الهندية – الحلة في نهاية الستينات ثم انتقل ليكون علما مرشداً في الحلة بداية السبعينات.
2 ـ كان يدير ندوة الوعي الرسالي في لنجف الاشرف عام 1965 التي استمرت عدة سنوات.
3 ـ هاجر إلى الإمارات العربية المتحدة في عام 1972 وكان عالماً ومبلغاً ومرشداً هناك.
4 ـ انتقل إلى قم المقدسة من دبي عام 1980.
5 ـ مارس التبليغ الإسلامي في اغلب محافظات إيران حيث يتواجد المهاجرون العراقيون.
6 ـ اسس مجمع الشهيد الصدر للبنين ومجمع الشهيدة بنت الهدى للبنات.
7 ـ اسس حوزات علمية في بعض محافظات إيران.
8 ـ له دور كبير في بناء مسجد وحسينية أهل البيت (عليهم السلام) في قم.
9 ـ اسس معهد الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) للتبليغ والخطابة في مدينة قم.
10 ـ بدأ فور عودته إلى النجف الاشرف بعد سقوط نظام صدام في عام 2003 في أعماله التبليغية.
11 ـ انشأ حوزة علمية في النجف الاشرف وبغداد والحلة ومدينة الصدر والديوانية وكان بصدد إنشاء حوزة علمية في اغلب المحافظات العراقية ولكن إرادة الله جعلته شهيداً.
النشاط السياسي:
1 ـ انتمى إلى حزب الدعوة الإسلامية في الستينات.
2 ـ أصبح عضواً في القيادة العامة للحزب في بداية الثمانينات.
3 ـ استمر في قيادة حزب الدعوة الإسلامية حتى يوم استشهاده في 8 شعبان 1426 .
مؤلفاته :
1 ـ محاضرات أخلاقية، طبع عام 2003.
2 ـ كتاب التقية، طبع عام 2002.
3 ـ الاختلاف والضوابط الأخلاقية والشرعية.
4 ـ إصدار مجلة قضايا إسلامية والإشراف عليها.
5 ـ كتاب مشكلة الفقر، لم يطبع.
6 ـ كتاب الدعاء، لم يطبع
شهادته :
استشهد عصر يوم الثلاثاء الثامن من شعبان عام 1426 - 13 أيلول 2005 مع أخيه الحاج عباس العطار في منطقة اللطيفية قرب بغداد ودفن في مدينة النجف الأشرف بجوار مرقد كميل بن زياد النخعي.