صفحة 5 من 6 الأولىالأولى ... 3456 الأخيرةالأخيرة
النتائج 61 إلى 75 من 90
  1. #61
    تاريخ التسجيل
    Sep 2002
    الدولة
    مابلد خير لك من بلد وخير البلاد ماحملك
    المشاركات
    7,411

    Arrow

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نصير المهدي
    وفي المقابل فاننا نتحداه ان يبرز لنا تصريحا واحدا له او لجماعته يستهجنون فيه احتلال العراق الذي سبب استشهاد 100 الف عراقي او جرائم ابو غريب او بوكا او سامراء والقــائم واقتلاع الفـــلوجة الشهيدة. بل ونتحداه ان يبرز لنا استنكارا واضحا لهجوم قوات الاحتلال علي الكوفة والنجف!! ولو علي استحياء او من باب (عن العين).
    .
    يقول البعثي وميض نظمي انه يتحدى سعد جواد ان يبرز استنكارا واضحا ضد قوات الإحتلال .. وأنا اتحداه وهو الذي بقي يرفع صورته مع صدام في صدر غرفة الضيوف في داره حتى أشهر قليلة مضت حينما شعر بأن السكينة صارت حامية .. أتحداه ان يذكر أنه إستنكر او ادان او شجب او سكت ولم يبرر اي جريمة من جرائم سيده صدام مهما كانت بسيطة بما في ذلك قتله لشخصيات قومية عديدة ..
    خَالِطُوا النَّاسَ مُخَالَطَةً إِنْ مِتُّمْ مَعَهَا بَكَوْا عَلَيْكُمْ، وَإِنْ عِشْتُمْ حَنُّوا إِلَيْكُمْ.
    nmyours@gmail.com


  2. #62
    تاريخ التسجيل
    Sep 2002
    الدولة
    مابلد خير لك من بلد وخير البلاد ماحملك
    المشاركات
    7,411

    Arrow فهمي هويدي كعادته يوزع الدم الشيعي بين القبائل !! ..

    هل نقف متفرجين أمام إرهاصات الفتنة في العراق؟

    السؤال مجددا: هل يقف العرب عامة والمسلمون خاصة متفرجين على ارهاصات الفتنة التي تطل برأسها في العراق هذه الايام؟ ـ اقول مجددا، لأنني طرحت سؤالا مماثلا من قبل، حين مر اليمن بموقف قريب نسبيا، وتقاتل الجيش والحرس الجمهوري ضد «الحوثيين» في صعدة، وظل الاشتباك مستمرا بشكل متقطع حوالي العام، ولا تزال له ذيوله حتى الآن، واختارت «الأمة العربية» طول الوقت للأسف ان تتابع الحدث على شاشات التلفزيون، من دون ان يحرك ذلك فيها ساكنا.

    الآن تتصاعد حدة الاشتباك بين الشيعة والسنة في العراق، ووصل الامر الى حد التصفيات المتبادلة، التي ذكرت الانباء ان الشرطة صارت طرفا فيها منحازة ضد السنة.

    ومن أسف ان تلك التصفيات طالت عناصر النخبة من علماء واساتذة بالجامعات، بل هناك من يقول بأن التركيز كان على تلك العناصر من البداية. الامر الذي اريد به اضعاف بنية الطرف الآخر، وكان من جراء ذلك التصعيد ان اقام بعض اهل السنة تكتلا اجتمعت فيه فصائلهم المختلفة لمواجهة «المعسكر» الشيعي. وفي مؤتمر القيادات الدينية السنية عقد يوم الجمعة الماضي ـ حضره اكثر من الف من علمائهم ـ قرروا اغلاق المساجد بالعراق لمدة ثلاثة ايام احتجاجا على استهدافهم بالقتل والاعتقال، كما طالبوا بتشكيل لجنة مستقلة للتحقيق في عمليات القتل والتعذيب التي يتعرض لها المعتقلون، وباقالة وزير الداخلية، لاتهامه بالتراخي او التواطؤ فيما جرى.

    فيما كان ذلك موقف القيادات السنية، فإن الاصداء التي اعلنت على الاقل كانت كالتالي:

    « وصل الى بغداد روبرت زوليك مساعد وزيرة الخارجية الأميركية، في مسعى للتهدئة والتحذير من مغبة توسيع نطاق الفتنة.

    « تحرك السيد مقتدى الصدر في محاولة للتوسط بين هيئة علماء المسلمين وبين قيادة المجلس الاعلى للثورة الاسلامية بالعراق، الذي تعد منظمة «بدر» جناحه العسكري وهي المنظمة التي تنسب الى عناصرها عمليات التصفية والاعتقال التي وجهت ضد اهل السنة.

    « اصدر المتحدث باسم الامين العام للجامعة العربية بيانا اعرب فيه عن «القلق» ازاء ما يجري في العراق، وعبر بعض وزراء الخارجية العرب عن «قلق» مماثل. وكذلك فعل بيان لمنظمة المؤتمر الاسلامي.

    اذا صحت تلك المعلومات فهي تعني ان الأميركيين «تحركوا»، وان وساطة الصدر تعد بدورها نوعا من التحرك، اما العواصم العربية والمنظمة الاسلامية، فإنها «تكلمت» ولم تتحرك! ـ هي تعني ايضا ان الموقف العربي والاسلامي هو التعبير الادنى والحلقة الاضعف في المشهد. وان شيءت الدقة فقل ان العرب والمسلمين كانوا هم الطرف الغائب، الذي تخلى عن مسؤوليته المفترضة، واكتفى بالمراقبة عن بعد ـ هل هذا معقول؟

    كنت قد كتبت قبل حين مقالة في هذا المكان قلت فيها انه ليس كل الشيعة موالين للاحتلال، ولا كل السنة «ارهابيين»، وهو معنى يجب ان نستحضره في اللحظة الراهنة. واضيف اليه انني لا اريد ان اصف الحاصل في العراق باعتباره صراعا بين السنة والشيعة، ولكنه حتى الآن نوع من تصفية حسابات بين فئات محدودة من المتعصبين على الجانبين. وكل المطلوب هو محاصرة الاشتباك قدر الامكان، والحيلولة من دون تأثر عامة الناس بتلك الحسابات.

    ولعلي لا اذهب بعيدا في التفاؤل اذا قلت ان الجسم الوطني العراقي، لا يزال متماسكا، وان ثمة شريحة واسعة من النخبة العراقية تجاوزت الحساسيات والمرارات المذهبية والعرقية، وعلى ادراك كاف بأن مشكلة العراق الاولى تتمثل في الاحتلال وازلامه الذين فرضوا على الشعب العراقي فرضا. ولكن هؤلاء يجري التعتيم عليهم، ولا تذكرهم التقارير الصحافية، لأنهم الاقل صخبا، شأن كل الوطنيين العقلاء في كل مكان، ولأن وسائل الاعلام تبحث عن الخبر المثير، اذا افترضنا فيها البراءة والتنزه عن الهوى، فإن مراسليها يركضون وراء مظان الفتنة ولا يلتفتون الى ما يعتصم به اهل المسؤولية والرصافة والحكمة.

    لقد اتيح لي خلال الاسابيع الماضية ان التقي في استنبول الشيخ حارث ضاري رئيس هيئة علماء المسلمين، كما شاركت في حوار عبر فضائية «الجزيرة» مع ممثلين للمجلس الاعلى للثورة الاسلامية بالعراق، وعلى هامش مؤتمر اخير عقد بالكويت، ناقشت الامر مع آية الله محمد علي التسخيري، وثيق الصلة بالمرجعية الشيعية في النجف، وبصفته امينا عاما لمجمع التقريب بين المذاهب في طهران، ومما سمعت، وجدت ان لكل طرف قائمة طويلة من الوقائع والشواهد التي تحمل الطرف الآخر المسؤولية عن الحوادث المفجعة التي حصلت، وسمعت من آية الله التسخيري ترحيبا قويا بالمشاركة في اي جهد يسعى لاطفاء نار الفتنة.

    الملاحظة الجديرة بالنظر فيما سمعت ان ممثلي اهل السنة يتحدثون عن ممارسات منظمة «بدر» بوجه أخص، في سياق الاشارة الى المسؤولية عما يجري. في الوقت ذاته فإن من تحدثت اليهم من الشيعة يشيرون الى ابو مصعب الزرقاوي وجماعته، والبيان الذي نسب اليه مسوغا قتال الشيعة وقياداتهم، فكلا الطرفين لا يستبعدان اسهاما من جبهات اخرى مجهولة من مصلحتها اشعال نار الفتنة في البلاد، واشغال العراقيين عن قضية الاحتلال، او اقناعهم بضرورة استمراره لضمان استقرار العراق والحيلولة من دون انفراط عقده.

    واذ لا ينبغي ان نلغي دور الطرف او الاطراف المجهولة، إلا ان القدر المعلوم له دلالته ومغزاه. فاذا صح ان لمنظمة «بدر» دورا في تصفية بعض اهل السنة والاستيلاء على مساجدهم، واذا صح ان للزرقاوي مسؤوليته عن تصفية بعض الشيعة او استهداف حسينياتهم، فإن الكفتين ينبغي ألا تتعادلا، لسبب جوهري هو ان منظمة «بدر» ذراع لمجلس الثورة الاسلامية الذي هو شريك اساسي في الحكومة العراقية القائمة، ووزير الداخلية من اعضائها البارزين. اما الزرقاوي وجماعته فهم شذوذ في الصف السني، ناهيك عن انهم لا علاقة لهم بالسلطة وادواتها.

    ارجو ان تلاحظ انني قلت في ملاحظتي انه «اذا صحت» التقارير والانباء التي تحدثت عن مسؤولية هذا الطرف او ذاك، لأنني لست في موقع يسمح لي بالقطع في المسألة. وهو ما يجعلني اشدد على اهمية «تقصي الحقائق» في الموضوع، لأن ذلك التقصي هو مفتاح الادراك الصحيح للمشهد، الامر الذي يدعونا الى تأييد مطلب علماء السنة الذي اعلن يوم الجمعة الماضي اذ بدون ذلك سيظل كل طرف يلقي بالمسؤولية على الآخر، وسندور في حلقة مفرغة، في الوقت الذي تتسع فيه دائرة الفتنة وتتجمع اسبابها منذرة بما هو اخطر وأسوأ.

    من يعلق الجرس في رقبة القط؟

    لأول وهلة يخطر لي ان منظمة المؤتمر الاسلامي هي المرشح الاول للنهوض بذلك الدور، ولكن اتصور ان ارتباطها بالحكومات ومواقفها وحساباتها قد يكبلها ويحول من دون تمكينها من ذلك. ولذلك لا اجد كيانا مستقلا يمكن ان ينهض بتلك المسؤولية، سوى اتحاد «علماء المسلمين»، الذي يجتمع في اطاره عدد وفير من ممثلي الفرق الاسلامية، وفي المقدمة منها اهل السنة والشيعة.

    قبل اكثر من عام اوفدت المنظمة العربية لحقوق الانسان لجنة الى بغداد لتقصي حقائق الانتهاكات هناك، واعدت تقريرا نشر مضمونه على الملأ في حينه، وكان ذلك عملا ممتازا لا ريب، وليتنا نتلقى تقريرا مماثلا يفي بحقوق الاسلام علينا في المشهد الراهن، وليته يحدد لنا على وجه الدقة ما اذا كان الامر اشتباكا بين جماعات من الشيعة والسنة، أم ان ذلك الاشتباك يخفي في طياته صراعا بين انصار الاحتلال والمدافعين عن حرية العراق وكرامته.

    لقد شعرت بوخز شديد حين رأيت في صحف الاثنين الماضي صورة وزير الخارجية العراقي هوشار زيباري وهو يصافح بنيامين اليعازر وزير البيئة الاسرائيلي في مؤتمر بالاردن، وقلت اذا كان «العراق الجديد» يمد يده لاسرائيل على ذلك النحو، فلماذا يتقاعس علماء السنة والشيعة عن ان يمدوا ايديهم الى بعضهم البعض، قبل ان يغرق الطرفان في الطوفان «الجديدة؟



    وعلى هامش الموضوع تعليقات من القراء تستحق القراءة ..


    http://www.asharqalawsat.com/leader....472&issue=9675
    خَالِطُوا النَّاسَ مُخَالَطَةً إِنْ مِتُّمْ مَعَهَا بَكَوْا عَلَيْكُمْ، وَإِنْ عِشْتُمْ حَنُّوا إِلَيْكُمْ.
    nmyours@gmail.com


  3. #63
    تاريخ التسجيل
    Feb 2004
    المشاركات
    258

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد السمياوي، العراق، 25/05/2005
    أولاً على الشيخ حارث الضاري أن يثبت بأدلة قاطعة بأن بدر هي التي قتلت الأربعة عشر شخصاً، وغيرهم. فبالنسبة لكل متابع يبدو من غير المعقول أن منظمة بدر التي انتُخِب منها ستة محافظين والتي لها أكثر من عشرين عضواً في الجمعية الوطنية، بل وتعتبر الحكومة الحالية حكومتها .. أقول يبدو من غير المعقول أن تخرّب الوضع الأمني في العراق وتضع البلاد على حافة حرب أهلية من خلال القيام بجرائم اغتيالات طائفية .. فما هي مصلحتها في ذلك؟ وما هي الضرورات التي تدفعها إلى ذلك؟ بينما لا يأتي الشيخ حارث الضاري أبداً على ذكر الزرقاوي الذي يدعو صباح مساء لخلق فتنة طائفية في العراق .. فهناك جهة واحدة لها مصلحة في تخريب الأمن في العراق وجعل الوضع يفلت من يد الحكومة القائمة .. إن هذه الجهة بالتأكيد ليست منظمة بدر، إنما هي منظمة الزرقاوي الإرهابية التي ترسل الانتحاريين ليقتلوا الناس، بينما يتحدّث الضاري ومساعدوه عن المخابرات الإسرائيلية والإيرانية، وكأن القصد من ذلك ذر الرماد في العيون، لأنه ببساطة لا توجد مخابرات في الدنيا لديها انتحاريون يفجرون أنفسهم ليقتلوا الآخرين. ويجب الإشارة هنا إلى أن بعض الإرهابيين الذين تم القبض عليهم اعترفوا بإطلاقهم النار على جامع سنّي في الحرية بقصد البلبلة. فالإرهابيون يحاولون بأقصى جهودهم إثارة فتنة طائفية بين السنة والشيعة، وأخشى أن تكون هذه الدعوة كدعوة تدنيس القرآن الكريم في الرمادي والتي أراد فاعلوها تأجيج الفتنة بعد أن شاهدوا ما أججته أخبار تدنيس القرآن الكريم في غوانتانامو، وهنا من الجميل أن أورد ما قاله الأستاذ عبد الرحمن الراشد: (رأينا في افغانستان اشاعة قضية، بغرض تأليب الشارع في عمل منظم. وهو ما حاولت جماعة اخرى فعل مثله في العراق، وان لم يصدقها احد).
    كما أن وزارة الداخلية العراقية مُطالبة بتوضيح وجهة نظرها في اتهام الضاري، بل وأرى أن على وزارة الداخلية والحكومة العراقية عموماً أن تكثف الجهود الإعلامية والسياسية في مواجهة الإرهاب ومكانته الإعلامية الضخمة، وتعاون وتعاطف قوى كثيرة معه.
    ثانياً: إن المشكلة التي يُعاني العراقيون منها اليوم هي الإرهاب. وما يجري في العراق هو جزء مما يجري في بلدان عديدة، حيث لا يتورّع الإرهاب عن شيء، كما هو الأمر في السعودية والجزائر ومصر وأندونيسيا .. وغيرها. أما خلط الأوراق وتغيير العناوين وتبرير الجرائم من خلال تصوير ما يجري في العراق وكأنه (اقتتال طائفي) فهو محاولة لتوفير غطاء سياسي لجرائم الزرقاوي والمجموعات الإرهابية الأخرى بحيث يبدو ما يقومون به، وكأنّه مجرد رد طبيعي على جرائم الآخرين بحق السنّة. وهكذا فأن الشيخ حارث الضاري ومساعديه وفي كل مرة تقع فيها جريمة إرهابية يصرحون ويلمحون متهمين جهات أخرى. وكأمثلة على ذلك فإن جريمة اغتيال السيد محمد باقر الحكيم هي من عمل المخابرات الإيرانية، وجريمة يوم عاشوراء هي من عمل جماعة الجلبي، وجريمة الحلّة من عمل الموساد الإسرائيلي، وجريمة المدائن قالوا عنها في البداية بأنّها ملفّقة، ثم قلبوا الأمر بالحديث عن اعتداءات شيعية ومؤامرة أيرانية، ثم قالوا أنها خلافات عشائرية حول أرض مختلف عليها. وعرض عدنان سلمان رئيس دائرة الوقف السنّي وساطته لحلها، ثم اعترف الضاري أخيراً بها جزئياً قائلاً أنها (ضُخِّمَت).
    ثالثاً: يبدو أننا في العراق أمام (مارونية سياسية) أخرى، وهي مصرة أيضاً، كالمارونية اللبنانية، إما أن تأخذ الحكم أو تخرّب البلد. فالمشكلة عندها ليست الاحتلال، ولا الإرهاب، ولا البطالة، ولا فساد الحكم، إنما المشكلة هي أن تكون السلطة في يد الآخر العراقي. ومن يتابع مواقف الضاري منذ سقوط بغداد حتى اليوم يبدو له ذلك واضحاً، فهم – مثلاً – لم يقاطعوا الانتخابات في البداية، ولكنهم عندما اكتشفوا أن الآخرين قد رصوا صفوفهم وتوحدوا في قائمة (الائتلاف العراقي الموحد) والأكراد في (قائمة التحالف الكردستاني)، عرفوا أن لغة الأرقام الانتخابية ستفضح الحجوم الحقيقية، ولذلك قرروا الانسحاب بحجة المطالبة بجدولة الاحتلال. وهكذا فاليوم هم لا يقرون بشرعية الحكومة التّامة ويعتبرون البلد بلا سيادة، ومع ذلك فهم (وأقصد هنا الضاري وجماعته) يريدون أن يشاركوا بكتابة الدستور .. أي أنهم يعملون الشيء ونقيضه.
    http://www.asharqalawsat.com/leader....472&issue=9675

  4. #64
    تاريخ التسجيل
    Sep 2002
    الدولة
    مابلد خير لك من بلد وخير البلاد ماحملك
    المشاركات
    7,411

    Arrow وجهة نظر كويتية !! ..

    تشابك الطوائف (1)
    العراق يعيش «الاحتقان الطائفي» وهذه هي الأسباب
    لماذا وضع الضاري «النقاط على الحروف» في هذا الوقت؟
    ما فرص مقتدى في الصمود بين النيران والدماء؟
    أول تظاهرة مذهبية كانت في البصرة .. وهذه ليست صدفة
    بغـــداد ـ د. جمـال حسـين:

    حررت مدن الجنوب العراقي من التكريتيين والعانيين والراويين والأنباريين ومن بعثهم الى ديارها، لتستبدل بهم الأصفهانيين والأهوازيين والقميين والتبريزيين ومن لم شملهم.

    هذا مختصر مفيد للحرية المشروطة التي جناها الجنوب المظلوم، الذي يمعن في تبديل بدلته وشجرته ونطقه لتزينه بنزف لم يكن مستعدا له، وإن جرت «بروفة» أولية عليه في أيام عنيدة من مارس 1991 حين دفعت إيران بمجموعات أرادت تحويل مسرى «الانتفاضة الشعبية» العفوية التي انطلقت من أحياء البصرة الفقيرة لصالحها، الأمر الذي دفع ثمنه العراقيون ببقاء صدام أكثر من عقد لهذه «الهفوة» الإيرانية المقصودة بصرّ الأسنان وبذر ّ النموذج الجنوب اللبناني الذي تحلم بإنشائه في البصرة تحديدا.

    وإذا كان الجميع سنة وشيعة، يشتكون في السر ّ ويلوذون بالعبارات العامة عن الأخوة والوحدة الوطنية في العلن، فإن ذلك لا يغير في الأمر ما لم يغيروا ما في أنفسهم وعلى الأرض، فالكلام مهنة يأكلون خبزهم منها وحرفتهم التي يتقنونها، وعلى الناس الدمار وعلى الأرض الخراب.

    المسألة لم تجر أبدا على النحو المعلن والمصور والمكشوف، فالباطن غاية في الخطورة والعمد في إخفائه غاية في نفوس المخططين ورهبة من إفشاء السر الذي ليس صعبا ظهوره حين يقتل السنة اخوانهم الشيعة على البطاقة المدنية، ويفجر السنة مآتم أخوتهم الشيعة لكونهم يتأخرون في الأذان بضع ثوان ويضيفون إليه من «بدع» واجتهادات، وحين يقتل الشيعة اخوانهم في الدين دفاعا عن النفس تارة وإلهاما لقوائم المنظمات السرية.

    نقاط على الدماء


    ولعل تصريح رئيس هيئة علماء المسلمين حارث الضاري الذي اعتزم فيه «وضع النقاط على الحروف» باتهامه «قوات بدر» علنا بمسؤولية اغتيال أئمة وخطباء مساجد كلهم سنة، كان مفتتحا لابد منه لتقليب «الملف الطائفي» الموجود الذي ينكره أو يخففه السياسيون بناء على واجبهم السياسي الذي يقتضي عليهم دوما تخفيف «الاحتقان».

    غير أن إصرارنا على وجود «الاحتقان الطائفي»، بل وحتى المجابهات الطائفية التي تشبه كثيرا «حربا طائفية غير معلنة» له المزيد من المعطيات، أكدها لا أكثر تصريح من يعتقد أنه كبير علماء السنة.

    والتصريح المثير للضاري لم يضع النقاط على الحروف، بل انه وضعها على الدماء أيضا، فهو شدد على عبارات مثل «وقد أعذر من أنذر» و الأهم منه ما جاء في قوله تحديدا «ستشهد المرحلة القادمة ما لا تحمد عقباه» وأن الأمور تسير نحو التوتر الحاد.

    والتوتر ليس حادا فحسب، بل دمويا ولا يتسع المجال لتعداد عمليات الاغتيال والاغتيال المضاد وفتح مقابر جماعية جديدة على أساس طائفي، تنفرد «القبس» في نشر صور بعض منها، وهي لجثث ضحايا ما أطلق عليه قضية المدائن التي أنكر الرسميون وجودها، كما تنصلت منها كل التنظيمات الإرهابية المعلنة عن نفسها والتي راح ضحيتها مدنيون شيعة تصوروا أن سكنهم في مناطق سنية، لا يجلب لهم المصير الذي تجسده هذه الصور القاسية.

    الشيخ والوزير


    وضع الضاري نقاطه على حروفه في هذا الوقت بعد أن تأكد من خسارة محاولات أطراف كان يديرها لعرقلة إنشاء حكومة إبراهيم الجعفري التي كادت تسقط حتى اللحظات الأخيرة وما أن باءت جهود سرية في عدم تقديم بيان جبر الى وزارة الداخلية.

    فلم تهضم أبدا «التنظيمات السنية» العراقية بمختلف مشاربها واجتهاداتها وصول عنصر بارز في «المجلس الأعلى للثورة الإسلامية» له قوات شكلت ودربت وسلحت في إيران ضمن قوام «حرس الثورة» الإيراني. زد على ذلك وجود خلفيات كثيرة كانت قوات بدر طرفاً فيها مع جهات سنية مختلفة وخاصة في المناطق العراقية التي يقطنها السنة والشيعة.

    ربما افترضوا بالوزير بيان جبر «السوء» قبل أن يجربوه، فمثلا، أطلع وزير الداخلية العراقي الرأي العام على واحدة من «التباس القصد» الذي راح ضحيته، موضحا بأن «العلماء السنة» قد تم اعتقالهم قبل توزيره بنحو 15 يوما.

    وردا على دعوات «هيئات سنية» بإقالته، قال ان الجمعية الوطنية لها الحق وحدها في تقرير مصير هذا الوزير أو ذاك وليس جهات لم تحصل على مقعد واحد في الجمعية.

    رد حامي القانون في العراق كان حاميا و قانونيا وليس سياسيا، فهو يعرف بأن السنة قاطعوا الانتخابات وفق مزاجهم وعوامل أخرى خارج نطاق المزاج، وفي الوقت نفسه فتح على نفسه باب المساجلة في واحدة من مسلمات الدولة العراقية، الأمر الذي قد تبدى في صفحات مناقشة «قضية بيان جبر» و منظمة بدر ودورها في العملية الأمنية برمتها، وخاصة نفيه الطبيعي بأنه ولا قوات بدر قد «مارست القتل بحق أحد»، حيث لا يوجد عاقل ينتظر منه أكثر من هذا النفي.

    الأزمة لا تنحصر بتصريحات الشيخ ولا نفي الوزير، بل في قضية شاملة أعقد بكثير مما تبدو للوهلة الأولى كأنها صراع على مقعد الداخلية، أنها متشعبة إلى درجة يصعب لملمة خيوطها الرئيسية.

    الشيخ والسيد


    لمقتدى الصدر علاقات «مقاوماتية» جيدة مع حارث الضاري وأحمد الكبيسي وكثير من رجال الدين السنة، فهو يصف رئيس هيئة علماء المسلمين بـ «الشيخ المجاهد» والعلماء يدعون له ولمجاهديه وقاموا ببعض الفعاليات الناجحة بإظهار الوئام بين الطائفتين الكبيرتين في العراق بتحقيق حلم الأب الشهيد محمد صادق الصدر بالصلاة الجماعية بين السنة والشيعة.

    لكن مقتدى الصدر ذهب إلى أبعد من هذه المجاملات والعواطف ليقف ما بين ألسنة العلماء السنة الملتهبة وتصريحات البدريين المنددة، لكي يطفئ من هذا ويبرد من ذاك.

    ولا نعتقد ان مقتدى الصدر سينجح في لعب دور «مخفف الصدمات» في هذه الأزمة الكبرى، فالبدريون هم أنصار الحكيم الذين لا يودون الصدريين هم ولا أجدادهم، كما أن نطاق تأثير الصدريين في الهيئات السنية المتصارعة فيما بينها محدود للغاية، ناهيك عن وضع مقتدى الخاص وعمره وضيق مجال المناورة الذي يطبع تحركاته واتهام أكثر من طرف سني له بتلقي دعم إيران أسوة بالحكيميين في بدر وغيرها.

    مظاهر.. وحسب


    ولم يكن قرار «ديوان الوقف السني» محميا بدعم هيئة علماء المسلمين والحزب الإسلامي العراقي بإغلاق مساجد السنة بعد صلاة الجمعة الفائتة ولمدة ثلاثة أيام أكثر من تظاهرة شكلية للتعبير عما يحصل في البلاد من تصادم وتشابك طائفي غير محدود ولا محمود.

    فكما قال خطيب وإمام مسجد «أم القرى» أحمد عبد الغفور السامرائي ان هذا الإجراء يجيء «احتجاجا على تلك المجازر»، دون أن يسميها ويحددها. فالخطيب البليغ والمؤثر في أعصاب متابعي الفضائيات التي يحلو لها نقل خطبته كل جمعة يدرك ان المجازر لم ترتكب بحق السنة وحدهم، فالشيعة الراهنون طالتهم مجازر نعرضها اليوم بالصور، لا تقل عما سجلته دوائر الطب العدلي ومشارح البلاد بحق الشبان السنة.

    ويذهب السامرائي ليكرر تهديد الضاري بالقول إن إغلاق المساجد السنية ليس سوى «احتجاج سلمي وخطوة أولى وستتبعها خطوات». ومن الواضح أن للجماعة خطة تحرك كاملة ليس من الصعب إدراكها لمتتبع نشرات الأخبار اليومية في العراق!

    التظاهرة المذهبية


    هذا يحدث باستمرار في طول العراق وعرضه، ويحصل في العراق دوما، كما تألمت أيامه في الكثير من «الأحداث الطائفية» دون الالتفات ولو من الناحية المهنية لأهميتها ودس أصابع التحقيق لمعرفة ما يجري بالفعل.

    ففي البصرة مثلا، حدثت أول تظاهرة مذهبية شارك فيها السنة بدعوة من مديرية الأوقاف السنية و «هيئة علماء المسلمين» التي لم تكن ناشطة بعد، كما الحال في ذلك اليوم الحزيراني (يوم من يونيو) من عام 2003.

    لم يتوقف أحد عند «تظاهرة السنة» وكان مجلس الحكم المشكل منذ أيام يضم عضوين من أهل البصرة وكلاهما شيعة (الشهيد الزاهد عز الدين سليم والقاضي وائل عبد اللطيف الذي كان الى جانب عضويته في مجلس الحكم محافظا للبصرة في سابقة جديدة في منظومة الحكم العراقي).

    محاصصة المساجد


    لم يتنبه إليها أحد بمعنى، أن العراق كله كان مهموما بقضايا أكبر من شعارات السنة البصريين، فالناس بدأوا يشعرون بمهانة الاحتلال (في هذه الأوقات بالذات انطلقت رصاصات الأميركيين في صدور المتظاهرين في ساحة الفردوس مستبدلة مهمتهم المعلنة الى محتلين تقليديين). أضف الى ذلك أن البلد برمته سرق في وضح النهار، فما بالك ببضعة مساجد يدعي سنة البصرة أن اخوتهم الشيعة صادروها!

    لم تكن أولوية مسألة «محاصصة المساجد» في وقت انشغل فيه أهل الحكم بمحاصصة أنفسهم، واغتم الأميركان بمسقط جنودهم بعد أن أعلن رئيسهم نهاية الحرب، وثمة صدى خفيف كانت تعمله رسائل صدام الصوتية وبدأ فرسان القاعدة يمتطون صهوات السيارات المفخخة.

    راحت إذن صرخات سنة البصرة في تلك الأوقات وكظموا غيظهم، بل خبأوه رمادا يمكن اشتعاله في أي لحظة، فيما انشغل الشيعة بجدولة الأولويات العديدة التي جاءوا من أجلها.

    المظلومون


    بداية، ان شيعة العراق وسنتها كان مغضوباً عليهم بسبب السياسة «المناطقية» التي اتبعها النظام حتى إزاء البعثيين الأصليين، فمن عاش في تلك الأوقات يعرف ما حل بعائلات بعثية وأبنائها (العمر والمنديل نموذجا) لكونهم بصريين، فصفاء صالح العمر عندما كان عضوا لفرع البصرة لحزب البعث دفع وعائلته ثمنا باهظا لمجرد أنه قال لصدام في واحدة من زياراته الى المدينة بأن «البصرة مهملة وتحتاج الى اهتمام أكبر من القيادة». لم يصح الديك البعثي لآل العمر لغاية سقوط النظام من وراء كلمة واحدة. فقد تعامل صدام مع صفاء وفاروق وجهاد (أشقاء كلهم وصلوا مرتبات عليا في الحزب في البصرة) كبصريين وليس كبعثيين.

    لذلك فأن من بطش بالبصرة غرباؤها لا أبناؤها وهذه حقيقة، ولم يثق صدام ببصري إطلاقا ولم يصل طوال فترة حكمه أي بصري إلى منصب قيادي عدا حالة واحدة انتهت بمأساة عندما أصبح حميد مجيد العايد محافظا للناصرية وحقق فيها انجازات جعل الأهالي يطلقون عليه «ابن الناصرية» وحين سمع صدام هذا اللقب أخفاه تماما من الوجود.

    ونموذج نعيم حداد، عضو القيادة القومية، ومصيره المأساوي على يد صدام لم يكن لكونه شيعيا، بل لأنه من الناصرية ولم يوافق على التدخل ضد عشائر سوق الشيوخ والضغط عليهم في مسألة التسلل وحركات الثوار في الأهوار الجنوبية.

    بينما قرب الشيعي محمد الزبيدي ليبطش بأهله في الجنوب واستغل الأكاديمي والبعثي القديم الشيعي سعدون حمادي للتطبيل لسياسته ورسمها وأخيرا إضفاء شرعية ما على برلمان مزيف.

    الجمرة الطائفية


    القضية التي نريد إيصالها أن المشكلة، لا سابقا ولا حاليا، كانت عراقية ـ عراقية، والظلم وقع على العراقيين كلهم بلا استثناء، و«الجمرة الطائفية» التي يرغب البعض في «توليعها» لا تنحصر بمشاكل الوقف السني والشيعي، فحتى هاتين المؤسستين كانتا نتيجة إلغاء وزارة الأوقاف بقرار من الحاكم الأميركي بول بريمر ولم تكن تنفيذا لفتوى إيرانية أو فلوجية، وسرت ضمن المخطط الأميركي لتكريس الوضع الطائفي في العراق (ليس مؤكدا وجوده نظريا، لكنه عمليا بيـّن جدا) بابتكارهم للمرة الأولى منظومة المحاصصة.

    ظهور الوقف السني والشيعي كل على حدة بقرارات فوقية شمل العراق، والمشكلة لم تبدأ بهذا التنظيم الذي أساسه مذهبي على أقل تقدير، بل تنحصر في أن الأمور تاريخيا وإداريا لم توضح في السابق عندما كانت ثمة وزارة لأوقاف الجميع بمن فيهم اليهود. ولم تكن ضمن «الأدبيات الإدارية» تسميات مثل «مسجد للشيعة» وذلك للسنة، وكان هذا الأمر يجري حسب العرف، وبناء على من يدير المسجد ومن يؤمه ومن يؤذن فيه، لكن تحديد إداري ـ حقوقي لم يكن موجودا.

    الكثرة تغلب


    وكذلك التسليح يغلب العقل والتفاهم. فالتنظيمات والحركات الشيعية التي داهمت الجنوب العراقي، وخاصة في البصرة منذ اللحظات الأولى لتسليمها للبريطانيين، كانت مسلحة جيدا ومتحمسة ومنتظرة هذا اليوم، فيما شعب الداخل كان معصورا من صدام الى درجة أنه كان خائفا من أي شيء ولم يكن مستعدا لمواجهة عناصر انتحارية ذاقت الأمرين في الغربة.

    العبارة الأخيرة لا تعني بالضرورة ان الذين قدموا الى البصرة كانوا من ضمن أهلها الذين هربوا او لجأوا الى إيران، واغلبهم أيام الانتفاضة، لكن قسماً منهم كانوا كذلك، إلى جانب قوات منظمة دستها إيران بما لا يقبل الشك ضمنها.

    وضع هؤلاء أيديهم على مؤسسات الدولة الكثيرة بما في ذلك المستشفيات والجامعة، وشيدوا عند رأس كل جسر وشارع حزبا وتنظيما وحركة. وكانت هذه المقار بمثابة موطئ القدم الذي انطلقوا منه لرسم خرائط طرقهم.

    سرقة التسامح


    لم يضر العراقيين أن يكون مستشفى صدام باسم الصدر، ولا فرق حتى من وجهة النظر الطبية ولم تستفزهم كثرة الصور للرموز الدينية التي تجاوز عددها وأشكالها ما كان يعاني منه العراقيون من صدام ورساميه ومصوريه وبدلاته المختلفة على الرغم من تكرار سخط السيد علي السيستاني من استغلال صوره في واجهات الأحزاب ومؤسسات الدولة.

    من الممكن عدّ هذه المظاهر شكلية، قياسا إلى ما حصل على الأرض من استيلاء على عقارات ومبان ومنشآت بأكملها وتوظيفها لصالح الحزب والحركة المستوردتين.

    الحديث لا يجري عن سرقة ميناء المعقل ورافعاته وإهدائها الى إيران ولا عما حصل في معملي الأسمدة والورق وما جرى من نهب بالساعات لمصنعي البتروكيماويات والحديد والصلب، ولا منشآت التصنيع العسكري التي تلاشت بين ليلة وضحاها، فهذا في النهاية حديد، لو كانت إيران الغنية والقوية تقبله على نفسها، فلا التاريخ ولا العراقيون سيسامحونها على إبرة واحد نقلت إليها وتقبلتها بصمت لدوافع، الحديث هنا غني جدا عن التوقف عندها.

    الأشد إيلاما مما تمت سرقته من العراق كان التسامح والمودة بين ما هو سني وشيعي وأرمني وصابئي وهندي وبلوشي وأحسائي وحتى يهودي. فالعراق عاش وترعرع على هذا النحو ولم يفرق بين عربي واعجمي إلا بالحب وامتداده على منبته وتربته.

    وطوال حياتنا ولغاية هذه اللحظة نستنكف هذه التقسيمات، لكن لهذه الرسالة مبدأ ووضعا آخر، فهي مجهزة للحديث بلغتهم، باللغة التي فرضوها علينا على الواقع، ولا مفر من تتبع مجرياته علنا كي نضع الإشارة على المحور الخطأ.



    القبس الكويتية
    http://www.alqabas.com.kw/news_details.php?id=114185
    خَالِطُوا النَّاسَ مُخَالَطَةً إِنْ مِتُّمْ مَعَهَا بَكَوْا عَلَيْكُمْ، وَإِنْ عِشْتُمْ حَنُّوا إِلَيْكُمْ.
    nmyours@gmail.com


  5. #65
    تاريخ التسجيل
    Sep 2002
    الدولة
    مابلد خير لك من بلد وخير البلاد ماحملك
    المشاركات
    7,411

    Arrow

    تشابك الطوائف (2)
    الشيعة قبل السنة قالوا: تحولت البصرة إلى «محافظة إيرانية»!
    بغداد - د. جمال حسين:

    تعزيز خريطة الجنوب العراقي الداخلية حسب «الإدراك» الإيراني لنصرة الأخوة في المذهب هو ما تعانيه هذه البقعة العراقية التي سيطلقون عليها قريبا «إقليم الجنوب».

    وهو الأمر الذي كان واحدا من شروط «عراقية علاوي» للدخول الى الحكومة والعملية السياسية وسبب انسحابه من «دولة صفوية» بشر بانبعاثها في العراق وزير الدفاع السابق حازم الشعلان، بوصفه الحكومة العراقية الحالية.

    وهي شروط معلنة وليس فيها سر: تحديد الدور الإيراني وإبعاد رجال الدين عن السياسة. الخلاف الذي عطل تشكيل الحكومة انحصر في سيطرة إسلاميي إيران على وزارات القوة والمخابرات، الأمر الذي سيحقق «الخريطة الجديدة» المرسومة في إيران، وما عداه تلفيق سياسي فجّ.

    ليس دعما لما قاله اياد علاوي أو حازم الشعلان أو محمد الشهواني وغيرهم من المسؤولين العراقيين عن مخططات إيران في العراق، لكنهم في كل الأحوال كانوا رئيسا للحكومة ووزيرا للدفاع ورئيسا للمخابرات في دولة نفذت الانتخابات التي فاز فيها من بدأوا يتهمون هذه المجموعة الآن بـ«العمالة لأمريكا»

    وهؤلاء الذين يسمونهم «وزراء بريمر» فان الأمر يتفق حتى على أعضاء مجلس الحكم السابق ووزرائه الذين عادوا الى سدة الحكم بغطاء انتخابي وشرعي لا غبار عليه من الناحية القانونية، فهل وزراؤهم «وزراء بريمر» ووزراؤكم «وزراء الرحمة» طالما كلكم جئتم بتوقيع المستر بريمر؟!

    معجون طائفي

    اختلط وكان وبالا على الجنوب، حيث يمثل الأرض النموذجية لمصطلح سيتردد كثيرا في الأوقات القادمة «الاحتقان الطائفي» لأسباب عديدة:

    1 ـ قربه الجغرافي من إيران وروغان حدوده ومنافذه، كما صورنا ذلك في حلقات سابقة.

    2 ـ كثرة الطوائف وتعددها فيه مع وجود ملحوظ للسنة في البصرة التي لا يمكن عدها مغلقة للشيعة (مثل النجف وكربلاء)، فنسبة السنة فيها حسب إحصائياتهم تتراوح ما بين 35 - 40 % (كانت أقضية مثل الزبير وأبي الخصيب مغلقة للسنة تقريبا). لذلك فأن وجود هذه النسبة، ولو على أساس الافتراض التاريخي، يمهد الأرضية للتصادم.

    3 ـ الهجرة التي تعرضت لها البصرة وأوفدت عليها غرباء لا تمتد عروقهم في أرضها، الأمر الذي سيجعل تدهور الأوضاع فيها سيـّان بالنسبة لهم طالما الحديث سيدور عن معركة من أجل البقاء.

    4 ـ وصول «المهجرين» من أصول إيرانية حسب سجلات وأعراف النظام السابق الى البصرة تحديدا، لكونهم اختاروها لتوافر فرص عمل فيها لأنها معروفة من ناحية الغنى وتوسع شبكة المشاريع فيها ولو في المستقبل ( قدرت بعض المصادر دخول نصف مليون شخص الى البصرة من إيران في السنة الأولى للسقوط تم منح الجنسية العراقية لنصفهم تقريبا).

    5 ـ عدم تدخل أصحاب البيت الحقيقيين، والمقصود بهم البريطانيون في هذه الشؤون والشجون تاركين «نارهم تأكل حطبهم» (وهو مبدأ استعماري اختراع إنكليزي على قاعدة «فرق تسد»)، شجع على المبتدأ ونشر الخبر في دوامة الأخذ والهات في «الاحتقان الطائفي».

    نقطة نظام

    أغلب محاورينا من البصريين الذين عرضوا الأفكار السابقة بما فيها قول اجمعوا عليه: «تكاد البصرة تكون محافظة إيرانية»، كانوا شيعة !! لأنها البصرة التي تحدثنا إليكم عنها طويلا، وهم أنفسهم الذين تندروا على الفتاوى الملفقة التي أسندت الى السيد علي السيستاني بوجوب انتخاب قائمة «الائتلاف العراقي الموحد» المرموز إليها بالشمعة بشعارهم الذي تغنى به الفتية الشيعة في الشوارع: «لا شمعة ولا فانوس نريد علاوي أبو الفلوس»!

    اختصر الشبان البصريون موقفهم «الطائفي» الذي هو جزء من معادلة البصرة وليس « كيمياء الحكم »، فالبصرة تحتاج فعلا الى بروجكتورات أمريكية وهي في غنى عن الشموع الإيرانية»

    ثورة الطلبة

    وكان التعبير الأكثر واقعية لرفض «الخريطة الجديدة» للجنوب انعكس تماما في «ثورة الطلبة» التي انطلقت من جامعة البصرة واستمرت ثلاثة أيام باعتصام كامل، اثر احتقان طويل وصل الى الذروة بعد اعتداء مسلحين من «جيش المهدي» البصري على رحلة طلبة كلية الهندسة الى منتزه السندباد في البصرة قبل أسابيع، والذي نتج عنه مقتل طالبة وإصابة كل المتنزهين بجراح بليغة.

    وخلال الاعتصام الذي حضره مسؤولو الجامعة وأساتذتها كان أحد الطلبة يشرح ما حدث لهم، فانهال عليه مسلحون بالضرب أمام الحشد، الأمر الذي جعله يتصل بأبناء عشيرته بالهاتف النقال لينجدوه، علما بأن الضارب والمضروب شيعة!

    وحتى البيان الذي أصدره أسعد البصري مسؤول مكتب الصدر في البصرة وتعهد فيه بتعويض الطلبة المكسرة عظامهم عما فقدوه من كاميرات وموبايلات، لم يكن كافيا لإطفاء أصل المشكلة، بل دخل في الأمر كدولة في قوله «لا نعترض على السفرات الترفيهية على أن تكون ضمن الضوابط» (لنترك الأمر بلا تعليق ) وقوله في البيان الرسمي أيضا: «توقف عمل اللجنة التي خرجت من قضية الأندلس للتحقق وإجراء اللازم وفق الضوابط الشرعية» ( !! ).

    عندما يرفض بالإجماع طلاب مدينة شيئا، فلابد أن يكونوا على صواب، لأنهم الغد ولأنهم الجيل الذي ليس لديه مصلحة، ولا يطمح بسلطة، ولا توجد لديه تجارة مع أحد ستخسر، ولا عضوية في حزب ستبطل. وصاروا مع أساتذتهم، الشمعة الحقيقية التي يحتاجها العراق.

    قوائم إيران

    أكثر من شخص حدثنا عن ظاهرة «القوائم الإيرانية»، وهي عبارة عن أسماء تصل أحيانا الى 500 شخص، تصل من إيران لغاية «إعدام» كل من فيها.

    هذه القوائم ليست إشاعات، وتأكدنا منها من أعضاء الأحزاب المنفذة للاغتيالات نفسها ومن عائلات المغدورين ومن أطباء الطب العدلي ومؤشرات السجلات الجنائية.

    كانت جرائم الاغتيالات مستمرة ولم يتحدث عنها أحد، ولم تتناقلها الأخبار لأنها ضد أناس عاديين يعلم باغتيالهم هذا المراسل ولا يسمع ذاك، لكن الناس لا ينسون موتاهم.

    يؤكد منفذو الاغتيالات أنهم «يجتثون» مجرمي البعث والحرب مع إيران. والواضح أن الأخيرة لا تنسى ضباط الجيش العراقي الذين آذوها وتلاحقهم لغاية الآن، وما أن تغير الغرفة والطاولة لتجلس مع مسؤول حتى يقول لك «لندع القانون يأخذ مجراه».

    ولا يمكن استثناء تنظيم دون آخر، فكل الذين نعرفهم في هذه الأحزاب أكدوا وجود مثل هذا النشاط كمنظمة بدر وحزب الدعوة وحركة حزب الله وتنظيمات مثل «الفتح المبين» و«ثارات الله» و «15 شعبان» و«الانتفاضة الشعبانية» وحزب الطليعة وغيرهم.

    والمشكلة الكريهة أن الذي حارب إيران وقتذاك كانوا سنة وشيعة ومسيحيين وكل العراق تقريبا والذين كانوا أساس الجيش النظامي والاحتياط والمتطوعين والمطوعين والمجبورين من الجيش الشعبي وفيالق المهمات الخاصة، فلماذا تحتوي «قوائم إيران» السنة فقط؟

    الجواب نعرفه على الأرجح، لكننا نتركه مفتوحا لمحللين أكثر قدرة ونباهة، السؤال الذي يتصدر أجوبة عديدة.

    استحقاقات وصور

    وإذا كانت مجالس المحافظات الجنوبية مولودة مع محافظيها بفضل الديمقراطية والانتخابات، فأن ذلك يضعها أمام مسؤوليات كبيرة بعد أن اكتسبت الشرعية. لكن أهالي هذا الجزء من العراق، يؤكدون أن الجماعة يعملون لأحزابهم أكثر من شغلهم للمدينة وأهلها.

    ويشعر المواطنون هناك بأن مقر حزب المسؤول ما أن يستلم كرسيه، سرعان ما يتطور وتقف أمامه سيارات الدولة وتشع به الأنوار ويزداد المتملقون من حوله.

    كما لم يفت البصراوي العادي الانشغال بالسؤال عن ضرورة وجود صورة الخميني في مكاتب محافظ البصرة ومؤسساتها وليس صور الرئيس العراقي جلال الطالباني على سبيل المثال!

    مفارز واعتقالات

    في الدول الدكتاتورية، الدولة هي التي تعتقل الناس وتنكل بهم، لكن فوضى الأمن والدولة في العراق جعل الأحزاب والميليشيات هي التي تعتقل وتعدم. وكذلك أفرزت ظاهرة السيارات المفخخة صورة مزعجة أخرى وهي مفارز أو نقاط سيطرة تشرف عليها الميليشيات. ويدعي السنة بأنها تستهدفهم بحجة أنهم «وهابيون» من أتباع الزرقاوي. وأكد محدثونا بأنه لو كان الأمر يجري معنا، نحن أبناء المدن، فلك أن تتصور ما الذي سيفعله هؤلاء لو وقع بين أيديهم شخص قادم الى بغداد أو البصرة أو يعيش فيهما منذ زمان ولهجته من الرمادي أو الموصل. كما أن وضع البصرة كميناء وموقع تجاري مهم بالنسبة للبضائع الواصلة من الخليج عن طريق الكويت، فان كل العراقيين يمكنهم زيارة البصرة لمتابعة نشاطهم التجاري، لكن الكثير من أهالي المحافظات السنية يتعرضون للاعتقال ويغيبون لمدد طويلة وتوجه إليهم تهم الإرهاب.

    هجرة وانتخابات

    قاطع الانتخابات غالبية السنة العراقيين وقال أحدهم مفسرا ذلك بأنه ما الفائدة من الاشتراك في انتخابات معروفة نتائجها سلفا، ناهيك عن سيطرة الميليشيات الحزبية على مراكز الاقتراع. قلنا له ان الشرطة والحرس الوطني هي التي كانت في المراكز الانتخابية فأجاب إن هذا هو مختصر اللعبة برمتها، لأن ميليشيات الأحزاب يداومون نهارا كشرطة ومساء في أحزابهم بعد أن قرروا «دمج الميليشيات بوزارتي الدفاع والداخلية» وهزئ من الأمر بقوله: وبدلا من استلامهم مرتبا واحدا من الحزب أخذت الدولة تدفع مرتباتهم أيضا.

    ويرى بعض السنة أن الضغط الذي مورس ضدهم دفع الكثيرين للهجرة كأفراد وعائلات الى محافظات يعتقدون بأنهم سيكونون في مأمن من عمليات «التصفية الطائفية» التي يتعرضون لها كديالى وبعقوبة وبعض قرى الرمادي وبغداد وغيرها.

    الناشطون السنة

    هناك أربع مؤسسات سنية في العراق أخذت على عاتقها النشاطات «العلنية» كتنظيم المظاهرات وإصدار البيانات والتفاوض مع الجهات الرسمية بشأن القضايا التي تخص السنة وهي: هيئة علماء المسلمين و الحزب الإسلامي العراقي ومديرية الوقف السني وتنظيم عشائري سني يسمونه «الأمانة العامة لرابطة عشائر العراق».

    ما لاحظناه على هذه المقرات، غير ما نسمعه في بياناتهم والاضطهاد الذي يتعرضون له، فهي المؤسسات الوحيدة في العراق لا تحيطها المتاريس ولا يوجد فيها حراس وكأن «الاخوان» مؤمِّنون جدا على أنفسهم، على عكس التنظيمات الشيعية المذكورة التي تكاد لا تراها من زحمة الأكياس والمتاريس.

    هذه الصورة التي ننقلها لكم بالبث المباشر تدل على أمر واحد، أن «الاخوان» السنة متأكدون ان أحدا لا يستهدفهم بالتفجير، بينما الشيعة يعرفون أنهم هم، وليس غيرهم، عرضة للتفجير والاعتداءات الإرهابية.

    معادلة الصور هذه، حلها بسيط أيضا والمكتوب يبين من عنوانه.

    ليسوا ملائكة

    والسنة كما سنبين في الحلقة القادمة لـ «جدول المصادمات»، لم يكونوا ملائكة ولا حمامات، بل قام أنصارهم بالكثير من عمليات الاغتيال، مستخدمين كل تجارب «نزاع الأقليات» وإن تعرضوا لها هم أيضا، لاسيما العمليات الكريهة المتكررة بالاعتداء على الحسينيات من هذا الطرف والاعتداء على المساجد من ذاك.

    وظهرت «حالة فلبينية» و«كشميرية» في العراق وهي حرق المحلات والممتلكات على أساس طائفي، الأمر الذي لم يعرفه البلد من قبل.

    الملف المفتوح

    لقد فتحت إيران «ملف الجنوب» و بمعنى أدق «العراق الشيعي» ومن الصعب التكهن بنتائجه وإن كانت أهدافها واضحة فيه، فهي الطامحة تاريخيا ولم تخفِ ذلك بالسيطرة على «البصرة الكبرى» التي كانت في يوم ما تضم الى جانب البصرة الحالية الأهواز وإمارة المحمرة الهائلة الغنى في كل شيء بما في ذلك النفط.

    وثمة من يفهم الحال في البصرة كما قال لنا أستاذ في جامعتها بأن البصرة عمليا مستقلة الآن عن بغداد مثل كردستان بالضبط، وتطبق أوامر إيران وليس مجلس الوزراء العراقي. وتساءل «حتى لا أدري من يمول ميزانية البصرة أهي بغداد أم طهران»؟! وبتجرد واضح لكون محدثنا شيعيا، قال إنه يخشى أن تكون المطالب بفدرالية البصرة تكريسا لحالة الانفصال العملي الذي تشهده البصرة الآن وخطوة لتقريبها من «عربستان» الإيرانية وإن كان الأمر ينفذ عمليا، وعندها لا توجد ضرورة لإعلان ذلك رسميا لغاية تثبيت فدرالية البصرة، حينها ستبتعد أكثر فأكثر من بغداد لتقترب بالمسافة نفسها الى الأهواز.

    وضرب صاحب عقارات ومؤجر للدور مثلا، عندما سألناه عن السبب في فقدان أي دار للإيجار وصعوبة العثور على محل سكن في البصرة بقوله، أن الذين أتوا من إيران استولوا على كل العقارات ولا أحد يهتم بالإيجار الآن، لأن الأسعار شبت نارا بسبب أن هؤلاء كانوا يدفعون أي ثمن مقابل الحصول على سكن، الأمر الذي أثر في سوق العقارات في المدينة وأصبحت أغلى حتى من الكويت من حيث أسعار الإيجارات والأملاك الأخرى.

    وأوضح احد المصرفين بأن الدينارات العراقية المزورة في إيران قد طالت العملة العراقية الجديدة وتعتبر البصرة واحدة من أهم المناطق التي تنتشر فيها الدنانير الإيرانية. واستفسر بقوله، إذا كانت إيران تزور في السابق الدينار العراقي نكاية بصدام وردا على تزويره العملة الإيرانية في حرب العملات المزورة بين البلدين طوال الثمانينات والتسعينات، فلماذا يفعلون الأمر نفسه مع محبوبيهم!

    ويبدو أن الجمل التي قالها الاستاذ الجامعي وصاحب مكتب العقار والمصرّف يمكن ربطها بمعادلة واحدة، وخاصة ما يتعلق بأن الذين قدموا من إيران كانوا يشترون المساكن والعقارات «بأي ثمن»!

    هذه الأموال إذن موجهة ولا أحد يرمي بفلوسه هكذا لو كان قد تعب بها، إلا في حالات معروفة : ليست أمواله أو سرقها أو هي ليست أموال على الإطلاق!


    يتبع.. الحلقة الثالثة


    القبس الكويتية 23 - 5 - 2005


    http://www.alqabas.com.kw/news_details.php?id=114337
    خَالِطُوا النَّاسَ مُخَالَطَةً إِنْ مِتُّمْ مَعَهَا بَكَوْا عَلَيْكُمْ، وَإِنْ عِشْتُمْ حَنُّوا إِلَيْكُمْ.
    nmyours@gmail.com


  6. #66
    تاريخ التسجيل
    Sep 2002
    الدولة
    مابلد خير لك من بلد وخير البلاد ماحملك
    المشاركات
    7,411

    Arrow

    تشابك الطوائف (3)
    جدولة المصادمات بين الشيعة والسنة في العراق بدءا من الشرارة الأولى
    بغداد ـ د. جمال حسين

    يسأل من يدعون بتمثيل السنة العراقيين وعن سبب صمتهم من الرسالة الصوتية البذيئة التي بثها أحمد الخلايلة الذي يطلق على نفسه «أبو مصعب الزرقاوي» ومدتها 33 دقيقة من موقع «قاعدته» في الإنترنت والتي دعا فيها الى قتل «الرافضة» (الشيعة) أينما يثقفونهم (أطفال نساء ولا يهمه، مدنيين كانوا أم غير ذلك) مختتما رسالته البشعة بنعتهم بـ«الخنازير» لكونهم «عيون وآذان الأميركيين» و«ليسوا مسلمين» وأن «من يقف في صف اليهود يكون مثلهم». ودعا السنة الى «حرق الأرض» تحت أقدامهم والمحتلين.

    وللمرة الأولى منذ وقت متأخر من عام 2003 سمع الناس دعوة واضحة وصريحة من تنظيم فاعل في العراق الى شن الحرب الأهلية المبنية على أساس طائفي بقول هذا الإرهابي بشكل مباشر «أن أفضل طريقة لتقويض السياسة الأميركية في العراق هي بتحويل البلد الى طوائف دينية تقاتل بعضها بعضا»، ليفسح المجال للذاكرة بتسجيل أول خطوة نحو تشابك الطوائف الذي يعتبره البعض انه اصبح على عتبة الانفجار.

    حرب المراجع


    .. وكان اغتيال الشهيد محمد باقر الحكيم بعد خروجه من صلاة الجمعة في عملية فائقة التدبير راح ضحيتها نحو 80 شخصا، وعلق السيد عبد العزيز الحكيم على هذه الفاجعة بالقول المركز والجملة الصحيحة «إن هدف الجريمة إشعال الفتنة الطائفية» (الرئيس الحالي للمجلس الأعلى للثورة الإسلامية تعرض لمحاولة اغتيال، هو الآخر، قتل على اثرها الكثير من حراسه ومرافقيه).

    وبعد فترة قصيرة، فجر مكتب المرجع محمد سعيد الحكيم، ولحسن الحظ نجا من هذه المحاولة التي أعقبتها مباشرة واحدة من أبرز سوابق «إشعال الفتنة الطائفية» بالاعتداء الوقح على الزوار والمراقد المقدسة في العاشر من محرم قبل الماضي والتي عرفت بـ «مجزرة عاشوراء».

    وتعرض خمسة أعضاء من مجلس الحكم المنحل لمحاولات اغتيال كلهم شيعة، استشهد على أثرها عز الدين سليم وعقيلة الهاشمي ونجل سلامة الخفاجي التي نجت في الفترة نفسها والتي فلت فيها أحمد الجلبي من محاولة مماثلة.

    وأصبح واضحا من مسلسل الاغتيالات المنظمة هذه أن القادة الشيعة وليس غيرهم هم المستهدفون فيها، وبما أن السبب علم فان العجب بطل بقيام مجلس الحكم بتشكيل «لجنة لمكافحة الطائفية» لم تعقد أي اجتماع!

    حرب الحسينيات


    مع توالي تفجير الحسينيات بطرق الاغتيال الجماعي بواسطة السيارات المفخخة أو ما يسمونهم «الانتحاريين»، استمر صمت الجهات السنية المعنية وإدانتها «الخفيفة» لهذه الأعمال الإرهابية الصريحة التي كانت موجهة ضد مساجد وأناس أثناء تأديتهم الصلاة. وبدأنا نسمع للمرة الأولى مصطلحا جديدا في الواقع السياسي العراقي وهو «المساجد الشيعية» وكأنها مساجد ثلاثة نجوم وليست مساجد للمسلمين.

    يقيم الشيعة في الموصل مراسم الفاتحة على ضحايا التفجيرات الانتحارية ويتقبلون العزاء من الناس ليأتي من يفجر نفسه بهم لكي لا يبقي على أحد يستقبل المعزين.

    العلماء السنة عبر وسائل الإعلام وخطبهم الدينية لم يبردوا من دماء أخوتهم الشيعة المنكوبين بالقتل الجماعي بعبارات حتى لو تكون عاطفية، بل راحوا يتهمون بعضهم «جهات خارجية» باذكاء نار الفتنة على الرغم من معرفتهم الخاصة بالجهات التي تنفذ هذه الجرائم والتي كانت تعترف عبر مواقعها في الإنترنت بمسؤوليتها عنها.

    واستمر مسلسل تفجير المساجد «الشيعية» والحسينيات ومرت أسابيع كانت تتعرض لها هذه الأماكن الى اعتداءات بالساعات وليس بالأيام، ومع ذلك بدا كما لو كان بعض الأخوة في الطائفة الأخرى شامتين وصامتين.

    حرب البطاقات


    في اللطيفية والمحمودية وامتداد «مثلث الموت»، كان المسلحون يوقفون السيارات التي تنقل الناس الى النجف وكربلاء والحلة والجنوب العراقي عموما يستطلعون هوياتهم وما ان تقرر اسماؤهم بأنهم شيعة (ليس هذا دائما ممكنا، فأسماء أعلام الإسلام يسمونها الشيعة والسنة على السواء)، حتى تجبروهم على عمل أشياء كثيرة مثل شتم الأئمة وغيرها من تصرفات كنا نعتقد أن جاهليين كأبي لهب وأبي جهل كانوا يقومون بها ضد المسلمين الأوائل، وحتى هؤلاء الذين وبختهم آيات كريمة لم يصلوا الى درجة إجرام هذه الفئات عندما كانوا ينحرون المدنيين ويلقون بجثثهم على قارعة الطريق بكل بساطة.

    كانوا يعلقون منشورات الرعب التي تحتوي على أسماء العائلات الشيعية ويطالبونهم بترك البلدة أو الذبح.. وتكرر الأمر في سامراء ونفذ في المدائن، ولم يعثروا على شيعي واحد في الفلوجة و إلا كانوا ذبحوه.

    وكانوا قلما يتعرضون الى أي ضابط سني في الحرس الوطني بل كانوا يذبحون أفراد هذه المؤسسة العسكرية العراقية بالعشرات كل شهر، ولعل صورة الـ 46 قتيلا جنوبيا، الذين عثر عليهم بعد خروجهم من التدريب في معسكر الصويرة، كانت الأكثر شهرة ومأساوية في حوادث القتل الجماعي.

    حرب الكنائس


    بالإضافة الى دق الإسفين بين الشيعة والسنة، كان لبعض التنظيمات الإرهابية في العراق خطة نفذوا من خلالها «سوالف» بن لادن والزرقاوي وتحريضهم ضد «النصارى» بالاعتداء على الكنائس وتفجير الكثير منها واغتيال نسبة كبيرة من المسيحيين والصابئة واليزيديين في مناطق العراق المختلفة، وابتكار حجج مختلفة يبررون فيها هذه الجرائم كمنع بيع الخمور وغيرها من الحجج التي لم تنطبق كثيرا على مسنين آمنين تم الاعتداء عليهم في بيوتهم بلا أي ذريعة.

    حرب الأقاليم


    الحوادث التي حصلت في هذا السياق كثيرة جدا، لكن تسلسل قسم منها قد يفضي الى مفتتح البحث عن حل لإشكالية هذا الاحتقان. فقد تمت مداهمة المساجد السنية التالية: «الكويتي» في الفاو و«البصرة» في أبي الخصيب ومسجد«الروافة» في الزبير واغتيل خطباؤهم ومؤذنوهم وألقيت جثثهم في الطريق.

    رد متطرفو السنة باغتيال سيد مكي رئيس حزب الدعوة في أبي الخصيب (يدعي سنة البلدة بأنه توعد بتطهير البصرة من السنة، في بيان وزعوه بعد عملية اغتيال متهميه باغتيال إمام مسجد أبي الخصيب أمجد الدوسري) واغتيال آخر لمسؤول منظمة بدر في القضاء وتفجير مسجد للشيعة في أبي الخصيب أيضا (في بيانهم عقب هذا التفجير قالوا بالنص: «البصرة تمثل لسان الميزان في صراع السنة في العراق)».

    أجاب متطرفو الشيعة باغتيال الشيخ والداعية السني المعروف عبد الرحمن الفريح، وأثر ذلك كثيرا في سنة البصرة، لما يتمتع به القتيل من سمعة، فخرجوا في تظاهرة كبيرة في تشييعه وبعده، وحصلت مصادمات استمرت ثلاث ساعات مع الحرس الوطني وقاموا برمي مقرات حزب الدعوة ومنظمة بدر بالحجارة في غضون هذه التظاهرة.

    السنة يعتقدون أن «أوقافهم» تمت مصادرتها لتصبح «أوقافا شيعية» وعددوا بعض المساجد والمكتبات والمنشآت الدينية الأخرى، والقضية أضيفت الى تراكمات الحكم وما يحدث في البصرة الآن، لتصبح «حقوقا سليبة»، الأمر الذي يستدعي تدخلا حازما للدولة لحل هذا الموضوع نهائيا دون تركه ليحقن الحقد في النفوس.

    وفي منطقة «الأجبال» حدثت مصادمات بعد مداهمة مسلحة من الميليشيات لمسجد المنطقة، اختفى على أثرها 18 من الشبان السنة يقال أنهم غير معروفي المصير الى الآن.

    تمت الإجابة على هذه المصادمات بتفجير مقر «ثارات الله» بالقرب من العشار، الأمر الذي أدى الى سلسلة من المجابهات تم فيها الاعتداء على الشيخ السني عبد العزيز آل الشيخ واغتيال والد مدير استخبارات البصرة خلف البدران، وانهالت القنابل اليدوية على عدد من مراكز الشرطة في البصرة.

    حرب الأحزاب


    وغالبا ما تدخلت الأحزاب الإسلامية (شيعية وسنية) بشكل سلبي في تأجيج نيران الحالة الطائفية. فمثلا، دعت مؤسسة شهيد المحراب التابعة للمجلس الأعلى الشيعة للثأر عقب مجزرة المدائن.

    وحصل الأمر نفسه بعد «مجزرة الحلة» ذائعة الصيت التي نفذها الأردني رائد منصور البنا وتسبب في أزمة في العلاقات الأردنية ـ العراقية، خففت منها زيارة الرئيس جلال الطالباني الى عمان قبل فترة، حيث شكل حزب الله العراقي ما أسماها «كتائب الفتح» مهمتها الثأر للشيعة الذين سقطوا جراء العمليات الإرهابية ضدهم.

    ودعوات الثأر هذه توجه عادة ضد ما يعتبرونهم «وهابيين»، ولا نعتقد أن لهذه التشكيلات المسلحة مقياسا دقيقا يبصرون من خلاله الوهابي أو غيره من المصلين العاديين الذين يرتادون المساجد «السنية».

    وأخذ تنظيم «ثارات الله» الشيعي على عاتقه تصفية ما اعتبروهم إرهابيين وكلهم سنة بالطبع، وكانت هذه العمليات مفتتحا لتدخل مباشر من تشكيلات الأحزاب الإسلامية في الدورة الطائفية الدموية.

    والغريب أن كل زعماء هذه الأحزاب يدعون الى الوحدة الوطنية وكلهم مسؤولون في الدولة أو أعضاء في الجمعية الوطنية.

    الأمر ينطبق تماما على الأحزاب والحركات والتنظيمات السنية المنشأة على أساس طائفي والتي تبان من أسمائها مثل «أنصار السنة» و«جند السنة» و«كتائب الفاروق»، وغيرها، فهؤلاء يقتلون الشيعة وأولئك يقتلون السنة والاثنان يقتلان المسيحيين وغيرهم من الطوائف وكلهم بمجموعهم يقتلهم الأميركان!

    حرب الأئمة


    في غضون تعليقه على سبب إغلاق المساجد السنية قال عضو هيئة علماء المسلمين احمد عبد الكريم أنه تم اغتيال 64 رجل دين سنيا في الأشهر الثلاثة الأخيرة فقط، علاوة على أضعاف أضعافهم من المغيبين في سجون الاحتلال والمعتقلات العراقية. وقبل الإعلان عن هذا الاحتجاج بساعات كان ممثل السيد علي السيستاني في مدينة الصدر محمد طاهر العلاق قد اغتيل برصاص مجهولين.

    واتهمت هيئة علماء المسلمين «لواء الذئب» بقتل إمام مسجد الشعب حميد مخلف الدليمي وقتلت عضو مجلس الشورى وعضو هيئة علماء المسلمين هادي النعيمي وعددا من مريديه وألقيت جثثهم في أطراف المدينة. وشوهدت جثة إمام مسجد أور طلال نايف العنزي مكبلة اليدين ورصاصة في الرأس في حديقة الفردوس، وقتل قريش عبد الجبار عضو مجلس الشورى، وقتل الدكتور مصطفى المشهداني بعد خروجه من مسجد المهيمن في حي الحرية، وقتل إمام مسجد الكبيسي في حي الشرطة واغتيل عضو هيئة علماء المسلمين سعدي أحمد زيدان، ونجا إمام مسجد الخلفاء عبد الكريم العاني من محاولة اغتيال أصابت جسده بخمس طلقات وأضعاف عمليات الاغتيال التي فاتنا ذكرها. علما بأنه تم الاعتداء على 12 مسجدا سنيا في صلاة الجمعة الفائتة قبل إغلاقها.

    وكان رئيس هيئة علماء المسلمين حارث الضاري قد أطلق سراح أشخاص من الشيعة قتلوا شقيقه ضامر الضاري إمام وخطيب مسجد رعد في حي الخضراء لكي لا يفتح مجالا لفتنة طائفية، لكن هذا الكلام كان قبل سنة ونصف السنة تقريبا.

    حرب الجامعات


    حين شاهد البروفيسور في الرياضيات عبد السميع الجنابي وهو عميد كلية العلوم في الجامعة المستنصرية لافتات سوداء كان طلابه قد رفعوها على جدران الكلية، أمر بإزالتها معتبرا إياها تحمل عبارات طائفية لا تليق بالحرم الجماعي ومستندا الى قرارات وزارة التعليم العالي بمنع استخدام الجامعات كمنابر للمظاهر الطائفية.

    رد الطلاب (الشيعة) عليه باعتصام طال اسبوعا انتهى بالعثور على جثة العميد في باب الكلية مطعونة بعدة حراب.

    وحين نظم أحد طلبة جامعة بغداد احتفالا بسيطا مع زملائه بمناسبة اختيار إبراهيم الجعفري رئيسا للوزراء، علقوا رأسه على أسوار الجامعة بعده بيوم، الأمر الذي أشعل تظاهرات طلابية غاضبة اجتاحت الجامعة لأكثر من أسبوع تعطلت فيها الدراسة ولم تسيطر عليها قوات الأمن حيث سقط في هذه الاضطرابات عشرات الجرحى ليضطر رئيس الجامعة موسى الموسوي الى تعطيل الدراسة لمدة خمسة أيام أخرى، خوفا من وقوع المزيد من الضحايا.

    حرب الانطباعات


    لم يتكفل أحد ويشرح للطوائف المتشابكة بأن العصابات الإرهابية في العراق وعلى رأسها صاحب الرسالة الصوتية، يراهنون على الاقتتال الطائفي وتكريس حالة (للأسف الساسة العراقيون الجدد ساهموا بتوطيدها بقوة) هي أن السنة أكثر الخاسرين في عملية التغيير التي شهدها العراق، فيما الشيعة هم الرابح الأكبر. وكذلك زرع انطباع لدى الغالبية الشيعية بأنهم كانوا الضحايا الوحيدين من نظام صدام، فيما السنة مدللون منه.

    ولعل سببا موضوعيا أدخل الشيعة بمواجهة مباشرة مع النظام هو توفر قاعدة انطلاق لعملياتهم وملاذ آمن لأحزابهم المعارضة وممول سخي لبعض الجماعات، هو إيران، فيما لم يجد السنة ولا حركاتهم مثل ذلك الملاذ بسبب تحفظ السعودية واستفادة سوريا من الحصار على النظام، وتكتيك الأردن الخاص بالتغيير الذي فضله السنة المعارضون للنظام: إحداث انقلاب عسكري، فحدثت انقلابات كثيرة جدا ضد نظام صدام أبرزها محاولات الشيخ طالب السهيل واللواء محمد الشهواني رئيس المخابرات العراقية الحالي، والعميد محمد الدليمي الذي اعدمه صدام مع كافة أشقائه والكثير من أبناء عمومته، ناهيك عن محاولات كثيرة نفذوها، وأخرى فشلت قبل تنفيذها، علما أن معظم محاولات اغتيال صدام الفاشلة نفذها ضباط سنة. وهذا كله يؤكد ان الانطباع المزعوم بأن السنة كانوا يوالون صدام ويواليهم، باطل.

    وثمة مجال بدأ يتسع لاعتقاد الكثير من السنة أن تحالفا كرديا - شيعيا موجّه ضدهم لذلك عليهم «مقاومته». فمثلا، قبل إثارة مسألة فيلق بدر كان الحديث برمته في «المثلث» يدور حول البيشمركة وأعمالهم العسكرية ضد «مجاهدي الفلوجة» وغيرها وبنوا هذا الانطباع وأكدوه بمقاطعة الانتخابات وتركهم الشيعة والكرد لتقلد زمام الأمور بعد أن وضعوهم أمام خيار واحد: أما تأجيل الانتخابات أو مقاطعتها، في وقت لم يمتلك فيه احد، لا بين الكرد ولا الشيعة، حق وصلاحية تأجيل الانتخابات المنصوص على إجرائها بموعدها في قوانين البلد وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة.

    إيهام الشيعة

    بأن السنّة وراء الهجمات


    كما أن انطلاق نشاط العصابات الإرهابية من محافظات تسكنها غالبية سنية كالموصل والأنبار وتكريت، ساعد في ايهام بأن السنة هم من يقومون بهذه الأعمال ضدهم تحديدا وأن المدن السنية «حاضنة للإرهاب» كما يحلو للقادة الأمنيين الجدد تسميتها، مخطئين جدا في توجيه الرأي العام الشيعي ومحققين مرام الخلايلة.

    والتباس آخر وقع به السنة بعد أن قدمت جماعات وأحزاب الإسلام السياسي الشيعي أنفسها وقادتها كممثلين للشعب العراقي الذي يعتقدون ان غالبيته شيعة (سنحصي هذه المسألة البالغة التعقيد في حلقة قادمة). ولا يوجد أي أساس لنعرف السبب الذي جعل هؤلاء الساسة المتعطشين للسلطة يعتقدون بأنهم ممثلون للشيعة، وهل يكون ذلك واقعيا لمجرد أنهم شيعة؟!


    عصابات الاجرام تكفّر الـجميع وليس لها دين

    هوس السلطة الذي أصاب بعض أعضاء وقادة أحزاب الإسلام السياسي تحول الى «هوس طائفي» أصاب كثيرا من الشيعة والسنة على السواء في منعطف لم يجد فيه أي من أنصار الطائفتين خياراً آخر غير عنق زجاجة واحد لا يتسع سوى لرقبة منفردة تعبر بفتّاحة أميركية.

    وكان أكبر الأخطاء الفادحة التي كرست كل هذه الانطباعات غير الصحيحة الخطوة الأميركية بتعيين بول بريمر وإدارته وتشكيل مجلس مهلهل ومزري الصلاحيات يحكم البلاد حسب الحروف الأبجدية، وفق المصطلح المزعج الذي بات قاعدة سياسية الآن: المحاصصة الطائفية. ولعب العلمانيون المتعطشون للسلطة دورا سلبيا في تمرير هذا المخطط الذي أرسى «الطائفية السياسية» في العراق لأمد غير معلوم، ساعدهم في ذلك موقف أكثر سلبية من علماء المسلمين من الطائفيين والقوميين الذين فقدوا امتيازاتهم، وللإنصاف لم يعترض عليه سوى قوتين غير مؤثرتين وقتذاك هما الحزب الشيوعي العراقي ومقتدى الصدر!

    أن عصابات الإجرام التي تروع العراقيين ليس لها دين وتكفِّر الجميع ولا يمكن خلطهم بالسنة ومعاقبة السنة لكونهم محسوبين عليهم، وينطبق الأمر على بقايا النظام السابق الذين تأسلموا وصاروا فجأة «أنصار السنة» وأعضاء في «جيش محمد» ونوابغ في الذبح فيما هم يتلعثمون بقراءة الآيات القرآنية للفضائيات المخربة.

    فلماذا يُحسب التكفيريون القادم أغلبهم من خارج البلاد، والبعثيون، على السنة؟ ولماذا يأخذون جريرة السنة بهم، حتى أولئك الفتيان والشيوخ الذين اعتادوا على ارتياد المساجد؟!

    تاليا، لا ينبغي الاعتقاد أن السنة مرتاحون لما تقوم به العصابات الإرهابية المحسوبة عليهم، ولا يجوز التفكير بأن الشيعة جزء من منظومة الإسلام السياسي والتشكيلات الشيعية المسلحة المشكلة في إيران، فكلهم طلاب سلطة، والسلطة ليست لها رائحة ولا عنصر ولا قومية وليست سنية ولا شيعية.



    (يتبع)


    القبس 24 - 5 - 2005


    http://www.alqabas.com.kw/news_details.php?id=114722
    خَالِطُوا النَّاسَ مُخَالَطَةً إِنْ مِتُّمْ مَعَهَا بَكَوْا عَلَيْكُمْ، وَإِنْ عِشْتُمْ حَنُّوا إِلَيْكُمْ.
    nmyours@gmail.com


  7. #67
    تاريخ التسجيل
    Sep 2002
    الدولة
    مابلد خير لك من بلد وخير البلاد ماحملك
    المشاركات
    7,411

    Arrow

    تشابك الطوائف (4)
    الطائفية السياسية ما بين حكومة الطوائف وطوائف الـحكومة
    بغداد ـ د. جمال حسين
    وقع وزير الداخلية العراقي بيان جبر بالمحظور الذي نبهنا اليه في الحلقة الاولى وانزلق في المساجلة التي فتحت «الملف» برمته، بإعلانه استعداده «التحالف ولو مع الشيطان »، مثبتا قضية إن فتحت صفحاتها الاولى، فلا احد يدري من سيبقى على قيد الحياة ليقلب صفحاتها الختامية.

    حين يوجه مواطن عراقي مؤثرة كلماته على ملايين السنة في بلد ملتهب طائفيا، «اتهامات طائفية» الى اهم وزير في الدولة النامية توا، فإن هذه الدولة لم تتدخل وتبسط «سلطة القانون»، بل ظهر وزيرها مبررا متوعدا احيانا، واحيانا اخرى متوسلا كتلميذ مذنب.

    هل يعقل ان تصمت الحكومة وآلياتها عن تصريحات «حارث الضاري» ولماذا لم يتدخل القانون للتحقيق والمحاسبة، ولماذا يتدخل «المطلوب السابق» للقانون (حسب الوثائق الحكومية على الاقل) السيد مقتدى الصدر ليجري الوساطة بين السنة والشيعة؟!

    هذا يعني في اقل تقدير، وجود فراغ كبير بين السلطة والناس والقانون الذي تمثله والمنابر التي تحرك المجتمع. فراغ سياسي واقعي يجعل اتهام الامس «وثيقة شرف» اليوم.

    كيف تصفى الامور لو كان الإمام يوقع للسيد وثائق الشرف؟

    اين الحكومة من كل ذلك وما رأي القضاء في اتهام علني غير مسبوق لوزير داخلية بارتكاب «جرائم»؟

    فإما ان يحاسب الضاري بتهم القذف والاتهام الباطل و يسجن او يدفع تعويضا ماليا للوزير او يذهب الوزير فورا الى المحكمة للإجابة عن اتهامات الجرائم المنسوبة إليه.

    ما علاقة مقتدى الصدر بكل ذلك؟

    واي «وثيقة شرف» ايا كان قد امهر توقيعه عليها (حارث الضاري باسم هيئته او ابو الحسن العامري عن تنظيمات بدر المسلحة)، من شأنها وقف المشكلة الاساس التي اختصرها الرئيس جلال الطالباني بعبارة واحدة «الطائفية في العراق من صنع الله»؟! فميثاق الشرف سرعان ما لطخه الإرهابيون بتفجير حسينية في بغداد وقتل شيعة في تلعفر وكرد في طوزخرماتو، بإعلان صريح بأن ما يوقعه الضاري لا يعنيهم بشيء كدورة تشبه الى حد كبير توقيعات ياسر عرفات وتصريحاته وما يعقبها من تفجيرات «حماسية» و«جهادية».

    تلك المشكلة هي التي دفعت وزيري خارجية الدولة العظمى والكبرى في الإقليم للإسراع اليوم وقبل غد الى العراق لتلافي ما يمكن تغطيته ولو في الاشهر القريبة القادمة.

    النظيران اللدودان


    لا يمكننا التصديق بأن زيارتي وزيري خارجية الولايات المتحدة وإيران كونداليسا رايس وكمال خرازي في اسبوع واحد جاءتا حسب ترتيبات دبلوماسية ومواعيد نظيرهما هوشيار زيباري الذي نشك بأنه كان يعلم بهما، على الاقل بزيارة السيدة الاميركية.

    فالعالم انشغل بتصريح واحد فقط لرايس، حصرته في جملة حذرت فيها من مغبة تهميش السنة وإبعادهم من لعب دور مهم في العملية السياسية.

    فوزيرة الخارجية الاميركية تلقت تقارير جيدة هذه المرة اشير فيها الى ان الفائزين في الانتخابات تمادوا كثيرا في تصديق انتصارهم الى الحد الذي شكلوا فيه لجنة صياغة الدستور من 55 شخصا بينهم اثنان فقط من «رعاياهم» السنة!

    وتعلم جيدا اسباب عدم حضور نائب رئيس الجمهورية غازي الياور ومعه المجموعة السنية لحفل اداء قسم الحكومة، ولابد ان تكون لديها فكرة ولو عامة عما كان يدور في قصر الشيخ المقدم كسني.

    حكومة الائتلاف

    لم تكن الحكومة الحالية لمن ادرك ما جرى، «حكومة الجعفري» باي حال، فهي حكومة شكلها «الائتلاف العراقي الموحد» وفي مقر رئيس المجلس الاعلى للثورة الإسلامية السيد عبد العزيز الحكيم، الذي اكد الامر بتلاوته بيانا الى «الشعب العراقي العظيم» ليس بصفته عضوا في الجمعية الوطنية، فحسب، بل لكونه القبطان الاوحد لدفة اهل الحكم.

    لم يكن استحواذ «الائتلاف» على القرار السياسي العراقي خافيا على وزيرة الخارجية الاميركية ولا تلك الضربات المتبادلة علنا بين حكومة ستأتي واخرى سترحل. والاميركان الذي اهدوا الانتصار لجماعة الحكيم على طبق من دماء جنودهم، ليس لديهم الاستعداد لتوسيع هذا الطبق الى ما لانهاية لتحقيق «اجندة» كمال خرازي او غيره.

    والذين وصفوا زيارة خرازي بأنها «شجاعة» واعادوا وكرروا بأنها مبادرة عظيمة لكونها تأتي من اول وزير خارجية في العالم (عدا اولئك الممثلين للقوات المتعددة الجنسية) ممعنين بدورهم في «الاجندة الإيرانية».

    والوزير الإيراني قام كما فعل الآخرون بزيارة «قواته» غير الرسمية في العراق ولغرض الاطمئنان عليها، حاله كحال وزراء القوات المتعددة الجنسية.

    ولم يكن تصريح وزير الخارجية العراقية بالاعتراف بعدوان العراق على إيران «شكليا» او لمجاملة الوزير الزائر الشجاع، بل تترتب عليه مسائل حقوقية - مالية، يعلم الله وحده المكان الذي سيعثر فيه العراقيون على زيباري حين تحين لحظة الحقيقة في «يوم الحساب».

    يدرك القادة العراقيون الحاليون ثمن الدعم الإيراني لبقائهم، لذلك يهيلون عليهم «الافضال» بمناسبة وبدونها، كذلك الانزلاق المقصود لرئيس الحكومة الجعفري في اول زيارة خارجية له حين وجه اتهامه العلني لسوريا دون التوقف في إيران، علما ان بديهية «تسلل الإرهابيين» تحكم حسب وثائق الداخلية والدفاع لـ «نظام علاوي المقبور» (كما بدأوا يسمونه الآن في صحفهم الرسمية) كانت قد اشارت مرة الى القبض على اكثر من 120 متسللا افغانيا في يوم واحد اخترقوا الحدود الإيرانية ليجاهدوا في معارك الفلوجة (ابريل 2004)، ناهيك عن الآلاف الذين يقبض عليهم شهريا من متسللين لا يمتلكون اي وثيقة سفر.

    وهل نسي الجعفري ان مكاتب مفتوحة في طول إيران وعرضها، علنية تعرضها الفضائيات تقوم بتجميع وتهيئة المتطوعين الإيرانيين لمحاربة احتلال «الشيطان الاكبر» وقد ازداد نشاط هذه المكاتب بعد الدعوة التي اطلقها مرشد الثورة علي خامنئي ورد عليه من جنوب لبنان حسن نصر الله مؤيدا بلبس الاكفان و «إنقاذ النجف» في غضون مصادمات جيش المهدي والقوات الاميركية والحكومية العراقية في معارك اغسطس 2004؟

    وزيرا الخارجية هل يقرران؟!


    وهل تكفي اشهر معدودات لتؤثر على ذاكرة المسؤولين العراقيين لهذا الحد، ام ان تأكيدات خرازي في بغداد «مستعدون لضبط الحدود» او تأكيداته «لن نسمح للإرهابيين باستخدام إيران لدخول العراق» كافية لطمأنتهم بأن 80 مركزا حدوديا سترقع من الشق الكبير فيما بين البلدين؟

    ومسألة اخرى ولو فنية: هل ان وزير الخارجية، سواء العراقي او الإيراني، مختص بأمور الحدود و«ضبطها»؟ هل هذه شغلته؟ وحتى لو كانت نوايا خرازي صادقة بمنع تسلل الإرهابيين الى العراق، فمن قال ان وزارة الخارجية الإيرانية تعمل ذلك، او من ضمن اختصاصاتها وهل لديه سلطة على «حرس الثورة» وباقي تنظيمات الامن والاستخبارات التي يسيطر عليها المحافظون، وهؤلاء يعدونه إصلاحيا من الطراز الخاتمي لا يمكنهم وضع مخططاتهم حسب سياسته، بل فيما يرونه «مصلحة النظام».

    ولماذا علينا عدم ربط ما يجري من تفجر راهن في «قضية الاحواز» بهذه الزيارة الشجاعة، ولماذا علينا استبعاد تملق إيراني للولايات المتحدة بشأن مسألة الاحواز او غيرها، لاسيما ان خبراء واشنطن ضليعون للغاية في تعظيم المشاكل الإقليمية من هذا النوع؟ وما الذي تستطيع إيران عمله في هذه الظروف غير رعاية «رجالها في العراق» مهما كان الثمن!

    والمشكلة لا تنحصر في نوايا خرازي، بل في تعدد مراكز القوى الإيرانية والتصادم الملح فيما بينها والدبلوماسية وخطب الجمعة، وتهيئة الاجواء الكاملة لأن يصبح العراق مضطربا اكثر، فلا تنتقل النار الى إيران التي طالما جاهدت بخطوات سياسية ناجحة، الى حد بعيد، في حماية نفسها منذ تلك الايام التي كان فيها الحديث عن إسقاط النظام العراقي المادة الدسمة لحياة السياسيين والصحافيين.

    رفسنجاني واميركا والتسويات


    وهناك من يعتبر ان زيارة كل من رايس وخرازي الى العراق في اسبوع واحد قد تسمح بنفض الغبار عن ملف التعاون الاميركي - الإيراني غير السري للغاية من اجل العراق.

    ويعتبر ترشيح هاشمي رفسنجاني مجددا لرئاسة إيران في جزء كبير منه ثمرة هذا التعاون، وهو الذي يعتبر «العراب» الخفي في تنسيق الادوار. فرفسنجاني بالذات هو الذي اقنع علي خامنئي بضرورة التعاون مع الولايات المتحدة وفق الحجة التالية التي قالها بالنص لمرشد الثورة: «الحرب قادمة لا محالة ضد العراق وإذا لم نتعاون معها سنعطيها الذرائع لشن حرب علينا بعد العراق، لذلك فمن الافضل التعاون معهم لكي يخرجوا باقل الخسائر، الامر الذي سيجعلهم مدينين لنا وبعد ذلك ستفتح مجالات التطبيع معها مع استمراركم في خطاباتكم النقدية كما فعلنا في افغانستان ونركز على وحدة الاراضي العراقية لنرضي السعودية وباقي الدول العربية، وبذلك سنستأصل الصدامية والخاتمية ونقلل من هجمات الإصلاحيين».

    لقاء سري


    بعد شهر من عملية الإقناع المذكورة، ارسل خامنئي مندوبه الخاص عباس ملكي المعاون السابق لوزير الخارجية ليفاوض اميركيا يعمل في سفارة بلاده في الكويت، قدم نفسه للمبعوث الإيراني باسم مستعار واتفقوا على جملة من القضايا نذكر ما يرتبط بالوضع العراقي الراهن: اولا، التعاون ما بين البلدين من اجل تشكيل الدولة البديلة لنظام صدام. ثانيا، مشاركة المجلس الاعلى في قيادة الدولة العراقية. ثالثا، تشكل اميركا مظلة حماية للشيعة في الجنوب وتتم مشاركتهم الفاعلة في الحكومة الفدرالية. رابعا، عدم تدخل القوات الإيرانية في المناطق العراقية الشيعية لا في اوقات الحرب ولا بعدها، ولن تتدخل في الشأن العراقي الداخلي بعد سقوط النظام.

    خامسا، السماح لقوات بدر الدخول في الجنوب والشمال عبر السليمانية لتأمين الوضع الامني بعلم القوات الاميركية.

    وتضمن الاتفاق مسائل كثيرة كحماية المنشآت النفطية للعراق وإيران من هجمات محتملة، وتأمين سلامة الطيارين الاميركيين في حالة وقوعهم في الاراضي الإيرانية، وعدم السماح لصدام او انصاره بالهروب عن طريق إيران، وتسليم مطلوبين من عناصر القاعدة. وتعهدت الولايات المتحدة ألا يمارس العراق المستقبلي او اي من معارضي إيران (يقصدون مجاهدي خلق وغيرهم) اي نشاطات ضد إيران انطلاقا من الاراضي العراقية، وغيرها من المسائل.

    في غضون ذلك، صرح بيان جبر (وزير الداخلية الحالي) في يناير 2003 لصحيفة «إطلاعات استراتيجك» ان وحدات من فيلق بدر استقرت في كردستان العراق والاهواز الإيرانية بجميع اسلحتها الثقيلة للمشاركة في حرب الإطاحة بالنظام، الامر الذي رصدناه في غضون تغطيتنا للحرب وايدته تصريحات الاتحاد الوطني الكردستاني.

    لحية بلحية


    إذن، الزيارتان متوائمتان للغاية على حد التعبير الشائع «لحية مربوطة بلحية». ولكن اكثر ما يثير فيها، ان الوزير الإيراني الذي عبرت زيارته عن دعم واضح للاخوة في المذهب الذين يقودون البلاد بالشموع، جابهها موقف الوزيرة الاميركية في إنارة فوانيس السنة مجددا.

    وهو النسق ذاته الذي حافظ على «شعرة معاوية» فيه الرئيس جلال الطالباني في زيارته للاردن في وقت تصور فيه الجميع ان العواقب الطائفية بعد «مجزرة الحلة» ورماد الموقف الاردني بدعم العراق في حربه ضد إيران والذي لا تنوي نسيانه، لا يمكن ان تنطفئ ما بين الاشقاء السابقين.

    لا رايس ولا خرازي ولا الطالباني ناقشوا مشاكل العراقيين الحادة، ولم يجلب اي منهم كيلو واطا واحدا للبلاد المظلمة، ولم يناقشوا استثمارا ما، او اسعار دواء وتذليل صعاب تعاني منها التجارة، ولم يفكر احد منهم بإنعاش العملة العراقية وتطوير الوضع المصرفي ولا تبني مشاريع زراعية وإنتاج ولو حذاء بتمويل مشترك. كل ما ناقشوه كان يخص ما ينمقونه بالتسمية الحلوة «العملية السياسية» المؤسسة على اعتبارات «الطائفية السياسية»، هي الاعتبارات الوحيدة التي تبقيهم في الحكم الذي لا يفكر احد فيهم بالتنازل ولو بمليمتر سلطة لغيره، باستعانة من تلك الليالي الطويلة التي كانت فيها الانوار لا تطفأ في منزل الرئيس العراقي السابق.

    في قصر الشيخ


    كل يوم كان ممثلون سنة يجتمعون مساء في قصر غازي الياور وكانت اجتماعات ما اسموها «لجنة الحوار الوطني» و «الجبهة الوطنية» (تكتلات سنية ظهرت في غضون تشكيل الحكومة) تعمل على مدار الساعة، وكانت قوائم الوزراء السنة تكتب مساء في قصر الشيخ لترمى صباحا في الزبالة في ديوانية السيد عبد العزيز الحكيم!

    وسنـّة الياور مختلفون مع هيئات سنية اخرى، فهيئة علماء المسلمين لم تدخل في قصر الشيخ لأنها مقاطعة اصلا «العملية السياسية» ولا مكان بكل الاحوال لغريمه عدنان الباجه جي، الذي بدأ بإغلاق مكاتبه الواحد بعد الآخر ومعها صحيفته، ولا نصير الجادرجي وانصاره المسنين ولا دعاة الملكية وشريفهم.

    انهم الاقوام والقبائل والاقطاعيون العشائريون الذين تربطهم بالشيخ وعشيرته الكبرى مصالح وعلاقات تاريخية، وليس كل واحد فيهم يود التقرب من الرئيس السابق يجد له صدرا ومكانا رحبا في صالات الشيخ.

    كان القائمون على تشكيل الحكومة في الائتلاف العراقي الموحد مدركين لحجم التناقضات السنية - السنية وحافظوا على مبدأ واحد: لن يفرض عليهم اسم واحد في الحكومة من اي مجموعة سنية مهما كانت، في الوقت نفسه يحاولون تفادي فرض اسم على تلك المجموعات. بمعنى آخر امتلاكهم «نصف فيتو» واستغلوا هذا الفيتو المنقوص بالفعل في غضون إلغاء ترشيح عدنان الباجه جي لهيئة الرئاسة ومشعان الجبوري لرئاسة الجمعية الوطنية.

    وتساءل المفاوضون الشيعة في غضون مناقشاتهم مع السنة: كيف نستطيع تقبل الشريف بن علي مع كل مودتنا له، والباجه جي مع فائق تقديرنا إليه، في منصب كبير ولم تحظ قائمتاهما بمقعد واحد؟! وبالنسبة للجبوري قال الشيعة انه لا يوجد اتفاق سني عليه وحتى لو تم هذا الاتفاق فسنرفضه.

    طائفيات دستورية


    إبعاد السنة من لجنة صياغة الدستور واضح، فهم 2 الى 55 والصراع ما بين الكرد و الشيعة على رئاسة اللجنة الخطرة في العملية السياسية العراقية جلي ّ.

    قد تكون النسبة الضئيلة للسنة في اللجنة مرجعها اسباب «فنية» لأن اعضاء اللجنة ينبغي ان يكونوا نوابا، ولا وجود كافيا للنواب السنة في الجمعية الوطنية وحتى بعض السنة المعدودين في البرلمان فهم من قائمة الائتلاف الشيعي! فمن اين ياتون بسنة الى لجنة صياغة الدستور طالما ان تشكيل البرلمان من الاساس بني على اساس مقاطعتهم له وبالتالي تحولهم الى اقلية بإرادتهم الخطأ؟

    خبراء الائتلاف ابتكروا طريقة قانونية وشرعية لإشراك السنة في لجنة الصياغة، بجلبهم إليها ليس كاعضاء، بل بتسمية مهذبة اخرى كثرت في عراق بريمر وهي: المستشارون.

    والمستشارون السنة يفترض مشاركتهم في اللجان الفرعية التي تؤلف الدستور وهي مشاركة في كل الاحوال، لكن القوى السنية قالت انها غير مسؤولة ولا يعني لها الدستور شيئا طالما لم تشارك في صياغته، ووصفت وجود المستشارين بذر الرماد في العيون وهددت علنا بأنها سترد كيد الفقرة جيم الى نحر من عملها، خصيصا بمنح المحافظات الكردية الثلاث حق الفيتو على اي قانون في العراق بتآلف المحافظات السنية (الرمادي وصلاح الدين والموصل) ضد اي استفتاء من اجل الدستور لغرض تعطيله وشل الحياة السياسية فيما بعد.



    الدوامة الطائفية و«المستشارون»

    ان القوانين المعمول بها في العراق مستندة إلى «قانون إدارة الدولة» الذي منح فترة 6 اشهر فقط ما بعد اغسطس القادم فيما لو صوت العراقيون في نوفمبر ضد الدستور او عارضته ثلاث محافظات، الامر الذي قد يدخل البلد في دوامة جديدة، هي طائفية اساسا، خاصة ان المعلومات تشير الى ان الاخوان في المحافظات السنية متحزمون وحادون اسنانهم ومتهيئون ومستعدون للمشاركة الفاعلة في استفتاء نوفمبر لغرض إلغائه، دون حتى ان يعرفوا ما الذي سيحتويه!

    بالطبع، هذا الاستعداد «طائفي - سياسي» جزء منه توتر الحالة ما بين هيئة علماء المسلمين و «بدر» بامتداد ما حصل يوم الانتخابات ومؤامرات إفشال تشكيل الحكومة التي بالكاد حققت اجتماعها الاول بعد ثلاثة اشهر هي ثلث عمرها الافتراضي وصولا إلى اغسطس الرهيب.

    ولولا «الطائفية السياسية» والتشبث بالسلطة لاتفق الشيعة والسنة على الاقل في كتابة الدستور، فالخلافات بينهما شبه معدومة في المسائل الدستورية الحادة وهي: شكل نظام الحكم ومحاصصة المناصب وتثبيتها في الدستور، دور الدين الإسلامي في الدولة والفدرالية. هذه نقاط خلاف لا يختلف فيها الشيعة والسنة (العرب)، بل نجيز القول بأن خلافهما المشترك مع الكرد، وهو السبب الذي اشعل الصراع على رئاسة لجنة الدستور بين الشيعة والكرد في حقيقة الامر.

    الخلاف ما بين الشيعة والسنة حول الدستور ليس على الدستور بحد ذاته ولا على الافكار المقدمة ولا على بنود يراها هذا المستشار ويعترض عليها آخر، بل ينحصر في «الدور» الذي وصفته رايس بـ «تهميش السنة»، والذي شدد عليه المرجع الاعلى السيد علي السيستاني مطالبا بإشراك السنة في كتابة الدستور بفاعلية اكبر.



    الافتراض الـخطأ

    والمقاومة السلمية


    السنة هم الذين وضعوا انفسهم وخصومهم السياسيين في مطب مقاطعة الانتخابات الذي لا تستطيع كل الاطراف الراهنة الخروج منه ومن قواعد اللعبة الديموقراطية في المؤسسة البرلمانية الاولى الناشئة في منظومة الحكم الجديد.

    من جانب آخر لن تقام قائمة العراق ولن تستوي فيه الامور حتى لو تم التصديق بأن السنة سيرضون بإقصائهم وانهم بالتدريج سيتقبلون «التهميش» كأمر واقع، وهي نظرية طائفية خاطئة سياسيا، ستجلب فقط المتاعب والمزيد من الدماء الى البلاد.

    فالشيعة يدعون الى «المقاومة السلمية للاحتلال» (هي الفكرة التي تبناها السيدان محمد باقر الحكيم وعلي السيستاني) ويدعون اخوتهم الى الانخراط في العملية السياسية التي يعتقدون انها «مقاومة سلمية» وعدم ترك عواهن العراق على بول بريمر (سابقا) و مستشاريه والسفارة الاميركية حاليا.

    لكن «الطائفية» لعبت دورها هنا، وخاصة عندما جاء «المقاومون» القصر الجمهوري وابدوا استعدادهم للرئيس السابق غازي الياور وبفضله قابلوا الدكتور اياد علاوي واتفقوا على إنهاء المقاومة والمشاركة في العملية السياسية.

    تم الاتفاق معهم، ولكنهم بعد ان تغدوا وتعشوا مع بعض وسافروا الى الرمادي والموصل وغيرها من معاقل السنة، نسي الامر ولم ينفذ ولم تتم دعوتهم لاسباب كثيرة، منها ان لا احد من الشيعة والكرد كان مستعدا للتنازل عن منصبه لصالح مشاركتهم في ما يسمونه قبل غيرهم «العملية السياسية». وفي غضون ذلك استمرت معارك الفلوجة واستؤنفت الضربات العسكرية ضد سامراء والرمادي لغاية إطلاق النيران على القائم.

    هذه «الطائفية السياسية» التي نتحدث عنها والتي عطلت كل محاولات المصالحة الوطنية وإشراك السنة في الحكم بشكل اكثر تحديدا والتي رفضها الاميركيون بتصريحات وزيرة الخارجية والمرجعية العليا بتحذيرات السيستاني المتكررة.

    و «الطائفية السياسية» ليست من صنع الله كما يعتقد الطالباني، بل من وحي الاحزاب الدينية والقومية العربية والكردية على السواء وهي نفسها التي حصرت سلطة الرئيس بالسليمانية وحدها والتي لا تحب رؤية صوره حتى داخل المناطق الكردية التي لا يسيطر عليها، ولم تتعامل معه كرمز وطني بصفته رئيسا للجمهورية.

    هي «الطائفية السياسية» التي اعاقت المصالحة وولدت المزيد من اليائسين الذين صاروا إرهابيين وهي التي الغت الآخر في منظومة حكم يريدونها تعددية وديموقراطية، ناهشة الجسد العراقي بالويلات والغد المفتوح على مصراعيه للهاوية.

    القبس الكويتية 25 - 5 - 2005

    http://www.alqabas.com.kw/research_details.php?id=9544

    والخلاصة هي ان المشكلة إيرانية .. او شيعية .. وفي الجانب الآخر فلا شئ سوى أعمال تقوم بها جهات يجب الا تحسب على السنة كالبعث وجماعة الزرقاوي .. ويبقى السؤال مطروحا وحتى لا تحسب هذه الجهات على السنة لماذا لا تقوم الهيئات السياسية والدينية السنية بإدانتها وإدانة جرائمها والتبرؤ منها حتى لا تكون هناك حجة ولو على مستوى الظن بأن هذه الأعمال يمكن أن تحسب على الخانة السنية .
    خَالِطُوا النَّاسَ مُخَالَطَةً إِنْ مِتُّمْ مَعَهَا بَكَوْا عَلَيْكُمْ، وَإِنْ عِشْتُمْ حَنُّوا إِلَيْكُمْ.
    nmyours@gmail.com


  8. #68
    تاريخ التسجيل
    Feb 2004
    المشاركات
    258

    افتراضي



    ربما افترضوا بالوزير بيان جبر «السوء» قبل أن يجربوه، فمثلا، أطلع وزير الداخلية العراقي الرأي العام على واحدة من «التباس القصد» الذي راح ضحيته، موضحا بأن «العلماء السنة» قد تم اعتقالهم قبل توزيره بنحو 15 يوما.

    بعد إجراء القسم وتولي باقر صولاغ وزارة الداخلية .. في نفس اليوم .. الخميس ..

    قام أحد الضباط الكبار في وزارة الداخلية - وهو من البعثيين السابقين - بإرسال ضباط أقل رتبة وأمرهم بالهجوم على مقر ملتقى الحوار الوطني السني وتخربيه ، وأمرهم أن يدّعوا أن وزير الداخلية الجديد هو من أرسلهم .. !




    هذا بالإضافة إلى ما سبق يدل على أن الجماعة استبقوا وزير الداخلية الجديد بمحاولة تسقيطه وإقالته .

  9. #69
    تاريخ التسجيل
    Sep 2002
    الدولة
    مابلد خير لك من بلد وخير البلاد ماحملك
    المشاركات
    7,411

    Arrow والخالصي يدلي بدلوه !! ..

    بيان وتذكرة الى ابناء أمتنا من اهل العراق

    بسم الله الرحمن الرحيم
    قال تعالى في محكم كتابه المبين (( قل من ينجيكم من ظلمات البر والبحر، تدعونه تضرعا وخفية لئن انجانا من هذه لنكونن من الشاكرين *قل الله ينجيكم منها ومن كل كرب ثم انتم تشركون* قل هو القادر على ان يبعث عليكم من فوقكم او من تحت ارجلكم او يلبسكم شيعا ويذيق بعضكم بأس بعض أنظر كيف نصرف الايات لعلهم يفقهون)) سورة الانعام 63-64-65
    صدق الله العظيم

    ياأبناء امتنا في كل مكان
    ويا ابناء امتنا في العراق
    لقد مرت على هذا الشعب محن ومصائب كبيرة، لعل الغاية منها تعليم وتأديب وتهيئة ورفع درجات حسب مواقع المبتلين بها ونياتهم وعقائدهم وسلوكهم، واليوم يقف شعبنا في الصف الاول في مواجهة الاستكبار والاستعلاء وهذا بلاء حسن وشرف عظيم له (أن فرعون علا في الارض وجعل اهلها شيعا يستضعف طائفة منهم يذبح ابناءهم ويستحيي نساءهم انه كان من المسرفين * ونريد ان نمن على الذين استضعفوا في الارض ونجعلهم ائمة ونجعلهم الوارثين)) ولا شك ان التغيير في الارض يتم على اساس العمل الصالح للافراد وللامة ((ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر ان الارض يرثها عبادي الصالحون)) ((وقال موسى لقومه استعينوا بالله واصبروا ان الارض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين))
    وقد من الله على ابناء الامة وقادتها المخلصين وعلمائها المجاهدين ان يتجنبوا الفتنة واحروب الداخلية رغم المخطط الخطير الذي جرى تطبيقه قبل سقوط النظام وبعد الاحتلال، كان اعظمها يوم العاشر من المحرم سنة 1425هـ مطلع هذه السنة التي نحن في نهايتها، ولكن الاعداء يجهدون من خلال الاغتيالات والفتن وقتل الملايين بطرق وحشية واحداث التفجيرات الاجرامية وقطع طرق الامنين والقتل والتهجير على الهوية كل ذلك لايقاع الفتنة بين ابناء الامة واسقاط حقها في مقاومة الاحتلال بتشويه صورة المقاومين المخلصين، دون ان ينسى الواعون ان مخطط الاعداء يتضمن دس العناصر الفاسدة وتشجيع او توجيه الجهات المنحرفة لتحقيق تلك الاهداف مخطط الاعداء يجري وفق خطة(التفكيك والتركيب) وهو ضرب الارادة الشعبية المقاومة بقسوة وعنف لتفكيكها وتركيب الجهات الداخلة فيها من جديد تحت اشراف الاعداء وتوجيههم لسوق الجهود نحو الاهداف التي يريدها الاعداء وقد طبقت هذه الخطة في الجزائر واحداثها الدموية(وقد مكروا مكرهم وعند الله مكرهم وان كان مكرهم لتزول منه الجبال* فلا تحسبن الله مخلف وعده رسله ان الله عزيز ذو انتقام).
    وهذه الايام تجري عمليات اقتتال خطير واثاره فتنة في انحاء مختلفة من العراق كما تتصاعد عمليات التصفية والاغتيالات في بغداد وغيرها من المناطق وهي تأخذ المنحى الطائفي الذي يفضله الاعداء على غيره من مناحي التفجير خصوصا ونحن نقترب من عملية الانتخابات التي ابدينا راينا في لزوم مقاطعتها لانها انتخابات وفق مخطط الاحتلال وليست انتخابات نزيهة لمعرفة الارادة الشعبية والا كيف يمكن خوض هذه الانتخابات وهي قائمة على اساس قانون رفضته كل المرجعيات الدينية والسياسية وهي تجري تحت هيمنة الاحتلال وتوجيهة والانكى ان كل المؤيدين للمشاركة في الانتخابات ممن لقيناهم ليسوا على علم بالتعهد الذي الزم به المشاركون مسبقا بالالتزام بقانون ادارة الدولة في المرحلة الانتقالية، مع كل هذا فاننا ندعو ابناء امتنا في العراق مهما كانت اراؤهم ومواقفهم الى عدم الانجرار خلف المخطط الخطير الذي يبشر به منظروا الاحتلال فالحرب الاهلية جريمة نكراء يخطط لها اعداء الامة وعتاة المشروع الصهيوني في بلادنا الاسلامية.
    فالواجب الشرعي على كل عراقي مخلص ان يبادر الى اتخاذ قراره المصيري بعدم الانجراف الى اي صراع داخلي بين ابناء الشعب تحت حجة الانتخابات او بدوافع الطائفية او العرقية او المناطقية او الحزبية والتنافس في القوائم الانتخابية او اية حجة اخرى لان التنافس في هذا الشأن سيكون الاثم الاكبر الذي يفرط بوحدة البلاد كما يستهين بارواح ابنائها.

    (وقال موسى لقومه استعينوا بالله واصبروا ان الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين).

    جواد الخالصي
    2005/1/16م
    6 ذي الحجة 1425هـ
    خَالِطُوا النَّاسَ مُخَالَطَةً إِنْ مِتُّمْ مَعَهَا بَكَوْا عَلَيْكُمْ، وَإِنْ عِشْتُمْ حَنُّوا إِلَيْكُمْ.
    nmyours@gmail.com


  10. #70
    تاريخ التسجيل
    Sep 2002
    الدولة
    مابلد خير لك من بلد وخير البلاد ماحملك
    المشاركات
    7,411

    Arrow عبد الباري عطوان يدخل على خط التحريض !! ..

    صحف بغداد: هيئة العلماء تطالب بكشف الحقائق.. والمقاومة ليست سنية فقط.. والتحريض الطائفي مستمر
    2005/05/29

    ادانة الصمت العربي عما يحدث في العراق.. وتعدد الولاءات علي حساب الولاء للوطن.. وأسرار قرارات علاوي الأخيرة

    بغداد ـ القدس العربي ـ من علي العبيدي:
    تعددت المواضيع والقضايا التي تناولتها صحف بغداد مع التركيز علي مخاوف العراقيين من تبعات الخطط الأمنية الحكومية التي توجه لطائفة معينة ورفض الصمت العربي إزاء المجازر التي تجري في العراق ورفض الولاءات المتعددة علي حساب الولاء للوطن وآخر القرارات التي أصدرها أياد علاوي قبيل ترك السلطة وغيرها من المواضيع.

    أهمية كشف الحقيقة

    وتناولت صحيفة البصائر الصادرة عن هيئة علماء المسلمين موضوع الاتهامات التي وجهتها الهيئة الي بعض المليشيات بالمسؤولية عن الاغتيالات تحت عنوان قول الحقيقة لا بد منه عند الضرورة جاء فيه لا يسعنا بعد تصاعد وتيرة عمليات الدهم والإعتقالات والاغتيالات والتعذيب البشع حتي الموت الذي طال العشرات بل المئات من أبناء شعبنا وأخوتنا من العلماء والخطباء والأئمة والمصلين والأطباء وأساتذة الجامعات وشيوخ العشائر وغيرهم ولا سيما بعد تشكيل الحكومة الحالية وسيطرة بعض الفئات الحزبية المعروفة عليها وعلي ملفات الأمن وجعلت مهمتها الأولي إن لم تكن الوحيدة القضاء علي ما يسمي بالإرهاب الذي تصف به كل من لا يشاركها في توجهاتها وتصوراتها عن كيفية التعامل مع الإشكال العراقي في ظل الاحتلال. وقد نبهنا الي خطورة مثل هذه الأعمال في أوقات سابقة من خلال البيانات والمناشدات والرسائل الشخصية الي بعض الشخصيات الرسمية وغيرها، ولكن وللأسف لم نلق جهودنا في هذا المجال آذاناً صاغية أو استجابة حتي وصلنا الي ما كنا نخشاه من اعتقال الآلاف واغتيال المئات. ولكل ما تقدم أصبح البوح بالحقيقة واجباً دينياً ووطنياً الآن وقبل أن تنفلت الأمور. وعلي كل من يعتقد أن بيده الأمر أن يتعامل مع الغير بحكمة وروية وأن يعلم أن الاعتماد علي الغير وعلي القوة في حل المشاكل لا يجدي .

    الخطة الأمنية الموعودة

    وعن نفس الموضوع كتبت صحيفة دار السلام الصادرة عن الحزب الإسلامي العراقي موضوعاً أشارت فيه الي أن القوي والأحزاب المنتظمة تحت إطار الائتلاف العراقي الموحد تردد بأنها تملك خطة أمنية متكاملة لمعالجة الأوضاع العراقية المتأزمة ووقف نزيف الدم في البلد وضبط الأمن المتدهور، غير أننا صُدمنا كما صدم معنا الرأي العام ونحن نشاهد بعض التصرفات اللا مسؤولة تصدر عن بعض الأجهزة الأمنية المرتبطة بالحكومة كاقتحام بيوت الله وقتل واعتقال وإهانة لعلمائها ومصليها وهناك توسع في عمليات الدهم والقاء القبض علي الناس في مناطق معينة دونما دليل أو بينة، والأدهي من ذلك التوسع في حصار المدن والمناطق والتضييق علي المواطنين وانتزاع الاعترافات من بعض الأشخاص بالقوة وإجبارهم علي الإقرار بما لم يقوموا به، مما أعاد للناس صورة ممارسات العهد السابق. وأصبحت القناعة لدي الناس بأن ما نراه اليوم هو بدايات تنفيذ الخطة الأمنية التي طالما تحدثت عنها أطراف وشخصيات الائتلاف العراقي الموحد، وهو ما نحذر منه ونري أن الأمر يحمل في طياته نتائج خطيرة كاستفحال الأزمة الأمنية وزيادة تعقيد الوضع والدفع بالبلاد نحو أتون صراع داخلي لا يعلم مداه إلا الله .

    الصمت المريب

    وتطرقت صحيفة راية العرب لسان حال التيار القومي العربي الي موقف العرب والعالم مما يجري في العراق فقالت يراقب العالم المجازر التي تتكرر يوماً بعد يوم في المدن والقري العراقية التي تمارسها دولة الإرهاب وأزلامها، وأنا علي يقين أن العالم يراقب مباريات كرة القدم أو الملاكمة باهتمام أكثر من اهتمامه بنا يجري في العراق وبأعداد الضحايا الذين يقعون ضحية إرهاب الدولة أو السيارات المفخخة التي كانت من مستوردات عهد الحرية والديمقراطية الذين أتحفتنا بهما دولة العدوان، ولعل الحكومات العربية تستمع باهتمام أكبر الي نانسي وهيفاء أكثر مما تستمع الي صرخات الأبرياء واليتامي والأيامي في عراق (التحرير)، فهي لا تستطيع أن تسمع إلا ما تسمح لها به دولة الإرهاب ولا يطربها إلا ما يطرب هذه. وكما هو حال محاولات التطهير العرقي التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني، فإن هذا التطهير يمارس اليوم بنفس الشكل، حيث التطهير الداخلي الذي تمارسه بالتهجير والقتل بعض الأجهزة المرتبطة بالسلطة التي أقامها الاحتلال، بينما تقوم دولة الارهاب بالتطهير عن طريق التخريب والتهديم بالدبابات والطائرات للمدن، كما تقوم عصابات أخري مرتبطة ببعض أحزاب السلطة بعمليات القتل والخطف والتهديد لمن لا ينفذ إنذاراتها بمغادرة العراق.. إضطهاد متنوع الأشكال وتطهير عرقي حيناً ومذهبي حيناً آخر والعالم يتفرج لاهياً يشغل نفسه بالبحث عن جنس الملائكة .

    ولاءات متعددة

    ونشرت صحيفة الفرات المستقلة موضوعاً عن الولاءات التي يخلقها الوضع الجديد في العراق الذي رسخه الاحتلال كواقع جديد مطلوب التعامل معه، فأشارت الي أن المشاكل الكثيرة جعلت ولاءات العراقيين تتوزع بين الولاء للعشيرة والولاء للطائفة ثم الولاء الحزبي، ومجموع هذه الولاءات يصب في غير صالح الوطن لأن الولاء الحقيقي الذي يجمع الشمل ويوحد الكلمة هو ولاء الوطن وولاء الشعب. إن تعدد الولاءات في ظل التصورات الجديدة يضعنا في خانة لا نتمناها مطلقاً فهي وسيلة الفاشلين وخفافيش الظلام، وإلا ماذا يعني أن يكون الولاء للوطن في آخر الولاءات وما هي الولاءات الأخري التي تفوق ولاء الوطن .

    المقاومة عراقية وليست سنية

    ونشرت صحيفة الاتجاه الآخر المستقلة موضوعاً تناول فيه كاتبه المقاومة في العراق وجاء فيه أن اعتبار المقاومة في العراق سنية فقط هو محاولة لعزل المقاومة عن بقية أبناء الشعب بإضفاء الصفة المذهبية عليها، وهذا يتنافي والحقيقة حيث الواقع يشير الي وجود أطراف شيعية في المقاومة فعلت فعلها المؤثر بقوات الاحتلال كما حدث في النجف ومدينة الصدر والكثير من مدن الجنوب والتي لم يعلن عنها من قبل قوات الاحتلال والحكومة المؤقتة، وهناك الكثير من الأكراد العراقيين يعملون في صفوف المقاومة أو تشكيلات سرية لم تكشف عن هويتها في الوقت الحاضر بسبب سياسة القمع التي تنتهجها قوات الاحتلال والتي لا تستثني الأطفال والنساء والشيوخ ولذلك فإنها تتصرف بحذر وتعقل شديدين. لذا فان المقاومة هي عراقية وطنية خالصة غايتها طرد الاحتلال الأمريكي البريطاني وليس خوض حرب معهم لأنهم كفار كما يروج له البعض لأن قوات الاحتلال قطعت مسافات طويلة لغزو العراق ودمروا منشآته وزجوا بالآلاف من رجاله ونسائه في السجون ولم يذهب أي عراقي الي أمريكا للقيام بعمليات تخريبية ولم يشكلوا يوماً تهديداً لأمن الولايات المتحدة .
    ونشرت صحيفة البينة الصادرة عن حزب الله في العراق موضوعاً عما قام به أياد علاوي رئيس الوزراء السابق قبل مغادرته السلطة فأشارت أنه من ضمن الإجراءات والقرارات السريعة التي أصدرها علاوي قبيل رحيله بأيام إصدار قوانين عجيبة غريبة مثل تخصيص قصر لكل وزير في حكومته ضمن المنطقة الخضراء ولمدة خمسة وعشرين سنة مقابل مبلغ زهيد جداً ومعه 35 عنصر أمن وخمس سيارات أحداها مصفحة، وكل ذلك تتحمله الدولة العراقية، والأعجب من ذلك أن وزير داخليته فلاح النقيب استولي علي أربعة قصور ولم يكتف بالقصر الواحد الذي خصصه علاوي له. كما قام رئيس الوزراء المنتهية صلاحيته بتعيين أكثر من خمسة وعشرين مستشاراً له وبمرتب قدره خمسة آلاف دولار مع بقاء ثمانين بالمئة من هذا المبلغ بعد التقاعد وكل ذلك علي عاتق الدولة أيضاً. وتساءلت الصحيفة: أين الضمير والشرف والوطنية التي كانوا يدعون بها أيام صدام وكأن العراق أصبح بقرة حلوب لهم ليرفعوا أرصدتهم في بنوكهم بالخارج، والفساد الإداري وصل ذروته حتي بدأ أبناء الشعب العراقي يتذمرون من هذه الدناءة التي لا نريد الوصول إليها .

    دماء الضحايا

    وضمن العزف علي وتر الطائفية والتحريض علي العنف والانتقام، نشرت صحيفة البلاغ الصادرة عن مؤسسة شهيد المحراب (التابعة للمجلس الأعلي للثورة الإسلامية) موضوعاً بعنوان دمـــــاء المسلمين الشيعة تنزف نشرت فيه صورة لعدد من قتلي الشرطة والحرس وقالت تعليقاً عليها إنها صورة واقعية لما يحدث لأتباع أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع )، وذنبهم الوحيد أنهم شيعة من أتبــــاع عترة رسول الله (ص)، إنها صورة واحدة من صور المسلسل الدموي المستمر في أرض الرافدين لشيعة أهل البيت قام بإعداد السيناريو له ثلة من التكفيريين والبعثيين والسلفيين الأمويين الحاقدين.. فهل نسكت علي الضيم ونتجرع الغصة؟ هل نستكين والدمعة في عيوننا والعلقم في أحشاءنا؟ هل نصبر علي ذل ونحن أتباع من لا يزال صوته مدوياً في الآفاق.. هيهات منا الذلة؟ يأبي الله لنا ذلك ورسوله من أن نؤثر طاعة اللئام علي مصارع الكرام.. هل باتت دماؤنا رخيصة الي هذا الحد؟ نداء نوجهه الي كل مكان .
    خَالِطُوا النَّاسَ مُخَالَطَةً إِنْ مِتُّمْ مَعَهَا بَكَوْا عَلَيْكُمْ، وَإِنْ عِشْتُمْ حَنُّوا إِلَيْكُمْ.
    nmyours@gmail.com


  11. #71
    تاريخ التسجيل
    Jul 2003
    الدولة
    المملكة العربية السعودية
    المشاركات
    83

    افتراضي

    لاحظت أن جميع المشاركات في الشبكة تكاد تكون من طرف واحد فالسنة العرب مغيبين تماماً عن الشبكة و الرد على التهم التي ترمى عليهم.

    كما لفت انتباهي أيضاً في الكثير من المشاركات أن تهمة بعثي/وهابي دائماً ما تكون جاهزة للالصاق بأي سني يخرج عن الخط الذي ترسمه المجموعات الشيعية المسيطرة على الحكم , و هذا في الواقع أقل ما يقال عنه أنه ارهاب فكري , ناهيك عن أنه تهديد علني لتصفية أي سني يرفض التوجه المذكور , و هو يخالف جميع المعاني الديمقراطية و الانسانية التي يتغنى بها هؤلاء.

    كنت أتمنى من الذين تصدوا للدفاع عن فيلق بدر أن يعطوننا أسباب مقنعة و منطقية تدحظ ادعائات هيئة علماء المسلمين اتجاها , لكني تفاجأت أنهم يستخدمون المنطق المذكور سابقاً (كل من خالفنا بعثي/وهابي) و بالطبع هم يحللون دماء هؤلاء , و في المحصلة نجد أنهم يلصقون التهمة أكثر و أكثر في فيلق بدر و ليس العكس.

    أتمنى فعلاً من هؤلاء أن يحترموا السنة العرب في العراق كما هم , و أن يحترموا اختيارهم لمواجهة الاحتلال و هو المقاومة و المواجهة المسلحة , و أن يبتعدوا عن الاسقاط و رمي التهم الخطيرة عليهم لاختيارهم ذلك.

  12. #72
    تاريخ التسجيل
    Sep 2002
    الدولة
    مابلد خير لك من بلد وخير البلاد ماحملك
    المشاركات
    7,411

    Arrow

    حياك الله يا فتى نجد .. وحيا الله عودتك الحميدة .. بقدر ما يتعلق الأمر بي في هذا الموضوع .. مع اني اشاركك الرغبة في حضور سنة عراقيين ( وليس سنة عرب كما نلوك هذا المصطلح المشبوه في كل حين ) الى هذا المنتدى .. الا انك قد تسئ الظن حينما تتصور ان اطلاق تسمية بعثي ووهابي على عصابات الرعب والإرهاب يمكن ان يسئ الى الأخوة السنة من أبناء العراق بل على العكس من ذلك ينزههم عن الجرائم التي يرتكبها هذا التحالف الخبيث والمشبوه .. خذ مثلا وقد علمت هذا المساء من صديق موضع ثقة عندي وهو يساري من المتصدين للإحتلال حتى قبل وقوعه .. ولا يمكن ان ينحدر الى اي مستوى من التفكير الطائفي يخبرني عن حادثتين حصلتا هذا الأسبوع في مثلث اللطيفية جنوب بغداد .. الاولى ان شخصا فقير الحال إستطاع بالكاد ان يشتري سيارة لنقل الركاب .. وقد وقع هو وركابه في كمين لعصابات الإجرام في اللطيفية التي قتلته هو وركابه بسبب شيعيتهم .. وقد وجد هذا السائق المعدم المسكين وقد قطع قضيبه ووضع في فمه .. والثانية ان جنازة كانت تنقل للدفن في النجف كما يفعل الشيعة عادة .. وقد أُوقفت السيارة التي تحمل الجنازة وقُتل ركابها .. ولم يكتف القتلة بقتل المشيعين بل مزقوا جسد الميت إربا .. إزاء مثل هذه الحوادث الإجرامية البشعة التي كانت وما تزال تشكل صفة لصيقة بالبعثيين في السلطة وخارجها .. لا اعتقد انك ترضى بأن تلصق بالسنة المسلمين .. والا لصارت عارا الى يوم الدين على السنة والإسلام ..
    التحالف البعثي الوهابي ليس وهما ولا إشاعة ولا مجرد صفة تلصق بمن يخالف في الرأي او الموقف .. وإنما هي حقيقة واقعة وكلا الطرفين يريدان ان يبدوان وكأنهما سنة العراق المسلمين .. وكلاهما يسعى بكل جهد لأن يجر السنة الى معترك الاحتراب الطائفي في العراق لأن مثل هذا الاحتراب هو الوعاء الذي يمكن ان تعيش في وسطه هذه العصابات الإجرامية .. وتمارس دورها الإجرامي الذي لا علاقة له بمقاومة او موقف من الإحتلال .
    المقاومة ياعزيزي امر مشروع .. لا نقاش في ذلك .. ولكنك لا تحدد ما هي المقاومة وما هي الشروط التي تتوفر في المقاوم كي يحظى بالدعم والإحترام .. إلا اذا كان تفجير المقهى والمسجد والحسينية والمخبز والسوق عندك مقاومة .. وعندها بلا شك ولا تردد نبرأ الى الله والضمير من هذه المقاومة ..
    ما تسميه انت بالمقاومة أساء الى فكرة المقاومة .. وجعل مشروع المقاومة ان تهيأ له ان ينهض في العراق يوما فإنه سيواجه مهمة ثقيلة في إقناع الناس بمشروعيته .. وإثبات انه مختلف عن مرحلة الإرهاب والإجرام التي يعيشها العراق اليوم بإسم المقاومة ..
    ولا ادري كيف يغيب عنك شلال دم الأبرياء الذي ينزف على يد هذه العصابات الإجرامية لتذهب بالحديث بعيدا الى من يحلل دماء السنة او يستبيحها ..
    هناك جرائم ترتكب في العراق على مدار الساعة .. وهذه الجرائم يرتكب الكثير منها بإسم السنة .. وما نسعى اليه هو ان نبرئ السنة من هذه الجرائم .. بينما تريد انت بحسن نية ان تلصقها بهم بإسم خيار مقاومة الاحتلال وهو خيار لا غبار عليه لو أنه كان حقا مقاومة للإحتلال .. وبالطبع فالإجرام الإرهابي لا يمنع ان هناك أعمالا تنطبق عليها صفة المقاومة .. ولكن الإرهاب سواء كان بتخطيط من المحتل او بغباء المتخلفين السذج من دعاة الجهاد بقتل الأبرياء يقدم خدمة للمحتلين بأن يشوه صورة المقاومة وفكرتها في النفوس ..
    وأين سنة العراق من خيار جاءهم من خارج العراق كما هو حال عصابات الزرقاوي .. التي صادرت القرار السني واختطفته ووضعته في مأزق حرج .. ووضعتهم في دائرة الإتهام والريبة والشك .. وجعلتهم في خندق الإحتراب مع الشريك في الوطن بينما المحتل يتفرج ويفرح .. وقد يساهم في إذكاء نار الفتنة لأنه المستفيد الوحيد منها ..
    غيرتك على السنة في العراق محترمة .. ولكن شتان ما بين من يريد مصلحة العراق كوطن .. وبين من يرى الأمور بعين الطائفة .. فلا مصلحة لسنة العراق في اي أمر شئت بعيدا عن أخوتهم العراقيين جميعا .. ويخطئ من يتخيل ان عزل السنة عن محيطهم العراقي يصب في مصلحتهم او مصلحة العراق او مصلحة مشروع مقاومة الاحتلال الذي نأمل ان نرى فجره يوما ما ..
    خَالِطُوا النَّاسَ مُخَالَطَةً إِنْ مِتُّمْ مَعَهَا بَكَوْا عَلَيْكُمْ، وَإِنْ عِشْتُمْ حَنُّوا إِلَيْكُمْ.
    nmyours@gmail.com


  13. #73
    تاريخ التسجيل
    Sep 2002
    الدولة
    مابلد خير لك من بلد وخير البلاد ماحملك
    المشاركات
    7,411

    Arrow

    وزير الداخلية العراقي يتمسك بموقف متشدد حيال المسلحين


    تمسك الوزير العراقي المسؤول عن الشرطة والأمن بخط متشدد حيال المسلحين، ونفى اتهامات بأن ميليشيا شيعية تابعة لحزبه مسؤولة عن اغتيال ائمة وخطباء مساجد سنية.

    وقال وزير الداخلية العراقي بيان باقر صولاغ جبر القيادي في المجلس الأعلى للثورة الاسلامية، المسؤول القيادي في فيلق بدر قبل انضمامه للحكومة المؤقتة في 2003 نائباً لوزير الخارجية، ان تحقيقات الشرطة حول تورط فيلق بدر في اغتيال ائمة وخطباء السنَّة، لم تصل الى نتيجة تؤكد هذه المزاعم. وأضاف: “ان الارهابيين الذين اعتقلتهم قوات الأمن، اعترفوا بأنهم قتلوا ائمة وخطباء من السنَّة والشيعة لاشعال نار صراع طائفي”.

    وقال جبر في مقابلة مع “اسوشيتدبرس” ان احصاءات مركز البحوث في وزارة الداخلية تؤكد ان 12 ألف عراقي قتلوا خلال ال 18 شهراً الماضية، نحو 10 آلاف منهم من الشيعة. لكنه اعترف بأن تحليل هذه الارقام بني على أساس المناطق التي يعيش فيها الضحايا، لا معلومات دقيقة بشأن انتمائهم الطائفي. وأشار الى ان عدد الائمة والخطباء الشيعة الذين تعرضوا للقتل اكثر بأضعاف من نظرائهم السنَّة، لكنه لم يذكر رقماً محدداً. وأضاف أن عشرات المساجد والحسينيات الشيعية تعرضت لهجمات وتفجيرات بينما لم يتعرض مسجد سني واحد لمثل هذا الاعتداء.

    ورفض جبر مبادرات حكومية لاقناع المسلحين بالقاء السلاح مقابل ضمهم الى العملية السياسية. وقال انه يتبنى موقفاً متشدداً حيال كل المسلحين ولا يميز بينهم فكلهم ارهابيون، وان ما يهمه اكثر هو أمن الشعب العراقي. واضاف: “ليس هناك مقاومة في العراق، بل إرهاب. وأتعامل كوزير للداخلية مع كل من يرفع السلاح لقتل الناس على الارض العراقية، باعتبار انه ارهابي”. ونفى وزير الداخلية العراقي ان تكون عملية “البرق” لتحصين بغداد من العمليات الارهابية، موجهة ضد السنَّة، وقال ان الكثير من جنود الجيش والشرطة الذين يشاركون في هذه العملية سنيون بل ان قادة العملية من السنَّة. وأشار الى ان هذه العملية يشرف عليها ثلاثة مسؤولين هم الى جانبه نائب رئيس الوزراء عبد مطلق الجبوري، ووزير الدفاع سعدون الدليمي. وأضاف “السكان في المناطق السنية يزودون قوات الأمن بمعلومات اكثر من نظرائهم في المناطق الشيعية”.

    (ا.ب)

    الخليج 4 - 6 - 2005


    http://www.alkhaleej.ae/articles/sho...cfm?val=170929
    خَالِطُوا النَّاسَ مُخَالَطَةً إِنْ مِتُّمْ مَعَهَا بَكَوْا عَلَيْكُمْ، وَإِنْ عِشْتُمْ حَنُّوا إِلَيْكُمْ.
    nmyours@gmail.com


  14. #74
    تاريخ التسجيل
    Jul 2003
    الدولة
    المملكة العربية السعودية
    المشاركات
    83

    افتراضي

    الأخ نصير المهدي

    أولاً شكراً لك على تحيتك الطيبة

    من قال لك أني لم أستنكر الأحداث الاجرامية التي حصلت في اللطيفية و غيرها. لمعلوميتك أخي الكريم فقد كنت من أوائل من أستنكرهذه الأعمال , كما أني رميت بالائمة و لا زلت على الجهات الأمنية العراقية فهم المسئولون عن الأمن في البلد , و خلل واضح مثل الذي حصل في اللطيفية لا يمكن أن يحصل الا في ظل انفلات أمني نتيجة لسوء الأجهزة الأمنية.

    رغم أنك بدأت بداية جميلة بقولك أن تهمة بعثي/وهابي هي تبرئة للسنة و ليس ادانة لهم , لكنك عدت في نهاية المقال و أشرت الى أن القرار السني مختطف من قبل الزرقاوي (الوهابي) لتثبت كلامي الذي نفيته بنفسك و هو أن كل عراقي سني عربي محكوم عليه بالاعدام تلقائياً بتهمة البعثية/الوهابية !!

    يا أخي حتى اللي ماشي جنب الحيط لم و اللي مقفل على نفسه بين أربع جدران و ماله في السياسة و لا يعرف ما هي السياسة حتى هؤلاء لم يسلموا من التصفية و عمليات الانتقام و بنفس التهمة التقليدية (البعثية و الوهابية) !

    أتمنى فعلاً أن تتوقف عمليات التصفية و الانتقام على الهوية و أن تستبدل بالمحاكمات و المقاضاة و من تثبت ادانته بجريمة ما تطبق عليه الدولة الأنظمة و العقوبات الصارمة.

    و أتمنى أيضاً أن يتم استضافة بعض العراقيين السنة العرب للرد على سيل التهم الذي يرمى عليهم في الشبكة و لتصبح الشبكة شبكة حوارية فعلاً بكل ما تعني الكلمة لا شبكة لطرف واحد يحادث نفسه و يرمي التهم يمين و يسار بدون حتى اعطاء مجال للطرف الآخر في الدفاع عن نفسه.

    أخيراً أتفق معك تماماً بأن عزل السنة العرب ليس في مصلحتهم و ليس في مصلحة العراق , و أرى أن ما يحصل الآن من رمي للتهم جزافاً و عمليات تصفية هنا و هناك تعطل أي خطوات في هذا الاتجاه.

    دمتم بخير و باذن الله تنقشع هذه الغيمة قريباً

  15. #75
    تاريخ التسجيل
    Apr 2005
    المشاركات
    324

    افتراضي







    العدد 235/100
    التاريخ: 30/9/2004

    الى كافة مكاتب ؟؟

    م/ مراقبة ومتابعة

    نرجو متابعة ومراقبة النواصب والبعثيين المجرمين التالية أسماؤهم وتزويدنا بتقارير فورية عنهم للضرورة القصوى ولكم الأجر والثواب:

    1. أبو موسى الكردي بلاط الشهداء السيدية

    2. حسن النعيمي هيئة علماء المسلمين

    3. مهدي الصميدعي امام جامع أم الطبول

    4. لقمان عودة مطلك عضو مكتب حزب البعث

    5. أحمد عبد الغفور السامرائي هيئة علماء المسلمين

    نسخة الى:

    1. كافة ؟؟
    2. الحفظ

    مدير الجهاز المركزي (توقيع) + ختم الأمانة العامة لمنظمة بدر، الجهاز المركزي

    ----------------------

    هل هذه الوثيقة حقيقية لو مزورة ..؟؟

صفحة 5 من 6 الأولىالأولى ... 3456 الأخيرةالأخيرة

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم   شبكة حنة الحسين عليه السلام للانتاج الفني