منذ زمن طويل ومنذ انطلاقة قناتي (المودة) ثم (القمر) وأنا أتابع المدعو عبد الحليم الغزي الذي بلغ به الأمر في نهاية المطاف إلى هستيريا تثير السخرية وتجعل المرء يضحك ثم يبكي. يضحك مما يراه من حركات قرقوزية وألفاظ غريبة وحكايات طريفة، ويبكي لحاله وحال أتباعه مع أهل البيت عليهم السلام لأنهم نسبوا ذلك للعترة الطاهرة وهم من ذاك براء. فلم نعهد في قولهم سلام الله عليهم البذاءة والسب والشتم والعياذ بالله، ولم نعرف عنهم أنهم أخرجوا ضعفاء شيعتهم من ربقة التشيع أو اتهموهم أو شتموهم والعياذ بالله وحاشاهم وهم أئمة العباد ومعلمو الأمم مكارم الأخلاق.
وقد استوقفتني الكثير من تناقضاته ودَجَله وألغازه، وهو أمر طبيعي ممن كثر كلامه حتى بلغ آلاف الساعات.
فمن ألغازه التي لم أجد لها حلاً ولم أجد لها عند أتباعه جواباً: موقفه من تقليد الفقهاء المعاصرين.
فهو يرى من حيث الأصل أن التقليد لا بد منه، وأن الحياة كلها قائمة على تقليد الجاهل للعالم، وأن التقليد كان حتى في زمن أهل البيت عليهم السلام فلا طريق لنا سوى التقليد.
أما عن رأيه في الفقهاء المعاصرين فهو أشهر من (قفا نبك) فهم في نظره يكرعون من العيون الكدرة ويأخذون عن النواصب ويخدعون الشيعة (الديخية) ويكذبون عليهم، وأن (المؤسسة الدينية الشيعية الرسمية) هي مؤسسة ناصبية بامتياز أخذت علومها عن النواصب والقطبيين... بل يتطاول عليهم بعبارات لا أخلاقية لا أستطيع نشرها ولا يجوز نشرها والتلفظ بها لشدة فحشها.
ومن الطبيعي بعد هاتين المقدمتين أن هؤلاء غير صالحين للتقليد، بل لا بد من التحذير منهم (وفضحهم) كما يفعل هو جاهداً ليل نهار.
ولكن تأتيك المفاجأة العحيبة في أنه يجيز تقليدهم!!! ويجيب عن الأسئلة في التقليد بأنه لا طريق لنا سوى تقليدهم.
بل سمعته ذات مرة يقول: لا حاجة لي أن أتطرق لفقه أهل البيت عليهم السلام، فكتب الفقه ورسائل العلماء كفيلة بذلك، ولو شئتُ لأصدرت رسالة عملية خلال أيام، ولقدمت فيها فقه العترة بشكل أقرب إليهم بكثير من هذه الرسائل العملية التي اخذوا فقهها عن النواصب.
وفي بعض محاضراته التي ترهق السامع والمشاهد قال: نقلدهم من باب الضرورة إذ ليس لدينا غيرهم ممن نأخذ الأحكام الشرعية عنه في زمن الغيبة. ومن المؤكد هنا أن الغزي نفسه يأخذ أحكامه التكليفية أيضاً عن الفقهاء الذين يهاجمهم ليل نهار ويتهمهم بما لم يتهم به حتى النواصب والملحدين.
بالله عليكم: أليس هذا بلغز؟ وهل هناك من يتفضل عليّ بحله سواء من أتباعه أم أعدائه أم من عباقرة الفكر؟
لم أتعجّب حين سمعت رادودًا يقول: "ربنا علي ونتفاخر بهذا الرب"، ولم أتعجّب من الصمت المطبق للمؤسسة الدينية والمرجعية على هذا، لسببين:
الأول: أنها ليست أول قارورة تُكسر، فقد قال كبير رواديد الشيعة في العالم وزعيمهم الأكثر شهرة قبل سنوات قليلة: إنّ عليًا جاعل الأرض مهادًا وبانٍ فوقكم سبعًا شدادًا.!! ولم ينبس أحدٌ ببنت شفة. وقد علّقتُ حينها: إن هذا الموقف جسّ نبضٍ وبالون اختبار فإذا مرّتْ المسألة بسلام فانتظروا ما سيأتي، وها نحن نرى، وسنرى.
الثاني: أنّ المزاج العام ينحو باتجاه التسامح مع الغلو، والتنمُّر على النقد والمراجعة.. وبالتالي فإنّ الذين يتحسسون رقابهم قبل النطق بأفكارهم هم: العلماء، المفكرون، والمثقفون الذين يقولون: هذا خطأ، وهذا غلو، وهذه مسألة معارضة لروح القرآن، وهذه عقيدة اجتهادية يمكن مخالفتها، وهذا دليلٌ متكلَّف.. وليس الذين يصعدون المنبر ليغرقوا المستمعين بالفضائل والكرامات والمعجزات والمخاريق التي لا تصمد أمام عقل ولا نقل.!!
أتذكر أن أحد الخطباء كان يتكلم في الموازنة بين (الغلو) و(التقصير)، فأوضح أنّ كلا الأمرين مرفوضٌ من أهل البيت (عليهم السلام)، ثمّ عقّبَ قائلًا: لكن الغلو أهون من التقصير، يقول: (على الأقل الغلو يعبر عن محبة)!! وهذا المنطق هو النمط الشائع في ثقافتنا الشعبية بسبب تكثيف الخطاب الجاهل لأصول العقيدة على منابرنا مع الأسف.
أين هذا الخطيب وأمثاله عن هذا النص:
"في كلام للامام جعفر الصادق (عليه السلام) قال لأحد أصحابه:
_ يا علقمة، ما أعجبَ أقاويلَ النَّاس في عليّ؟! كم بين مَنْ يقول إنّه ربٌّ معبود، وبين من يقولُ أنّه عبدٌ عاصٍ للمعبود؟! ولقد كان قَولُ من ينسبُه إلى العِصيَان أهونُ عليه من قولِ من ينسبُه إلَى الرُّبوبيّة".
ألا شاهت الوجوه. اللهم إني أبرأ إليك مما يقول هؤلاء ومما يفعلون.
تحذير القرآن من الغلو ليس للنصارى فقط، وليس في شخصية السيد المسيح فقط، بل هو للمسلمين أوّلًا، وفي كل الشخصيات الإسلامية، بلا استثناء، ثانيًا.
هذا نص جميل في من بيان سابق لسماحة السيد السيستاني (حفظه الله) في هذا الشأن..
يقول:
"وليحذر المبلّغون والشعراء والرواديد اظ”شدّ الحذر عن بيان الحقّ بما يوهم الغلوّ في شاظ”ن النبيّ وعترته (صلوات الله عليهم)، والغلوّ على نوعين: اظ•سباغ الصفات الاظ”لوهيّة على غير الله سبحانه، واظ•ثبات اظ”مور ومعانٍ لم تقم حجّة موثوقة عليها، ومذهب اظ”هل البيت (عليهم السلام) خالٍ عن الغلوّ بنوعيه، بل هو اظ”بعد ما يكون عنه، واظ•نّما يشتمل على الاظ•ذعان للنبيّ وعترته (صلوات الله عليهم) بمواضعهم التي وضعهم الله تعالى فيها من دون زيادة ولا اظ•فراط، بل مع تحذّر في مواضع الاشتباه، وورعٍ عن اظ•ثبات ما لم تقم به الحجّة الموثوقة، واظ•نّما المتّقي من لا يغلو فيمن يحبّ كما لا يحيف على من يبغض، ولا يصحّ بناء هذه المعاني على مجرّد المحبّة، وتصديق كلّ من زاد شييظ”اً، والاظ•ذعان له بمزيد الاظ•يمان، فاظ•نّ ذلك يوظ”دّي اظ•لى المزايدة في اظ”مر الدين بغير حجّة، وحدوث البدع، وطمع الجاهلين، وتروّظ”س اظ”هل الضلالة، وتراجع المتورّعين العاملين بالحجّة والمتوقّفين عند الشبهة، وذلك يمحق الدين ويرتدّ ارتداداً معاكساً بتفريط اظ“خرين، والزيادة في العقيدة بغير حجّة موثوقة على حدّ النقصان فيها ممّن قامت عليه الحجّة عليها، ومن زاد اليوم شييظ”اً بغير حجّة زيد عليه غداً حتّى اظ”نّه ليُتّهم بالتقصير والقصور، فلزوم الحجّة والميزان أحمد وأسلم".
أكد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي خلال لقائه مع عدد من علماء أهل السنة في إيران أنّه يجب الحذر من التيارات التكفيرية، ومنعها من التغلغل في البلاد.
وأضاف رئيسي أنّ "الشيعة الذين تحرضهم بريطانيا والسنة الذين تحرضهم الولايات المتحدة هم ضد الوحدة ووجهين لعملة واحدة".
كما أشار إلى أنّ "وحدة الشيعة والسنة بالنسبة لإيران هي استراتيجية وليست تكتيكاً".
وعن المكانة المهمة لعلماء السنة في تاريخ البلاد ، قال رئيسي: "أنتم كعلماء ومفكرين إيرانيين قدمتم خدمات كثيرة للشعب"، مضغŒفاً أن "الشيعة والسنة في ايران يعيشون معاً في أجواء تسودها الأخوة، منذ سنوات عديدة".
کما لفت رئيسي، إلى جهود الحكومة الجادة لحل المشاكل المعيشية للشعب، قائلاً إن "الحكومة تولي اهتماماً لمخاوف الناس التي تنتقل إلى رجال الدين وتحاول حل هذه المشاكل".
أكد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي خلال لقائه مع عدد من علماء أهل السنة في إيران أنّه يجب الحذر من التيارات التكفيرية، ومنعها من التغلغل في البلاد.
وأضاف رئيسي أنّ "الشيعة الذين تحرضهم بريطانيا والسنة الذين تحرضهم الولايات المتحدة هم ضد الوحدة ووجهين لعملة واحدة".
كما أشار إلى أنّ "وحدة الشيعة والسنة بالنسبة لإيران هي استراتيجية وليست تكتيكاً".
وعن المكانة المهمة لعلماء السنة في تاريخ البلاد ، قال رئيسي: "أنتم كعلماء ومفكرين إيرانيين قدمتم خدمات كثيرة للشعب"، مضغŒفاً أن "الشيعة والسنة في ايران يعيشون معاً في أجواء تسودها الأخوة، منذ سنوات عديدة".
کما لفت رئيسي، إلى جهود الحكومة الجادة لحل المشاكل المعيشية للشعب، قائلاً إن "الحكومة تولي اهتماماً لمخاوف الناس التي تنتقل إلى رجال الدين وتحاول حل هذه المشاكل".
|| دورة حياة الحركات المُنحرفة || بقلم : الميرزا احمد الجناحي
لو نُلاحظ توجد للحركات المنحرفة - في داخل الوسط الشيعي خصوصا- خطوات ومراحل ثابتة او تكاد ان تكون كذلك وهيَّ كالتّالي..
المرحلة الاولى: الطبخ الهادئ
تبدأ هذه المرحلة بجماهير من الناس اصحاب المستوى العلمي البسيط بالالتفاف حول رجل والتأثر به وتقديسه الى حد كبير ،في هذه المرحلة اغلب الحركات تقوم بمحاولة ايهام الناس انها ضمن مباركة المرجعية وتاييدها محاولين اثبات ذلك بمدح بسيط للمرجعية او ايهامهم بالتواصل معها او تأييدها
المرحلة الثانية: بداية الانفصال
في هذه المرحلة تبدأ نتاجات التربية السلوكية الفاسدة بظهور حالات مبالغ بها جداً من التقديس وعندها تبدا المرجعية بالتلميحات وما يقارب التصريحات لفساد هذه الحركة فينقطع الطريق امام هذه الحركة بايهام الناس انها ضمن اُطر المرجعية فتنتقل الحركة الى المرحلة الثالثة..
المرحلة الثالثة: الطلاق البائن
في هذه المرحلة يبدأ ظهور الانحرافات الفكرية بشكل جلي الى عامة الناس وتلجأ الحركات عادة الى خيار بديل يخلصها من سوط نقد المرجعية والتصدي له, فيلجؤون عادةً الى طريقة اشبه بالطريقة الاخبارية محاولين أخذ الاحكام الشرعية منها, او لخيار اخر اشد خطورة وهو ادعاء ارتباط المتزعم لهم بالامام الغائب المهدي (عجل الله فرجه) واخذ الاحكام منه بالمباشر وبهذا تتكون مجموعة من العوائل على شكل عنكبوتي لكل مجموعة افراد قائد وكل قائد يرتبط بقائدا اعلى الى ان تصل السلسلة الى القائد الاكبر للمجموعة او الحركة المنحرفة والذي من المفترض انه يرتبط بالامام المهدي(عجل الله فرجه)..
المرحلة الرابعة: مرحلة الوحش
لو وصلت الحركة المنحرفة الى هذه المرحلة سنكون قد قاربنا من اخر مرحلة من مراحل دورة حياة الحركات المنحرفة وفي هذه المرحلة تبدأ الانحرافات السلوكية والاخلاقيّة والفكرية بالظهور الى السطح العام وهناك احتمال كبير ان يرافق هذه المرحلة تكوين جناح عسكري يهتم بتصفية المناوئين والمخالفين للحركة ولضمان عدم التعرض لها من قبل الدولة او من قبل جهات اخرى.
وفي مدينتي قبل سنوات أعرف عن كثب حركة مرت بالثلاث مراحل الاولى وهم الان من محاربي الامام المهدي ومنكري وجوده ويقادون من الخارج
وعليه: بعض الحركات لا تتبين خطورتها لعامة الناس في المرحلة الأولى خصوصا فيلزم التصدي لها و تقويمها قبل أن تنمو و تكون خطرا كبيرا ساماً يصعب علاجه في وقتها ومن أهم علامات براعم الحركات المنحرفة هو التقديس المفرط للشخص المؤسس او القائد , فهذه علامة ثابتة لا تنعدم أبداً في الحركات المنحرفة
سؤال للشيخ ومن على شاكلته
أليست الخلافة الأموية هي مؤسس مذهب السب واللعن والشتم في تاريخ الإسلام ولعقود من الزمن تلعن الامام علي على المنابر ؟!
ان منطق بني أمية لايجب تكراره أو استنساخه او التخلق بأخلاقه ! ونحن ندعي اتباع علي وال علي عليهم السلام .
وقد ورد عن الامام علي (ع) : ( ..كرهت لكم ان تكونوا لعانين شتامين )
ثم لماذا هذا الاصرار على ممارسة اللعن رغم عدم وجوبه ولاكونه من أصول العقيدة الشيعية وفقاً لفتاوى كبار مراجع الشيعة ؟
وانصح هؤلاء ليستفتوا الفقهاء لنرى هل يوجب أحد من كبار المراجع هذا اللعن أو السب والإهانة وهل هو تكليف شرعي إلزامي لايجدر تركه ؟!
سؤال آخر :
هل سيقبل الشيعة بسب ولعن أحد من أهل البيت ؟
فلو فعلها شخص عن تدين بها فإن علماء الشيعة يفتون بقتل الساب لأهل البيت ع فلماذا لا نحترم سائر المسلمين اليوم بعدم التعرض لمقدساتهم كما نطالبهم بحترام مقدساتنا ؟
ولكن المشكلة كل المشكلة ان هؤلاء لايمتلكون المنطق العلمي الاخلاقي الهادئ لقراءة التاريخ والنقد العلمي المتين في قضايا الخلاف ..