فيا ابنَ العراقِ الحُرِّ إنْ تَنْتَخِبْ فقد ** أذَلْتَ العِدى في خَوْضِ أزكى المَلاحِمِ
فَحَوْلَكَ حِقْداً ساسَةُ النِّفْطِ صيَّروا ** من النِّفْطِ ما يَرمي بِشَتّى العَظائِمِ
لقد أسرَفوا في القَتْلِ -لا دامَ حُكْمُهُمْ- ** عسى مَجْدُنا يُنْمى بِشَرِّ الهَزائِمِ
تَمالَوْا على الإرهابِ وَأْداً لِشَعْبِنا ** بأيدي بقايا البَعْثِ أهلِ الجَّرائِمِ(3)
فلا تَنْتَخِبْ من خاضَ في أبحُرِ الدِّما ** وأمعَنَ في قَتْلِ البَريءِ المُسالِمِ
و مَنْ هَمُّهُ تَمزيقَ شَعْبٍ موَحَّدٍ ** كريمٍ لهُ تُنْمى سَجايا الكرائِمِ
ليُرضي الأعادي صاغِراً تَسْتَحِثُّهُ ** لِبَيْعِ ضميرٍ حَفْنَةٌ مِن دراهِمِ
لو أنَّ أبا إسراءَ أغراهُ زَيْفُهُمْ ** و باعَ عراقَ المَجْدِ بَيْعَ المُساوِمِ
لَما جنَّدوا في حَربِهِ واجتِثاثِهِ ** مُسوخاً أتَوا في زِيِّ حُرٍّ مُقاوِمِ(4)
و مِنْ حَوْلِهِ العُربانُ نابٌ و مِخْلَبٌ ** فما حالُ بانٍ ضِدَّهُ ألفُ هادِمِ؟(5)
و إنّي أرى في نُصْحِهِ الشَّعْبَ صادِقاً ** فَكَمْ ذاقَ مِنْ جَوْرِ الطُّغاةِ الغَواشِمِ؟
لقد جاءَنا والأرضُ بورٌ و دورُها ** خَرائبُ والأعداءُ عَدُّ البَهائِمِ
وما قلتُ قبلَ اليومِ شِعْراً بِحَقِّهِ ** و لكنْ رأيتُ الجَّهْلَ صُلْبَ المَعاجِمِ
ولستُ أُحابي أو أُداجي و مَنْزِلي ** بَعيدٌ ولا لي إرْبَـةٌ في المَغانِمِ6
أ جاءَ أبو إسراءَ أمْ جاءَ غَيْرُهُ ** سواءٌ فما أُغْرِمْتُ في مَدْحِ حاكِمِ
و لكنَّ قَوْلَ الحقِّ فَرْضٌ مُحَتَّمٌ ** إذا قلتُ لمْ أقْرَعْ لَهُ سِنَّ نادِمِ
يَميناً لو الشَّعْبُ المُفَدّى استخارَهُ ** لَفازَ بِعُقْبى الخَيْرِ عُقبى المَكارِمِ
وحَسْبي بِهِ مِنْ ضامِنٍ لا يَزيغُهُ ** عن الحَقِّ ما يَخشى بِهِ لَوْمَ لائِمِ