أمسية تركمانية حاشدة في مدينة فيستروس السويدية
فاضل ناصر كركوكلي
بدعوة من الجمعية الثقافية التركمانية في مدينة فستروس السويدية وبحضور أعضاء الهيئة الإدارية لإتحاد النوادي التركمانية في السويد والجمعية الثقافية التركمانية في إستوكهولم والجمعية الثقافية التركمانية في مدينة گوتننبورغ السويدية وبتواجد الأخوة التركمان من مدينة إسكيلستونا ومن مدنٍ سويدية أخرى , جرى إستقبال حافل في مدينة فستروس للوفد التركماني المشارك في المؤتمر العراقي المنعقد في العاصمة السويدية (إستوكهولم) بدعوة من قبل منظمات المجتمع المدني السويدي حيث حضر الوفد التركماني المشارك في ذلك المؤتمر مشكوراً تلبية لدعوة الأخوة التركمان في الجمعية الثقافية لمدينة فستروس رغم ضيق الوقت و العناء الذي تكبده الوفد التركماني المتمثل من اٍلأخوة الأفاضل (فوزي أكرم ترزي) عضو المجلس النواب العراقي عن الكتلة الصدرية والسيد (علي هاشم مختارأوغلو) عضو مجلس محافظة صلاح الدين والسيد (نيازي معمار أوغلو) عضو مجلس محافظة صلاح الدين والأخت (هالة) عضوة في مجلس محافظ كركوك .
بصراحة ، لم تكن تلك الامسية أمسية لقاء مع الأخوة من قيادات المجتمع التركماني السياسية والتي إمتدت الى منتصف الليل من ليلة الثلاثاء المصادف 29 – 09 – 2009، بل كانت تواجداً أخوياً صميمياً نابضاً بالروح والألق الثقافي التركماني تداخل فيه الحوار السياسي المتشعب بالشعر والأدب والثقافة التركمانية التي لا ينضب معينُها إضافة الى كونها مساحة مفتوحة لقنوات القلوب التركمانية العامرة بالإعتزاز ومحبة قياداتها التركمانية من الرجال الأوفياء لقضيتهم القومية العادلة والذين لم يبخلوا إطلاقاً بأجوبتهم الصريحة والسديدة لأسئلة أخوانهم التركمان بكل تواضع وودٍّ و جرأةٍ ولم يبخلوا إطلاقاً بعواطفهم الجياشة وبأحضانهم المفتوحة لأخوانهم الذين طال أمد اللقاء بهم عقودا ً والتي حوّلت صالة مؤسسة ABF – الى صالة أعراسٍ و أعياد ٍ تركمانية حقيقية كما أفاد الحضور و الوفد التركماني معاً بهذه الحقيقة التي أضفت عليها قفشات الأخ فوزي أكرم المتعانقة مع تحليلاته السياسية والإجتماعية الجادة رونقاً و جمالاً أخاذاً عن الواقع السياسي المرير في العراق وعن آفاقه الرحبة بالتفاءل و بالإستشراف الإنساني النبيل، كما أضفت إدارته لجلسة الحوار المليئةِ بالتساءلات طراوة تركمانية خاصة بحيث إختصرت ساعات الجلسات المضنية الى أطياف دقائق عابرة لا ُتنسى أبداً .
كما كان الأخ العزيز علي هاشم مختار أوغلو الذي عوّدنا في كل أحاديثه السياسية أن يكون صادقاً مع نفسه الى حدِّ الصراحة القصوى و الجرأة المثالية و الذي أعاد الى أذهاننا أمجاد الطموحات التركمانية حين يكون الإنسان التركماني ثابتا ً على عقيدته القومية و مخلصاً في نهجه و عمله و سلوكه اليومي في النضال من أجل شعبه المكلوم .
كان هذا الفارس النبيل ، ولا زال ، عنواناً للعمل الدؤوب والمثابر الذي حطّم بجدارة موازين القوى الكردية الغاشمة في إنتخابات مجالس البلديات الأخيرة وأعاد مع إخوانه المخلصين الوجه الناصع لخصوصية مدينة طوزخورماتو التركمانية والذي أعاد بصوته الهاديء والرخيم والعميق في تلك الأمسية جملة ً لم أسمع أجمل وأعذب وأرق منها في كل حياتي:
{ لم تعد من الآن و صاعدا ً مدينة طوزخورماتو مدينة كردية كما تدعي الأعداء بل مدينة تركمانية خالصة من كلِّ الشوائب } هذه الجملة البسيطة التي تحمل في طياتها تعب المناضلين التركمان من أمثال مختار أوغلو لأجل الحفاظ غلى ملامح مدننا التركمانية صافية ومشعّة بإرث الأباء والآجداد قد قوبلت في الصالة بالهياج والحماس والتصفيق الذي يستحقها بدون ادنى شك .
لقد كان حديثه متشعباً وأجوبته علمياً ومفعما ًيالأخلاق القويمة و بالتجارب السياسية الناضجة بما يخص الإنتخابات النيابية القادمة والوضع السياسي العام، الأقليمي و الدولي، أو بما يخص المداخلات التي طالت أوجهاً تركمانية وعراقية متنوعة بإضافة الى إمتلاكه وإمتلاك الوفد التركماني عموما ً الوثائق والمستندات والصور الأرشيفية الخاصة عن عائدية الأقليم التركماني التي أبرزها في الأمسية أمام الحضور وتولى شرح حيثياتها وتفاصيلها مع الأخ نيازي معمار أوغلو والتي نالت إستحسانا ً منقطع النظير من الأخوة الحاضرين والتي عُرضت كوثائق إضافية خاصة في جلسات استوكهولم أمام اكثر من ( 17 ) نائباً برلمانياً عراقياً بالإضافة الى ممثلي الآحزاب العراقية وفي الصدد كان مدخلات الأخ نيازي معمار أوغلو القانونية الخاصة عن إدارة محافظة صلاح الدين والإنجازات الاجتماعية والإقتصادية والتعليمية في مدينة طوزخورماتو و القصبات والقرى التركمانية التابعة والخروقات القانونية والإدارية والمالية التي تمَّ القضاء غلى بعضها والتي لا زال الطريق مفتوحاً أمام إنجاز المزيد من الخدمات الاجتماعية والصحية والبلدية والتعليمية في تلك النواحي في أقرب وقت مع تأكيده في تلك المدخلات على الحفاظ للتركيبة الأثنية وخصوصية الطابع التركماني العام في كل الإجراءات القانونية والإدارية في تلك المناطق من الأقليم التركماني، لقد كان حديثه المسهب عن الخروقات المالية والإدارية في ظل الأوضاع المتردية في مرحلة ما قبل الانتخابات البلدية الأخيرة التي فازت بها قائمة الجبهة التركمانية بشكل كاسح أثره الكبير للأخوة الحضور في الأمسية مما اكسبت جهوده المخلصة و الوفية في إستحقاق الحق القانوني إعجابا ً وتقديراً خاصا، لقد كانت مداخلاته بحق مشبعاً بالروح التركمانية الوهّاجة و بالإيمان الصادق بمسيرة شعبه و بميراث قوميته الوطنية العريقة كما كان تأكيده على البنية الداخلية للانسان التركماني الخالص بدون مواربة ولا شائبة أكسب نبرتَه صدقَ الإنتماء لترابه الوطني .
وأخيراً أتتِ الكلمة المقتضبة للأخت هالة عضوة مجلس محافظة كركوك لتشكل الخلاصة العميقة لنضال الأوفياء من الوطنيين العراقيين للحفاظ على وحدة العراق وعلى الطابع الخاص لمدينة المدن كركوك بإضافة الى إنهاء عبودية المرأة لتأخذ دورها الإجتماعي والسياسي والثقافي تحت الشمس .
بُوركتم ... وبورك مسعاكم الخّير أيها الأخوة الأفاضل في الوفد التركماني وبُورك جهود العاملين في الجمعية الثقافية التركمانية إدارة ً وأعضاء، في مدينة فستروس السويدية و كل الذين حضروا هذه الأمسية الرائعة من الأخوة التركمان .
مع تحية خاصة للأخ عباس علي طوزلىٌ على قلبه الواسع و بيته العامر و الأخ مظفر طيب على تقديمه الجميل لفقرات الأمسية والى المزيد من هذه الأماسي واللقاءات بين الأحبة وبالأخص في هذا الظرف العصيب والانتخابات النيابية العراقية على الابواب كما إتفق الأخوة في الأمسية .
فاضل ناصر كركوكلي
رئيس الجمعية الثقافية التركمانية
ومدير إذاعة صوت التركمان العراق
كوتنبورغ - السويد