قصائد رثاء /ياليُتم الورد
نظم حبيب علي المعاتيق قصيدةً بعنوان "ياليتم الورد" رثى فيها العلامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله(رض)، معبّراً عن مشاعره الصادقة تجاه الراحل الكبير، وقد ألقيت القصيدة في مؤتمر "الفقيه الانسان" الذي أقيم في القطيف تكريماً للمرجع الراحل(رض)...
يا ليُتم الورد
حبيب علي المعاتيق
كم يلسعُ الحزنُ من حيث الهوى لسَعا
الحبُّ والحزن مفضوحان ما اجتمعا
أسررتُ عن حبّه يوماً لجارحتي
ولستُ أعلم إن كان المدى سمِعا
ما زلت أكتم في صدري محبَّته
حتى وشى بي بريق الدمع إذ لمعا
ما باله بعدما خبّأتُه زمناً
من مقلتي بعد طول الصبر قد طلعا
سقيتُ خدّيَ ماءً من هواه على
صحنٍ من الوجد مشحونٍ فما شبعا
وصرتُ أُوسعُ قلبي بين عالمِنا
حبّاً، بمقدار ما هذا الأسى اتسعا
فهالَنِي أنني لم أدخر وَطنا
في الأرضِ إلا وقد أوْرَثتُه وجعا
ما بال صبحي مشغولٌ بزفرتِه
مذ أربعين نهاراً لم يكن سطعا
لمَّ الأزاهير في بيت العزاء فما
واسيتُ من وردةٍ إلا بكت جزعا
تبكي بكاء يتيمٍ غاب والده
فلم يكن غيرُه الحاني الذي زرعا
***
يا مرجعاً طُبعت فينا رسالتُه
في جانبٍ فيه رسْمُ الحبِّ قد طُبعا
إن لم يكن فيَّ ذا الشيعي قلّده
ففي ضميري له الإنسان قد رجعا
قلّدته في شؤونِ الحبِّ أجمعها
وهل لغير الوداد الدينُ قد شُرعا
يا فكره الحرَّ مفتوحاً على زمنٍ
حبلى الليالي به للآن ما وُضعا
لا زال يذرعُ في درب الرؤى سككاً
حتى تخطى المدى من فرط ما ذرعا
شاجرتُ أرزكَ يا لبنان فاندلعت
أولى الخصومات، والعادي الذي دلعا
من كان أطول هامٍ قال، فالتفتت
عيني لمن هامه فوق السما فَرعا
لا تنسبوه إلى لبنان منفرداً
أنّى لقطرٍ كما لبنان أن يسعا
كم تُظلم الشمسُ أن تُنمى لحارتِنا
ونورها كلَّ هذي الأرض قد نفعا
***
قلبتُ في قلبكَ المفتوح لي بصري
فما على غيرِ مرج الوردِ قد وقعا
سبحانَ قلبك من صفَّ الورودَ به
ومن عليه بياضَ الكون قد جَمعا
لو خاصمته جهات الأرض أجمعِها
بغير هذي الورودِ البيضِ ما دفعا
***
يا راقداً ملئ جفنيه الورود ومن
خدِّيه طارت حمامات الهدى تبعا
قدَّمتُ حبك قربانا طمعتُ به
فلست أعشق إلا في الهوى الطمعا
تبقى بقلبي ما دقَّ الإباءُ به
وما به جرس للحب قد قُرعا
يرجو الشفاعة فلتبقى به أملاً
فليس كالحب مرجوَّاً إذا شفعا
ألقيت في أربعينية المرجع الراحل السيد فضل الله
التاريخ: 6 ذو القعدة 1431 هـ الموافق: 14/10/2010 م