لم يحملوا سلاحاً.. لم يستدعوا تدخلاً خارجياً.. لم يخونوا وطنهم..
كل ما في الأمر أنهم خرجوا سلميين للمطالبة بحقوقهم فاستشهدوا على يد آل خليفة وآل سعود الوهابيين خدم الصهاينة
ولأنهم وظالميهم كذلك .. لم تحرك قنوات ومؤسسات ومجلس الأمن وغيره ساكناً لإيقاف المجازر بحقهم !
حتى يقدم الانتحاري على التفجير و قتل الناس الأبرياء يخضع قبل ذلك لعملية غسيل الدماغ بطريق مخيفة و مرعبة و من خلال خلق صور معينة في ذهن الانتحاري حتى يشعر باليقين أن بينه و بين تلك المشاهد كلمح بالبصر....القيادات الاساسية لهذه الحرب النفسية و المنفذون لهذه عملية غسل الدماغ يستعينون بجميع الأدوات لتشكيل الصورة الخطيرة و الوعي الزائف في مخّ الإرهابي....
يُنقل أنّ المرحوم الملّا مهدي النراقي وكان متبحراً في كثير من العلوم وقد ألف كتاب "جامع السعادات" في علم الأخلاق وتزكية النفس كان قد أرسل نسخة من كتابه المذكور إلى السيّد بحر العلوم في النجف الأشرف، ومن ثمّ سافر بنفسه لزيارة العتبات المشرفة في النجف، فجاء العلماء إليه تجليلاً لمكانته السامية، إلاّ أن السيد بحر العلوم امتنع عن المجيء لزيارته، ولم تمضِ أيام حتى قام المرحوم النراقي بزيارة السيد بحر العلوم، إلا أن السيد لم يعره اهتماماً كبيراً به، ومرّة أخرى قام النراقي بزيارة بحر العلوم في بيته، وهذه المرة لم تكن بأفضل من سابقتها فرجع النراقي إلى المنزل.
ثمّ زاره مرة ثالثة دون أن يفكر بأن لا فائدة مرجوة من اللقاء، فما إن وصل إلى منزل السيد وطلب الاستئذان، حتى خرج إليه بحر العلوم حافياً لاستقباله واحتضنه وقبّله وأدخله المنزل بكل احترام وتجليل، وقال له: كتبتم كتاباً في الأخلاق وتزكية النفس وأهديتمونا نسخةً منه، وأنا قد طالعت الكتاب من أوله إلى آخره بكلّ دقة وإمعان، والحقُّ يقالُ إنّه كتابٌ يقلّ نظيره، ومفيدٌ جداً، وأما السبب في عدم مجيئي لزيارتكم واستقبالكم منذ ورودكم إلى النجف، وعدم الاهتمام اللائق بشأنكم عند زيارتكم لنا في المنزل، كلّ ذلك قمت به عمداً، لأطّلع على أنك عامل بما كتبت، أولاً.
فظهر لي أنك في أعلى درجات تزكية النفس، وأنت بنفسك كتاب أخلاق، تهدي الآخرين بأخلاقك، وليس بكتابك فحسب.