البغدادي يهزم العرعور في الرقة .. والصحوات هاجس مستمر
</body>
|
الجمعة، 16 آب، 2013
تشير مصادر جهادية إلى أن ما حدث في الرقة كان معركة بين أبو بكر البغدادي أمير تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام من جهة وبين الشيخ عدنان العرعور من جهة ثانية. وأن الاشتباكات مع لواء أحفاد الرسول الذي يدعمه ويموله الشيخ العرعور كانت بروفة عملية لحرب الصحوات التي من المتوقع أن تندلع شرارتها الكبيرة في أي وقت على كافة الأراضي التي تسيطر عليها الدولة الإسلامية، لاسيما في ظل خطة "جيش الدفاع الوطني" التي يروج لها كل من أحمد الجربا رئيس الائتلاف المعارض وسليم إدريس رئيس هيئة أركان الجيش الحر، والتي ترى فيها الدولة الإسلامية خطوة متقدمة لإنشاء جيش الصحوات على غرار جيش أبو ريشة في العراق، على حد تعبير المصادر.
و بحسب مصادر محلية من مدينة الرقة فإن السبب المباشر لبدء الاشتباكات يعود إلى حادثة تكاد تتكرر في جميع المناطق التي تتواجد بها الدولة الإسلامية، وهي رفض عناصر تابعين للدولة الوقوف على حاجز تابع للواء أحفاد الرسول، ما دفع عناصر الحاجز إلى أن إطلاق النار على سيارات الدولة، فحدث الاشتباك.
ولكن مصادر جهادية أكدت لوكالة آسيا أن المشكلة أعمق من ذلك تتعلق باختلاف التوجهات والرؤى السياسية والعسكرية والدينية، وأن ثمة استفزازات يومية بين الطرفين تخللها اعتداء متبادل على عناصر بعضهما البعض، وكانت هذه الاستفزازات تتراكم في النفوس إلى أن حان موعد انفجارها لدى مرور دورية تابعة للدولة على حاجز تابع للواء أحفاد الرسول، حيث حصل ما حصل.
وتأكيداً لهذه الاستفزازات، قالت المصادر أن لواء أحفاد الرسول قام في الفترة الأخيرة بوضع حواجز إضافية على بعض الطرق التي تسلكها سيارات الدولة وهي حواجز "أتاوات" رفضت سيارات الدولة التعامل معها أو الوقوف عندها. وفي يوم اندلاع الاشتباكات، رفضت سيارة للدولة الوقوف على الحاجز فقام حاجز الأحفاد بإطلاق النار بكثافة على السيارة وردت السيارة بالمثل، وقام حاجز الأحفاد بعد ذلك بإطلاق النار بكثافة على الإنارة الموجوة في الشارع، وأطفأها بهذا الطريقة. ثم تطورت الأمور بشكل خطير عندما تمكن حاجز الأحفاد من خطف وقتل بعض عناصر الدولة الإسلامية كان من بينهم "أبو تراب النجدي" واسمه الحقيقي "ابراهيم الغيث" سعودي الجنسية وهو من القيادات الشرعية في الدولة حيث كان يتولى رئاسة الهيئة الشرعية في مدينة الطبقة إضافة إلى إشرافه على المعسكرات الشرعية التي تقيمها الدولة الإسلامية لعناصرها، ويوصف أبو تراب النجدي بأنه بمثابة دائرة امتحانات في الدولة الإسلامية.
على الفور أعلنت الدولة الإسلامية الاستنفار وأرسلت تعزيزات من قواتها إلى حي الشهداء حيث حاصرت مقر أحفاد الرسول وهددت بتدميره على رأس من فيه. فتدخلت قيادة لواء ثوار الرقة الإسلامي وأجرت وساطة بين الطرفين يبدو أنها نجحت مبدئياً حيث سحبت الدولة الإسلامية عناصرها من محيط المقر المحاصر.
إلا أن وصول التعزيزات التي كان لواء أحفاد الرسول قد طلبها من تشكيلاته الأخرى في المدن المجاورة، أشعل فتيل الأزمة من جديد. لاسيما وأن بعض قيادات لواء أحفاد الرسول استقووا بوصول التعزيزات وأخذوا يوزعون التهديدات ضد الدولة الإسلامية يميناً وشمالاً ودون حساب، وأحد هذه التهديدات صدر عن قائد كتيبة القسام في لواء الأحفاد حيث هدد بنسف مقر الدولة الإسلامية. وتزامنت هذه التهديدات مع قيام عناصر من الأحفاد بخطف عدد جديد من عناصر تابعة للدولة، علاوة على مقتل قائد ميداني في الدولة بعبوة ناسفة وتوجه أصابع الاتهام إلى لواء الأحفاد بقتله.
فكان رد الدولة الإسلامية بإرسال انتحاري فجر نفسه في تجمع كبير لعناصر الأحفاد في محطة القطار حيث سقط عشرات القتلى والجرحى في صفوفهم، وأعقبت التفجير الانتحاري اشتباكات عنيفة سقط خلالها قائد كتيبة القسام مطلق التهديد السابق بنسف مقرات الدولة. وذلك بالتزامن مع قيام عناصر الدولة بمحاصرة جميع مقرات لواء الأحفاد في المدينة.
ولواء أحفاد الرسول في الرقة، هو أحد الألوية والكتائب التابعة لتجمّع أحفاد الرسول الذي ترأسه الرائد "ماهر النعيمي" بعد مقتل قائده السابق "أبو حسن". وقد أصدر التجمّع بياناً هاجم فيه تنظيم دولة داعش الإسلامية وقال "أينما حلت الدولة الإسلامية حل الخراب وشاعت الفتن" وأضاف: " كل من ينتقد هذا الفصيل يجب أن يجهز نفسه لغياهب السجن أو لما ابعد من ذلك والتهمة موجودة مسبقاً ومعدة ومصدقة ولا تحتاج لشاهد ولا لدليل أو برهان. وما يسمى بالدولة هو الفصيل الوحيد الذي لايعترف لا بالهيئة الشرعية ولابغيرها" بحسب البيان.
بينما نشرت دولة داعش عبر صفحات أنصارها على مواقع التواصل الاجتماعي شريط فيديو يظهر ضابطاً من لواء أحفاد الرسول يعترف فيه أن فرنسا تدعم اللواء بهدف تشكيل صحوات لمحاربة التنظيمات المتشددة. وقد سربت مصادر من تنظيم الدولة معلومات مفادها، أن لواء أحفاد الرسول استقدم منذ أيام تعزيزات عسكرية ضخمة إلى مدينة الرقة من عدة مدن مجاورة، ما يؤكد أنه كان يخطط لهذه الحرب ويستعد لها من قبل.
وأشارت مصادر الدولة إلى العلاقة الوطيدة والقديمة التي تربط بين الرائد ماهر النعيمي قائد تجمع أحفاد الرسول في سوريا، وبين الشيخ عدنان العرعور المقيم في المملكة السعودية، مؤكدةً أن العرعور ما هو سوى أداة بيد المخابرات السعودية، وأن الأخيرة تعمل في العلن على تشكيل جيش وطني (وحدات مكافحة الإرهاب) لضرب التنظيمات الإسلامية والقضاء عليها وفق صيغة "الصحوات"، وتضيف المصادر أن المخابرات السعودية وجدت في الخماسي جربا وكيلو والنعيمي وإدريس والعرعور، الأشخاص المناسبين لبناء جيش صحوات لمحاربة الجماعات الإسلامية، كما طلبت أميركا والدول الغربية كشرط لتقديم المساعدات العسكرية النوعية