السيد خامنئي : إسلام "داعش" وإسلام وعاظ السلاطين متشابهان
دعا المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية علي خامنئي اليوم الخميس، إلى "الوحدة الوطنية"، كما دعا على مستوى العالم الإسلامي، إلى "إحباط مؤامرات الاستكبار العالمي"، وخصوصاً الولايات المتحدة، مشيراً إلى أن "العدو يريد العودة إلى المربع الأول من هيمنته على إيران ولكن الشعب سيقف سداً منيعاً أمامه".
وفي خطاب ألقاه في الذكرى الـ26 لوفاة مؤسس الجمهورية الإسلامية الإمام الخميني، أكد خامنئي أن "احد محاور تفكير الإمام هو الوحدة الوطنية"، محذراً من "المؤامرات الرامية إلى التقسيم على أساس الدين بين الشيعة والسنة، وعلى أساس قومي".
وانتقد خامنئي الولايات المتحدة، متهماً إياها بـ"تشجيع الانقسام بين البلدان المسلمة". كما استبعد أي تقارب مع واشنطن، مذكرا بأن عبارة "الشيطان الأكبر" لوصفالإدارة الأميركية "كان ابتكاراً استثنائياً للإمام" الخميني.
وجدد خامنئي، الذي تعود إليه الكلمة الفصل في الشؤون الإستراتيجية لإيران، شكوكه حول صدق القوى الغربية لعقد اتفاق نهائي.
وأكد المرشد الأعلى أن من صفات الإمام الخميني هي "عدم الاعتماد على القوى الكبرى والإستكبارية"، موضحاً أن "هذا ما نلمسه اليوم في ما يجري مع إيران وما يعلنونه تجاهها، حيث لا يمكن الاعتماد على ما يلقون من وعود".
وتطرق خامنئي إلى الأوضاع في الدول الإسلامية، فتحدث عن "نموذجين للإسلام تدعمهما أمريكا والقوى المتغطرسة، أولهما تيار داعش المنحرف والقاعدة وأمثالهما والذين يحظون بدعم أميركي وإسرائيلي، وثانيهما تيار يحمل اسم الإسلام لكنه بعيد كل البعد عنالعمل بالإسلام والفقه الإسلامي ويحظى بدعم أمريكي".
واعتبر أن "إسلام وعاظ السلاطين والإسلام الذي يقف متفرجاً أمام جرائم الصهاينة وأمريكا وإسلام داعش والإسلام الذي ينتظر الإشارات الأميركية كله مشابه لبعضه البعض"، وان الإمام الخميني "رفضهم"، وان "الإسلام الذي يعرفنا به الإمام الراحل يقف في مواجهة هؤلاء".
وقال خامنئي "إننا نعارض تيار داعش في سوريا والعراق بقدر ما نعارض الأفعال الظالمة للشرطة الأميركية وان هؤلاء يشبهون بعضهم البعض، إننا نعارض قصف الشعب اليمني المظلوم والأعزل بقدر ما نعارض الحصار الظالم لغزة وبقدر ما نعارض القمع الذي يمارس ضد الشعب البحريني".
وأضاف "نحن نعارض غارات الطائرات من دون طيار الأميركية على الشعبين الأفغاني والباكستاني وان هذا هو منطق الإمام الخميني الراحل الذي يقضي بالوقوف إلى جانب المظلوم وفي وجه الظالم، إن هذا كان موقف الإمام ومن الخطوط العريضة لسياستنا ومواقفنا، ولذلك فان القضية الفلسطينية تعتبر قضية أساسية لنا وعلى الجميع أن يعلموا بأن القضية الفلسطينية لن تخرج من أجندة نظام الجمهورية الإسلامية وان هذه القضية هي ساحة للجهاد الواجب في الإسلام".
وأكد المرجع الأعلى للجمهورية الإيرانية أنه "لا يستطيع أي شيء فصلنا عن القضية الفلسطينية بالرغم من وجود بعض الأشخاص في فلسطين والذين لا يقومون بواجبهم، لكننا نختلف مع هؤلاء وندعم الشعب الفلسطيني ومجاهديه".
من جهته، أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني أن بلاده "تحظى بالأمن اليوم"، وان الشعب الإيراني "قدم ولا يزال يقدم الدعم لشعوب المنطقة أمام مؤامرات الإرهابيين".
وفي كلمة له أيضاً خلال المراسم التي أقيمت بمناسبة ذكرى رحيل الخميني، اتهم روحاني "بعض الحكومات في المنطقة تستغل الثروات الطبيعية وتحول أموال النفط إلى أسلحة مدمرة وتستخدم الأسلحة الغربية ضد الشعب اليمني المظلوم، ولذلك يجب علينا أن نكون يقظين أكثر من أي وقت مضى".
وقال روحاني "إذا كانت بعض الدول والمتواطئين معها والكيان الصهيوني وبعض الدول المرتجعة يظنون بأنهم يستطيعون عرقلة حركة الشعب الإيراني في السياسة الخارجية عبر ممارسة الضغوط والمؤامرات على الصعيد العالمي فإنهم مخطئون، لأن الحكومة الإيرانية ستفي بكل وعودها التي قطعتها للشعب وستواصل دربها للحفاظ على المصالح الوطنية".
وفي السياق، ألقى وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، اليوم الخميس، اللوم في تصاعد العنف في الشرق الأوسط ووسط آسيا والقوقاز على أطراف خارجية ولاعبين اقليميين يعملون لتحقيق مصالحهم.
وأدلى ظريف بهذه التصريحات في موسكو، خلال مؤتمر عن القضايا الأمنية في الدول الأعضاء في منظمة شنغهاي للتعاون.
وقال "الأكثر خطورة هم لاعبون اقليميون وخارجيون يفترضون ان بامكانهم استغلال هذه الجماعات لتحقيق اهدافهم الاستراتيجية. من دونهم لما كان هؤلاء الإرهابيون الجدد قد تمكنوا من تحقيق هذا التقدم".
واتهم ظريف كذلك لاعبين خارجيين قاموا بدور أساسي في تأسيس تنظيم "داعش" المتشدد في الشرق الأوسط.. وقال "كلنا نسمع عن تحالف مناهض لتنظيم الدولة الإسلامية. بعض هؤلاء الذين قاموا بدور أساسي في تشكيل تنظيم الدولة الإسلامية هم للأسف الآن من يزعمون قتاله. والأسوأ أنهم لم يقطعوا علاقاتهم بعد مع تنظيم الدولة الإسلامية."
ودعا ظريف إلى تعاون اقليمي في مواجهةخطر التطرف.
وتأسست منظمة شنغهاي للتعاون في العام 2001 في شنغهاي في الصين وتضم في عضويتها كازاخستان والصين وقرغيزستان وروسيا وطاجيكستان وأوزباكستان. والهدف الرئيسي للمنظمة هو تعزيز التعاون الاقليمي وإقرار السلام في المنطقة. واستراليا والهند وإيران ومنغوليا وباكستان من الأعضاء المراقبين في المنظمة.
وعقد ظريف سلسلة من الاجتماعاتالثنائية والمحادثات الثلاثية مع نظرائه من الصين وروسيا وطاجيكستان على هامش الاجتماع.