صفحة 3 من 5 الأولىالأولى 12345 الأخيرةالأخيرة
النتائج 31 إلى 45 من 63
  1. #31
    تاريخ التسجيل
    Feb 2003
    المشاركات
    30,109

    افتراضي

    [align=center]من آثار هزيمة الكيان الصهيوني في جنوب لبنان
    توتر العلاقات بين اسرائيل وكوستاريكا بعد نقل السفارة من القدس الى تل ابيب[/align]

    GMT 1800 2006 الجمعة 18 أغسطس
    نهى أحمد

    نهى احمد من سان خوسيه: عبرت اسرائيل عن أسفها الشديد لكوستا ريكا بسبب نقل الاخيرة سفارتها من القدس الى تل ابيب، بناء على قرار الرئيس اوسكار ارياس الذي وصفه بأنه خطوة مهمة جدا وان فتح السفارة في القدس كان خطـأ تاريخيا. وارسلت الحكومة الاسرائيلية رسالة التأسف عن طريق السفارة الكوستاريكية في تل ابيب وقالت ايضا ان نقل السفارة قد يكون سببه الركوع امام الارهاب و جائزة للارهابيين، في نفس الوقت اشارت الى حربها في لبنان بالقول حتى الان ليس هناك اي حلّ اكيد للصراع بيننا وبين المحاربين اللبنانيين من حزب الله.

    كما ابلغت الملحقة التجارية في السفارة الاسرائلية بالعاصمة سان خوسيه اوفا سبايلر سلطات كوستاريكا بردة فعل العامة في اسرائيل على خبر الانتقال وكانت مؤلمة لكنها قالت أننا نعتبر القدس هي العاصمة الخالدة لاسرائيل والشعب اليهودي.

    هذا واحتفلت الجالية الاسلامية في كوستاريكا بالحدث وقال السكرتير العام للمركز الثقافي الاسلامي الدكتور عبد الفتاح سعسع لايلاف انه خبر كبير فالحاكم فتح عينيه ، نقدم الشكر لارياس.


    http://www.elaph.com/ElaphWeb/Politi...6/8/170671.htm





  2. #32
    تاريخ التسجيل
    Feb 2003
    المشاركات
    30,109

    افتراضي


    من اثار هزيمة الكيان الصهيوني في جنوب لبنان


    [align=center] 20 مسؤولاً أميركياً سابقاً يدعون بوش للتفاوض مع إيران [/align]

    وجه دبلوماسيون وعسكريون اميركيون سابقون امس رسالة مفتوحة الى الرئيس الاميركي جورج بوش يدعونه فيها الى التفاوض فورا مع ايران. والرسالة الموقعة من 20 من المسؤولين السابقين نشرت من قبل الجنرال المتقاعد جوزيف هور القائد السابق للقيادة المركزية الأميركية (سنتكوم) والجنرال المتقاعد روبرت غارد والمسؤول السابق في الخارجية الأميركية مورتن هالبرين.
    وجاء في الرسالة «بوصفنا قادة عسكريين ومسؤولين عن السياسة الخارجية سابقين، ندعو إدارة بوش إلى الدخول فورا في مباحثات مباشرة مع حكومة إيران بلا شروط للمساعدة في حل الأزمة الحالية في الشرق الأوسط«. وأضافوا «اننا نحذر بشدة من فكرة استخدام القوة العسكرية ضد ايران. ان الأزمات الحالية يجب ان تتم تسويتها بالطرق الدبلوماسية وليس بالاسلحة».


    (أ ف ب)





  3. #33
    تاريخ التسجيل
    Feb 2003
    المشاركات
    30,109

    افتراضي

    الفشل الإسرائيلي

    بقلم :ليلى بن هدنة


    لم يسبق في تاريخ الكيان العبري أن سارع إلى الامتثال بمثل هذه السرعة التي استجاب بها لقرار مجلس الأمن رقم 1701 واحترام قرار وقف العمليات العدوانية، فالانسحاب من بعض القرى والمواقع المتقدمة ظهر بصورة الفرار كما حدث، ويوحي بأن الكيان الصهيوني كان يترقب القرار لإنقاذ جيشه من الفضيحة الكبرى.

    وقد وجدت عدة وحدات عسكرية معزولة داخل جيوب محاطة بمقاتلي حزب الله وليس بوسعها الاحتفاظ بهذه المواقع أو الدفاع عن نفسها في حالة نشوب مشادات جديدة. هذه الوضعية العسكرية غير المريحة هي التي دفعت الحكومة الإسرائيلية إلى تسريع عملية الانسحاب وعدم انتظار وصول قوات اليونيفيل والجيش اللبناني كما حصلت عليه في القرار 1701.

    السيناريو الذي هيأته الولايات المتحدة من أجل حفظ ماء الوجه لإسرائيل كان يفترض بقاء القوات الإسرائيلية لفترة أطول والاحتفاظ بمواقعها، إلى حين وصول قوات اليونيفيل التي لم يبدأ بعد تشكيلها، وكان ذلك سيمنح وقتاً أكبر لتفعيل أزمة سياسية

    وربما أمنية داخل لبنان عبر تحريك نشطاء من فريق 14 آذار لطرح مسألة نزع سلاح حزب الله والضغط على هذا الأخير من أجل إخلاء المنطقة جنوب نهر الليطاني، إلا ان تخوف اسرائيل من الهزيمة وعجزها عن تدمير آليات المقاومة اللبنانية جعلها تجهض مساعي واشنطن في خلق حرب أهلية في لبنان بعدما فشلت في تجسيد مشروع الشرق الأوسط الجديد.

    إسرائيل التي اعترفت باستحالة تجريد حزب الله وهي الآن عاكفة على نزع فتيل الألغام السياسية التي بدأت تنفجر داخل جبهتها الداخلية، بما يعني أنها سوف تحرم حتى من استثمار الشريط الضيق من الأرض الذي دفعت من أجله حصيلة ثقيلة من الخسائر البشرية والمادية.

    لذلك فإن النصر اللبناني يعني الفضيحة للجيش الإسرائيلي الذي تكبد أفدح الخسائر في تاريخه جراء عدوانه على لبنان، مثبتاً بذلك وجود خلل وخطأ استراتيجي في منظومة جيش العدوان، ولذلك أبعاد سلبية على الداخل الإسرائيلي الذي بدأ يحس بتهديد ملموس ومحسوس بوجوده في المنطقة، مما يجعل الضغط على الحكومة أكثر من الشعب المحبط من الأداء العسكري لمجموعة سذج تقلدوا زمام أمور أكبر من حجمهم.

    ولعل التخبط الذي عرفه الجيش الإسرائيلي خلال الأيام الأخيرة قبل وقف إطلاق النار لخير دليل على ذلك، فعزل «اودي آدم» قائد المنطقة العسكرية الشمالية عن القتال، وتعيين «موشي كابلينسكي» نائب رئيس أركان الجيش قائداً عليه، فتح الباب لعدة تساؤلات عن التحضير الاستراتيجي للجيش،

    هذا عدا انعدام الدعم اللوجيستي الكافي لهذا الجيش، إضافة إلى أمور كثيرة يطالب الإسرائيليون حكومتهم بتفسيرها كالإجابة عن السؤال ماذا كان يعرف أولمرت وبيريتس عن مستوى استعداد الجيش لشن حرب على حزب الله، وهل كان القرار متفحصاً؟

    والسؤال الأكبر: لماذا فشلت الاستخبارات في عملها وهي تزعم انها أكفأ الاستخبارات في العالم. الرئيس الأميركي جورج بوش لايزال يكذب ويصدق أكاذيبه حين أعلن أول أمس، خلال مؤتمر صحافي، أن حزب الله قد هزم، وجاء باعتراف خطير يؤكد وقوف الولايات المتحدة خلف هذا العدوان، حين قال: «إن الحرب بين إسرائيل وحزب الله هي جزء من الحرب بين الحرية والإرهاب»،

    أي أنها جزء من الحرب الأميركية الصليبية على العرب والمسلمين، تحت عنوان بناء الشرق الأوسط الجديد، العدوان على لبنان حسب بعض التسريبات أريد له أن يكون «بروفة» اختبارية لمواجهة أوسع مع سوريا، وخاصة إيران، وقد تم خلاله تجربة عدد من القنابل والصواريخ الخارقة للتحصينات واختبار فعاليتها قبل استهداف المواقع النووية الإيرانية المحصنة.

    وفي السياق ذاته كان العدوان يهدف فعلاً إلى تحطيم حزب الله بوصفه اليد الطولى للمقاومة، وإذا كان الإسرائيليون أنفسهم قد اعترفوا بمستويات متفاوتة بالهزيمة، فإن الهزيمة الكبرى هي بالتأكيد للمشروع الامبراطوري الأميركي الذي تعثر في العراق وأفغانستان،

    وأحبطت أحلامه في فتح جبهة ثالثة له في الشام، لكل ذلك حق للرئيس السوري أن يتوجه إلى نظرائه العرب بتلك اللهجة القاسية التي خيرتهم بين الالتحاق بخيار المقاومة الذي أثبت جدواه، أو الالتزام بقدر من الحياد. فعلى هذه الدول إذاً أن تعي أن الشريك الأميركي قد خسر الحرب،

    من هنا لا بد على الدول العربية المراهنة على محور الاستسلام أن تعيد النظر في علاقتها مع أميركا وإسرائيل، وأن تعلن سقوط معاهدات السلام، وأن يعودوا للفلك العربي، والخيار الاستراتيجي العربي، والعودة إلى أحضان فلسطين لمواجهة الاحتلال الاسرائيلي ونسفه كلياً.






  4. #34
    تاريخ التسجيل
    Feb 2003
    المشاركات
    30,109

    افتراضي

    [align=center]مشهد باهر على خلفية واقع خائر [/align]

    بقلم :صالح سلمان عبدالعظيم



    انتصر حزب الله وانتصرت المقاومة اللبنانية على إسرائيل. ومهما زايد المزايدون وباغتتنا تحليلات الانتهازيين الذين تمنوا هزيمة الحزب وهزيمة الجنوب اللبناني، فقد انتصر الحزب وانتصرت المقاومة رغم أنف هؤلاء الحاقدين الموتورين، عملاء إسرائيل وأميركا في المنطقة العربية.

    نحن أمام معادلة جديدة في العالم العربي برمته، معادلة لم تحسمها تلك الجيوش النظامية الصدئة المتخمة بترسانات عسكرية ضخمة، بل حسمتها تلك الميليشيات التي تستخدم أسلحة بسيطة وعتيقة لا يمكن مقارنتها بحجم ونوعية السلاح الإسرائيلي.

    ورغم حجم الدمار الشامل الذي لحق بالجنوب اللبناني، ورغم البربرية الإسرائيلية التي فاقت كل تصور، فقد انتصر حزب الله وانتصرت المقاومة في جنوب لبنان.مشهد باهر عايشناه خلال خمسة وثلاثين يوماً، هي عمر الحرب التي اندلعت بين إسرائيل وحزب الله.

    ورغم أن إسرائيل الجبانة قد اعتمدت على تفوقها الجوي، من أجل قتل المدنيين، النساء والأطفال والشيوخ، ومن أجل تهديم المنازل الآمنة والجسور والمستشفيات والقنوات التلفزيونية، ورغم أن إسرائيل لم تخض الحرب البرية إلا في فترات محدودة وقصيرة من عمر الحرب، فإن حزب الله استطاع أن ينال منها ومن جنودها ومن أسلحتها البرية والبحرية والجوية.

    عناصر كثيرة ملأت هذا المشهد بالإبهار والسعادة والفرح والفخار، عناصر ستظل محفورة في عقول وقلوب اللبنانيين والعرب الشرفاء في كافة أنحاء الوطن العربي الكبير. عناصر سوف تبقى شاهدة على نبل الشهداء، جنوداً ومدنيين، وعلى عظمة النازحين المدمرة منازلهم والخاوية جيوبهم، وعلى أهمية الإنسان حينما يصبح وطنه هو العرض والكرامة والوفاء.

    عناصر المشهد الباهرة كثيرة ومتنوعة وعميقة الدلالات. في صدر المشهد المدن الإسرائيلية وهي تحت حصار صواريخ حزب الله، والإسرائيليون وهم يختبئون في الملاجئ، لا تستطيع حكومتهم وجيشهم حمايتهم. لأول مرة يقاسي المدنيون الإسرائيليون ويلات الحرب، يقاسون ما قاساه المصريون في مدن القناة، يقاسون ما قاساه اللبنانيون عبر ربع قرن من تدمير لمدنهم وقراهم وبيوتهم وتاريخهم.

    لا يمكن للمرء أن يخفي فرحته وسعادته بدموع المدنيين الإسرائيليين، وهم يهرعون خوفاً وهلعاً من صواريخ حزب الله، رغم محدودية تأثيراتها، مقارنة بالأسلحة المحرمة التي تستخدمها إسرائيل في لبنان. كما لا يمكن للمرء أن يخفي مشاعره وهو يرى المدن الإسرائيلية وهي في مرمى صواريخ المقاومة، ولا يستطيع الجيش الإسرائيلي وترسانته الهائلة إسكاتها أو حتى مجرد الحد من تساقطها على المدن الإسرائيلية.

    في المشهد تصل صواريخ حزب الله إلى كل مدن الشمال الإسرائيلي، بل يعلن حزب الله أنه يمكن أن يضرب تل أبيب ذاتها، إذا ما ضربت العاصمة بيروت. إذا ضربتم بيروت سوف نضرب تل أبيب، لغة جديدة حادة وواضحة لم تتعودها إسرائيل، التي يلاطفها الجميع في العالم العربي، ويخطبون ودها ليل نهار. لغة تعاطت مع غطرسة العدو بندية بدون خوف وخنوع وبدون وهن وخوار.

    هكذا هو العدو الإسرائيلي يحتاج إلى مواجهته وضربه وإرهابه. أليست هي الممارسات نفسها التي أذاقها هذا العدو البربري الهمجي للعالم العربي طوال نصف قرن من الصراع العربي الإسرائيلي، أليست هي نفس الأساليب الدموية التي يتعامل بها مع المدنيين الفلسطينيين في كل ساعة وفي كل يوم حتى الآن.

    من هنا جاء المشهد باهراً من حيث المعاملة بالمثل، لا يخيف المقاومة هيمنة سلاح الجو الإسرائيلي، لا يخيفها هدم البيوت والجسور، لا يخيفها تشريد الملايين، بل على العكس يزيدها صلابة، ويدفعها إلى التركيز في النيل من هذا العدو والانتقام منه.

    في المشهد، آلاف الإسرائيليين يتركون مدنهم، ويهرعون نازحين إلى المدن الإسرائيلية الأخرى التي لم تطلها صواريخ حزب الله بعد. المفارقة أن هؤلاء النازحين الصهاينة قد تخيلوا أنها مجرد أيام معدودة يعودون بعدها إلى مدنهم، حيث يزفون جنودهم العائدين من جنوب لبنان بالورود والأغاني، ولم يدر بخلدهم أن جنودهم سوف يعودون وهم منهزمون فرحون بالنجاة من جحيم المقاومة.

    في الجنوب اللبناني، كان المشهد أكثر إبهاراً، وبشكل خاص، من خلال تفاصيل الحروب البرية التي اشتاق إليها مقاومو حزب الله، وتمنوها منذ بداية الحرب. يخاف الجنود الإسرائيليون المواجهة ولا يتمنونها، يواجهون مقاومة لا تلين ولا تخاف، مقاومة تبادر بالهجوم، مقاومة لها إستراتيجيتها وتكتيكها في التعامل مع هذا العدو البربري.

    في المشهد، تعلن إسرائيل أن المقاومة قتلت 119 جندياً إسرائيلياً، وجرحت ما يقارب من 800 جندي. لا تقف المسألة عند ما فقدته إسرائيل من جنود، لكنها تتعدى ذلك، إلى ذلك الخوف والصراخ الذي انتاب الجندي الإسرائيلي المتمترس داخل دبابته الميركافا التي تساقطت وانهارت أمام جنود حزب الله الشجعان. على أرض الجنوب اللبناني سقطت هيبة إسرائيل، انهارت نخب الجيش الإسرائيلي المختلفة، أمام شجاعة وبسالة جنود حزب الله.

    إن أجمل ما في مشهد السقوط الإسرائيلي هو روعة وبهاء وجمال الإنسان العربي، حينما يجد من يحترمه ويقدره ويؤمن به، ولعل هذا هو ما صنعه السيد حسن نصر الله حينما احترم جنوده وآمن بهم وبقدراتهم على التحدي والصمود والانتصار.

    فالانتصار لا يكمن فقط في العتاد وحجم القوات، رغم أهمية ذلك، لكنه يكمن أيضا في شرف القضية ودرجة الإيمان بها، والاستحقاقات المرتبطة بها. فحزب الله وجنوده وجنوبه، مؤمنون بالقضية والمقاومة وضرورة المواجهة، وهو ما يؤمن له الصمود والانتصار والاستمرارية.

    من أسف أن هذا المشهد الذهبي الأسطوري جاء مصحوباً بواقع عربي خائر وضعيف، لقد خذلت السياسة العربية سلاح المقاومة طوال مدة الحرب. بل إنه من المؤسف القول إن بعض الأنظمة العربية الكبرى تمنت هزيمة حزب الله، بل إنها استعجلت هزيمته، وربما دعت في صلواتها إلى هزيمته.

    لا يحزن المرء هنا مواقف أميركا وأوروبا المخزية والحقيرة، كما لا يحزنه أيضا مواقف الأمم المتحدة ومجلس الأمن البالغة الضعف والخنوع للهيمنة الأميركية الإسرائيلية، لكن ما يحزن المرء أن تأتي الطعنات والمباغتات، وربما الخيانة، من الظهير العربي الذي كان يفترض فيه حداً أدنى من الوطنية والغيرة والكرامة.

    وما يحزن المرء أكثر أن بعض الدول العربية التي انبرت للدفاع عن الرسول الكريم، وأقامت الدنيا وأقعدتها ضد الدانمارك، لم تحرك ساكنا تجاه البربرية الإسرائيلية، ولم تنتفض كرامتها ضد التدمير الإسرائيلي الأميركي للبنان. لقد كشفت الحرب اللبنانية عن مدى خنوع السياسة العربية تجاه أميركا وإسرائيل، كما كشفت أيضا عن مدى ورقية العديد من الأنظمة العربية الهشة، ومدى رخاوتها تجاه ما يحدث في المنطقة العربية.

    لقد جاء انتصار المقاومة اللبنانية باهراً وجميلاً ومشجعاً وداعياً للتفاؤل والإيمان بالمستقبل العربي، ولم يعكر زهوة هذا الانتصار، ولم يشوه مشهديته سوى أن خلفيته تمثلت في هذا الواقع العربي الخائر والخانع والضعيف. اللهم ارفع عنا وطأة هذه الخلفية المقبضة للنفس، المثيرة للوهن والذل والشبهات!!.


    كاتب مصري


    salehabdelazim@hotmail.com





  5. #35
    تاريخ التسجيل
    Feb 2003
    المشاركات
    30,109

    افتراضي

    [align=center]من الذي انتصر؟ [/align]

    بقلم :ممدوح طه


    عندما سكتت المدافع وتوقفت الغارات الجوية الإسرائيلية وتراجعت محاولات التوغل الفاشلة في جنوب لبنان، وبعدما أوقف حزب الله اللبناني إطلاق صواريخه التي نشرت الرعب في الكيان الصهيوني، انطلقت التساؤلات التي طرحت نفسها على المراقبين وعلى الرأي العام في الجانبين، مثلاً.. من الذي انتصر في هذه المعركة غير المسبوقة؟ وما هو مستقبل المقاومة؟ بل ما هو مستقبل إسرائيل ولبنان والمنطقة كلها بعد المعادلات الجديدة لتوازنات القوى؟

    سواء أن الحرب، أية حرب، هي مصدر خسارة لكل القوى المشاركة فيها كان ميزان القوى مائلاً أو هائلاً لطرف من الأطراف، وسواء كانت حرباً مشروعة أو غير عادلة لطرف من الأطراف. ومع ذلك يكون المنتصر عسكرياً هو الذي أحرز من الانجازات العسكرية ما يضاعف من قوة ردعه وهيبته في المستقبل،

    وتضيف إلى شرفه العسكري أو تخصم منه بقدر ما أظهره من كفاءة قتالية، وشجاعة بشرية وأخلاق إنسانية، ونفذ مهامه الحربية في أكثر وقت وبأقل الخسائر.ويكون المنتصر سياسياً هو الذي ينجح في النهاية بعد زوال آثار الحرب في تحقيق الأهداف السياسية من هذه الحرب، بغض النظر عن الخسائر العسكرية أو المدنية التي تحملها في سبيل هذه الأهداف.

    باعتبار أن الحرب في النهاية تنشأ استكمالاً للصراع السياسي بين الإرادات بهدف سعي احد الأطراف تحسين قدرته على فرض شروطه لتحقيق أهدافه السياسية أو الجزء الأكبر منها. من هنا فالطبيعي أن ينتصر سياسياً بنسبه ما، من أحرز انتصاراً عسكرياً بنفس القدر، ولكن عوامل كثيرة ذاتية وموضوعية ، ميدانية وإقليمية ودولية، اقتصادية وإنسانية وثقافية عادة ما تدخل في حساب النتائج النهائية في الصراع، لينتصر سياسياً من انهزم عسكرياً أو ينهزم سياسياً من انتصر عسكرياً!

    من تلك العوامل مثلاً، مدى كفاءة القيادة السياسية لطرف من أطراف الصراع في استثمار النتائج العسكرية إذا كانت لصالحه، أو استثمار الظروف السياسية أو الاقتصادية الإقليمية والدولية بشكل يحقق أهدافه السياسية أو جزءاً منها، بالرغم من كون النتائج العسكرية ليست في صالحه.

    بهذا يمكن القول، الكل في الحروب يخرج خاسراً، لكن المنتصر فيها هو من ينجح في تثبيت إرادته، وفرض شروطه، وإفشال تحقيق أهداف عدوه، وتحقيق أهدافه السياسية مهما كان الثمن العسكري أو الاقتصادي أو الإنساني وهو أغلى الأثمان في الحروب.

    وبهذا المفهوم نعيد طرح السؤال..ومن الذي خرج منتصراً من تلك المعركة التي نتجت عن العدوان الإسرائيلي على لبنان، ظناً بالوهم أو بالمنى أن آلته العسكرية قادرة على القضاء على مقاومة لبنان بنزع سلاح حزب الله، وتدمير بنيته العسكرية، وشل قدرته على إطلاق الصواريخ على شمال إسرائيل؟

    الإجابة وردت على لسان أطراف الصراع والأطراف الدولية المعنية بنتائجه، وعلى مدى شعور الرأي العام في كل طرف بأنه هو الذي انهزم. في إسرائيل.. هناك شبه إجماع بين المراقبين والسياسيين والإعلاميين بل والقادة العسكريين، على خيبه أمل من العيار الثقيل تعم كافة الأوساط الإسرائيلية،

    مع قدر من المكابرة الرعناء من جانب «اولمرت»و«عمير» في مواجهة المعارضة المتصاعدة للحرب والمطالبة بالمحاسبة القضائية للحكومة والجيش من جانب الرأي العام الإسرائيلي الذي لا يشعر بالهزيمة فقط، بل بالخوف على المستقبل المجهول أيضا.

    «اولمرت» يقول انه المسؤول ويدعى انه انتصر، و«عمير» يواجه انتقادات مريرة من العسكريين أنفسهم، و «حالوتس» يتوقع الإقالة بعد التحقيق. بينما تقول «ليفني» وزيرة الخارجية إن أقوى جيوش العالم لا تستطيع نزع سلاح حزب الله، ويقول «موفاز» وزير الحرب السابق إن الجيش الصهيوني واجه الهزيمة، فيما يؤكد «بن اليعازر» رئيس الأركان السابق أن جيش إسرائيل خسر الحرب مع رجال حزب الله.

    بينما نسمع ذلك في تل ابيب، يخرج علينا «بوش» في واشنطن في اليوم التالي لأضخم تظاهرة شعبية أميركية أمام البيت الأبيض معارضة للعدوان الإسرائيلي ولسياسة الرئيس المنحازة، مدعياً «أن حزب الله مُنيّ بهزيمة قاسية»!!

    في حين أعلن «نصر الله»، وفي ظل تأييد وطني لبناني غالب، ودعم شعبي عربي غلاب، أن المقاومة الوطنية اللبنانية بقيادة حزب الله حققت نصراً استراتيجياً وتاريخياً غير مسبوق على العدو الصهيوني. لكن الثابت في النهاية هو أن إسرائيل لم تنتصر بإقرار الجميع، وان المقاومة لم تنهزم بتأكيد الجميع في هذه الحرب..

    فترى من الذي انتصر؟!

    سؤال لم نفرغ من إجابته بعد.



    mamdoh77t@hotmail.com





  6. #36
    تاريخ التسجيل
    Feb 2003
    المشاركات
    30,109

    افتراضي

    ماذا تخشى روسيا في لبنان؟

    بقلم :ليونيد ألكسندروفتش

    ربما يكون من حق روسيا أن تبدى قلقها وتخوفاتها الشديدة من الحرب في لبنان، وهذا ما عكسته تصريحات المسؤولين الروس منذ اندلاع الحرب وحتى الآن، ولدى موسكو الكثير الذي يبرر تخوفاتها، فالحرب في لبنان ليست مجرد حرب بين دولتين متجاورتين، وليست مجرد حملة عسكرية إسرائيلية من أجل استعادة جنديين أسيرين كما ادعت تل أبيب، كما أنها ليست كما يعتقد الكثيرون في الغرب حربا ضد الإرهاب،

    ووصف واشنطن وتل أبيب لحزب الله بأنه منظمة إرهابية لم يلق حتى الآن قناعة من المجتمع الدولي، وليس أدل على ذلك من تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان التي أدلى بها بعد شهر تقريبا من اندلاع الحرب، والتي قال فيها أن «حزب الله منظمة سياسية واجتماعية لبنانية معترف بها رسميا من قبل النظام الرسمي والشعبي اللبناني

    ولها ممثلوها في البرلمان اللبناني ولها نشاطاتها الاجتماعية والسياسية العلنية داخل المجتمع اللبناني»، وهذه هي أيضا وجهة النظر الرسمية لدى موسكو، والتي عبر عنها المسؤولون الروس في مختلف المواقف والمجالات،

    بل أكثر من ذلك ذهب بعض رجال السياسة الروس إلى حد اعتبار قصف حزب الله لإسرائيل بالصواريخ ليس عملا عدوانيا بل هو دفاع مشروع عن النفس وعن الوطن أمام الهجمات الشرسة والغير إنسانية للجيش الإسرائيلي على المدن والقرى اللبنانية، والتي ذهب ضحيتها عشرات الآلاف من الموتى والجرحى من الأطفال والنساء اللبنانيين، ودمرت معها العديد من الدعائم الأساسية للبنية التحتية للمجتمع المدني اللبناني.

    موقف موسكو الداعم للحكومة اللبنانية ولنضال المقاومة والشعب اللبناني لا ينبع فقط من مجرد تعاطف روسيا مع قضايا الحق والعدل ورفضها للاعتداء على سيادة الدول وترويع الأبرياء من المدنيين، ولا ينبع إطلاقا مما يدعيه البعض من أن روسيا تسعى لكسب حلفاء لها في منطقة الشرق الأوسط من أجل استعادة وجودها

    وفاعليتها في هذه المنطقة الحساسة والحيوية في العالم، موقف روسيا من الحرب العدوانية على لبنان ينبع في الأساس من شكوك وتخوفات شديدة لدى موسكو من الأهداف الحقيقية والمخططات الخفية وراء هذه الحرب، هذه التخوفات والشكوك التي عبر عنها النظام الرسمي الروسي على لسان الرئيس فلاديمير بوتين في اليوم الخامس من هذه الحرب عندما قال صراحة أن لديه معلومات خاصة تفيد أن أهداف هذه الحرب أوسع بكثير من لبنان ومن ضرب المقاومة اللبنانية،

    هذا التصريح من رئيس دولة كبيرة مثل روسيا لديها مصادرها القوية للمعلومات ولديها وسائلها الاستخباراتية التي يعرف مدى كفاءتها العالم كله يعني بالفعل أن هناك أهدافا ومخططات خفية وراء هذه الحرب تخرج عن نطاق دولة لبنان وحدوده الجغرافية لتشمل ربما دولا وشعوبا أخرى في المنطقة، الأمر الذي يهدد الأمن والسلام العالمي ككل، وهو ما يبرر تخوفات موسكو وقلقها الشديد.

    لقد رفضت موسكو وبشدة نشر قوات دولية في الأراضي اللبنانية لا يوافق عليها النظام الرسمي في لبنان، وقالت أنها لن تشارك في هذه القوات ولن توافق عليها إذا طرحت في مجلس الأمن، إن موسكو تعلم جيدا كما يعلم غيرها الكثيرون لعبة القوات الدولية التي يتم تشكيلها بإيعاز من قوى كبرى، ولدينا خير مثال على ذلك ما يحدث في العراق وأفغانستان تحت ستار القوات الدولية الأجنبية،

    وكيف يمكن لروسيا أن توافق على قوات دولية تشارك فيها منظمة عسكرية مثل حلف الناتو تخضع في الأساس للهيمنة الأميركية، وهل ستخضع قوات الناتو لأي قيادة من خارج الحلف، بالطبع لا، وبالتالي فإن الدعم الأميركي الخارجي لإسرائيل سيتحول إلى دعم داخلي بالقوات والعتاد والعدة، الأمر الذي سيزيد من تفجير الأوضاع في الداخل، والساحة اللبنانية أصغر من أن تتحمل قوات الناتو،

    وهو ما يعني أن هذه القوات ستقوم بتوسيع عملياتها خارج الحدود اللبنانية بعد أن تقضي على الأخضر واليابس داخل لبنان، وبعد أن يتم تهجير معظم الشعب اللبناني للخارج ليصبح لبنان ساحة خراب ترتع فيها قوات الناتو وحلفاؤه كيفما يشاءون، وحينئذ سيقومون بتوسيع العمليات العسكرية خارج الحدود اللبنانية ضد دول يتهمونها بدعم الإرهاب والمقاومة اللبنانية، وهذا هو أحد المخططات التي ربما يكون لدى موسكو معلومات حول وجودها مسبقا.

    وربما كما يعتقد البعض أن روسيا تخشى شيئا آخر وهو أن تحاول دول إقليمية الاستفادة من تصعيد الأوضاع في لبنان لإبعاد الاهتمام عنها و عن أزماتها التي يناقشها المجتمع الدولي، والمقصود هنا إيران التي شغلت قضية برنامجها النووي وتداعياتها المجتمع الدولي طيلة العامين الماضيين ومازالت، وربما تقترب من لحظة الحسم التي يتوقع معها أن تواجه إيران عقوبات دولية،

    وبالتالي كما يرى البعض فهي التي أثارت حليفها حزب الله ليختطف الجنديين الإسرائيليين ودعمته بالسلاح ليخوض هذه الحرب مع إسرائيل بهدف شغل الاهتمام العالمي وإبعاده عن قضية النووي الإيراني، ولكن مثل هذا السيناريو ربما يكون مستبعداً لأن الواقع يقول أن إسرائيل أقوى من المقاومة اللبنانية بكثير، وإقحام حزب الله في حرب مثل هذه يعني تعرضه لهزيمة قد لا تبقي عليه،

    كما أن إسرائيل نفسها اعترفت على لسان بعض المسؤولين فيها أنها خططت لهذه الحرب منذ فترة، أي قبل اختطاف الجنديين، الأمر الذي ينفي تدخل إيران أو غيرها لإشعال هذه الحرب، فالحرب أشعلتها إسرائيل وأيدتها ودعمتها واشنطن.

    هناك أمر تخشاه موسكو من هذه الحرب، وربما لديها معلومات بوجود مخططات لتحقيقه، هذا الأمر هو ما عبرت عنه وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس حين قالت بأن هناك شرق أوسط جديد يتشكل الآن من وراء هذه الحرب،

    وهذا أخشى ما تخشاه روسيا وغيرها، فقد سبق أن قيلت مثل هذه الأقاويل على لسان وزير الخارجية الأميركي السابق كولن باول عندما دخلت القوات الأجنبية العراق، وهو ما سبق أن قاله الرئيس بوش نفسه عندما رحب في العام الماضي بالثورات الملونة في جمهوريات الاتحاد السوفييتي السابق وقال أنه يأمل قريبا أن يرى شرق أوسط جديدا يتمتع بالديمقراطية والحرية.

    ترى كيف سيتشكل هذا الشرق الأوسط الجديد وهل سيشهد لبنان الحرية والديمقراطية التي يتمتع بها العراق الآن على حد زعم واشنطن، وهل ستصبح الحروب الأهلية والخراب والدمار وأكوام الجثث المتكدسة في الشوارع وعلى مياه الأنهار وتحت الأنقاض أهم وأبرز الحرية والديمقراطية في الشرق الأوسط الجديد.



    جامعة سيبيريا





  7. #37
    تاريخ التسجيل
    Feb 2003
    المشاركات
    30,109

    افتراضي

    [align=center]إيران وحرب لبنان [/align]

    [align=center][/align]

    بقلم :إيان بريمر



    الآن وبعد أن تيقن خبراء السوق المهتمون بصناعة النفط أن حرب إسرائيل ضد حزب الله لن تمتد رحاها إلى سوريا أو إيران، فإن اهتمامهم تحرك بمسافة قدرها 900 ميل شرقاً. لقد وعدت طهران بأن ترد بحلول الثاني والعشرين من أغسطس الجاري على الاقتراح الغربي الخاص بمنحها حوافز مقابل

    وقف تطوير برنامجها النووي. ونحن بدورنا يمكننا توقع قيام النظام الإيراني إما بعرض تعهد مشروط بتعليق تخصيب اليورانيوم أو بالدخول في موجة جديدة من أجواء الحرب. ومن ثم فإن المحللين يرون أن الثاني والعشرين من أغسطس- في كلتا الحالتين- سيكون يوماً حاسماً لأسعار النفط في العالم.

    غير أنه من الصعوبة بمكان التعامل مع حمام الدم الذي يشهده لبنان والبرنامج النووي الإيراني باعتبارهما أمرين منفصلين. فحرب إسرائيل مع حزب الله في واقع الأمر قد زادت من خطورة الموقف على طاولة النقاش النووي

    وساهمت في مضاعفة الزخم الدبلوماسي الذي أفضى في الواحد والثلاثين من يوليو الماضي إلى قرار من مجلس الأمن الدولي كان الأول من نوعه الذي يلزم إيران قانونياً بوقف تخصيبها لليورانيوم. لقد ساعدت حرب لبنان الملف النووي الإيراني ليكون مركز جاذبية في إطار معركة سيطرة وهيمنة أوسع في المنطقة.

    وفي عشية زيارتها الأخيرة للمنطقة، أكدت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس أن الصراع الدائر في لبنان يجب أن يُفهم باعتباره «آلام مخاض ولادة شرق أوسط جديد». ولكن ما هو نوع هذا الشرق الأوسط الجديد الذي سيولد نتيجة هذه الحرب؟

    هل هو شرق أوسط تمتلك فيه كل من إيران وسوريا وحلفائهما المسلحين ثقلاً أكبر؟ أم أنه شرق أوسط ستتعاون فيه أميركا وإسرائيل والحكومات المعتدلة في المنطقة بشكل أكثر فعالية للرد على موجة التشدد الإقليمي في المنطقة؟ أي المعسكرين له اليد الطولى؟

    إجابات تلك الأسئلة ستظهر مع مرور الوقت. ولكن هناك أمر واحد واضح كل الوضوح وهو أن إيران تعتقد أن إسرائيل قد منحتها الورقة الرابحة والفرصة كي تعيد التأكيد على حقها في امتلاك برنامج نووي.

    إن الحرب في لبنان تعطي الحكومة الإيرانية شيئين تحتاجهما طهران بشدة: فالحكومة الإسرائيلية مكنت إيران من خلال حلفائها في حزب الله من الظهور بثقل أكبر من ثقلها ومن الوصول إلى ما هو أبعد من حدودها.

    وسمحت الحرب أيضا لإيران بأن تقول إن إسرائيل يمكن أن تهاجم جيرانها من دون أن تتعرض لعقوبة لأنها الدولة الوحيدة التي تمتلك القوة النووية في المنطقة.وقد كان الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد بالفعل محط الاهتمام العالمي بسبه إسرائيل وبقوله إنه يجب «محوها من خريطة» الشرق الأوسط.

    ودفعت عملية بث صور الصواريخ الإسرائيلية وهي تتساقط على اللبنانيين المدنيين عدداً من القادة المسلمين إلى انتهاز الفرص كي يظهروا أنفسهم باعتبارهم قادة مقاومة ضد العدوان الإسرائيلي. والأهم من ذلك كله هو أن العدوان الإسرائيلي قد ساعد النظام الإيراني على الحصول على أكبر قدر من الدعم الشعبي في الداخل.

    ومن ثم فإنه ليس من قبيل المفاجأة أن يقوم النظام الإيراني بانتهاز الفرصة التي يعتقد أن النظام الإسرائيلي قد منحه إياها للتأكيد على حقه في مواصلة تخصيب اليورانيوم بصرف النظر عما طالب به مجلس الأمن. وحذرت الحكومة الإيرانية في الحادي والعشرين من يوليو الماضي من أنه في حال أن يسحب مجلس الأمن الجزرة ويكتفي بالعصا، فإن إيران لن يكون أمامها خيار سوى تغيير سياساتها النووية.

    واحدٌ حتى الآن في طهران لم يفسر ماذا يعني هذا، ولكنّ الأمر قد يمثل مؤشراً مبكراً على أن إيران قد تنسحب من اتفاقية عدم الانتشار النووي. وإذا قامت طهران بهذا فإنه من المرجح أن تزداد حالة التوتر الدولي التي تحيط بالأزمة الحالية حدة.

    إن إيران تعتقد أنها تمسك بجميع أوراق اللعبة في يديها، وذلك على الرغم من قرار مجلس الأمن. وفي حال رفض إيران في النهاية حوافز الغرب من أجل وقف نشاطها النووي، فإن التأييد الدولي للعقوبات قد يقوّض أيضاً جهود روسيا والصين لتقليص الضغط الغربي على إيران.

    وعلى الرغم من أن قرار الواحد والثلاثين من يوليو الماضي قد حظي بدعم صيني وروسي وذلك بعد أن تم حذف غليظ العبارات، فإن الدولتين أيدتا دعوة القرار لإيران كي توقف تخصيبها لليورانيوم بنهاية أغسطس، وفي حال رفض إيران وطرح مسألة العقوبات ضدها للتصويت في مجلس الأمن، فإن موسكو وبكين قد تضطران إلى الامتناع عن التصويت من أجل إفساح الطريق أمام عصا الدبلوماسية.

    وهكذا تسببت حرب إسرائيل على حزب الله في زيادة المخاطر في المنطقة وضاعفت من قوة الدفع التي قد تزج خلال الأشهر المقبلة بكل من إسرائيل والولايات المتحدة وإيران إلى مواجهة خطيرة.


    خدمة «لوس أنجلوس تايمز »


    خاص ل«البيان






  8. #38
    تاريخ التسجيل
    Feb 2003
    المشاركات
    30,109

    افتراضي

    [align=center]انتصارات لبنان ومعالم الشرق الأوسط الجديد[/align]

    أرض السواد :محمد سعيد المخزومي

    حقائق كثيرة يجب أن يدركها اللبنانيون جميعا بدون استثناء وعلى وجه الخصوص السياسيون منهم وبالأخص الحكومة فضلا عن عموم الأمة.

    لبنان اليوم دمار شامل لم يشهد لمثيله بلد....

    ضحايا كثيرة تحت الأنقاض ...

    وشهداء سطرت أروع ملاحم البطولات....

    وبلد رجع اقتصادة وعمارته وبناءه وما يسمى بالبنية التحتية إلى ما تحت الصفر... والسياسيون اليوم يتلفتون يمينا وشمالا لا يدرون من يلومون .... ؟

    وماذا يفعلون .... ؟

    وكل له تحليل.... ورأي.... ومقال.

    ومع هذا وذاك فإن الحقيقة واضحة كوضوح الشمس في رابعة النهار، وليس على عين المبصر الحاذق أي غبار، فالحق بيّن جلي كجلاء الصبح لليل الأليل.

    لقد برهن ثبات أبطال لبنان قيما مهمة يجب على اللبنانيين جميعا، وبكل أحزابهم وطوائفهم إدراكها واستيعابها وإعادة بناء البلد على أساسها، كما يجب على كل الشعوب العربية مطالعتها وإعادة قراءة التاريخ والفكر والمنطلقات والثوابت السياسية والمناهج التي كانت تحدوهم . ومن ابرز هذه القيمة ما يلي:

    القيمة الأولى: تحطيم أسطورة إسرائيل

    تلك الأسطورة التي كانت تحكي عن العقناء المخيفة التي دجنت الحكام العرب بأحزابهم من أقصى اليمين إلى أقصى الشمال، وما بينهما الأحزاب الدينية الخاوية دون الأصيلة حتى لا ابخس الناس أشياءهم.

    تلك الأسطورة التي كانت تحكي في أروقة الحكم، وثقافة الخنوع، ومناهج الاستسلام، ومشاريع المساومة من أن إسرائيل تعني ترسانة الأسلحة التي لا تقهر، وعبقرية الحربية التي لا تنثني، وعقلية السياسة التي لا تروّض، والدعم المطلق لحلفاء إسرائيل من الغرب أو العرب على حد سواء.

    تلك الأسطورة قد تلاشت والى الأبد، حيث استخدمت إسرائيل ومعها حلفائها كل ما يملكون من سلاح، ودمروا البلاد، وما وصلوا إلى مرادهم، وهذا دليل عجزهم وخواء سلاحهم، ومصداق حقيقتهم التي كان وما زال حكام العرب يرتجفون منها أيما ارتجاف.

    ليس مهما أن يستعمل العدو سلاحا فتاكا وقد استعملوا كل شيء ما خلا النووية ولو استعملوها فلا فخر لأنه سلاح العاجز، بل الأهم أن يجني ما يريد ويحصد ما يبذر، وإسرائيل بعد هذه الأيام التي نيفت على الشهر أثبتت أن زمن الأسطورة قد ولى، وهذا مغنم كبير لكم يا معاشر اللبنانيين بكل طوائفكم ومذاهبكم ومناهجكم إن كنتم تعقلون !

    ذلك أن الأسطورة التي تحطمت على أعتابها كل السياسة العربية وتهشمت على صخرتها كل عقول العرب الهشة - وكلها هشة - من عام 1948 حتى اليوم، تحطمت الآن أمام إرادة أبطال لبنان الذي صنعوا ما لم تصنعه السياسة العربية طوال العقود المنصرمة على الإطلاق.

    القيمة الثانية: إعادة تنظيم الشرق الأوسط الجديد

    إن ما يترتب على تحطم هذه الأسطورة هو الأمر الأهم ويكمن في إعادة تنظيم الخارطة السياسية لبناء الواقع الجديد للإنسان في عموم الشرق بأكمله بغض النظر عن أن يكون هذا الشرق أوسطا أو غيره.

    ذلك أن الخارطة السياسية لبلاد للشرق كانت تتلعثم بناءا على قيام أسطورة إسرائيل وهيمنتها على المنطقة وما يترتب عليها من خيوط اللعب السياسية المرجوة من وجود الأسطورة التي كبلت عقلية العناكب الحاكمة على هذه الأمة.

    وبسقوط هذه الأسطورة سقطت العقلية العنكبوتية وتهاوت مبررات الفكر السياسي القائم على التخوف من هكذا أسطورة.

    من هنا يجب على شعوب الأمة بالدرجة الأولى وعلى السياسيين معهم خصوصا إعادة بناء الحياة على أساس الإرادة الحرة التي تتهاوى عندها الأساطير المخوفة والبعبع المريب. تلك الإرادة التي تؤمن بما يصنع المعجزات على ارض الواقع لا على أوهام عقول الطائفيين وثقافاتهم.

    وعلى كافة ساسة لبنان من دينيين وغيرهم أن يعتزوا بصمود أبناء شعبهم الذين تمكنوا من تهيئة الأرضية لإعادة تنظيم الامور ليس على صعيد لبنان بل على صعيد الشرق بأكمله.

    القيمة الثالثة: إعادة تنظيم العقلية السياسية للشارع العام للامة

    وهذه هي قيمة أخرى تضاف إلى القيم التي حققها جهاد وصمود الفتية الذين آمنوا بربهم، ذلك لأن الشارع العام كان بعمومه وخصوصه سائرا في ركاب تخدير العقلية التي تحكم بلدان الشارع العربي والإسلامي العام الذي يعمل على إبعاد الأمة عن أبطال التحرير ورجال الاستقلال المؤمنين بالله وكتبه ورسله وخاتمهم وأوصياءه من بعده.

    تلك العقلية التي كانت تعمل على إبعاد الشارع العام عن هذا الفكر التحرر والاستقلال المتمثل بفكر أهل البيت عليهم السلام، فكان يتعامل معه على أساس التعصب الطائفي الذي يعني التعصب ضد أي حق يصدر من الطائفة الأخرى فكرا كان أو منطقا أو مبادرة، وقد سمع العالم ورأى بأم عينيه زعماء الطائفية العربية يوم أن اجتمعوا وأجمعوا على إجهاض هذا الصمود وتزييف هذا الإيمان فباركوا للعدوان اجتياحه لبنان منتظرين يوم الخلاص من رجال الإرادة الحرة، فكانوا يسمون تلك الإرادة الصادقة (بالمغامرين) .

    وبقي الشارع العربي والإسلامي متفرجا ينظر إلى مسرحية أسمها (المغامرون)، واستمر القتال، واشتدت ضراوته، وجاست قساوته، وتوحشت آلة العدوان الحربية على لبنان، ودمرته تدميرا، فدمر أبطال لبنان أسطورة إسرائيل وصنعوا ما لم يتمكن عليه حكام الطائفية العربية ولو حتى في المنام وهم الأرائك آمنون وفي قصورهم منعمون، عندئذ تحرك الشارع العربي والإسلامي متأخرا بأكف خالية لا تغير من الواقع شيئا.

    المهم الذي أريد بيانه أن الشارع الإسلامي العربي قد غيّر من قناعاته رغم دعوات الطائفيين من وعاظ سلاطين والحكام الخانعين التي دعت إلى تحريم دعم المجاهدين في لبنان وتزييف صمود أبناءه الأشاوس. وهذا التحول هو إنجاز حضاري كبير في حد ذاته إذ يجب مواصلته لإعادة تنظيم العقلية السياسية للشارع العام في الأمة .

    القيمة الرابعة: تعرية الخلط بين مفهوم الجهاد والإرهاب

    لقد اعتمدت سياسة الإدارة الأمريكية على خلط الامور والمفاهيم بعضها بالبعض، حتى صاروا يصفون الإسلام والجهاد والعمل على الاستقلال بالإرهاب، وما ذلك إلا لعاملين أساسيين:

    أولهما: ضياع المفاهيم عند الإدارة الأمريكية، وإلا فمن غير المنطقي أن يجمع الرئيس الأمريكي (بوش) بين الإسلام وبين الفاشية فيطلق لفظة الفاشيين الإسلاميين (Islamist fascists) ويلقي الكلمة على عواهنها من دون أن يعرف مداليلها ومعانيها، ومَثَلُهُ مَثلُ الذي يقول أن فلانا هو (مصداقٌ للخير الطالح) أو (عنوان للخيّر الشرير) حيث لا يمكن الجمع بين متناقضين وتسميتهما بقرينة أحدهما للآخر لتعطي معنى واحدا، حيث من غير المنطقي هكذا تسمية ولا تدل إلا على مدى الفقر الثقافي لقائلها أو الخلط المتعمد لمُطلقها.

    وثانيهما: التزام بعض الأحزاب الطائفية المتسلحة بثقافة العنف، والمتربية على مناهج التطرف، والمتقوقعة داخل نسيج فكري متحجر، فاعتمدت سياسة ذبح الإنسان تحت عنوان المقاومة والتحرير والخلافة الإسلامية وأنصار الصحابة ومحيي السنة وما إلى غيرها من مبتنياتهم الفكرية الزائفة. كما هو الحال في تنظيمات القاعدة أو (العرب الأفغان)، وتنظيمات الطائفيين في العراق أو (العرب الأتراك ) .

    فقد كانت هذه الأحزاب وما زالت تعمل على ثقافة قتل الإنسان فالبريء عندها يلاقي حتفه حيث أنه سيموت يوما ما وبالتالي فإن مات في أبرياء في تفجير انتحاري فهو ملاق ربه باليوم الذي يجب أن يلاقيه ( وبهذه الثقافة يسقط الجزاء والثواب والعقاب، أما غير البريء في ثقافتها فانهم سيذهبون به إلى جهنم حسب ثقافتهم، مقابل أن يتغدون هم – وأعني أصحاب هذه الثقافة - مع من يتولون في الدرك الأسفل من النار حسب منطق القران القائل (ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما ) ([1]) هذا في خصوص المؤمن .

    أما عموم الإنسان فنهى عن قتله فقال: ( من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا ولقد جاءتهم رسلنا بالبينات ثم إن كثيرا منهم بعد ذلك في الأرض لمسرفون ) ([2]) أما السنة النبوية الشريفة فنصوصها كثيرة.

    وقد خلط هذا الفكر بين الخير والشر بعناوين وضعوها عبثا من عند أنفسهم ومنها عنوان المقاومة والتحرير.

    ذلك لأن ثقافة المقاومة يجب أن تكون محكومة بضوابط إنسانية ومعايير حضارية حتى يطلق عليها جهادا أولا، وحينما تصبح المقاومة جهادا وجب أن تلتزم بكامل الضوابط الشرعية التي تحترم الإنسان، ولا تقتل الحيوان، ولا تبيد الشجر، وتضر حتى بالحجر، ولا تهدر لأحد كرامة ولا تنتهك له عرضا ولا تدنس له مقدسة قط. وكل مقاومة بغير هذه المعايير لن تسمى جهادا ولا تمتلك شرعية العمل وتكون عندها المقاومة باطلة والمقاومون مفسدون والمؤيدون لها عابثون مهما ألبسوا أفعالهم بلباس القدسية كما هو حال سفك الدماء تحت طائلة عنوان المقاومة في العراق، ذلك لأن (على كل حق حقيقة) تدل على صحة كون تلك المقاومة فعلا مشروعا وعملا مقدسا، كما قال إمام المتحضرين وأمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام.

    وقد ضرب المجاهدون اللبنانيون أروع مثال للمقاومة التي تعني الجهاد المقدس المشروع وليس الإرهاب والفساد والإفساد.

    القيمة الخامسة: تعرية حقيقة الإرهاب

    لقد خلط الساسة الأمريكان مفهوم الإرهاب ووجهوه من حيث تريده مصالحهم السياسية لا من حيث علمية التعريف اللغوي لهذا المصطلح السياسي الذي صار فضفاضا يطال الحق والباطل معا، أو يطال الحق دون الباطل مرة ويطال الباطل دون الحق تارة أخرى حسب مشتهيات الإرادة الشخصية أو الحزبية أو الطائفية للسلطة الحاكمة .

    بينما الإرهاب وحسب مصطلحات لقواميس اللغة الإنكليزية فإنها تؤكد على أن للإرهاب مصطلحا خاصا يخرج به كل من يدافع عن وطنه وعرضه، وليس وسيلة لأغراض سياسية ومآرب خاصة تراها الفئة الحاكمة.

    يقول القاموس الإنكليزي المعروف بقاموس (Encarta Dictionary: English (North America) بأن تعريف الإرهاب كما يلي:

    Terrorism : violence or the threat of violence, especially bombing, kidnapping, and assassination, carried out for political purposes) ([3]))

    وترجمة ذلك التعريف هو: (الإرهاب - العنف السياسي : العنف أو التهديد بالعنف، وخصوصا القصف والخطف والاغتيال وتنفذ لأغراض سياسية) .

    ومن تعريف قاموس اللغة الإنكليزية لمصطلح الإرهاب الذي تروج له السياسة الأمريكية والبريطانية يكون المجاهدون اللبنانيون غير إرهابيين لأنهم لم يكونوا ليتبعوا أسلوب العنف السياسي بالمعنى الذي يدل على ابتدائهم العدوان على إسرائيل بالقصف ولم يذهب أحد منهم إلى بيوت الإسرائيليين الآمنين ليختطف الناس من بيوتهم، ولم يقوموا بعملية اغتيال الناس، وما اختطاف الجنديين ليس إلا انه اسر جنديين لجيش الاحتلال في ارض لبنانية محتلة وبحالة حرب، والتعامل معهم يجب أن يكون بمقتضى قوانين التعامل مع الأسرى بالتفاوض والتبادل وما أشبه.

    فالإرهاب حسب التعريف اللغوي عند لغة الإنكليز هو تبييت نية الغزو والعدوان من قبل، كما أشارت إليها بعض التقارير .

    فضلا عن أن ابتداء إسرائيل عدوانها على الشعب اللبناني وقصفهم الناس الآمنين في منازلهم . وتدميرهم المنازل والطرقات والمرافق الحيوية من مطارات إلى جسور إلى مصانع إلى المساجد ودور العبادة . وكلها من ابسط مصاديق الإرهاب الذي اقبل عليه جيش الاحتلال الغاشم . وبذلك يكون من الإرهاب دعمه بالقول والفعل والإعلام، والقنابل الذكية والأساطيل البحرية والمواقف العربية وكل ما يؤيد مصاديق ذلك التعريف.

    فالإرهاب هو منهج العنف الذي يستهدف إرهاب الناس وإرعابهم وإخافتهم عبر آلة الحرب ووسائل التدمير بغية الوصول إلى مآرب سياسية ومغانم ابتزازية.

    فالإرهاب هو وسيلة وحشية وسبيل همجي ومنهج بربري لا يمت إلى الحضارية بأبسط معانيها وان ملكت دولة العدوان التكنولوجيا ووسائل الرفاه والمدنية.

    ولأن الإرهاب هو القرصنة والاعتداء على الناس وقتلهم وإرعابهم وإبادة البشر وانتهاك الحرمات وتدمير البنى التحتية للمجتمع، فإن ما جرى في لبنان من اعتداء إسرائيلي إنما هو من ابرز مصاديق الإرهاب

    بينما ما يجري من تدمير البنى التحتية في العراق وقتل الإنسان العابر واختطاف المواطن الآمن وسفك دماء الناس على الطرقات وفي الأسواق ودور العبادة وغيرها هي الأخرى من ابرز مصاديق الإرهاب وليس من المقاومة الشريفة ولا الجهاد المقدس في سبيل على الإطلاق..

    كما أن ما قام به أبطال لبنان في الدفاع عن وطنهم لأنه محتل، واختطافهم اثنين من جنود احتلال على ارض وطن مغتصب، إنما هو ابرز من مصاديق الجهاد المشروع الذي لم يقتل الإنسان البريء ولم ينتهك الحرمات .

    القيمة الخامسة: كسر مفهوم المقاومة الزائفة

    لقد سجلت بطولات المجاهدين وثبات المؤمنين اللبنانيين في هذا العدوان قيمة كبرى تحطمت عندها مفاهيم المقاومة الزائفة التي ما زال يتشدق بها أعداء الإنسانية في العراق.

    فهذه هي قيمة كبرى يجب أن يعيها العالمين العربي والغربي على حد سواء، من أن المقاومة هي التي لا تستهدف المواطنين الأبرياء بقدر ما تستهدف الغزاة والمحتلين الذين يريدون أن يتربصوا بالبلاد الدوائر وتدافع عن الناس وتحترم الإنسان وتحذر من التعرض للبنى التحية لمصالح الناس.

    القيمة السادسة: الكشف عن طائفية العقل العربي

    إن صمود الشعب اللبناني وبطولات المجاهدين الأشاوس أمام أعتى جيوش المنطقة، قد كشف عن قيمة معرفية مهمة في حياة الشعوب وهي ضحالة طائفية العقل العربي، الذي يلتمس دوما السبل لغرض الوقيعة ببطولات الطائفة الأخرى، ويبخس حق الطائفة الأخرى، وينتقص من ثبات الطائفة الأخرى، ذلك لأنه لا يرى إلا انتقاص الطائفة الأخرى وان كانت على الحق الواضح. وقد رأينا في أم أعيننا كيف أن طائفية العقل العربي قد جذ ل وتخاذلت مع لبنان ومجاهديه وأعطوا الضوء الأخضر للعدوان أن يعبث ما يشاء.

    كما أن طائفية العقل العربي في لبنان سعت منذ اللحظة الأولى للعدوان أن تتخبط كمن يتخبطه الذي أصابه طائف من الجن لا يدري ماذا يصنع أو يفعل أو يقول، فنطق وزير دفاع لبنان في اليوم الأول للحرب من أن الجيش اللبناني هو الذي يدافع عن لبنان ولا نقبل أحدا يزايد على لبنان - وهو يعني ما يقول -.

    واليوم وبعد هذه الانتصارات الرائعة نسمع صيحات ذات المنطق الطائفي تريد أن تحقق لإسرائيل ما لم يكسبه جيش العدوان خلال الشهر والنيف من الأيام. . (وقد كتبنا مقالا في أول العدوان تحت عنوان : طائفية العقل العربي ومآسي الأمة) .

    {مسؤوليات الأمة في بناء شرق أوسط مستقل جديد}

    إن القيم الكبيرة التي جسدها أبطال لبنان هي قيم كثيرة وحقائق كبيرة يجب على كافة أبناء هذه الأمة لبنانيا وعربيا وإسلاميا إدراكها وتقديرها واستثمارها وإلا إذا وضعوا تلك الحقائق والقيم وراء ظهورهم فإنما سيضعهم التاريخ تحت أقدامهم ذلك أن الحق يعلوا ولا يعلى عليه. من هنا وجب بيان ابرز ملامح واجبات الأمة تجاه هذه القيم وتلك الحقائق وهي كالتالي:

    أولا: منظمة حزب الله جهاد وليس إرهاب

    بناءا على معطيات القيم السابق ذكرها يجب إلى الأمة كلها بما فيها حكامها إعادة النظر في فهمهما لمقاومة لبنان وأنها منظمة سياسية عقائدية لها قوتها العسكري التي تدافع بها عن بلدها من الاحتلال، وأن ما تقوم به جهاد دفاعي محض وليس إرهابا مقنعا بقناع المقاومة، ومصداقه الدافع عن وطنه وأهله وبلده وأبناء مجتمعه وليس قتل مواطنيه وتدمير بنيته التحتية كما هو حال من يسمون بالمقاومة في العراق، ولا أدل من دليل على ذلك من ثبوت المصداقية لحزب الله وسقوطها عند منظمات وأحزاب الإرهاب في العراق.

    ثانيا : على الحكومة اللبنانية احتضان منجزات الذين صنعوا بطولات لبنان

    العقل والمنطق الحضاري يوجب القول بأن على حكومة لبنان بأحزابها احتضان ضمير لبنان وقلبه النابض وهم الفتية الذين آمنوا بالله واعتزوا بأهلهم ووطنهم فغيّروا موازين منطلقات العدوان الإسرائيلي بحلفائه بما فيها حكومات الخنوع العربي الطائفي. من صار من ابرز مسؤوليات الحكومة الاعتزاز بهذه الفتية وعدم التفريط بمنجزاتها لمجرد مآرب طائفية تؤدي في نهاية المطاف لتحقيق مصالح العدوان ومنحه مكتسبات ما لم يتمكن عليها في همجية حربه العدوانية .

    ثالثا: على اللبنانيين عدم ترديد دعوات أعداء لبنان

    ما يميز العاقل عن غيره هو نتاج عقله ونمط تصرفه قولا أو فعلا، وأن بعض الأصوات الداعية إلى إجهاض منجزات لبنان وتضحياته يدل على عدم العقلانية في الفعل والتصرف والمطالبة، من هنا كان الواجب العقلائي من الحكومة اللبنانية وأحزابها إدراك أن الجيش اللبناني لن يقدر على الدفاع عن لبنان من دون أبناء لبنان المخلصين وفتيانه الغيارى على وطنهم وإنسانه ومصالحه الذين استبسلوا في الدفاع عنه وابلوا في ذلك بلاءا حسنا.

    وعليه فالعقل يمنع من ترديد مقالة الاحتلال وحلفاءه من نزع قوة أبطال لبنان.

    رابعا: حكومة لبنان ومسؤولية العمل على فك الملازمة بين جهاد اللبنانيين وبين الاحتلال

    بالنسبة إلى مقالة القائلين كيف الجمع بين جيش لبنان وقوة حزب الله في دولة واحدة، هو أمر يحتاج إلى إعمال العقل النزيه وليس الطائفي الأعور الذي لا ينظر إلا بعين واحدة. يجب أولا العمل على إزالة الاحتلال ونواياه المستقبلية التي يعلن عنها كل حين فتزول عندئذ مبررات وجود شيء اسمه المقاومة الإسلامية اللبنانية، إذ انه ما زال هناك احتلال ونوايا وإجتياحات متكررة وانتهاكات متعددة فمن غير المنطقي الدعوة إلى تجريد لبنان من قوته الدفاعية.

    خامسا: ما زال الجيش اللبناني ضعيفا فإن لبنان بحاجة إلى هذه القوة

    ما زال هناك عدوان وجيش لبناني ضعيف فإن لبنان بحاجة إلى هذه القوة التي لا يطالب بنزعها إلا أعداء لبنان. خصوصا وأن الواقع لا يخفي أن حقيقة جيش لبنان ليس بمقدوره الدفاع عن غزو أو اجتياح إلا بمقدار ما يمثل كونه شرطة مخافر حدودية لا تتمكن من الدفاع عن البلد.

    سادسا: تفكيك قوة أبطال لبنان يتطلب تجهيز الجيش الحالي بما يفوق تلك القوة

    يجب على حكومة لبنان وأحزابها تقوية جيش اللبناني ليرتفع إلى مستوى قوة حزب الله، ويتمكن الجيش من التصدي لأي عدوان إسرائيلي على لبنان بكفاءة ما فعله مقاتلوا حزب الله فإن قوة حزب الله ستتحول إلى جزء من جيش لبنان.

    سابعا: المنطق الحضاري يحكم بوجوب الاحتفاظ بتلك القوة

    أما في المرحلة الراهنة فيجب على حكومة لبنان الاحتفاظ بقوة حزب الله المدافعة عن لبنان وطنا وإنسانا وكرامة.

    ثامنا: منطق الحكمة يدعو إلى جعل قوة حزب الله قوة لبنان

    بعد هذه التضحيات التي أثبتت للعالم الأعمى قبل المبصر بان قوة حزب الله هي قوة تدافع عن وطنها وشعبها وأسقطت دعوى انه مؤسسة إرهابية شريرة هذه المعطيات فرضت على اللبنانيين جميعا التزام العمل الحضاري الداعي إلى عدم التفريط بهذه القوة، بل ضرورة تأسيس وزارة تسمى مثلا وزارة جيش لبنان وتؤسس لقوة دفاعية من مؤسسة الدفاع الحالية للبنان ومن القوة العسكرية لحزب الله لتعتني بحماية لبنان من كل اعتداء خارجي، لأن جوار لبنان بلد عدواني محتل الآن ويحتل في كل آن.

    تاسعا: رفع مستوى دبلوماسية الحكومة اللبناني إلى المستوى الحضاري اللائق

    يجب على الحكومة اللبنانية أن تكون لديها دبلوماسية عالية بعد هذه الانتصارات الكبيرة التي جاءت بعد تضحيات جسيمة وجموع من الشهداء عظيمة، فتتعاون مع العالم الذي يحب لبنان ولا يدعوا إلى جعله بلدا تابعا للمطامع الأجنبية.

    عاشرا: على اللبنانيين تقويم لبنان العهد الجديد

    على الحكومية اللبنانية وسياسيوا لبنان بناء لبنان جديد لا يعتمد التبعية التي صنعت لبنان الطائفي القديم، بل لبنان اللبنانيين بكل طوائفهم بنفس استشاري جمعي يحترم جميعهم الجميع ويستفيد جميعهم من عقل الجميع .

    حادي عشر: مسؤوليات الأمة العمل على بناء الشرق الأوسط المستقل الجديد

    أرادت ديمقراطية بوش وبلير أن تصنع من العراق عراقا ديموقراطيا يتحكم فيه الإرهابيون، تتعاوره حكومات الطائفية العربية بالتعاون مع بقايا البعث الخاسر متعشعشا في ظل الحكومات العراقية الهشة، للمزيد من خلط الأوراق ونشر الفوضى لبقاء المطامع الأمريكية في ظل بناء بيت عراقي كارتوني جديد يسقط حضارية الدستور الذي كتبه الشعب بدمه وتضحياته، من أجل شرق أوسط فوضوي جديد، والعالم العربي بين متفرج ومستسلم لما يجري خوفا من هيمنة أسطورة ترسانات الأسلحة للعالم الطامح في المزيد من الاحتلال.

    ولما أن سطر مجاهدوا لبنان الأحرار بإيمانهم وصمود شعبهم ما قد حطم عنجهية الاحتلال وحلفاءه وأسطورة القنابل الذكية بمعية أختها الغبية وجب على جماهير الأمة أن تقذف بطائفية العقل العربي المتحجر في مزبلة التاريخ لتبدأ الأمة بعقلية متحضرة جديدة، وإرادة إيمانية جديدة، لبناء شرق أوسطها الجديد، الذي يجب أن تكون من ابرز معالمه الحرية الفكرية والاستقلال من التبعية والتحرر من الهيمنة العالمية والعبثية المحلية والطائفية الإقليمية.

    ثاني عشر: قوة الأمة في وحدتها وإيمانها وحريتها

    كبرى مسؤوليات الأمة تماسك قواها الخيرة ومؤازرة بعضها البعض، وإدراك أن قوتها في وحدتها، ووحدتها في صدق إيمانها وصدق إيمانها بتغليبها العقل والتزامها الحكمة والمنطق في القول والفعل والتصرف، وأن تغليب العقل يستلزم التخلص من براثن المنطلقات الطائفية والتعصب الضيّق التي تعني (تغليب باطل طائفتي على حق الطائفة الأخرى)، فإذا تركت الأمة منطلقاتها الطائفية اكتشفت قوتها ومنابع ثروتها، وما من ثروة اكبر من ثروة العقل، وأن الخاسر من خسر عقل واتبع هواه.

    وفي الختام

    وبعد بيان تلك الحقائق، وظهور تلك القيم يجب على جميع الأمة ابتداءا من اللبنانيين حكومة وشعبا بسياسييهم، كما يجب على الأمة بعامتها وخاصتها ضرورة إعادة النظر والتقييم في الأفكار والمواقف والمنطلقات والثقافة، من أجل البناء الحقيقي ليس لبنان فحسب، بل لبناء الشرق الأوسط الجديد.

    وبناء الأمة من جديد ليس على أساس الأدوات القديمة البالية التي أدت إلى التقهقر والتشرذم والانحدار، بل على أساس منطلقات الثقافة الصادقة، والفكر الخالص، والمبدأ الحر، والضمير اليقظ، والإنسان الواعي لمنطلقات بناء الحياة.

    وليعيدوا النظر في ثقافة التقوقع الطائفي المتحجر، لأن التغافل عن الإقرار بتلك الحقائق يدل على غياب العقل وانعدام التعقل حيث أن :

    (العاقل إذا ابصر بعينه شيئا عرف الحق منه والشاهد يرى ما لا يرى الغائب) كما قالها إمام المتحضرين وسيد العقلاء، أمير المؤمنين عليه السلام .

    [1] - سورة النساء / آية 93

    [2] - سورة المائدة / آية 32

    [3] - Encarta Dictionary : English (North America)





  9. #39
    تاريخ التسجيل
    Feb 2003
    المشاركات
    30,109

    افتراضي

    في رد النيران "الصديقة"
    فهمي هويدي - 22/08/2006 -
    -------------------------------------------------------------------------------
    بعدما سكتت مؤقتاً نيران العدو الصهيوني في لبنان، اسمحوا لنا أن نتحول إلى النيران الصديقة التي ما زالت جبهتها مفتوحة فيما تعبر عنه وسائل الأعلام، بما يستصحبه ذلك من قصف مستمر، بالعناوين المفخخة والدعاوى الملغومة والأفكار العنقودية.
    أسجل ابتداء بأن استخدامي لمصطلح "النيران الصديقة" لا يخلو من مجاملة، لأنني لا أرى دليلاً على الصداقة في مسلك من يقصفك وأنت في قلب المعركة، لكي يدمر معنوياتك وينقل إليك شعوره باليأس والهزيمة. صحيح أن أولئك "الأصدقاء" يعيشون بيننا ويتساكنون معنا، ولكنهم يقفون عملياً في مربع العدو، وفي أحسن الفروض فإنهم يحققون له أهدافه شاؤوا ذلك أم أبوا، الأمر الذي يفرغ الصداقة من مضمونها، ويجعل من المصطلح في هذا السياق نموذجاً لاغتيال المعنى.
    ولا مفر من الاعتراف بأن عقلية الهزيمة تمكنت من عدد قليل من النخب العربية، التي صارت نماذجها تطل علينا من فوق مختلف المنابر. ولم نعد نراهم إلا وهم منبطحون ورافعون لرايات الاستسلام البيضاء. يزعجهم الحديث عن الصمود، وتروعهم فكرة المقاومة، ولا يخفون استياءهم من أي دعوة لاستنهاض الهمة والدفاع عن الكبرياء والكرامة.
    حتى التضامن بالكلمات الذي يعبر عن الحد الأدنى من المروءة وجدناهم يتوجسون منه، ويعتبرونه استدراجاً لكمين يوقعهم في محظور حرب لم يدعهم أحد إليها. مع ذلك فإنهم لم يعودوا يرون فيها سوى أنها فصل جديد في كتاب الهزيمة المقرر على العرب، منذ استقر في يقينهم أن الهزيمة قدر مكتوب على الجبين، لا مهرب منه ولا فكاك.
    أكثر من ذلك، فإن عقلية الهزيمة لا تحجب عن الإنسان أدراك عناصر قوته فحسب، ومن ثم تفقده الثقة في نفسه، ولكنها أيضاً تفقده الثقة فيمن حوله، بحيث لا يخطر على باله أن بوسع غيره أن يقوم بما يعجز هو عنه. وقد يذهب في ذلك إلى أبعد، فيعتبر الأقدام تهوراً ومغامرة، ويبرر القعود والإحجام بحسبانه تعقلاً وحكمة وروية.
    في كل قضية هناك المعلومات، وهناك الاستنتاجات. ورغم أن اللعب في المعلومات وارد وله فنونه، إلا أنه يظل بكثير دون اللعب في الاستنتاجات، التي يتسع المجال فيها لإطلاق الادعاءات والترويج للأوهام والأكاذيب. وحين تتواتر المعلومات ويتوافق عليها أكثر من مصدر، فإن ذلك يرجح صحتها، ويتيح للباحث فرصة الوقوف على الحقيقة والزيف فيها. وفي مشهد الحرب الذي مررنا به ثمن معلومات ثبتت صحتها، يحسن الانتباه إليها أو التسلح بها، في التعامل مع حملة النيران الصديقة. من تلك المعلومات على سبيل المثال:
    ? أن توجيه ضربة موجعة للبنان، بهدف تدمير بنية حزب الله والخلاص منه، لم يكن صدى لعملية أسر الجنديين الإسرائيليين في 12يوليو الماضي، ولكنه تنفيذ لخطة أميركية إسرائيلية أعدت سلفاً، وكان يفترض أن تدخل حيث التنفيذ في الخريف القادم، والهدف النهائي للخطة هو إلحاق لبنان بقطار التطبع مع إسرائيل، وإزالة أي تهديد يمثله حزب الله لإسرائيل، في حالة الهجوم الأميركي على إيران لإجهاض مشروعها النووي. هذه المعلومة أكدتها ثلاثة مصادر مهمة، أولها الصحافي الأميركي الشهير سيمور هيرش الذي أورد القصة كاملة في تقرير مفصل نشرته مجلة "نيويوركر" في 12/.8
    أما المصدر الثاني فهو الكاتب الأميركي وين مادسون المتخصص في شؤون الأمن القومي، الذي كتب مقالاً ذاع صيته نشرته صحف أميركية عدة، وبثه مناهضو الحرب في إسرائيل على موقعهم الإلكتروني، وفيه حدد الكاتب بشكل شبه حاسم تواريخ اللقاءات الأميركية الإسرائيلية (17 18/6) ومكانها (ولاية كلورادو) وأسماء المشاركين فيها (على رأسهم ديك تشيني نائب الرئيس الأميركي وبنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق). وتحدث صاحبنا عن أن حرب لبنان تعد جزءاً من حملة "تنظيف الشرق الأوسط" التي بدأت باحتلال العراق ومورست بمقتضاها بعض الأنشطة التخريبية في لبنان، تمهيداً لضرب سوريا وإغلاق الملف الفلسطيني، بحيث ينتهي الأمر بقصف إيران والخلاص من "الصداع" الذي تسببه، لكي تمهد الساحة تماماً أمام الهيمنة الأميركية والإسرائيلية.
    المصدر الثالث هو الكاتب البريطاني جورج مونبيوت الذي نشرت له صحيفة "الغارديان" مقالة في 8/8 قرر فيها أن خطة غزو لبنان الأصلية خططت لها إسرائيل في عام ,2004 واطلعت عليها حكومة الولايات المتحدة وبريطانيا، وأجريت عليها عدة تعديلات ومناورات، إلى أن أصبحت جاهزة للتنفيذ في بداية الصيف الحالي.
    ? المعلومة الثانية هي أن إسرائيل هي التي أرادت الحرب وسعت إليها، تنفيذاً للخطة الموضوعة سلفاً بالمشاركة الأميركية. أما حزب الله فإنه أرادها عملية مقاومة محددة، استهدفت تحرير الأسرى، كما حدث في مرات سابقة، آخرها ما جرى في عام ألفين، حين نصب الحزب كميناً وأسر ثلاثة جنود إسرائيليين، واختطف ضابطا إسرائيلياً متقاعدا كان قد أغري بالذهاب إلى بيروت، وقام الألمان بمفاوضات الوساطة التي استمرت ثلاث سنوات، وأسفرت عن إطلاق سراح 400 أسير لبناني وعربي، مقابل تسليم الأسرى الإسرائيليين.
    في بريد الأسابيع الثلاثة الأخيرة، وقعت على أربعة خطابات يسألني أصحابها عن مدلول مصطلح "الرافضة"، وهل مسلمون حقاً أم لا. ولم أكن بحاجة إلى بذل جهد لكي أعرف أن استعادة المصطلح وإثارة اللغط حوله، هو إحدى القذائف الموجهة التي أطلقت في سياق حملة "النيران الصديقة"، التي استهدفت طعن حزب الله من الظهر، من خلال تلغيم العلاقات السنية الشيعية. واذ نجح بعض كبار علماء أهل السنّة، في مقدمتهم الشيخ يوسف القرضاوي، في إحباط المحاولة ووأد الفتنة في مهدها، إلا أن ذلك لم يوقف الحملة. فقد استمر القصف مستهدفاً تفجير العديد من الملفات، من غمز في علاقة حزب الله بطهران، إلى الادعاء بأن إيران وراء إشعال فتيل الحرب لصرف الانتباه عن أزمة مشروعها النووي. إلى التركيز على علاقة الحزب بالدولة اللبنانية، مع الإلحاح على تحميله مسؤولية تدمير لبنان وخرابه... الخ.
    هذه الادعاءات غيبت مجموعة من الحقائق هي:
    ? أن القراءة المذهبية لحزب الله مدخل مغلوط يظلمه ويبخسه حقه. ذلك أن الحزب في مسيرته التي قاربت ربع قرن ظل جزءاً من الحركة الوطنية اللبنانية. إذ حين قاوم الاحتلال الإسرائيلي حتى أجبره على الانسحاب في السابق، وحين ضحى بشهدائه الذين كان من بينهم "هادي" ابن السيد حسن نصر الله (قتله الإسرائيليون وأخذوا جثته معهم في سنة 1997) فإن ذلك كان من أجل لبنان، لا من أجل إيران.
    ? ليس مفهوماً لماذا يعد الدعم الإيراني لحزب الله مطعوناً فيه، ليس فقط لأنه ما من قوة سياسية لها وجود في الساحة اللبنانية، إلا وهي تستند إلى دعم خارجي ما. وليس فقط لأن رعاية الولايات المتحدة لإسرائيل تتجاوز بكثير الدعم الإيراني لحزب الله، ولكن أيضاً لأنه بالمعيار الوطني الصرف، فإن أية جهة تساعد العرب على التصدي للاحتلال الإسرائيلي والهيمنة الأميركية حتى وإن كانت فنزويلا، ينبغي أن يرحب بها، وأن تستقبل بالحفاوة والثناء وليس بالقرح والهجاء.
    ? بعدما تبين أن إسرائيل هي التي سارعت إلى إعلان الحرب، وأن خطة اجتياح لبنان لإلحاقه بقطار التطبع مع إسرائيل معدة سلفاً بالتفاهم بين تل أبيب وواشنطن، لم يعد هناك محل لقبول الأدعاء بأن إيران هي التي عملت على تفجير الموقف في لبنان.
    أسوأ ما في حملة "النيران الصديقة" أنها مستمرة في صرف الانتباه عن المرامي البعيدة، الحقيقية، للحرب، خصوصاً هدف استئصال المقاومة، وتنظيف الشرق الأوسط بتركيعه وتوسيع دائرة الانبطاح فيه. ورغم أن جولة الحرب اللبنانية أفشلت إحدى حلقات المخطط الجهنمي، إلا أن السعي لا يزال مستمراً، من خلال منافذ وثغرات أخرى. وهو الحاصل الآن. حيث يراد لنا أن نقتنع بأن العدو هو الشيعة، وأن إيران مصدر الخطر، وأن الذي خرب لبنان هو حزب الله وليس إسرائيل .. وان الإدارة الأميركية هي سفينة نوح التي ينبغي أن نقفز إليها قبل أن يجرفنا الطوفان، في حين ان الرئيس بوش هو المهدي المنتظر!

    --------------------------------------------------------------------------------

    - صحيفة السفير اللبنانية .





  10. #40
    تاريخ التسجيل
    Feb 2003
    المشاركات
    30,109

    افتراضي

    نصر الله يمنع <التلذذ> بالنكبة

    عبد الغني طليس - 22/08/2006 - 6:46 | مرات القراءة: 656

    -------------------------------------------------------------------------------

    الغيظ الذي تبديه الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل من قدرة <حزب الله> على لملمة جراح جمهوره والإسراع في إعادة الإعمار والتعويض على كل الذين دمرت أرزاقهم ومنازلهم في شكل قياسي، يقابله في الداخل اللبناني ومن بعض القوى السياسية تحديداً، غيظ مماثل!

    فهل كان المطلوب، كما قالت كوندليسا رايس وزيرة الخارجية الأميركية أخيراً، رؤية <حسن نصر الله ماذا سيفعل مع الناس> الذين نُكبوا، وإحراجه بالخسائر المادية الفظيعة، متوهمة انه سيقف مكتوف اليدين عاجزاً عن الحركة لتحقيق الهدف الأميركي الإسرائيلي من التدمير المنظم والعشوائي معاً والمتمثل بانقلاب الرأي العام عليه وعلى <حزب الله>؟
    وإذا كان هذا هدف الولايات المتحدة وإسرائيل، وهو مبرر نظراً ل<المشاركة> الكاملة بينهما في تصعيد هذه الحرب وشمولها كل ما تطاله الطائرات الوحشية من البنى التحتية والابنية والمؤسسات المدنية ليس التابعة <لحزب الله> فقط، فما هو التبرير الذي يمكن إدراجه لانتقاد بعض القوى السياسية والشخصيات اللبنانية مسارعة <حزب الله> الى وضع كل الإمكانات المادية والمعنوية التي يملك في تصرف إزالة آثار العدوان وإنهاض <المجتمع> الذي ضربته إسرآئيل جملة وتفصيلاً في الجنوب والضاحية والبقاع من دون الرجوع الى الحكومة... وهم ادرى الناس بإمكانات الحكومة المادية والمعنوية التي تعكسها وزارات مرهقة متقشفة متهالكة؟!
    إنهم يتهمون <حزب الله> لأنه اتخذ قرار الحرب (مع الوضوح القاطع في أن قرار الحرب كان جاهزاً منذ اشهر في الولايات المتحدة وإسرائيل) من دون الوقوف على رأي الحكومة، ثم يضيفون الى هذا الاتهام اتهاماً آخر هو أن <حزب الله> اتخذ قرار السلم والإعمار من دون الرجوع اليها ايضاً. وكأن المطلوب هو تلذذ المجتمع اللبناني اكثر فأكثر ب<النكبة> التي حلت بجزء كبير جداً منه قبل ان تكشف الحكومة عن ساعدين لوجستيين رقيقين جداً لا تملك غيرهما لمواجهة تداعيات هذه الحرب الشيطانية، بل كأن المطلوب إبقاء العائلات التي تشرّدت في <أصقاع> البلد مشرّدة ضائعة ريثما تأتي المساعدات... الأميركية، الأميركية تحديداً، التي يتأهب بعض القوى السياسية اللبنانية الى شكرها الإنساني قبل ان تأتي وبعد ان تأتي و... من دون ان تأتي، مفترضاً انها الأيدي <الأنظف> حضارياً، والأكثر معرفة بالتعمير... ربما لأنها الأكثر معرفة بمستوى التدمير الذي احدثته على قاعدة ان طابخ السم أعرفُ بالدواء الشافي منه!
    لقد امتص <حزب الله> صدمة الضربات الأولى الموجعة له وللبنان في هذه الحرب قبل ان يستعيد المبادرة في المواجهة على <أرض> المعركة وينحت في ذاكرة الجنود الإسرائيليين وذاكرة مسؤوليهم السياسيين نقوشا مدمرة لا تمحى... فمن الطبيعي جداً ان يمتص صدمة المشهد الجهنمي للدمار من عيون اللبنانيين وينحت في ذاكرتهم وذاكرة بعض <المتفاجئين> (استناداً الى <المفاجآت> التي وعد بها نصر الله) مواقف تاريخية تقول إن <سهولة> التدمير الإسرائيلي يجب ألا تقابل ب<صعوبة> التعمير الذي يخضع في لبنان عادة لمليون <اعتبار>، بل ب<سهولة> مماثلة في الوقوف الى جانب المدمرة بيوتهم، المستشهد ابناؤهم، الطائرة أرزاقهم في مهب الريح.
    وفي وقت يدور سجال في لبنان حول ما اذا كان <حزب الله> قد انتصر في هذه الحرب بفعل الثمن الخيالي الذي دفعه هو ولبنان، يدور سجال كبير سياسياً وعسكرياً و... نفسياً في إسرائيل حول اسباب الهزيمة المدوية امام <حزب الله>، ويدور سجال آخر في الولايات المتحدة الأميركية حول جدوى الحروب الاستباقية للرئيس جورج بوش التي علّقت افغانستان على المشنقة، ووضعت العراق في بركان، وحررت لبنان مجدداً من إسرائيل، والخوف من أن <تحرره> من الولايات المتحدة الأميركية ايضاً!
    انهزمت إسرائيل والولايات المتحدة الأميركية في الجنوب اللبناني، فلم يكن أمامهما إلا <الانتصار> على الأبنية السكنية في الداخل على امل ان يحجب ما حصل في الداخل من تدمير مدني للبنان، ما حصل في الجنوب من تدمير عسكري لإسرائيل، والولايات المتحدة بحروبها الاستباقية التي ترتد وبالاً عليها.
    لكن <حسن نصر الله> كما تسميه كوندليسا رايس مجرداً من لقبه الديني الضارب عميقاً في جذور آل بيت النبي محمد، استحق هذه المرة لقب <السيد> في اتخاذ قرار الإعمار... من تحت الدمار من دون منّة نسل العائلة، فضلاً عن مدلول هذا اللقب على مستوى ما تردده رايس نفسها من معاني السيد، السيادة اياها والحرية والاستقلال في <ثورة الأرز>!
    ذات يوم، قرر رجل من لبنان ان بيروت يجب ان تنهض من ثياب الحرب. ونهضت. واستشهد الرجل قبل ان يرى لبنان كله قد نهض. اليوم، يقرر رجل من لبنان ان الضاحية الجنوبية والجنوب والبقاع يجب ان تنهض. وستنهض. والرجاء ألا <يستشهده> كيد بعض لبنان قبل ان يكون لبنان قد نهض قوياً على قذارة آلة حرب اسرائيل، وجنون عظمة الإدارة الاميركية.
    والرجلان، بالطبع، لم ينتظرا قرار الحكومة في ما فعلاه يا سادة يا كرام!





  11. #41
    تاريخ التسجيل
    Sep 2002
    الدولة
    مابلد خير لك من بلد وخير البلاد ماحملك
    المشاركات
    7,411

    Arrow

    اسرائيل تستعد لحرب جديدة على لبنان واغتيال نصرالله

    عمون _ قال ضابط اسرائيلي كبير لصحيفة" نيويورك تايمز" ان اسرائيل ملزمة بقتل الامين العام لحزب الله حسن نصر الله

    وتأتي هذه التصريحات بالتزامن مع تصريحات اشد خطورة على لسان وزراء اسرائيليين شاركوا في جلسة الحكومة الاسبوعية الاولى بعد وقف اطلاق النار مع لبنان.






    فقد اعرب وزير الامن الاسرائيلي عمير بيترس ووزير الامن السابق فؤاد بن اليعازر, وكلاهما من حزب العمل عن ضرورة الاستعداد لحرب قادمة اخرى مع حزب الله.

    وبحثت الحكومة الاسرائيلية بتوسع فشل الدبابات الاسرائيلية الاكثر تطوراً في مواجهة صواريخ آر بي جي 19 او كورنيت التي دمرت 10% من سلاح المدرعات الذي دخل الى لبنان وتسبب في مقتل 49 جندياً بداخلها من اصل 156 قتلوا في ايام الحرب ال 34 على ان اسرائيل كانت دفعت باربعين دبابة الى جنوب لبنان.

    فؤاد بن اليعازر, وهو وزير البنى التحتية وعضو مجلس كابنيت في اسرائيل اكد " ان الجولة القادمة من الحرب على لبنان ستكون في غضون عدة اشهر قادمة ويجب ان نقرأ بين السطور في اعادة تأهيل مقاتلي حزب الله وان الجيش السوري سيستخلص العبر لذا علينا تجهيز الجبهة الداخلية والاحتياط والجيش.

    رغبة قادة اسرائيل في حرب قادمة, ربما تعتبر هروبا للامام من وجه غضب الجمهور فقد وجّه جنود من الاحتياط الاسرائيلي رسالة لرئيس الوزراء اولمرت طالبوه فيها باعادة الجنود الاسرى في لبنان, ووصف الجنود ما حصل اثناء الحرب انه انحدار اخلاقي وتخلي عن الجنود.

    رئيس اركان جيش الاحتلال دان حالوتس, حاول ان يمسح عقل الجمهور بقوله ان اسرائيل انتصرت بفارق النقاط رغم انها لن لم تنتصر بالجولة الحاسمة.

    وعودة الى ايهود اولمرت, فقد نقل على لسانه امام الوزراء ضرورة جمع نصف مليار دولار لتوزيعها على سكان المستوطنات الشمالية واغلاق فمهم, فما كان من عضو الكنيست اليميني المتطرف اريه الداد الا ان طالبه بالاستقالة من منصبه.

    فلسطينياً: عاد الجنود الاسرائيليون في لبنان. الى الاراضي الفلسطينية وهم يحملون الغضب والانتقام والسلاح, ويعتقد السكان هنا بأنهم اصبحوا ضحية رد الفعل العسكري الاسرائيلي على هزيمة اسرائيل...

    ورغم التزام الفلسطينيين والكتائب منذ اشهر بالتهدئة وعدم تنفيذ اية عمليات استشهادية الا ان اسرائيل لم توقف عدوانها وقتلت اكثر من 200 فلسطيني في غضون شهرين ما يثير حفيظة الجمهور ويجعل الرئاسة ورئاسة الوزراء في وضع يستحيل من خلاله بسط النظام, وبالفعل فقد هددت لجان المقاومة في غزة بالتعامل مع معبر رفح على طريقتها الخاصة اذا لم تفتحه اسرائيل, ليمكننا القول انه وفي الايام القادمة ستتيحه المنطقة هنا, اما الى تبادل اسرى وتهدئة ، او الى نار التصعيد من جديد.

    وبين سقوط حكومة اولمرت وبين سقوط حرب جديدة على رأس سكان المنطقة لا يبدو وان حكومة اسرائيل لا تكترث لشيء في هذا العالم ، ورغم ان المقاومتين اللبنانية والفلسطينية جدعتا انفها الا ان تصر على ان تلعب دور الشرطي الامريكي الازعر في الشرق الاوسط.


    http://www.ammonnews.net/modules.php...rticle&sid=158
    خَالِطُوا النَّاسَ مُخَالَطَةً إِنْ مِتُّمْ مَعَهَا بَكَوْا عَلَيْكُمْ، وَإِنْ عِشْتُمْ حَنُّوا إِلَيْكُمْ.
    nmyours@gmail.com


  12. #42
    تاريخ التسجيل
    Sep 2002
    الدولة
    مابلد خير لك من بلد وخير البلاد ماحملك
    المشاركات
    7,411

    Arrow

    طيار اسرائيلي: الحرب في لبنان ليست فشلا عسكريا انما خسارة بالضربة القاضية
    2006/08/23

    قال ان المخابرات الاسرائيلية فشلت في تقدير قدرات حزب الله


    الناصرة ـ القدس العربي
    ـ من زهير اندراوس:
    قال المحلل الاسرائيلي د.رؤوبين بدهتسور، وهو طيار سابق في سلاح الجو الاسرائيلي ابعد من الخدمة الاحتياطية بعد رفضه قصف غزة، انه عندما يقوم الجيش الأكبر والأقوي في الشرق الاوسط بخوض منازلة طوال أكثر من اسبوعين مع 50 مقاتلا من حزب الله في بنت جبيل ولا ينجح في اخضاعهم، لا يتبقي أمام قادته إلا الاشارة الي عدد جثث مقاتلي العدو، واشار الي ان بنت جبيل، ستتحول الي رمز لحرب لبنان الثانية، ستكون هذه المعركة في تراث وتقاليد مقاتلي حزب الله مثل ستالنغراد لبنانية، أما بالنسبة للاسرائيليين فستكون تذكارا مؤلما لفشل الجيش في الحرب.
    وتابع بدهتسور، الذي حاولت المخابرات الاسرائيلية الصاق تهمة التجسس لصالح ايران بعد نشره مقالا عن قوة الجمهورية الاسلامية النووية، ان الدولة العبرية ليست أمام فشل عسكري فقط، هذا فشل استراتيجي لم تتضح بعد تبعاته واسقاطاته السلبية بعيدة المدي، مشيرا الي ان الاسرائيليين ما زالوا جاثمين علي الارض في شبه إغماء محاولين فهم ما حدث لهم.
    واضاف: مثلما أفضت حرب الايام الستة الي تغيير استراتيجي في الشرق الاوسط وتكريس مكانة دولة اسرائيل كدولة اقليمية عظمي، قد تؤدي حرب لبنان الثانية الي عملية معاكسة، هذه الحرب، كما اتضح بسرعة كبيرة جدا، كانت حربا علي الوعي و الردع . وقد فشلت اسرائيل في الحالتين.
    واوضح: في دمشق وغزة وطهران، وفي القاهرة ايضا، ينظرون باستغراب للجيش الاسرائيلي الذي لا ينجح في إخضاع تنظيم عصابات صغير (1500 مقاتل حسب رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية وبضعة آلاف حسب مصادر اخري) طوال أكثر من شهر، ويفشل مع دفع ثمن فادح في اغلبية المعارك التي يبادر اليها في جنوب لبنان، والأدهي من كل ذلك أنه لا ينجح في شل قدرة حزب الله علي اطلاق الصواريخ، الأمر الذي يجبر أكثر من مليون مواطن اسرائيلي علي ملازمة الملاجيء لأكثر من اربعة اسابيع. اسرائيل لم تقم فقط بالرد الحقيقي علي اطلاق الصواريخ من لبنان، وانما اضطرت ايضا الي الموافقة علي تسوية أممية تُبقي علي الترسانة الصاروخية بيد حزب الله.
    الجيش ترك رئيس الوزراء والحكومة يعتقدون أن سلاح الجو سينجح في تصفية قدرات حزب الله القتالية خلال ايام معدودات، ومن ثم سيسود وضع جديد في لبنان. علي أساس هذه الوعود حدد اولمرت أهداف الحرب الطموحة والتي لم تكن قابلة للتحقق بطبيعة الحال. مثلما حدث قبل حرب 1973، كان هناك مزيج هدام من العجرفة والغرور والغطرسة والاستخفاف بالخصم. الجنرالات كانوا واثقين جدا من نجاح سلاح الجو لدرجة أنهم لم يعدوا أي بديل في حالة الفشل في تحقيق الأهداف. وعندما اتضح بعد اسبوع أن حزب الله لا ينهار، وأن صواريخه لم تتضرر بصورة ملموسة، علق الجيش الاسرائيلي في ضائقة حقيقية وحالة من الإرباك. هذا هو سبب التردد في استخدام القوة وانعدام العزيمة والتصميم في الدفع بالقوات البرية.
    واضاف: الغطرسة والثقة الذاتية المفرطة التي ميزت قيادة الجيش تسببت في اهمال تحصين الجبهة الداخلية، ذلك لأنه اذا كان من الواضح أن سلاح الجو سيقضي علي القواعد الصاروخية خلال عدة ايام فلماذا يطلب من سكان المنطقة الشمالية اعداد الملاجئ والتزود بالمؤن، النتيجة معــــروفة: أكثر من مليون مواطن قبعوا في الملاجيء لأكثر من شهر باحثين عن الطعام من دون ظروف حياتية ملائمة.
    ومضي قائلا: ان نجاح حزب الله في مفاجأة دورية للجيش الاسرائيلي واسر اثنين من عناصره، الأمر الذي أدي الي اندلاع هذه الحرب، نابع من فشل استخباري. مخابرات الجيش الاسرائيلي لم تقدر بصورة صحيحة قدرات حزب الله القتالية، ولم تعرف بوجود أنفاق علي مقربة من مواقع التنظيم، كما اخطأت في جمع المعلومات حول استعدادية حزب الله وجاهزيتهم في بنت جبيل وغيرها المزيد المزيد من الاخفاقات الاستخبارية.
    خَالِطُوا النَّاسَ مُخَالَطَةً إِنْ مِتُّمْ مَعَهَا بَكَوْا عَلَيْكُمْ، وَإِنْ عِشْتُمْ حَنُّوا إِلَيْكُمْ.
    nmyours@gmail.com


  13. #43
    تاريخ التسجيل
    Feb 2003
    المشاركات
    30,109

    افتراضي

    [align=center]توقع ظهور حسن نصرالله على شاشة التلفزيون في اي وقت لوضع النقاط على الحروف ...[/align]

    [align=center]الصحف الاسرائيلية والامريكية تتحدث عن انتصار حزب الله العسكري وصحف ال سعود والصحف الاردنية تتحدث عن هزيمة حزب الله العسكرية .... وسعد الحريري يحاول سرقة النصر بالادعاء انه كان يقود المقاومة من قصره في الرياض[/align]


    كتب : زهير جبر

    عرب تايمز : توقعت مصادر اعلامية لبنانية ظهور السيد حسن نصرالله في اية لحظة على شاشة التلفزيون ليضع النقاط على الحروف وليرد على مزاعم وادعاءات التيار الصهيوني في لبنان ممثلا بسعد الحريري ووليد جنبلاط وجعجع والدول العربية الداعمة لهذا التيار ... وسوف يكشف حسن نصرالله جانبا من الملف الامني خاصة فيما يتعلق بعشرات الجواسيس الذين القي القبض عليهم في بيروت والجنوب والذين كانوا يتجسسون لصالح انظمة المخابرات في كل من الاردن واسرائيل والسعودية ثم الدور الذي لعبه ولا يزال يلعبه وزراء في الحكومة اللبنانية ممن عملوا ولا زالوا يعملون كمرشدين اسرائيليين

    ومع ان الصحف الاسرائيلية والامريكية والاوروبية تتفق كلها في ان حزب الله حقق نصرا عسكريا على اسرائيل الا ان الصحف السعودية والاردنية وبعض الصحف العربية لا زالت تتحدث عن هزيمة حزب الله ويتسابق حملة الاقلام والمباخر في هذه الصحف في المطالبة بنزع سلاح حزب الله فورا

    ومع ان حسن نصرالله هو الذي طالب الحكام العرب ان يكونوا رجالا ولو ليوم واحد الا ان الصحف الاردنية والسعودية وبعض المصرية صبت جام غضبها على سوريا وتتحدث هذه الصحف عن سوريا وكأنها هي التي تواطئت مع اسرائيل لشن الحرب على لبنان وبالغت الصحف السعودية وفضائيات ال سعود التي تبث من لبنان ودبي في تضخيم دور سعد الحريري الذي يحاول ان يسرق نصر المقاومة ويجيره لنفسه مع انه اول من هدد بمحاسبة المقاومة خلال اول 48 ساعة من الحرب لانه كان يتوقع هزيمتها

    في اسرائيل ... ذكر موقع دبكة الاخباري الاسرائيلي ان خبراء امريكيين يعملون على ايجاد اجوبة لعدد من الاسئلة المحرجة عسكريا ومنها فشل اجهزة الرصد الالكتروني في تعطيل شبكة الصواريخ التابعة لحزب الله وتمكن حزب الله من الحصول على شبكة اتصالات متطورة جدا لم تتأثر بكل عمليات التشويش التي مورست بل وتمكن مخابرات حزب الله من اقتحام شركات الهاتف المحمول في اسرائيل ومعرفة ارقام هواتف الضباط الاسرائيليين وتوجيه رسائل لهم هذا عدا عن قدرة الحزب على شراء صواريخ متطورة مضادة للدروع وللبوارج وقدرة الحزب على ادارة المعركة بحرفية عالية وبعناصر متدربة وعلى درجة كبيرة من المهارة

    ووفقا للمصادر فان بيان حزب الله المتوقع والذي سيدلي به حسن نصرالله سيرد على نقاط كثيرة تتعلق بانتشار الجيش اللبناني وسحب السلاح من الحزب والدور السوري والايراني والدور الاردني والسعودي والمصري الذي اعطى الضؤ الاخضر لاسرائيل ثم محاولات عناصر لبنانية من جماعة 14 اذار سرقة النصر وتجييره او التشكيك فيه او الانتقاص منه وسوف يتضمن الخطاب وفقا لمصادر لبنانية اعلان حزب الله عن نجاح الحزب في اعادة التسلح وكرد اعتبار لسوريا واعتراف بدورها سيتقدم حسن نصرالله من الرئيس السوري بشكر خاص لوقوفه الى جانب المقاومة ودعمها سياسيا وعسكريا وماليا الا ان اهم ما سيعلنه حسن نصرالله وفقا لمصادر لبنانية هو ان اي خرق اسرائيلي لوقف النار فوق العاصمة بيروت سينجم عنه قصف تل ابيب فورا ودون مراحل






  14. #44
    تاريخ التسجيل
    Feb 2003
    المشاركات
    30,109

    افتراضي

    [align=center]فضل الله مستغرب من عمالة بعض الوزراء اللبنانيين وسكوتهم على ممر الطائرات الاجباري عبر الاردن[/align]

    [align=center][/align]

    عرب تايمز :أبدى الزعيم الديني الشيعي اللبناني السيد محمد حسين فضل الله خشيته من أن هناك في لبنان من يخاف الانتصار ويتهيب من تبعاته، ولذلك يتصرف بروح مهزومة وضعيفة، وأكد أن المقاومة انتصرت على “اسرائيل” باعتراف “الاسرائيليين” أنفسهم، وقال إن هذا الانتصار يستدعي حركة سياسية وإعمارية واجتماعية ودبلوماسية مواكبة له، وهو ما لم تتحرك فيه الدولة اللبنانية على النحو المطلوب، ولم تتحمل مسؤولياتها تجاه مواطنيها، وكذلك لجهة رد الهجمة السياسية والدبلوماسية المعاكسة، في وقت يتعرض لبنان لحملة تهويل “اسرائيلية” وأمريكية تعمل شخصيات دولية على تغطيتها وتبنّيها، في محاولة لفرض شروط جديدة على لبنان

    ورأى فضل الله أن هناك في الساحة العربية من يعمل لحساب “اسرائيل” عندما يشارك في الحصار المفروض على لبنان، وتساءل عن حقيقة دور السلطات الأردنية في هذا المجال، واستغرب في الوقت نفسه سكوت الدولة اللبنانية وعدم إثارتها لهذه القضية من باب الحرص على سيادتها واستقلالها وتساءل فضل الله كيف ينظر بعضهم في لبنان إلى سلاح المقاومة كمشكلة تحول بين الدولة وسيادتها، ولا ينظر إلى خطورة الحصار المفروض على لبنان، بما يمثّل من اساءة كبرى للبلد ومن اعتداء على سيادته واستقلاله، ومن محاولة لدفعه إلى التخلي عن أبسط شروط الكرامة والحرية والسيادة

    وقال إن سلاح المقاومة كان رد فعل على القصف والعدوان “الاسرائيلي”، وأن الدعوة لنزع سلاح المقاومة لا يمكن النظر اليها إلا من زاوية العمل لإضعاف موقع القوة بين الجيش والمقاومة بطريقة أو بأخرى، ليستمر الجيش في حركته المناهضة للاحتلال، ولتستمر المقاومة في دورها، وفي تسهيل حركة الجيش بما يمنع العدو من اختراق الساحة الداخلية في أي وقت، خصوصاً وأن العدو “الاسرائيلي” يتحدث عن جولات عدوانية مقبلة، ويصر على عدم تقبل نتائج المعركة وما أفضت اليه من اندحار لقواته، وانكساره على أكثر من مستوى





  15. #45
    تاريخ التسجيل
    Sep 2002
    الدولة
    مابلد خير لك من بلد وخير البلاد ماحملك
    المشاركات
    7,411

    Arrow

    "هآرتس": جيّد أننا لم ننتصر
    بقلم: جدعون ليفي

    الانباء السيئة (والمتوقعة): اسرائيل ستخرج من هذه الحرب وهي مهزومة. اما الانباء الجيدة (والمفاجئة): هذا الفشل المدوي قد يتمخض عن بشائر جيدة. لو انتصرت اسرائيل في المعارك انتصارا سهلا وجارفا، لتسبب ذلك بضرر فظيع للسياسة الامنية الاسرائيلية. "ضربة خاطفة" كانت ستؤدي، لو حصلت، الى الحاق كارثة بنا. نشوة الانتصار كانت ستغري لتكرار ذلك في ساحات أخرى. نار خطيرة كانت ستخيم على المنطقة كلها ونتائجها لا يعلم بها الا الله. في المقابل، قد تؤدي الهزيمة في هذه الحرب الصغيرة الى تعليمنا درسا مهما للمستقبل، وربما التاثير علينا في تغيير اللغة التي نتحدث بها مع جيراننا – لغة العنف والقوة. القول بأن "اسرائيل لا تستطيع ان تسمح لنفسها بالهزيمة في ارض المعركة" بات كما نرى قالبا فارغا من المضمون، وعبارة تكرارية عدمية: الفشل لن يؤدي فقط الى منفعة اسرائيل وانما قد يكون ايضا سببا لتعليم الاميركيين درسا مهما – ان لا جدوى من دفع اسرائيل نحو مغامرات عسكرية.
    منذ حرب 1948 لم تحقق اسرائيل الا انتصارا عسكريا جارفا وحاسما واحدا فقط. حرب حزيران. "قدرة اسرائيل الردعية" عادت اليها وبقوة كبيرة وبصورة كان من المفترض فيها ان تضمن أمنها لسنوات طويلة. فماذا حدث؟ مرت ست سنوات فقط فنزلت على رؤوسنا أصعب حرب في تاريخ اسرائيل، حرب يوم الغفران. في تلك الحرب وجدنا اننا لا نملك ردعا ولا "كُندرة". بل على العكس، لم تؤد الهزيمة الا الى حث الجيوش العربية على استعادة كرامتها الضائعة، وقد نجحت في القيام بذلك خلال فترة قصيرة من الزمن. اسرائيل أدركت قصور قوتها. ربما ايضا تؤدي هذه الحرب بدورها الى انزالنا من الخيال الى ارض الواقع، حيث تعتبر القوة العسكرية مجرد قوة عسكرية، وان زرع الدمار والبؤس والحاقهما بمئات الآلاف من المدنيين، كما فعلنا في لبنان، هو عمل ليس اجراميا فحسب وانما غير نافع ايضا. ذلك لأننا في مواجهة الفلسطينيين ايضا نسجل "الانتصارات" و"الانجازات" طوال الوقت، فما الذي ربحناه من ذلك؟ الردع؟ وهل تنازل الفلسطينيون عن حلمهم بأن يكونوا أحرارا طلقاء في بلادهم؟
    فشل الجيش الاسرائيلي في مواجهة حزب الله ليس هزيمة مصيرية. اسرائيل قتلت وأصيبت ايضا بالخسائر، لكن وجودها أو أي قطعة من ارضها لم تدخل دائرة الخطر للحظة. المصطلح المحبب لدينا "حرب وجودية" ليس أكثر من مجرد تعبير عن هزلية هذه الحرب السخيفة، التي كانت منذ بدايتها حربا اختيارية لعينة.
    ليس من الصعب تخمين ماذا كان سيحصل لو ان حزب الله هزم خلال بضعة أيام من الجو، كما وعدونا بتصلف وتبجح في القيادة العسكرية في البداية. الولايات المتحدة كانت تزجنا نحو مواجهة عسكرية مع سوريا، وقد كان ممكنا ان نقع في اغراء ذلك لو أصبنا بنشوة الانتصار. ومن بعد سوريا كنا سننتقل الى ايران. وفي موازاة ذلك كنا سنتفرغ لمعالجة أمر الفلسطينيين لتكون النتيجة محاولة لحل المشكلة الفلسطينية من الاساس بواسطة القضم والافتراس والازالة والقصف والتفجير.
    ربما لن يحدث كل ذلك الآن، لاننا اكتشفنا امام أعيننا ان قوة جيشها محدودة اكثر مما حدثونا. القدرة الردعية يمكنها منذ الان ان ترتد في الاتجاه المعاكس: اسرائيل كما نأمل ستفكر مرتين قبل ان تدخل في مغامرة عسكرية خطيرة مرة اخرى. صحيح ان خطر رغبة الجيش الاسرائيلي في استعادة كرامته الضائعة على ظهور الفلسطينيين الضعفاء قد يعود مرة اخرى، لانهم سيفكرون انهم اذا لم ينجحوا في بنت جبيل فمن الممكن تعويض ذلك في نابلس.
    يجب ان نأمل في ان تصحو هذه الحكومة وان تقرر اليوم وضع نهاية لهذه الحرب الجنونية. ولكن اذا استوعبنا فكرة ان ما لم ينجح بالقوة لن ينجح بمزيد من القوة، فان هذه الحرب قد توصلنا الى طاولة المفاوضات. من المحتمل ان يدرك المستوى السياسي منذ الان ان الاستجابة للاخطار التي تخيم على اسرائيل لا تكمن في مزيد من ممارسة القوة. وان الاستجابة لمطالب الفلسطينيين المشروعة لا تكمن في عشر عمليات "سور واق" اخرى، وانما في احترام حقوقهم. وان الرد على التهديد السوري يكمن في اعادة هضبة الجولان الى اصحابها الشرعيين من دون تسويف، وأن الاستجابة للخطر الايراني تكمن في تقربنا من العالم العربي والاسلامي وازالة العوائق بيننا وبينهم.
    اذا انتهت هذه الحرب اذا كما تنتهي اليوم، فقد يسأل عدد أكبر من الاسرائيليين انفسهم لماذا نقتل ونُقتل، وربما سيدركون ان كل هذا كان سدى مرة أخرى. قد يكون انجاز هذه الحرب في حفر فشلها عميقا في الوعي الاسرائيلي، الامر الذي يدفعها الى طريق جديد أقل عنفا وأقل عربدة - وكل ذلك بسبب الفشل. عام 1967 كتب افرايم كيشون: "عفوا، لقد انتصرنا"، في هذه المرة من الممكن تقريبا القول: "من الجيد اننا لم ننتصر".


    النهار 14 - 8 - 2006
    خَالِطُوا النَّاسَ مُخَالَطَةً إِنْ مِتُّمْ مَعَهَا بَكَوْا عَلَيْكُمْ، وَإِنْ عِشْتُمْ حَنُّوا إِلَيْكُمْ.
    nmyours@gmail.com


صفحة 3 من 5 الأولىالأولى 12345 الأخيرةالأخيرة

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم   شبكة حنة الحسين عليه السلام للانتاج الفني