رئيس الحزب الوطني التركماني العراقي من دون التوافق السياسي لايمكن الوصول الى أي حل لقضية كركوك
03-06-2009
بهدف التعرف على الموقف السياسي التركماني العام وموقف الحزب الوطني التركماني العراقي بشكل خاص من مختلف القضايا المطروحة حاليا" على الساحة العراقية ..
ارتأيت اجراء هذا الحوار الخاص مع السيد جمال شان رئيس الحزب الوطني التركماني العراقي .
واليكم النص الكامل للقاء : -
جتين البزركان : ماهي برأيكم أسباب تعثر اللجنة البرلمانية المشكلة لتطبيق بنود المادة (23 ) من قانون انتخابات مجالس المحافظات العراقية في عملها
جمال شان : لورجعنا بدءا" الى المادة ( 140 ) التي وردت ضمن بنود الدستور العراقي الدائم والخاصة بتطبيع ألاوضاع في كركوك وبعدها الى المادة (23 ) من قانون انتخابات مجالس المحافظات العراقية والتي جرى اقرارها من قبل مجلس النواب بعد انتهاء المدة القانونية للمادة (140 ) من
الدستور مع نهاية العام 2007 نرى استحالة تطبيق أي قانون أو أية مادة دستورية خاصة بمستقبل مدينة كركوك مع انعدام التعاون أوعدم وجود علاقات بين ألاطراف السياسية في المدينة وهنا أستثني العلاقات ألاخوية الموجودة بين كافة القوميات القاطنة في كركوك
وما أقصده هو العلاقات بين الجهات السياسية التي تمثل هذه القوميات لأنه لو كانت هناك ظاهرة تعاون ملموسة أو كانت هناك علاقات وطيدة بين هذه ألاطراف أو بألاحرى كان هناك اتفاق سياسي بينها لكان من الممكن جدا" التوصل الى حلول منطقية وعادلة لقضية كركوك استنادا" الى مبدأ ( التوافق السياسي ) وأنا أوصي كافة ألاطراف السياسية في المدينة بانتهاج هذا المبدأ
ومن جانبنا فاننا في الحزب الوطني التركماني العراقي وباعتبارنا احدى ألاحزاب الشرعية الممثلة للشعب التركماني في العراق فاننا على استعداد لمفاتحة كافة ألاطراف السياسية في المدينة ودعوتهم الى الحوار من أجل
الوصول الى اتفاق أو توافق سياسي فيما بينهم لحين احقاق الحق بين هذه المكونات ومنها ألادارة المشتركة في كركوك ومن هنا أود ألاشارة الى أن قضية التركمان ليست قضية خاصة بمدينة كركوك فقط بل هي قضية عراقية وطنية في المقام ألاول فهناك قضية للتركمان في محافظة نينوى وكذلك في محافظات صلاح الدين وديالى وواسط وباقي المناطق العراقية ألاخرى .
جتين البزركان : قبل فترة قصيرة أعلنتم موقف حزبكم الداعي الى جعل كركوك اقليما" ذا وضع خاص مرتبط بالحكومة المركزية وقبل أيام دعا رئيس الحكومة نوري المالكي الى ايجاد وضع خاص لمحافظة كركوك يضمن مشاركة كافة أبنائها ومن مختلف مكوناتها في ادارتها ... فهل
تتوقعون أن يتم اقرار وضع خاص لمحافظة كركوك في المستقبل القريب .
جمال شان : يجب على لجنة التعديلات الدستورية ادراج هذه الفكرة ضمن الفقرات المطلوب اضافتها الى بنود الدستور الدائم في حال اجراء تعديلات عليه بعد اقرار مجلس النواب بذلك أو طرح ألامر على الاستفتاء الجماهيري العام .
جتين البزركان : هناك أطراف سياسية بادرت الى الدعوة الى اعادة احياء المادة ( 140 ) من الدستور باعتباره استحقاقا" دستوريا" .. ما موقف الحزب الوطني التركماني العراقي من هذه المسألة .
جمال شان : التاريخ الذي جرى تحديده لتطبيق المادة ( 140) من الدستور
انتهى مع نهاية العام 2007 وبذلك فان هذه المادة قد فقدت غطائها القانوني والدستوري ولو لم يجري تحديد فترة قانونية لهذه المادة الدستورية من جانب مجلس النواب لكان بألامكان الدعوة الى مثل هذا ألامر ولكن في الوقت الحالي فانها هذه المادة قد فقدت شرعيتها والمسألة ألان تتوقف على لجنة التعديلات الدستورية فهذه المادة واحدة من ضمن خمسين مادة خلافية وردت ضمن بنود الدستور الدائم .
جتين البزركان : جرى تشكيل لجنة تركمانية عليا ضمت ممثلين عن كافة ألاحزاب التركمانية العاملة على الساحة العراقية لتقديم ألافكار والمقترحات حول ألية عمل اللجنة البرلمانية المكلفة بتطبيق المادة (23 ) من قانون انتخابات مجالس المحافظات العراقية والخاصة بكركوك كما شارك عضوين من ممثلي التركمان في مجلس النواب في عضوية هذه اللجنة البرلمانية كيف تقيمون ألية العمل التركمانية في التعامل مع هذه المادة وهل كانت في مستوى الطموح برأيكم .
جمال شان : المسألة في تطبيق المادة ( 23 ) لاتتوقف على مستوى التمثيل بل تعتمد بالدرجة ألاساس على ألية التعاون والتجاوب بين ألاطراف السياسية في المحافظة وهناك أطراف سياسية لم تبدي تعاونا" في تنفيذ بنود المادة ( 23 ) من قانون انتخابات مجالس المحافظات والخاصة بكركوك وخاصة" ألاطراف السياسية الكردية .
جتين البزركان : هل في رأيكم أن هناك أطراف دولية تريد أن يبقى الوضع على حاله في كركوك ومنها ألامم المتحدة على ضوء العقبات التي صادفت
تطبيق المادة ( 23 ) من قانون انتخابات مجالس المحافظات العراقية والخاصة بكركوك .
جمال شان : ألاطراف الدولية ليست هي من تقرر مستقبل هذه المحافظة ..
فمصير كركوك أو أية منطقة عراقية أخرى تقررها ألاطراف الوطنية العراقية
وألامم المتحدة دورها في قضية كركوك يتلخص في استطلاع أراء وتوجهات كافة مكونات المدينة ومن ثم تطرح ذلك على شكل خيارات فمثلا" أننا كتركمان نطالب بجعل كركوك اقليما" ذا وضع خاص مرتبط بالحكومة المركزية فوظيفة ممثل ألامم المتحدة يتلخص في سماع ارائنا وادراجها ضمن التوصيات الخاصة بمستقبل المدينة وكذلك الحال مع المكونين الكردي والعربي والمكونات ألاخرى ... وما أريد قوله هو ان ألامم المتحدة لايحق لها أن تفرض أي رأي علينا .
جتين البزركان : قبل مدة قصيرة عقدت ألاطراف السياسية التركمانية سلسلة مباحثات فيما بينها للخروج بموقف تركماني موحد حول عملية التعداد العام للسكان في العراق وأصدرت بيانا" تطالب فيه بتأجيل عملية التعداد العام للسكان في العراق لحين انتهاء اللجنة البرلمانية المكلفة بتطبيق المادة
(23 ) من عملها والمتضمن تطبيق ألية تقاسم السلطة بين كافة مكونات المحافظة و تحديث سجل الناخبين في المحافظة ورفع التجاوزات الحاصلة على ألاملاك العامة والخاصة .. واليوم وبعد انتهاء المدة القانونية لعمل هذه اللجنة دون التوصل الى أي نتيجة. ماهو موقف حزبكم في حال لو جرى اجراء ألاحصاء السكاني في القطر مع بقاء ألاوضاع على ماهي عليها في كركوك .
جمال شان : عملية التعداد العام للسكان هي عملية ضرورية من كافة النواحي بالنسبة لمستقبل العراق ولكن في الوقت الحالي ومع بقاء ألاوضاع على ماهي عليها في محافظة كركوك فاننا متمسكون بموقفنا الداعي الى تأجيل عملية ألاحصاء لحين تطبيق كافة البنود التي وردت في المادة (23 )
من قانون انتخابات مجالس المحافظات والخاصة بكركوك فمن دون تطبيق هذه البنود فمن ألاستحالة الحصول على نتائج صادقة ونزيهة لنتائج التعداد السكاني في كركوك.
جتين البزركان : هناك أطراف سياسية تركمانية تطالب بالغاء حقل القومية من استمارة التعداد السكاني اسوة بالغاء حقل المذهب الديني الذي جرى الغاءه من استمارة التعداد . هل تؤيدون هذا الطرح ؟
جمال شان : كما قلت لك في معرض ردي على السؤال السابق فاننا لانؤيد فكرة اجراء ألاحصاء السكاني في الوضع وفي حال قررت الحكومة اجراءه فاننا سنبادر الى مقاطعته .. أما فيما يتعلق بادراج القومية ضمن استمارة التعداد فاننا نحبذ لو يتم الغاءه اسوة" بحقل المذهب الديني وأنا شخصيا"
أفضل لو يتم الغاء اسم العشيرة من استمارة التعداد لأن هذه جميعا" من موروثات النظام السابق وهي مسائل تسهم في تفريق العراقيين فما نريده هو خلق حالة من الهوية الوطنية الجامعة لكل العراقيين دون النظر الى انتمائاتهم العرقية أو الدينية أو الطائفية ..
وبالنسبة لنا كتركمان فان اعداد كبيرة من أبناء شعبنا اضطروا وتحت ضغط الضغوط التي مارسها النظام السابق عليهم الى تغيير أسماء عشائرهم الى العربية وأندرجوا تحت هذا المسمى ووحتى اليوم فهم مازالوا على هذه الحالة وبالتالي فاننا الغاء حقل القومية من استمارة التعداد نعتبره شيئا" ضروريا"
بالنسبة لنا كتركمان .
جتين البزركان : مع بداية العام الحالي أعلنتك كحزب بدء مرحلة سياسية جديدة في مسيرتكم قائمة على مبدأ ألانفتاح على كافة ألاطراف السياسية العراقية وفتح قنوات حوار مباشرة معها للوصول الى حلول عادلة ومنطقية لكافة القضايا العالقة بينكم ... ياترى هل حققت هذه التجربة مكاسب سياسية لكم كحزب وللتركمان كشعب ؟
جمال شان : قرارنا بانتهاج سياسة ألانفتاح جاء متماشيا" مع متطلبات المرحلة السياسية الحالية في العراق ونحن نفذنا سياسة ألانفتاح وقطعنا شوطا" كبيرا" في هذا المضمار وقد لاقت خطوتنا هذه ترحيبا" كبيرا" من قبل كافة ألاطراف السياسية العراقية سواء أكانت عربية أو كردية أو كلدو أشورية كما لاقت مبادرتنا هذه ترحيبا" حتى من جانب بعض ألاوساط
الدولية .
ونحن كحزب وصلنا الى قناعة مفادها ان القضايا والمسائل العالقة بيننا وبين ألاطراف السياسية ألاخرى لايمكن حلها الا من خلال الحوار وان أي اتفاق سياسي بيننا وبين هذه ألاطراف لايمكن اختصارها بمرحلة واحدة بل هي تشمل مراحل عدة ألامر الذي يستوجب اجراء جلسات حوار ومفاوضات متعددة وبصورة مباشرة .
جتين البزركان : هل تؤيدون فكرة تشكيل مجلس سياسي للتركمان في العراق تكون هي بمثابة المرجعية السياسية التي تتولى اصدار كافة القرارات المصيرية المتعلقة بمصير الشعب التركماني في العراق .
جمال شان : نحن من أولى أولوياتنا العمل من أجل ترسيخ الوحدة الوطنية العراقية وهذا يأتي في مقدمة أهدافنا السياسية كحزب ... أما بالنسبة للشأن التركماني فاننا في الحزب الوطني التركماني العراقي ندعم ونساند بكافة امكاناتنا ونعمل بكل جهد من أجل تحقيق الوحدة التركمانية انطلاقا" من مفهومنا الذي يتلخص بان قوتنا كتركمان تكمن في وحدتنا.. فنحن متى مااتحدنا ظهرنا بصورة أقوى أمام ألاطراف السياسية العراقية ألاخرى والوطنية منها بشكل خاص والتي قد ندخل معها في جلسات حوار أو تفاوض وعلينا العمل كقوى سياسية تركمانية على ايجاد القاسم المشترك بيننا
وهو مايسهل علينا التوصل الى ألية تجمعنا ومن الممكن أن يكون هذا هو المجلس السياسي للقوى وألاحزاب السياسية التركمانية .وخلاصة القول أن الظرف الحالي والمرحلة الدقيقة التي نمر بها كتركمان يستوجب منا ألاتحاد خدمة للعراق والعراقيين ولشعبنا التركماني .