بقلم: وليد سليم
الأعرجي في حماية كتل الممانعة والنفاق-مع كتلة المجلس الأعلى ختاما
[align=justify] حزب الفضيلة وكتلة قاسم داود اللذان ذكرتهما في المقالين السابقين هما الحلقتين اللتين يكتمل معها ومع التيار الاصدري سرب النفاق والبكاء على الضحايا بدموع التماسيح من قبل المجلس الأعلى وكتلته التي امتنعت عن التصويت ضد إقالة بهاء الأعرجي بعد أن تجاوز كل القيم الاجتماعية والقانونية وحتى السماوية عندما يكون الدم العراقي بهذا الرخص والضحايا الذين سقطوا على يد هؤلاء المجرمين الى هذه الدرجة التي يتلاعب بها مراهق سياسي
لم تكتمل لديه الحنكة والوعي السياسي بل لم يكن رقما سياسيا على الاطلاق الى ما قبل سقوط النظام السابق وبعده بقليل لولا نفخ البعض من التيار الصدري فيه حتى امتلاءت أوداجه واشرئبّ عنقه فأصبح لا يحسن التصرف ولا يعرف ما هو الفعل الذي يقوم به فبدأ يشطح كثيرا دون أن يعي ماذا يفعل وكما أعتقد إنه جنون السلطة والزحف نحو كراسي البرلمان لأن هذا الكرسي وفّر له ما لم يكن يحلم به يوم كان يتجول ليل نهار في شارع أجور روود وسط لندن ولذلك أقول له ليأخذ من حطام الدنيا ما يريد هو والمجاميع المتهالكة معه ولكن لا نريد منه أن يتحدث لا هو ولا جماعته المنافقة عن ضحايانا وعن دماء أهلنا التي سالت في شوارع بغداد وباقي محافظات العراق لأننا نحن أصحاب الدم ونحن من يقرر إذا كنا سنسمح بمنح المجرمين يوما إضافيا أو لا؟ لكنني متيقن بأن هؤلاء القتلة لا يستحقون أن يهنئوا لحظة واحدة فوق مصيرهم وساعة إعدامهم كونهم أحقر من خلق الله على وجه الأرض .
ما أستغربه هنا وخلاف باقي الكتل التي وقفت مع الأعرجي في موقفه المشبوه والغير وطني أن المجلس الأعلى الذي كان من المنادين طوال العقود الماضية بحق الشعب المضطهد وهو يتخندق بوجه النظام السابق وقدم الكثير من الشهداء وأعطى دماء كثيرة في سبيل العراق والشعب العراقي من أجل تخليصه من أعتى نظام كافر وطاغي ومتجبّر كنظام حزب البعث الذين يمكث أزلامه اليوم وراء قضبان العدالة الإلهية والقوانين البشرية الوضعية لينالوا جزاءهم العادل على يد أشراف العراق الجدد وهم ينتظرون اليوم أو غد تطبيق حكم الإعدام بحقهم بين لحظة وأخرى من الذين صدرت بحقهم عقوبة الإعدام التي وقف بوجهها مجلس الرئاسة ولا زال القرار لم ينفذ بحقهم بسبب هذا الموقف مع إنهم أعتى من عرفتهم البشرية،، كما أستغرب موقف المجلس من المجرمين الذين يقبعون في السجون اليوم وهم ينتظرون تطبيق الأحكام بحقهم والذين كانوا يجولون على مدن وشوارع العراق وهم يقبضون أرواح الناس بمفخخاتهم وأجسادهم النتنة وجلهم من رجال البعث وفدائيي صدام والحثالات العربية القادمة الينا ،، أستغرب موقف المجلس الأعلى من كل هؤلاء المجرمين الذي يطالب بتأخير عقوبات الاعدام بحق من صدر بحقه الحكم القطعي وهو يتناقض مع ما يطرحوه في أجنداتهم خلال العقود الماضية التي يدافعون فيها عن المحرومين وعن المستضعفين من الشعب!!! وهنا نحن لا نعتب على الأحزاب التي تشكلت بعد سقوط النظام كونها حديثة العهد على السياسة أو تشكلت بناء على أمنيات دنيوية وسلطوية يبحثون عنها في ثنايا العمل السياسي في العراق كالتيار الصدري وحزب الفضيلة وحزب قاسم داود فهؤلاء ليس لديهم تاريخ المجلس الأعلى الذي أعطى على امتداد التاريخ الكمّ الكبير من الشهداء كما إن السيد محمد باقر الحكيم رحمه الله قدم روحه شهيدا وهو يدافع عن المظلومين من الشعب العراقي وإذا نسيت قيادة المجلس الأعلى اليوم أن الذي قطّع أوصال الشهيد الحكيم هم هؤلاء الثلة المجرمة فنحن لا ننسى ذلك ولا يمكن أن نسى حقدهم وكرههم لكل ما هو وطني في العراق .
بعد كل هذه التضحيات يأتي المجلس الأعلى ليقامر بتاريخه الجهادي ويدوس على دماء الأبرياء وضحايا الارهاب الذين سقطوا على يد هذه المجاميع الوقحة التي تنتظر تنفيذ حكم الاعدام فيها فيصوتوا لصالح من طالب بتأجيل أو إلغاء حكم الإعدام بحقهم في الوقت الحاضر!!! وما هو السبب الذي هرول المجلس الأعلى من اجله خلف مراهق سياسي لم يكن مستواه بمستوى أصغر سياسي من قادة المجلس؟؟ سنجد السبب هو الانتخابات والدعاية الانتخابية كما يقولون ويرددون خلف بهاء الأعرجي حيث يقول في كتابه الى رئيس البرلمان " حتى لا تستغل سياسيا من قبل الأحزاب خصوصا المشتركة في السلطة" ومن العيب أن نصل الى هذا المستوى الذي نتلاعب فيه حتى بدماء الأبرياء من أجل كراسي البرلمان والسلطة، أنا لا أعتقد أن هذا الفعل الذي قام به قادة المجلس الأعلى يتناسب مع ما يطرحوه من مطالبة في حق المحرومين والمظلومين وكان الأولى بهم أن يقولوا يجب تنفيذ الاعدام بحق هؤلاء في الأماكن التي نفذوا فيها الجريمة وليُعلّقوا في الشوارع أينما كانوا لأن دماء العراقيين عزيزة وليس ألعوبة بيد هذا وذاك من مجاميع عتاة العرب.
يوم غد هو يوم الجمعة المباركة التي تقام فيها صلاة الجمعة ومن المؤكد سيكون إمام الجمعة في مسجد براثا الشيخ جلال الدين الصغير الذي طالما استخدم منبر الجمعة لخطبه السياسية وهجوماته على الأطراف الأخرى التي تقف في الجانب الآخر من تحالفهم الانتخابي وكثيرا ما صرخ من على هذا المنبر بحق المظلومين والاقتصاص من البعثيين والقتلة وقد ردد كثيرا المطالبة باعدام مجرمي النظام السابق وقد سمعته أنا شخصيا يطالب بذلك كثيرا وعدم زج هذا الملف في القضايا السياسية والانتخابية لأنه قضية قصاص وعدالة وقانون ولا بد للجاني من أخذ عقابه وقد وجه نقدا كبيرا في السابق لمجلس الرئاسة على عدم المصادقة على إعدامهم ،، لذلك ننتظر منه ماذا سيقول وكيف سيبرر موقفهم (كتلة المجلس الأعلى) في البرلمان حينما وقفوا مع بهاء الأعرجي وهو يطالب بأقذر طلب وهو التنازل عن حق الدم الى حين وهذه الحين ربما تأتي حكومة أخرى تطلق سراح الكثير من هؤلاء المجرمين ولنسمع ما يقول غدا ،، فهل سيقوم بإدانة مطلب تأجيل الاعدام أم لا سيقول كما قال صاحبهم حتى لا تستغل سياسيا وفي كلا الحالين سيكون الصغير مدان لأنه كان دائما يقول يجب أن لا تستخدم هذه القضايا سياسيا أو انتخابيا وإن قال لا ولم يوافقه فلماذا كان موقفهم في البرلمان ضد محاسبة بهاء الأعرجي والممانعة في إقالته لأنه تجاوز حتى على اللجنة القانونية وعلى القضاء وعلى السلطة التنفيذية والأهم على دماء الشعب العراقي وضحاياه،، نحن ننتظر ما تسفر عنه خطبة الجمعة لنرى أين هو الحرص على دماء المظلومين من الشعب العراقي وعلى أقل تقدير هل يكونون أوفياء لدماء الشهيد محمد باقر الحكيم الطاهرة التي تناثرت على أبواب إمام المتقين علي ابن أبي طالب (ع).
[/align]