صفحة 4 من 5 الأولىالأولى ... 2345 الأخيرةالأخيرة
النتائج 46 إلى 60 من 73
  1. #46
    تاريخ التسجيل
    Jun 2003
    المشاركات
    324

    افتراضي

    الأخ الحسني المغربي
    هذا الموضوع خالقية الأئمة ورازقيتهم أنتشر في عهد الأئمة ومازال البعض يردده والأدلة على ابطال هذا الكلام في مصادرنا والأئمة ع تبرأوا ممن يقول ذلك .
    ولكن الجديد ان الميرزا عبدالرسول يدعي بالولاية التكوينية بعد حياة المعصومين والغيبة الكبرى .
    والأغرب من ذلك ان المجلة منتشرة على نطاق واسع والكثير ساكت لاحس ولاخبر .
    ولا أستغرب بعد الآن ممن يكفر الشيعة ويعممها على الجميع بسبب هذا السكوت
    نطلب من المراجع والعلماء التدخل .
    أشكرك عزيزي
    اللهم صلي على محمد وآل محمد

  2. #47
    تاريخ التسجيل
    Jul 2003
    المشاركات
    1

    افتراضي



    نحن بركان تفجر...
    هاتفا الله أكبر...
    نحن جند للخميني...
    و الخميني ليس يقهر...

  3. #48

    افتراضي

    ارفع الشكر والتقدير لجناب الشيخ العاملي دام عزه لدفاعه عن حرم الله ورسوله ونشر فضائل ومقامات المعصومين

    اما المدعوا / احمد الكاتب
    فقد انكر كثير من الامور الاساسيه واس الدين والمذهب واني اراه في هذا قد خرج من ربقه المله
    والملاحظ فيه لا يريد ان يفهم ولا يسمح لعقله ان يحكم

    الان اراه قد انكر الولايه التكوينه وهي من اساسات الدين وذلك بعدما ان صرح بها القرآن ( وسخرنا له الرياح ....) اليس هذا اوضح دليل على الولايه التكونيه للاولياء

  4. #49
    تاريخ التسجيل
    Aug 2003
    المشاركات
    7

    افتراضي

    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى اله وصحبه اجمعين
    حقيقة
    انا مازلت حتى الان تحت الصدمة مما قراته في اول صفحتين لم اكن اتخيل ان اقرا مثل هذا الكلام بل
    ولا في الاحلام
    اخواني انا مسلم سني ممن يدعوا دائما للتقارب بين المسلمين وكنت دائما ادافع عن الشيعة
    من بعض الذين يحاولوا ان يشعلوا الفتن بين المسلمين ودائما كنت اتهمهم بالكذب والافتراء
    لكن ما قراته الان حقيقة صدمني ان يعتقد بعض الشيعة بهذا الكلام
    :"ان امام العصر صار عبدا ، وعندما صار عبدا صار ربا ، فالعبودية جوهرة كنهها الربوبية ، فمن ملك هذه الجوهرة تحققت ربوبيته بالله تعالى لا بالاستقلال ، بالنسبة الى الأشياء الأخرى
    وبالقول
    كما صرح في عدة مواقع – تفويض الله تعالى للأئمة الخلق و الرزق وما الى ذلك من أعمال الله تعالى ، وان الأئمة هم وسائط فعاليات مخلوقاته ، ويقول: ان هذا تفويض صحيح لا ينافي الايمان بالله
    وبل وان اجد من يدافع عن هذا القول
    او من يقول ليس من المهم ان اؤمن بهذا القول او بهذا القول سبحان الله اهم قضية ارسل من اجلها الرسل وبعث من اجله االنبيون قضية التوحيد ليس من المهم ان اعتني بها ماذا بقي من الاسلام اذا
    لن اطيل النقاش والحوار في هذا الموضوع فليس عندي من الوقت الكثير ولكن اقول حقيقة اني صدمت ولولا ما قاله الاستاذ الكاتب لربما تحول موقفي واصبحت مثل البعض الذين انتم تعلموهم


    حقيقة التوحيد / العلامة الدكتور يوسف القرضاوى
    التوحيد جوهر الإيمان بالله :

    وإذا عرفت يا أخي أن الإيمان بالله هو جوهر العقائد الإسلامية جميعاً فواجبك أن تعرف هنا كذلك أن توحيد الله هو جوهر الإيمان بالله تعالى . وإذا تجرد عن التوحيد الحق ، كان كفراً وشركاً ، رجساً وزوراً ، وظلماً عظيماً ، وضلالاً مبيناً .

    ولهذا كان لزاماً عليك أيها المسلم أن تعرف حقيقة التوحيد ، الذي أمر الله به ، وأقام عليه دينه ، وأنزل به كتابه ، وبعث به رسوله ، وعلق خيري الدنيا والآخرة على تحقيقه وتجريده ، وجعل الجنة لأهله وأنصاره ، والنار لخصومه وأعدائه – فإن كثيراً من الطوائف نسبوا أنفسهم إلى التوحيد ، وادعوا أن ما هم عليه هو التوحيد الخالص ، وما عليه غيرهم هو الباطل .



    وكل يدعى وصلاً لليلى= وليلى لا تقر لذا وذاكا




    فأنصار فلسفة أرسطو ومن تبعه ممن سموا (( فلاسفة المسلمين )) تجد التوحيد عندهم يتمثل في : إثبات وجود مجرد عن الماهية والصفة ، بل هو وجود مطلق لا يعرض لشيء من الماهيات ، ولا يقوم به وصف ، ولا يتخصص بنعت ، بل صفاته كلها سلوب وإضافات .. حتى انتهى توحيد هولاء إلى إنكار ذات الرب الذي دعت إليه أديان السماء ، وانكار خلقه للعالم ، وتدبيره له ، وعلمه بكل ما يجري فيه .. فهم يقولون بقدم الأفلاك ، وأن الله لا يبعث من في القبور ، وأن النبوة مكتسبة ، وأنها حرفة من الحرف .. وأن الله لا يعلم شيئاً من الموجودات المعينة ألبتة ، وأنه لا يقدر على قلب شيء من أعيان العالم ، ولا شق الأفلاك ولا خرقها .. وأنه لا حلال ولا حرام ، ولا أمر ولا نهي ، ولا جنة ولا نار ..فهذا هو توحيد هؤلاء !!

    وهل أتاك نبأ دعاة (( وحدة الوجود )) ؟ إنهم يزعمون أنهم وحدهم الموحدون ، ومن عداهم فهم المعددون . فهل علمت ما توحيدهم المزعوم ؟ توحيدهم : أن الحق المنزه هو عين الخلق المشبه . وأنه سبحانه هو عين وجود كل موجود وحقيقته وماهيته .. وأنه آية كل شيء ، وله فيه آية تدل على أنه عينه . وهذا عند محققيهم من خطأ التعبير . بل هو نفس الآية ، ونفس الدليل ، ونفس المستدل ، ونفس المستدل عليه .فالتعدد بوجود اعتبارات وهمية لا بالحقيقة والوجود . فهو – عندهم – عين الناكح ، وعين المنكوح ، وعين الذابح ، وعين المذبوح ،وعين الآكل ، وعين المأكول . وهذا عندهم هو السر الذي رمزت إليه هوامس الدهور الأولية ، ورامت إفادته الهداية النبوية ، كما قال محققهم وعارفهم ابن سبعين !

    ومن فروع هذا التوحيد وثماره : أن فرعون ونمرود وأمثالهما مؤمنون كاملو الإيمان ، عارفون بالله على الحقيقة . وأن عباد الأصنام إنما عبدوا عين الله لا غيره .فهم على الحق والصواب .. وأن لا فرق في التحليل والتحريم بين الأم والأخت وبين الأجنبية ، ولا بين الماء والخمر ، ولا بين الزواج والزنا . الكل من عين واحدة ، بل هو العين الواحدة .. وأن الأنبياء ضيقوا الطريق على الناس ، وبعدوا عليهم المقصود ، والأمر ما جاءوا به ودعوا إليه !!

    وإن ننس لا ننس هنا توحيد (( المعتزلة )) الذين سموا أنفسهم أهل التوحيد والعدل . وجعلوا التوحيد أول أصولهم الخمسة .

    ترى ما مضمون هذا التوحيد ؟

    إنه إنكار قدر الله تعالى ، وجحد عموم مشيئته للكائنات وقدرته عليها .. ومتأخروهم ضموا إلى ذلك توحيد (( الجهمية )) فأصبحت حقيقة التوحيد عندهم : إنكارالقدر ، وإنكار حقائق الأسماء الحسنى ، والصفات العلا .

    وفي مقابل هذا التوحيد الأعرج يجيئ توحيد (( الجبرية )) ومضمونه عندهم : تفرد الرب بالخلق والفعل ، وأن العباد غير فاعلين على الحقيقة ، ولا محدثين لأفعالهم ، ولا قادرين عليها ، وأن أفعالهم الاختيارية لا تعدو أن تكون مثل حركات الأشجار عند هبوب الرياح ، وأن الرب تعالى لم يفعل لحكمة ولا غاية تطلب بالفعل ، وليس في المخلوقات قوى وطبائع وغرائز وأسباب ، بل ما تم إلا مشيئة محضة ، ترجح مثلاً على مثل ، بغير مرجح ولا حكمة ولا سبب ألبتة .

    وهل يجهل ذو بصيرة توحيد المضللين من عوام المسلمين ، وتوحيد مضلليهم ممن يدعون المشيخة ، ويتزيون زي الدين ورجاله الصالحين ؟

    إنهم يدعون غير الله ويرجون ويخافون غير الله ، وممن ادعوا لهم أنهم أولياء أو أقطاب أو أوساط أو أبدال أو غير ذلك من الألقاب .

    فهم يطوفون بأضرحتهم يسألونهم أكثر مما يسألون الله ، ويستعينونهم أكثر مما يستعينون الله . يهرعون إليهم في الملمات ، يطلبون منهم قضاء الحاجات ، وتفريج الكربات ، بدعوى أنهم وسطاء بينهم وبين الله ، ولولا الواسطة لذهب – كما قيل – الموسوط !

    وقبل هذا كله لا يغيب عنك (( توحيد النصارى )) فقد زعموا أن ديانتهم ديانة توحيدية ، وأنهم لم يخرجوا من دائرة التوحيد ، برغم اعتقادهم وقولهم : إن الله ثالث ثلاثة .. وهي : الأب والابن والروح القدس ، فهم عائلة أو شركة مقدسة : الإله الأب ، والإله الابن ، والأقنوم الثالث المسمى (( روح القدس )) .

    فإذا قلت لهم : كيف تكونون موحدين مع قولكم بهولاء الثلاثة ؟ قالوا : الثلاثة واحد ، والواحد ثلاثة !! ولا مجال للعقل والمنطق في أمر العقيدة ، فشعارهم هنا : اعتقد وأنت أعمى !!

    من أجل ذلك كان من أوجب الواجبات بيان حقيقة التوحيد الذي دعا إليه الإسلام ، وبنى عليه تعاليمه كلها ، حتى يتبين الحق من الباطل

    **************************************

    التوحيد المأمور به :

    إنه توحيد اعتقادي علمي ، وتوحيد عملي سلوكي .
    وبعبارة أخرى .. هما توحيدان لا يغني أحدهما عن الآخر : توحيد في المعرفة والإثبات والاعتقاد .. وتوحيد في الطلب والقصد والإرادة .

    فلا يقبل إيمان امرئ عند الله ما لم يقم بتوحيده سبحانه : علماً واعتقاداً ، بأن يؤمن بأنه تعالى واحد متفرد في ذاته وصفاته وأفعاله ، لا شريك له ولا شبيه له ، ولا ولد ولا والد له .

    وتوحيده كذلك : قصداً وعملاً ، بأن يفرده عز وجل بالعبودية الكاملة ، والطاعة المطلقة ، والذل له والإنابة إليه والتوكل عليه والخشية منه والرجاء فيه .. الخ .

    والتوحيد بالمعنى الأول هو الذي أفصحت عنه ودلت عليه بوضوح سورة (( الاخلاص )) بتمامها ، وأول سورة (( آل عمران )) . وأول سورة (( طه )) ، وأول سورة (( ألم . السجدة )) ، وأول سورة (( الحديد )) ، وآخر سورة (( الحشر )) .. وغيرها .
    والتوحيد بالمعنى الثاني ، هو ما تضمنته ، ودعت إليه ، ودلت عليه ، سورة : ( قل يا أيها الكافرين ) ، وجملة سورة (( الأنعام )) ، وأول سورة (( الأعراف )) وآخرها ، وأول سورة (( يونس )) ووسطها وآخرها ، وأول سورة (( الزمر )) وأواخرها .. وغالب سور القرآن . بل قال العلامة ابن القيم : إن كل سورة في القرآن متضمنة لنوعي التوحيد .

    وقد جرى كثير من المصنفين قديماً وحديثاً ، وعلى تسمية النوع الأول من التوحيد (( توحيد الربوبية )) ، وعلى تسمية النوع (( توحيد الإلهية )) أو (( الألوهية )) .

    وأحسبك أيها القارئ الكريم في حاجة إلى إلقاء مزيد من الضوء على معنى كل من هذين المصطلحين ، حتى تكون على بينة من ربك ، وبصيرة من دينك ، وليهلك من هلك عن بينة ، ويحيا من حى عن بينة . فما معنى توحيد الربوبية ؟ وما معنى توحيد الألوهية

    تركيز الإسلام على التوحيد :

    والحق أن الإسلام لا يركز على الإيمان بوجود الله تعالى لاعتباره ذلك ضرورة فطرية، ولكنه يركز غاية التركيز على عقيدة أخرى، ضل الناس فيه شأنها ضلالاً بعيداً . وتلك هي عقيدة التوحيد التي هي لب عقائد الإسلام، وروح الوجود الإسلامي: الإيمان بإله واحد فوق هذا الكون، له الخلق والأمر، وإليه المصير، هو رب كل شيء، ومدبر كل أمر، هو وحده الجدير أن يعبد ولا يجحد، وأن يشكر ولا يكفر، وأن يطاع ولا يعصى، ( ذلكم الله ربكم، لا إله إلا هو، خالق كل شيء فاعبده وهو على كل شىء وكيل * لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير ) .

    لقد جاء الإسلام والشرك بالله ضارب أطنابه في كل أنحاء العالم، ولم يكن يعبد الله وحده إلا أفراد قلائل من الحنفاء في جزيزة العرب ممن يتعبدون على ما بقى سالماً من ملة إبراهيم ، أو بقايا من أهل الكتاب، سلموا من تأثير التحريفات الوثنية التي أفسدت الأديان الكتابية.
    وحسبنا أن نعلم أن أمة كالعرب في جاهليتها غرقت في الوثنية إلى أذقانها . حتى إن الكعبة التي بناها محطم الأصنام لعبادة الله وحده بات في جوفها وحولها ثلاثمائة وستون صنماً، وحتى غدا في كل دار من دور مكة صنم يعبده أهلها .
    بل روى الإمام البخاري عن أبي رجاء العطاردي قال: (( كنا نعبد الحجر، فإذا وجدنا حجراً هو خير منه ألقيناه وأخذنا الحجر الآخر فإذا لم نجد حجراً جمعنا حثوة من تراب، ثم جئنا بالشاة، فحلبنا عليه، ثم طفنا به )) !

    وأكثر من ذلك أنهم كانوا يتخذون إلهاً من (( العجوة ))، وكثيراً ما كان يصطحبه أحدهم في سفره، فإذا فنى زاده وغلبه الجوع لم يجد بداً من أن يأكله ! وإلى هذا النوع من الآلهة يشير القرآن بقوله : ( وإن يسلبهم الذباب شيئاً لا يستنقذوه منه، ضعف الطالب والمطلوب ) .

    ***

    التوحيد هو المهمة الأولى للرسل

    ولأهمية التوحيد ومنزلته في الديانات السماوية جميعاً ، كان العنصر الأول في دعوات الرسل جميعاً من لدن نوح إلى محمد عليهم الصلاة والسلام .

    أن المهمة الأولى للرسل الذين بعثهم الله هداة لعباده تتمثل في أمرين أساسيين كلاهما لازم للآخر ومكمل له ..

    الأول : الدعوة إلى عبادة الله وحده .

    الثاني : الدعوة إلى اجتناب الطاغوت .

    وفي هذا يقول القرآن الكريم : ( ولقد بعثنا في كل أمة رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت ) .

    ويقول مخاطباً النبي صلى الله عليه وسلم : ( وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحى إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون ) .

    ولهذا نجد أول نداء يوجهه كل رسول إلى قومه : ( يا قوم اعبدوا الله مالكم من إله غيره ) .. هكذا ذكر القرآن عن نوح وهود وصالح وشعيب وغيرهم .

    هكذا نجد نوحاً أول رسل الله إلى المشركين يقول لقومه : ( إني لكم نذير مبين * أن لا تعبدوا إلا الله )

    والمسيح ابن مريم الذي اتخذه قومه بعد ذلك ربا يعبد ، يقول : ( يا بنى إسرائيل اعبدوا الله ربي وربكم ، إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة وماواه النار ، وما للظالمين من أنصار ) .

    أما خاتم النبيين محمد صلى الله عليه وسلم فقد كانت دعوته إلى التوحيد واجتناب الطاغوت أبرز وأقوى وأعمق وأخلد ، كما يبدو ذلك واضحاً في القرآن والسنة ، وكما يتجلى في شعائر الإسلام وشرائعه وآدابه وأخلاقه .

    ***

    التوحيد شعار الإسلام

    وكان من مظاهر عناية الإسلام الكبرى بالتوحيد أن جعله شعاراً له يميزه عن كل الديانات سواء منها الوثنية والكتابية المحرفة ، وأصبح أشهر ما يعرف به الإسلام أنه (( دين التوحيد )) وصار عنوان الإسلام يتجسد في كلمتين أو جملتين من شهد بهما فقد دخل باب الإسلام . أولى هاتين الكلمتين (( شهادة أن لا إله إلا الله )) ، والثانية أن يشهد (( أن محمداً رسول الله )) .
    وأصبح إعلان هذا التوحيد شعيرة يومية ، بل أكثر من يومية ، حيث يكررها الفرد المسلم في صلواته المفروضة فقط تسع مرات في تشهده ، وخمس مرات في إقامته ، ولم يكتف الإسلام بذلك ، بل شرع الأذان في كل يوم خمس مرات ليعلن على الدنيا كلها من فوق منائره بصوت جهير : (( أشهد أن لا إله إلا الله )) .

    ومن روائع الإسلام أنه سن للأب المسلم أن يستقبل مولده بالأذان الشرعي ، يؤذن به في أذنه اليمنى ، لتكون كلمة التوحيد أول ما يطرق سمعه من أصوات الناس .
    فإذا عاش في الدنيا ما قدر له ، ثم حضرته الوفاة ، كان على أولياءه وأقاربه أن يلقنونه كلمة التوحيد : (( لا إله إلا الله )) .
    وبهذا يكون أول ما يستقبل به المسلم نور الحياة هو كلمة التوحيد ، وآخر ما يودع به الحياة هو كلمة التوحيد ، وما بين مهد الطفولة وفراش الموت ليس له مهمة غير إقامة التوحيد والدعوة إلى التوحيد .

    ***

    التوحيد هو حق الله على العباد

    ومما يؤكد هذا المعنى أن الرسول صلى الله عليه وسلم بين أن التوحيد هو حق الله على عباده الذي لا يجوز التفريط فيه ، ولا الغفلة عنه ..
    روى الشيخان البخاري ومسلم عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال : (( كنت رديف النبي صلى الله عليه وسلم على حمار ، فقال لي : (( يا معاذ ، أتدري ما حق الله على العباد ؟ وما حق العباد على الله ؟ )) قلت : الله ورسوله أعلم . قال : (( حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً ، وحق العباد على الله ألا يعذب من لا يشرك به شيئاً )) ، قلت : يا رسول الله ، أفلا أبشر الناس ؟ . قال : (( لا تبشرهم فيتكلوا )) .

    والسر في هذا الحق أن الله تعالى خلق الإنسان من عدم ، وأمده بنعم لا تحصى ، وسخر الشمس والقمر والليل والنهار لخدمته ، وآتاه العقل ، وعلمه البيان ، فمن حق هذا الخالق الرازق ، المنعم المعلم ، الرحمن الرحيم ، أن يشكر فلا يكفر ، ويذكر فلا ينسى ،ويطاع فلا يعصى .

    ولهذا كان بيان هذا الحق وتأكيده هو أول وصايا القرآن كما في الآية تسمى آية الحقوق العشرة ، المبدوءة بقوله تعالى : ( واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً ، وبالوالدين إحساناً ).... الآية . وكما قال في الآيات المحكمة المشتملة على الوصايا العشر في سورة الأنعام : ( قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم ، ألا تشركوا به شيئاً ، وبالوالدين إحساناً ) .. الخ ، ومثل ذلك وصايا الحكمة في سورة الإسراء المبدوءة بقوله تعالى : ( لا تجعل مع الله إلهاً آخر فتقعد مذموماً مخذولاً * وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحساناً ) ... الآيات .

    ***

    التوحيد رسالة المسلم في الحياة :

    وإذا كان المسلم يستقبل حياته بالتوحيد ويودعها بالتوحيد ، فإن وظيفته بين مهد الطفولة وفراش الموت ، هى إقامة التوحيد ، والدعوة إلى التوحيد .

    ويقول الله تعالى في بيان الوظيفة التي خلق لها المكلفين من الإنس والجن : ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون * ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون ) .

    بينت الآية الكريمة أنه سبحانه خلقهم ليعبدوه وحده لا شريك له ، فهذه هي الغاية والحكمة من خلقهم . لم يخلقهم الله تعالى ليأكلوا ويتمتعوا ، كما تأكل الأنعام ، دون أن يعرفوا الله جل شأنه ، ويقدروه حق قدره ، ويخضعوا بالعبادة ضارعين خاشعين .

    فمن عاش عمره من غير أن يحقق هدف وجوده ووظيفة حياته ، وهي عبادة الله وحده – فقد انحط عن مرتبة المكلفين العقلاء ، وأصبح كالأنعام أو أضل سبيلاً .

    ***

    التوحيد رسالة الأمة الإسلامية إلى الأمم :

    والتوحيد كما هو رسالة في الحياة ، هو أيضاً رسالة الأمة المسلمة إلى العالم كله ، وإلى الأمم جميعاً . ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يختم دعوته إلى كسرى وقيصر وغيرهما من ملوك الأرض وأمرائها، بهذه الآية الكريمة : (( يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئاً ولا يتخذ بعضناً بعضاً أرباباً من دون الله ، فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون ) .

    وقد كان الصحابة رضوان الله عليهم ومن تبعهم بإحسان يعرفون هذه الرسالة وواجبهم نحوها ، وحين سأل رستم قائد الفرس ربعي بن عامر في حرب القادسية : من أنتم ؟ وما مهمتكم ؟ أجابه بقوله : (( نحن قوم بعثنا الله لنخرج الناس من عبادة العباد إلى عبادة الله وحده ، ومن ضيق الدنيا إلى سعتها ، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام )).


    بماذا يتحقق التوحيد ؟

    إن التوحيد الذي جاءت به الرسل ، وعنى الإسلام بتثبيته وتأكيده وحمايته لا يتحقق وترسخ جذوره وتمتد فروعه إلا إذا توافرت له العناصر الآتية :

    العنصر الأول : إخلاص العبودية لله وحده .

    العنصر الثاني : الكفر بكل الطواغيت والبراءة ممن عبدها أو والاها من دون الله .

    العنصر الثالث : إتقاء الشرك بكل ألوانه ومراتبه ، وسد المنافذ إليه .


    أولا – إخلاص العبودية لله :

    أما إخلاص العبودية لله تعالى فمعناه : إعطاء الألوهية حقها الكامل من التعظيم والمحبة والخضوع المطلق ، وذلك يثبت بأمور ثلاثة :

    1 - ألا يبغي الانسان غير الله يعظمه كما يعظم الله .
    قوله تعالى : ( قل أغير الله أبغى رباً وهو رب كل شئ ) ، فكل ما اتخذه الناس من أرباب عبدوها أو عظموها من دون الله أو مع الله يجب أن يسقط ويزول سواء أكانت أرباباً من الحجر أم من البشر ، ولهذا كانت دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الملوك والأمراء : ( ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئاً ولا يتخذ بعضناً بعضاً أرباباً من دون الله ) .

    2 – ألا يتخذ غير الله ولياً يحبه كحب الله ، قال تعالى: (قل أغير الله أتخذ ولياً فاطر السموات والأرض ) ؟ .
    وقال تعالى : ( ومن الناس من يتخذ من دون الله أنداداً يحبونهم كحب الله ، والذين آمنوا أشد حباً لله ) .
    إلى أن قال تعالى في شأنهم : ( كذلك يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم ، وما هم بخارجين من النار ) .

    والمعنى : أنهم يحبون أندادهم وأولياءهم حباً ممتزجاً بالخضوع والخوف والتعظيم الذي لا يجوز أن يكون إلا لله .


    بماذا يتحقق التوحيد ؟

    إن التوحيد الذي جاءت به الرسل ، وعنى الإسلام بتثبيته وتأكيده وحمايته لا يتحقق وترسخ جذوره وتمتد فروعه إلا إذا توافرت له العناصر الآتية :

    العنصر الأول : إخلاص العبودية لله وحده .

    العنصر الثاني : الكفر بكل الطواغيت والبراءة ممن عبدها أو والاها من دون الله .

    العنصر الثالث : إتقاء الشرك بكل ألوانه ومراتبه ، وسد المنافذ إليه .


    أولا – إخلاص العبودية لله :

    أما إخلاص العبودية لله تعالى فمعناه : إعطاء الألوهية حقها الكامل من التعظيم والمحبة والخضوع المطلق ، وذلك يثبت بأمور ثلاثة :

    1 - ألا يبغي الانسان غير الله يعظمه كما يعظم الله .
    قوله تعالى : ( قل أغير الله أبغى رباً وهو رب كل شئ ) ، فكل ما اتخذه الناس من أرباب عبدوها أو عظموها من دون الله أو مع الله يجب أن يسقط ويزول سواء أكانت أرباباً من الحجر أم من البشر ، ولهذا كانت دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الملوك والأمراء : ( ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئاً ولا يتخذ بعضناً بعضاً أرباباً من دون الله ) .

    2 – ألا يتخذ غير الله ولياً يحبه كحب الله ، قال تعالى: (قل أغير الله أتخذ ولياً فاطر السموات والأرض ) ؟ .
    وقال تعالى : ( ومن الناس من يتخذ من دون الله أنداداً يحبونهم كحب الله ، والذين آمنوا أشد حباً لله ) .
    إلى أن قال تعالى في شأنهم : ( كذلك يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم ، وما هم بخارجين من النار ) .

    والمعنى : أنهم يحبون أندادهم وأولياءهم حباً ممتزجاً بالخضوع والخوف والتعظيم الذي لا يجوز أن يكون إلا لله .

    وقال شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب : ذكر أنهم يحبون أندادهم كحب الله ، فدل على أنهم يحبون الله حباً عظيماً ولم يدخلهم في الإسلام ، فكيف بمن أحب الند أكبر من حب الله ؟ وكيف بمن أحب الند وحده ولم يحب الله ؟؟

    إن متقضى التوحيد أن يخلص المرء حبه لله ، ولا يتخذ ولياً ولا نداً يحبه كحب الله ، فالولاية لا تكون إلا لله : ( أم اتخذوا من دونه أولياء ، فالله هو الولي وهو يحيى الموتى وهو على كل شئ قدير ) .

    3 – ألا يبتغي غير الله حكماً ، يطيعه كما يطيع الله ، كما قال تعالى : ( أفغير الله أبتغي حكماً وهو الذي أنزل اليكم الكتاب مفصلا ً ) ؟ .

    وذلك أن الذي له حق الحكم في شئون عباده والتشريع لهم في أمور دينهم إنما هو الله وحده ، العليم بخلقه ، الرحيم بهم ، الخبير بما يصلحهم وما يفسدهم . ( ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير ) .

    ومن هنا قرر القرآن الكريم أن الحكم – بمعنى التشريع – ليس إلا الله وحده ، كما قال تعالى : ( إن الحكم إلا لله ، أمر ألا تعبدوا إلا إياه ، ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعملون ) .

    كما اعتبر القرآن التحاكم إلى غير الله ورسوله خروجاً عن حقيقة الإيمان ، ودخولاً في طاعة الشيطان : ( ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالاً بعيداً * وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلي الرسول رأيت المنافقين يصدون عنك صدوداً ) .

    ***

    ثانياً – الكفر بالطواغيت :

    كان العنصر الأول في تحقيق التوحيد هو إخلاص العبودية لله ، وإعطاء الألوهية حقها من التعظيم والمحبة والطاعة ، التي لا ينبغي أن تكون إلا لله سبحانه .

    أما العنصر الثاني ، فهو الكفر بالطواغيت والبراءة من كل من عبدها أو والاها من دون الله ، حتى إن القرآن الكريم قدم أحياناً الكفر بالطاغوت على الإيمان بالله ولهذا قال تعالى : ( فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقي لا انفصام لها ) .
    وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( من قال لا إله إلا الله ، وكفر بما يعبد من دون الله ، حرم ماله ودمه ، وحسابه على الله ) (رواه مسلم ) . فلم يجعل الإقرار بكلمة التوحيد ، عاصماً للدم والمال، حتى يضم إليها الكفر بما يعبد من دون الله .
    ذلك أن الأشياء تتميز بأضدادها ، فالإيمان بالحق لا يتميز ويتحقق إلا بالكفر بالباطل ، والبراءة من أهله .
    ولهذا أعلن إمام الموحدين – إبراهيم عليه السلام – براءته من آلهة قومه وأصنامهم وعداوته لهم كما قال تعالى : ( وإذ قال إبراهيم لأبيه وقومه إنني براء مما تعبدون * إلا الذي فطرني فإنه سيهدين ). وقال سبحانه : ( قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا براء منكم ومما تعبدون من دون الله ، كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبداً حتى تؤمنوا بالله وحده ) .

    وبهذا نعلم أن التوحيد الحق لا يتم إلا إذا انضم إلى الإيمان بالله وعبادته ، الكفر بالطاغوت والبراءة من أوليائه ، ومن أجل ذلك كان نداء الرسل جميعاً إلى قومهم ما عرفنا من قبل : ( أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت ) .

    ولكن ما معنى الطاغوت ؟

    الطاغوت كلمة مشتقة من (( الطغيان )) وهو مجاوزة الحد . وقد اختلفت عبارات السلف في تحيد معناه . فقال عمر رضي الله عنه : الطاغوت : الشيطان . وقال جابر رضي الله عنه : الطواغيت : كهان كانت تنزل عليهم الشياطين . وقال مالك : الطاغوت : كل ما عبد من دون الله .

    وهذه الأقوال تذكر أمثلة للطاغوت ولكنها لا تحصر كل أفراده . وأضبط تحديد لمعنى الطاغوت ما ذكره الإمام ابن القيم رحمه الله قال : (( الطاغوت )) كل ما تجاوز به العبد حده من معبود أو متبوع أو مطاع ، فطاغوت كل قوم من يتحاكمون إليه غير الله ورسوله ، أو يعبدونه من دون الله ، أو يتبعونه على غير بصيرة من الله ، أو يطيعونه فيما لا يعملون أنه طاعة لله . فهذه طواغيت العالم ، إذا تأملتها وتأملت أحوال الناس معها رأيت أكثرهم أعرض عن عبادة الله تعالى إلى عبادة الطاغوت ، وعن طاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى طاعة الطاغوت ومتابعته .

    ***

    ثالثاُ – إتقاء الشرك والحذر منه :

    وهذا هو العنصر الثالث لتحقيق التوحيد ، وهو يقتضي معرفة أنواع الشرك كله أكبره وأصغره ، جليه وخفيه ، التحرر من كل شائبة للشرك ، والحذر من منافذه ومداخله .

    إن الشئ – كما قلنا – لا يتميز إلا بضده ، فلهذا لا يعرف التوحيد خالصاً متميزاً إلا بمعرفة ضده وهو الشرك .

    فما حقيقة الشرك ؟



    لشرك

    الشرك .. أن يجعل المرء لله شريكاً فيما هو من خالص حقه سبحانه ، كأن مع الله إلهاً أو آلهة ، يعبدها أو يطيعها أو يستعين بها أو يحبها أو نحو ذلك مما لا يستحقه إلا الله جل شأنه .

    وهذا هو الشرك الأكبر ، الذي لا يقبل معه عمل صالح ، بل لا يصلح معه عمل ، لأن أول شرط لقبول العمل وصلاحه أن يكون خالصاً لله كما قال تعالى : ( فمن كان يرجوا لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً ولا يشرك بعبادة ربه أحداً ) .

    وهذا الذنب الذي لا يقبل المغفرة بحال : ( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ) .

    والجنة حرام على المشرك ، كما أن النار مأواه ومثواه قال تعالى : ( إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار ، وما للظالمين من أنصار ) .

    ***

    أنواع الشرك

    الشرك نوعان : شرك أكبر ، وشرك أصغر .

    فالشرك الأكبر هو الذي لا يغفره الله ولا يدخل صاحبه الجنة أبداً .
    والشرك الأصغر من كبائر الذنوب التي يخشى على من اقترفها وأصر عليها أن يموت كافرا ، إن لم يتداركه الله برحمته فيتوب قبل موته .

    الشرك الأكبر جلي وخفي :

    والشرك الأكبر أيضاً نوعان .. ظاهر جلي ، وباطن خفي .
    فمن الشرك الأكبر الظاهر : عبادة إله أو آلهة مع الله سواء أكان هذا الآلة كوكباً كالشمس والقمر ، أو كان جماداً كالأصنام والحجارة ، أو كان حيواناً كالعجل والبقر ، أو إنسانا كالذين عبدوا فرعون وأمثاله من الملوك الذين ادعوا الألوهية أو ادعيت لهم ، ووجدوا في الناس من يصدقهم .

    وكذلك الذين عبدوا (( بوذا )) أو المسيح عيسى ابن مريم ، أو كان من المخلوقات المغيبة عنا مثل الجن والشياطين والملائكة .. وقد وجد له عباد في أمم شتى .

    ***

    من الشرك الأكبر الخفي : الدعاء والاستعانة بالموتى :

    ومن الشرك الأكبر نوع خفي ، يخفي على كثير من الناس ومنه دعاء الموتى و المقبورين من أصحاب الأضرحة والمقامات ، والاستعانة بهم وطلب قضاء الحوائج منهم من شفاء المرضى وتفريج الكربات ، وإغاثة الملهوف ، والنصر على العدو ، مما لا يقدر عليه إلا الله ، واعتقاداتهم بأنهم يضرون وينفعون . وهذا أصل شرك العالم ، كما قال ابن القيم .

    وسبب خفاء هذا الشرك أمران :

    1 – أن الناس لا يسمون هذا الدعاء والاستعانة والاستغاثة بأصحاب القبور عبادة ، ويظنون أن العبادة إنما تنحصر في الركوع والسجود والصلاة والصيام ونحوها .

    والحقيقة أن روح العبادة – كما ذكرنا – هو الدعاء ، كما جاء في الحديث : (( الدعاء هو العبادة )) .

    2 – أنهم يقولون : نحن لا نعتقد أن هؤلاء الأموات الذين ندعوهم ونستغيث بهم آلهة أو أرباب لنا ، بل نعتقد أنهم مخلوقون مثلنا . ولكنهم وسائط بيننا وبين الله وشفعاء لنا عنده .

    وهذا من جهلهم بالله جل جلاله ، فقد حسبوه مثل الملوك الجبارين والحكام المستبدين ، لا يستطاع الوصول إليهم إلا بوسطاء وشفعاء .

    وهو نفس الوهم الذي سقط فيه المشركون قديما ً ، وحين قالوا عن آلهتهم وأصنامهم : ( ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى ) ، ( ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله ) .

    ولم يعتقدوا يوماً أن آلهتهم وأصنامهم تخلق أو ترزق أو تحيى أو تميت ، كما قال تعالى : ( ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض ليقولن خلقهن العزيز العليم ) .

    ( قل من يرزقكم من السماء والأرض أم من يملك السمع والأبصار ومن يخرج الحي من الميت ويخرج من الحي ومن يدبر الأمر ، فسيقولون الله ، فقل أفلا تتقون ) ؟ .

    ومع هذا الاعتقاد في الله تعالى ، أنه خالق السموات والأرض ، وأنه الرزاق المدبر المحيى المميت .. والاعتقاد في الأصنام .. أنها مجرد وسائط وشفعاء لهم عند الله .. مع هذا كله رماهم القرآن بالشرك ، وسماهم المشركين ، وأمر بقتالهم حتى يتوبوا من الشرك ويقولوا : (( لا إله إلا الله )) فمن قالها فقد عصم دمه وماله إلا بحق الإسلام .

    إن الله تعالى غني عن الوسائط والشفعاء ، وهو أقرب إلى عبده من حبل الوريد ، كما قال تعالى : ( وإذا سألك عبادي عني فإني قريب ) .
    (وقال ربكم ادعوني أستجب لكم ) .

    وبابه تعالى مفتوح لكل من أراد الدخول ، ليس عليه حاجب ولا بواب .

    ***

    من الشرك الأكبر : اتخاذ غير الله مشرعاً :

    ومن الشرك الأكبر الذي يدق ويخفي أيضاً على كثير من الناس ، اتخاذ غير الله مشرعاً أو ابتغاء غير الله حكماً . وبعبارة أخرى : إعطاء بعض الناس لفرد أو جماعة حق التشريع المطلق لهم أو لغيرهم من البشر ، فيحلون لهم ويحرمون عليهم ما شاءوا ، ويشرعون لهم من الأنظمة والقوانين ، أو يضعون لهم من المناهج والأفكار ، ما لم يأذن به الله تعالى ، وما يضاد شرع الله سبحانه ، فيتبعهم الآخرون ويطيعونهم فيما شرعوا ووضعوا ، كأنه شرع إلهي ، أو حكم سماوي ، يطاع ولا يعصى .

    إن الذي له الحق في التشريع لخلقه هو الله وحده . فهو الذي خلقهم ورزقهم وأسبغ عليهم نعمه ظاهرة وباطنة ، فمن حقه وحده أن يكلفهم ويأمرهم وينهاهم ويحل لهم ويحرم عليهم ، لأنه رب الناس ، ملك الناس ، إله الناس، وليس لأحد غيره من الربوبية والملك والألوهية ما له ، حتى يكون له سلطة الحكم والتشريع .

    إن العالم هو مملكة الله تعالى ، والناس في هذه المملكة عبيده ورعاياه ، وهو سبحانه سيد هذا المملكة وحاكمها ، فله وحده أن يحكم ويشرع ويحلل ويحرم ، وعلى الرعية أن يسمعوا ويطيعوا .

    فمن أدعى من رعية هذه المملكة أن لأحد فيها حق الأمر والنهى والتحليل والتحريم والحكم والتشريع دون إذن من سيد المملكة أو حاكمها ، فقد جعل من بعض عبيد الملك شريكاً له في الملك ، منازعاً له في سلطة السيادة ، وفي اختصاصه بالحكم والسلطان .

    ومن أجل ذلك حكم القرآن الكريم على أهل الكتاب بالشرك ، وسماهم مشركين ، لأنهم أعطوا أحبارهم ورهبانهم حق التشريع لهم ، فأطاعوهم فيما أحلوا لهم وما حرموا عليهم ، وقرن القرآن ذلك بعبادتهم للمسيح ابن مريم ، سواء بسواء .

    قال تعالى : ( اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله والمسيح ابن مريم وما أمروا إلا ليعبدوا إلها واحداً ، لا إله إلا هو ، سبحانه عما يشركون ) .

    وهذه الآية قد فسرها النبي صلى الله عليه وسلم لعدى بن حاتم الطائي ، وكان نصرانياً في جاهليته ، وذلك أنه لما جاء مسلماً دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرأ عليه هذه الآية. قال عدى : فقلت : إنهم لم يعبدوهم ، فقال صلى الله عليه وسلم : ( بلى .. إنهم حرّموا عليهم الحلال ، وحللوا لهم الحرام فاتبعوهم ، فذلك عبادتهم إياهم )) .

    فقد دلت هذه الآية وما فسرها من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم على أن من أطاع الله في معصية أو اتبعه فيما لم يأذن به الله ، فقد اتخذه رباً ومعبوداً ، وجعله لله شريكاً ،وذلك ينافي التوحيد الذي هو دين الله ، والذي دلت عليه كلمة الإخلاص (( لا إله إلا الله )) فإن الإله هو المعبود ، وقد سمى الله طاعتهم لأحبارهم ورهبانهم عبادة لهم ، وسماهم أرباباً – أي شركاء لله تعالى في العبادة . وهذا هو الشرك الأكبر ، فكل من أطاع مخلوقاً واتبعه على غير ما شرعه الله ورسوله فقد اتخذه رباً ومعبوداً وان لم يسمه بذلك كما قال تعالى في آية أخرى : ( وإن أطعتموهم إنكم لمشركون ) .

    ويشبه هذه الآية في المعنى قوله تعالى : ( أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله ) .

    وإذا كان هذا حكم القرآن والسنة فيمن اتخذ غير الله مشرعاً ، واتبعه فيما لم يأذن به الله ، فكيف بمن جعل نفسه لله نداً فأعطاها حق الحكم والتشريع والتحليل الذي هو من خصائص الألوهية ؟ !





    - الكهانة والعرافة :
    ومثل المنجم الكاهن والعرّاف .

    والكاهن هو الذي يخبر عن المغيبات في المستقبل ، أو هو الذي يخبر عما في الضمير .

    والعرّاف اسم للكاهن والمنجم والرّمال ومن شابه هؤلاء من كل من يدعي معرفة المغيبات ، سواء ما يكنه المستقبل أو ما يكنه الضمير . وسواء أكان ذلك عن طريق الاتصال بالجن أم النظر أو الخط في الرمل أو قراءة الفنجان أو خلاف ذلك .

    روى مسلم في صحيحه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( من أتى عرافاً ، فسأله عن شئ فصدقه ، لم تقبل له صلاة أربعين يوماً )) .

    وروى أبو داود عنه صلى الله عليه وسلم : (( من أتى كاهناً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد – صلى الله عليه وسلم )) .

    وذلك لأن مما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم أن الغيب لا يعلمه إلا الله ، قال تعالى : ( قل لا يعلم من في السموات والأرض الغيب إلا الله ) ، ( وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو ) ، ( عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحداً * إلا من ارتضى من رسول ) .. حتى النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن ليعلم من الغيب إلا ما أعلمه الله عن طريق الوحى . ولهذا خاطبه بقوله : ( قل لا أملك لنفسي نفعاً ولا ضراً إلا ما شاء الله ، ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء ، إن أنا إلا نذير وبشير لقوم يؤمنون ) .

    كما أن الجن الذين يستعين بهم السحرة والكهنة ليس لهم قدرة على معرفة الغيب ، وقد ذكر القرآن عن جن سليمان أنهم لم يعلموا موت سليمان : ( فلما تبينت الجن أن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين ) .

    ولهذا كان تصديق الكهنة والعرافين – في زعمهم معرفة الغيب – كفراً بما أنزل الله من آيات بينات .

    وإذا كان إتيان هؤلاء وتصديقهم بهذه المنزلة من الشناعة في الدين ، فما بالك بهؤلاء الكهنة والعرافين أنفسهم ؟ إنهم براء من الدين كما أن الدين برئ منهم ، جاء في حديث : (( ليس منا من تطيّر أو تطير له ، أو تكهن أو تكهن له ، أو سحر أو سحر له )) . ( رواه البزار بإسناد جيد



    لإسلام يسد المنافذ إلى الشرك

    لقد جاء الإسلام بالتوحيد الخالص ، وحارب الشرك أكبره وأصغره ، وحذر منه أشد التحذير ، واتخذ لذلك وسائل شتى ، أبرزها سد كل المنافذ التي تهب منها ريح الشرك .

    من هذه المنافذ ما يأتي :

    • الغلو في تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم :

    نهى النبي صلى الله عليه وسلم – عن الغلو في تعظيمه ومدحه فقال : (( لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى ابن مريم ، إنما أنا عبد ، فقولوا عبد الله ورسوله )) ( متفق عليه ) .

    والقرآن الكريم أثنى عليه صلى الله عليه وسلم بالعبودية لله في أشرف المقامات ، تأكيداً لهذا المعنى كقوله تعالى : ( الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجاً )،وقوله ( سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً ) ، وقوله : ( فأوحى إلى عبده ما أوحى ) .

    وكان صلوات الله عليه إذا رأى أو سمع ما يؤدي إلى الغلو في شخصه ، زجر من قال ذلك أو فعله ، ونبهه إلى الحق والسداد .

    روى أبو داوود بسند جيد عن عبد الله بن الشخير رضي الله عنه قال : انطلقت في وفد بني عامر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلنا : أنت سيدنا .. قال: (( السيد الله تبارك وتعالى )) .

    وعن أنس أن أناساً قالوا : يا رسول الله ، يا خيرنا وابن خيرنا ، وسيدنا وابن سيدنا ، فقال : (( يا أيها الناس ، قولوا بقولكم ، ولا يستهوينكم الشيطان .. أنا محمد عبد الله ورسوله . وما أحب أن ترفعوني فوق منزلتي التي أنزلني الله عز وجل )) (( رواه النسائي بسند جيد ) .

    ولما قال له رجل : ما شاء الله وشئت قال : (( أجعلتني لله نداً ؟ قل : ما شاء الله وحده )) . ( رواه النسائي ) .


    • الغلو في الصالحين :

    ومما نهى عنه الإسلام وحذر منه ، الغلو في شأن الصالحين .

    فقد غلا قوم في شأن المسيح حتى جعلوه أبناً لله ، أو ثالث ثلاثة ، وقال بعضهم : إن الله هو المسيح ابن مريم .

    وغلا قوم في أحبارهم ورهبانهم فاتخذوهم أرباباً من دون الله ، من هنا حذر الله من غلو أهل الكتاب وشنع عليهم في ذلك فقال : ( يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق ) ، ( قل يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم غير الحق ولا تتبعوا أهواء قوم قد ضلوا من قبل وأضلوا كثيراً وضلوا عن سواء السبيل ) .

    وأول شرك وقع في الأرض – هو شرك قوم نوح – كان سببه الغلو في الصالحين . جاء في صحيح البخاري عن ابن عباس في الحديث عن آلهتهم (( ود وسواع ويغوث ويعوق ونسر )) قال : (( هذه أسماء رجال صالحين من قوم نوح ، فلما هلكوا أوحى الشيطان إلى قومهم : أن انصبوا إلى مجالسهم التي كانوا فيها أنصاباً ، وسموها بأسمائهم . ففعلوا ..ولم تعبد ، حتى إذا هلك أولئك ونسي العلم ، عبدت )) .

    وقال بعض السلف : لما ماتوا علقوا على قبورهم ، ثم صوروا تماثليهم ، ثم طال عليهم الأمد فعبدوهم .

    ومن هنا نعلم أن غلو بعض المسلمين فيمن يعتقدون صلاحهم وولايتهم الله ، وبخاصة أصحاب الأضرحة والمزارات – يؤدي إلى أنواع من الشرك ، كالنذر لهم والذبح لهم والاستعانة بهم والإقسام بهم على الله ونحو ذلك ، وقد يفضي بهم الغلو إلى الشرك الأكبر وهو اعتقاد أن لهم سلطة وتأثيراً في الوجود ، وراء الأسباب والسنن الكونية ، فيدعون من دون الله أو مع الله ، وهذا هو الإثم العظيم والضلال البعيد .



    • تعظيم القبور :

    ومما حذر منه الإسلام أشد التحذير . تعظيم القبور ، وبخاصة قبور الأنبياء والصالحين ، ولذلك نهى عن جملة أشياء تفضي إلى تعظيم القبور منها :

    1- إتخاذها مساجد :

    روى مسلم في صحيحه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال قبل أن يموت بخمس : (( ألا إن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبائهم مساجد ، ألا فلا تتخذوا القبور مساجد ، إني أنهاكم عن ذلك )) .

    وعن عائشة وابن عباس قالا : (( لما نزل برسول الله صلى الله عليه وسلم – أي في حالة الاحتضار – طفق يطرح خميصة له على وجهه . فاذا اغتم كشفها ، فقال وهو كذلك : (( لعنة الله على اليهود والنصارى ، اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد )) يحذر ما صنعوا . ( متفق عليه ) .

    2- الصلاة إليها :

    ففي الحديث : (( لا تجلسوا على القبور ولا تصلوا إليها )) ( رواه مسلم ) .
    أي لا تجعلوا القبور في اتجاه القبلة .

    3- إضاءتها وإيقاد السرج عليها :

    في الحديث : (( لعن الله زوارات القبور والمتخذين عليها المساجد والسرج )) . ( رواه أحمد والترمذي وغيرهما ).

    4- البناء عليها وتجصيصها :

    روى مسلم عن جابر قال : (( نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن تجصيص القبر ، وأن يقعد عليه وأن يبني عليه بناء )) .

    5- الكتابة عليها :

    لحديث جابر : (( أنه صلى الله عليه وسلم نهى أن تجصص القبور وأن يكتب عليها )) ( رواه أبو داوود والترمذي ) .


    6 – تعليتها ورفعها :

    لحديث عليّ : (( أن النبي صلى الله عليه وسلم بعثه وأمره ألا يدع قبراً مشرفاً إلا سواه )) . ( رواه مسلم ) .

    كما جاء في سنن أبي داوود نهيه عليه الصلاة والسلام أن يزاد عليها غير ترابها من الأحجار ونحوها . ولهذا كان السلف يكرهون الآجر على قبورهم .

    7 – إتخاذها عيداً :

    روى داوود عن أبي هريرة مرفوعاً : (( لا تجعلوا بيوتكم قبوراً ، ولا تجعلوا قبري عيداً ، وصلوا على فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم )) .

    وروى أبو يعلي بسنده عن علي بن الحسين ، أنه رأى رجلاً يجئ إلى فرجة كانت عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم . فيدخل فيها ويدعو ، فنهاه وقال : ألا أحدثكم حديثاً سمعته عن أبي عن جدي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( لا تتخذوا قبري عيداً ، ولا بيوتكم قبوراً ، فإن تسليمكم يبلغني حيث كنتم )) ومعنى اتخاذ القبر عيداً قصده للاجتماع فيه والقعود عند ونحو ذلك .

    وقبر رسول الله صلى الله عليه وسلم هو أفضل قبر على وجه الأرض ، فإذا نهى عن اتخاذه عيداً فقبر غيره أولى بالنهى ، كائناً من كان . ويكفي أن يصلي ويسلم على الرسول صلى الله عليه وسلم فتصله صلاته وسلامه حيثما كان .


    ***


    • الحكمة في هذا التحذير :

    والحكمة في نهى الإسلام عن تعظيم القبور أنه ذريعة إلى الشرك الأصغر والأكبر كما رأينا في قوم نوح ، وكما هو مشاهد إلى اليوم . فالغلو في قبور الصالحين يصيرها أوثاناً معبودة ولهذا قال صلى الله عليه وسلم : (( اللهم لا تجعل قبري وثناً يعبد ، اشتد غضب الله على قوم اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد )) . ( رواه مالك ) .

    ومما يأسف له كل مسلم غيور على دينه أن ما حذر منه الرسول صلى الله عليه وسلم قد وقع فيه كثير من أهل الإسلام . فقد اتخذوا قبور بعض الصالحين أعياداً ، وشيدوها وزخرفوها ، وبنوا عليها المساجد والقباب ، وأوقدوا عليها السرج والقناديل ، ووقفوا لذلك الوقوف ، ونذروا لها النذور ، وطافوا بها كالكعبة ، واستلموها كالحجر الأسود ، وأوسعوا جدرانها لثماً وتقبيلاً ، ومنهم من يسجد لها ، ويعفر الخدود على ترابها . ويقف خاشعاً مستكيناً ، يستغيث بأصحابها ، يسأله – مشافهة – قضاء الديون ، وتفريج الكربات ، وإغاثة اللهفات ، وشفاء المرضى ، والنصر على الأعداء ، وبعضهم يقدم طلباته مكتوبة في رقاع إلى صاحب القبر ، وهذا من الشرك الصريح ، ولا حول ولا قوة إلا بالله .


    للحديث بقية إن شاء الله

  5. #50

    افتراضي

    الأخ غانم يعبر هنا عن النظرية الوهابية في التوحيد، وهي نظرية خاصة به تختلف عن بقية المسلمين من السنة والشيعة، وهي نظرية متشددة جدا تضيق حتى بالوهابيين فتخرج كثيرا منهم من أهل التوحيد والايمان، وتحكم عليهم بالكفر والشرك والخروج من الدين، كما حدث ذلك كثيرا في تاريخ الحركة الوهابية ولا يزال يعتمد عليها بعض الوهابيين في تكفير النظام السعودي ورجال الدين الوهابيين وكثيرا من اتباعهما، حتى لا يبقى ممن يحمل صفة الايمان والاسلام الا نفر قلائل جدا.
    والنتيجة المنطقية لهذا الفكر المتشدد والمتطرف هو الغاء وجود الامة الاسلامية وتكفير السنة والشيعة، كما فعل الأمير سعود الأول بن عبد العزيز الذي دعا أهل مكة والمدينة والحجاز بصورة عامة والدولة العثمانية الى الدخول في الاسلام من جديد، واباح على ضوء ذلك دماء وأموال واعراض من لم يدخل في الحركة الوهابية, وربما يشكل الخلفية لكثير من عمليات الارهاب والقتل العشوائي بحث المسلمين من مختلف الطوائف بعد اعتبارهم كفارا ومشركين .

    للتعرف على المزيد من التفاصيل يرجى مراجعة كتاب ( الفكر السياسي الوهابي) في موقع الكاتب على العنوان التالي:
    www.alkatib.co.uk
    أحب في الله من يبغضني في الله

  6. #51
    تاريخ التسجيل
    Aug 2003
    المشاركات
    7

    افتراضي

    اخي احمد الكاتب لست بوهابي والنقل الذي نقلته للشيخ القرضاوي
    ثم عملية التعميم بهذالشكل غير مقبولة منك ان تقول بانه نظريه وهابية اريد الرد على هذا الكلام الذي نقلته وبيان تعارضه مع القران لاننا متفقين على هذا المصدر او من الاحاديث الصحيحة المقبوله عندنا وعندكم
    وهنا انا لا اريد ان ادخل بالتفاصيل ولكن اتحدث عن القضايا الاساسية من اهمية التوحيد
    اما ان اسمع كلام يقول ان الله فوض الائمة بالخلق والرزق ولا يتم الرد على هذا الكلام من العلماء الكبار بل كتب المذهب مليئة بمثل هذا الكلام ولا يتم التبرا منه فانا اقول وبكل صراحة الان لا الوم من يتهجم على المذهب الشيعي اذا لم ياخذ علماء المذهب موقف واضح من هذه الامور
    حقيقة حتى الغد لم اكن اصدق ان الشيعة يقولون بمثل هذه الاشياء وكنت اعتقد انها من الافتراء الذي يتقنه البعض
    واقول مرة اخرى انا اعالج قضية اساسية فالرجاء عدم الخول في بعض التفريعان من جواز الصلاة بالمساجد التي فيها قبور وغيرها م الامور الفرعية

  7. #52
    تاريخ التسجيل
    Aug 2003
    المشاركات
    7

    افتراضي

    بقول الشيخ

    إنهم يدعون غير الله ويرجون ويخافون غير الله ، وممن ادعوا لهم أنهم أولياء أو أقطاب أو أوساط أو أبدال أو غير ذلك من الألقاب .

    فهم يطوفون بأضرحتهم يسألونهم أكثر مما يسألون الله ، ويستعينونهم أكثر مما يستعينون الله . يهرعون إليهم في الملمات ، يطلبون منهم قضاء الحاجات ، وتفريج الكربات ، بدعوى أنهم وسطاء بينهم وبين الله ، ولولا الواسطة لذهب – كما قيل – الموسوط !

    اريد من الاخ احمد الكاتب ان يقول رايه بمثل من يقومون بهذه الاعمال

  8. #53
    تاريخ التسجيل
    Aug 2003
    المشاركات
    7

    افتراضي

    اريد هنا ان اضيف ان الشيخ منفتح على كل المسلمين ياخذ ما يراه صوابا ولا يعني انه استشهد بكلام محمد عبد الوهاب انه اصبح وهابيا ولا اريد الان ان نجعل من هذه القضيه محور نقاشنا

  9. #54

    افتراضي

    اخي العزيز
    لا خلاف لي مع ما نقلت من كلام الشيخ القرضاوي، وقد ابتدأت انا الكلام في نقد المفوضة والغلاة والقائلين بالولاية التكوينية، ونقلت أحاديث عن أهل البيت وعلماء الشيعة الكبار، ولكن كلامي حولآراء الشيخ محمد بن عبد الوهاب التي نقلتها بعد كلام الشيخ القرضاوي، والموقف من المستغيثين بقبور الأولياء والصالحين، وهؤلاء ليسوا من الشيعة فقط وليسوا كل الشيعة، اي انهم موجودون في كل الطوائف، والجدال حول ما يفعلون موجود في كل الطوائف، وحتى داخل اتباع المذهب الحنبلي والسلفية، ورغم رفض الكثير من العلماء للاستغاثة بالأولياء و الصالحين فانهم لم يعتبروا عملهم كفرا صريحا وشركا أكبر مخرجا من الملة والدين كما فعل الشيخ محمد بن عبد الوهاب، وقد رد عليه حتى اخوه الشيخ سليمان بن عبد الوهاب في كتاب أحدث ثورة ضد الحركة الوهابية التي فجرت صراعا عنيفا داخل نجد قبل غيرها من المناطق، استمر حوالي اربعين عاما واراق كثيرا من الدماء.
    المشكلة هي ان الشيخ يخلط بين الشرك الأكبر و الشرك الأصغر، ويحكم بالكفر على الجهلة والبسطاء ويعمم في التكفير على الجماعات الواسعة حتى كفر الأمة الاسلامية جمعاء بلا استثناء الا من اتبعه وحارب معه وكفر الآخرين.
    هناك شبهة وقع فيها البعض وهو اعتقاده بأن الأولياء و الشهداء و الصالحين هم كالأحياء يسمعون ويرون ويفعلون، وانهم مخولون من قبل الله بفعل امور كثيرة ، ولذلك لا يعتبرون طلب شيء منهم شركا بالله كما لا يتعبر طلب شيء من احد الأحياء شركا، وبالرغم من عدم موافقتي لما يعتقدون الا انه لا يجوز ان نعتبرهم مشركين شركا أكبر كأبناء الجاهلية الأولى او اشد كفرا وما الى ذلك مما قال الشيخ ابن عبد الوهاب. وما حاولت ان توحي به في مقالك الآنف، ولست ادري كيف تقول بعد ذلك بأنك غير وهابي؟ فما هي الوهابية اذن؟
    أحب في الله من يبغضني في الله

  10. #55
    تاريخ التسجيل
    Aug 2003
    المشاركات
    7

    افتراضي

    اخي الحبيب
    الكلام السابق يتحدث بشكل اساسي عن المتصوفة المنحرفة وليس عن الشيعة
    واؤكدلك مرة اخرى اني لست وهابي ولا يشرفني ان اكون كذلك ومع هذا لا ييعني ان كل الذي يقوله الوهابية خاطئ بل على العكس الكثير منه صواب
    اوضح اكثر لو قارنا بين عقيدة الوهابية وعقيدة الشيخ القرضاوي حفظه الله لوجدنا هناك تشابه كبير ولكن الشيخ القرضاوي يختلف كثيرا عن الوهابيه في حكمه على الاشخاص والجماعات بشكل كبير جدا اذا ليس دائما المشكلة بالافكار ولكن بالذين يحملون هذه الافكار وطرق التعلم عندهم والمناهج المستخدمة
    اذا لا يعني انه اذا وجدنا احد يقول بما يقول به الوهابية انه اصبح وهابيا قانا لا امقت على الوهابية ان لهم اجتهادهم الخاص ولكن الذي امقته هي محاولة فرض هذا الاجتهاد على الاخرين بل اكثر من ذلك ارهاب الاخرين وممارسة اساليب القمع الفكري والجسدي

  11. #56

    افتراضي

    اخي العزيز غانم
    وأنا لا اصر على اتهامك بالوهابية ، وانما اقول ان تضييق دائرة الايمان والتوحيد الى درجة لا يدخل فيها الا افراد قلائل، او تشديد شروط الايمان بحيث لا يبقى في العالم مسلمون الا الوهابيون، يعتبر نوعا من التشدد ويجر الى تكفير عامة المسلمين و تشريع قتالهم واستباحة اموالهم ودمائهم. وربما كنت لا ترضى بذلك
    أحب في الله من يبغضني في الله

  12. #57
    تاريخ التسجيل
    Aug 2003
    المشاركات
    7

    افتراضي

    اخي هذا الامر لا يوجد فقط عند الوهابية فلقد قراة قبل قلليل ان كثير من الشيعة يقولون ان من لا يومن بالائمامة ان ايمانه غير مكتمل بل الكثير يقول بان من لا يومن بذلك فهو كافر

  13. #58
    تاريخ التسجيل
    Sep 2003
    الدولة
    kuwait
    المشاركات
    10

    افتراضي

    سؤال للأخ الكاتب :
    الخميني حسب تعريفك من الغلاة لأنه يقول بالولاية التكوينية في كتابه الحكومة الاسلامية (ص 52) . فما قولك في هذا ؟

  14. #59
    تاريخ التسجيل
    Sep 2003
    الدولة
    kuwait
    المشاركات
    10

    افتراضي

    الاخ احمد الكاتب :

    في ردك على غانم ذكرت انه ماذكره من التوحيد هو نظريه وهابيه و هي تضيق على المسلمين وتكفر عامتهم واقول لك الآتي :
    ردك هذا غير علمي لا يستند على دليل من الكتاب والسنه و هو رد انشائي لايغني من الحق شيئا؟
    1) هناك فرق بين عمل المسلم للمكفرات والتكفير . فالمسلم قد يقع بالكفر لجهله ولا يكفر حتى يبين له وتقام عليه الحجه .
    2)عقيدة الشيخ محمد بن عبد الوهاب لا تختلف عن عقيدة الشافعي ومالك واحمد بن حنبل وابو حنيفه بل ان العقيدة الطحاوية التي كتبها الطحاوي الحنفي المذهب وشرحهاالعز بن عبدالسلام الحنفي ايضا تدرس في الجامعات السعودية
    وارجو ان تثبت عكس ما اقول بالدليل.....و منك نستفيد!

    اخيرا اقول ابتعدوا عن كلام العواطف والأنشاء لأنه لا تقوم به حجه ولا يسمن ولا يغني من جوع .
    1






    9

  15. #60
    تاريخ التسجيل
    Aug 2003
    المشاركات
    7

    افتراضي

    • تعظيم القبور :

    ومما حذر منه الإسلام أشد التحذير . تعظيم القبور ، وبخاصة قبور الأنبياء والصالحين ، ولذلك نهى عن جملة أشياء تفضي إلى تعظيم القبور منها :

    1- إتخاذها مساجد :

    روى مسلم في صحيحه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال قبل أن يموت بخمس : (( ألا إن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبائهم مساجد ، ألا فلا تتخذوا القبور مساجد ، إني أنهاكم عن ذلك )) .

    وعن عائشة وابن عباس قالا : (( لما نزل برسول الله صلى الله عليه وسلم – أي في حالة الاحتضار – طفق يطرح خميصة له على وجهه . فاذا اغتم كشفها ، فقال وهو كذلك : (( لعنة الله على اليهود والنصارى ، اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد )) يحذر ما صنعوا . ( متفق عليه ) .

    2- الصلاة إليها :

    ففي الحديث : (( لا تجلسوا على القبور ولا تصلوا إليها )) ( رواه مسلم ) .
    أي لا تجعلوا القبور في اتجاه القبلة .

    3- إضاءتها وإيقاد السرج عليها :

    في الحديث : (( لعن الله زوارات القبور والمتخذين عليها المساجد والسرج )) . ( رواه أحمد والترمذي وغيرهما ).

    4- البناء عليها وتجصيصها :

    روى مسلم عن جابر قال : (( نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن تجصيص القبر ، وأن يقعد عليه وأن يبني عليه بناء )) .

    5- الكتابة عليها :

    لحديث جابر : (( أنه صلى الله عليه وسلم نهى أن تجصص القبور وأن يكتب عليها )) ( رواه أبو داوود والترمذي ) .


    6 – تعليتها ورفعها :

    لحديث عليّ : (( أن النبي صلى الله عليه وسلم بعثه وأمره ألا يدع قبراً مشرفاً إلا سواه )) . ( رواه مسلم ) .

    كما جاء في سنن أبي داوود نهيه عليه الصلاة والسلام أن يزاد عليها غير ترابها من الأحجار ونحوها . ولهذا كان السلف يكرهون الآجر على قبورهم .

    7 – إتخاذها عيداً :

    روى داوود عن أبي هريرة مرفوعاً : (( لا تجعلوا بيوتكم قبوراً ، ولا تجعلوا قبري عيداً ، وصلوا على فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم )) .

    وروى أبو يعلي بسنده عن علي بن الحسين ، أنه رأى رجلاً يجئ إلى فرجة كانت عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم . فيدخل فيها ويدعو ، فنهاه وقال : ألا أحدثكم حديثاً سمعته عن أبي عن جدي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( لا تتخذوا قبري عيداً ، ولا بيوتكم قبوراً ، فإن تسليمكم يبلغني حيث كنتم )) ومعنى اتخاذ القبر عيداً قصده للاجتماع فيه والقعود عند ونحو ذلك .

    وقبر رسول الله صلى الله عليه وسلم هو أفضل قبر على وجه الأرض ، فإذا نهى عن اتخاذه عيداً فقبر غيره أولى بالنهى ، كائناً من كان . ويكفي أن يصلي ويسلم على الرسول صلى الله عليه وسلم فتصله صلاته وسلامه حيثما كان .


    ***


    • الحكمة في هذا التحذير :

    والحكمة في نهى الإسلام عن تعظيم القبور أنه ذريعة إلى الشرك الأصغر والأكبر كما رأينا في قوم نوح ، وكما هو مشاهد إلى اليوم . فالغلو في قبور الصالحين يصيرها أوثاناً معبودة ولهذا قال صلى الله عليه وسلم : (( اللهم لا تجعل قبري وثناً يعبد ، اشتد غضب الله على قوم اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد )) . ( رواه مالك ) .

    ومما يأسف له كل مسلم غيور على دينه أن ما حذر منه الرسول صلى الله عليه وسلم قد وقع فيه كثير من أهل الإسلام . فقد اتخذوا قبور بعض الصالحين أعياداً ، وشيدوها وزخرفوها ، وبنوا عليها المساجد والقباب ، وأوقدوا عليها السرج والقناديل ، ووقفوا لذلك الوقوف ، ونذروا لها النذور ، وطافوا بها كالكعبة ، واستلموها كالحجر الأسود ، وأوسعوا جدرانها لثماً وتقبيلاً ، ومنهم من يسجد لها ، ويعفر الخدود على ترابها . ويقف خاشعاً مستكيناً ، يستغيث بأصحابها ، يسأله – مشافهة – قضاء الديون ، وتفريج الكربات ، وإغاثة اللهفات ، وشفاء المرضى ، والنصر على الأعداء ، وبعضهم يقدم طلباته مكتوبة في رقاع إلى صاحب القبر ، وهذا من الشرك الصريح ، ولا حول ولا قوة إلا بالله .

صفحة 4 من 5 الأولىالأولى ... 2345 الأخيرةالأخيرة

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم   شبكة حنة الحسين عليه السلام للانتاج الفني