خطة السفير الامريكي للخروج من الازمة بالعراق الى أين؟

من الملاحظ على السياسة الامريكية في العراقة عدم اعتمادها لخطة واحدة أو منهجا معينا مما تجعل الفرقاء السياسين في العراق يتجهون ذات اليمين وذات الشمال في مواقفهم نتيجة المواقف الامريكية المتباينة في العراق وقد وجدنا بريمر يتعامل مع الساسة العراقيين بمنهج معين يبدله في ايامه الاخيرة كما بدأ سلفه جي كارنر ثم يأتي نغرويونتي بعده بمنهج أخر سرعان ما يتغير التعامل في العراق وصولا الى السفير الامريكي خليل زادة الذي كان المشرف الامريكي الاول على تجميع صفوف المعارضة واشاركهم في مؤتمر لندن تحت المظلة الامريكية لتمرير المشروع الامريكي في اسقاط صدام وغزو العراق بعد ذلك..0

وقد جلب السفير الامريكي سياسين متقاعدين نتيجة نصيحة بعض الدول العربية من خلال الخارجية الامريكية ونفخ فيهم ليكملوا المشوار الامريكي في العراق حفاظا على مؤسسة الدولة بهيكليتها وعدم قلب النظام ككل

وسرعان ما تبين الخطأ الامريكي في هذا الامر حيث لم يمتلك بعض هؤلاء اي قاعدة جماهيرية ولم يستطيعوا اقامة اية قاعدة تذكر ....0

مما دفع بالامريكان البحث عن بدلاء لهؤلاء للموازنة مع من يمتلك قاعدة جماهيرية أو استطاع أن يكون قاعدة جماهيرية في فترة تعد قياسية خلال اقل من سنتين

وقد كان لبقايا البعث وبقاء أجهزة المخابرات بكامل تنظيماتها خارج دائرة القصاص الاثر الكبير في تقليص نفوذ هؤلاء بل ان بعض الساسة ممن ظهر على السطح تعامل مع هذه الاجهزة وكأنها مازالت تحكم العراق

وقد بقيت هذه الاجهزة أخطر تنظيم مسلح بعد الامريكان لسرعة تنظيمهم والوحشية في القتل والانتقام من مخالفيهم ومن يقف ضدهم ولو كان بالامس منتميا اليهم ولعل بعض الضباط قد اشار الى قوة التنظيم المخابراتي للنظام السابق من انه قد تم عقد اجتماع لضباط المخابرات ضم اكثر من الف ضابط مخابرات خلال ساعة ونصف من الدعوة الى هذا الاجتماع بعد سقوط النظام باشهر.0

وبعد مرور اكثر من سنتين على سقوط النظام الصدامي الذي اختفى من السطح ليعمل تحت الارض ونتيجة للضغط الامريكي داخليا من الحزب الديمقراطي ونصائح الاصدقاء العرب _إن جاز التعبير_برز اتجاه من أجل تأهيل بقايا البعث واجهزة النظام السابق للخروج من الازمة العراقية على الاقل في هذه المرحلة فمازال موضوع العراق الورقة الانتخابية الاولى للجمهوريين والديمقراطيين على حد سواء...0

وقد وجدت الانظمة العربية باجهزتها ومؤسساتها _الرافضة لمثل هذا التغيير الجذري خوفا من امتداد هذا الامر ليشملها في المستقبل_متنفسا للايحاء للامريكان بالعمل على اعطاء الفرصة ثانية لبقايا النظام السابق للعودة الى الحظيرة الامريكية مقدمين كل فروض الطاعة المطلوبة

والاحياء بالخطر الشيعي (الايراني )الممتد في العراق وما نتائج الانتخابات الا مثالا على عدم قبول اي رجل امريكي

شعبيا على الاقل وهم الادرى بنتائج الانتخابات الحقيقة

ومنذ تسلم مهامه في العراق قبل اكثر من عام مهد السفير الامريكي لتأهيل المسلحين (الارهابين )سابقا في مفاوضات بوساطات من قبل بعض السياسين العراقيين لفتح صفحة جديدة من العلاقات بين بقايا البعث والحكومة الامريكية بعيدا عن الحكومة العراقية المنتخبة ودون اشراك مستشار الامن القومي المعين من قبل الامريكان ليتم ابعاد الحكومة بشكل نهائي عن ذلك المشروع الامريكي وجعله شأنا أمريكيا بحتا....0
وبالفعل قد نجح السفير الامريكي بذلك واستطاع تاهيل هؤلاء والخروج علينا باسماء واحزاب جديدة مشاركة في العملية السياسية بعد وعود باشراكهم في الحكم باي ثمن
ان نجاح السفير الامريكي في اقناع ادارته بهذ الامر جاء نتيجة الضغط الداخلي في امريكا اضافة الى تقارير المخابرات الامريكية متزامنا مع الوشايات من عملاء الخارجية الامريكية من الانظمة العربية وصولا الى رجال امريكا الفاشلين في العراق ..0
ولقد اثبت الولايات المتحدة بسياسيها انه من الاخذين بالوشايا على اعلى المستويات مبتعدة عن الحسابات الاستراتيجية المستقبلية.,و
لقد بدأت الولايات المتحدة التلويح بنتائج انتخابية تريدها بطريقة لاغالب ولا مغلوب للحد وفلترة الامتداد اللاطبيعي للائتلاف العراقي الموحد وقد استطاعت الحد من ذلك بعدم فوز الائتلاف بالاغلبية المطلقة التي تمكنه من الانفراد بتشكيل حكومة لوحده دون عقد تحالف مع قوة اُخرى ..0
وعمدت الى دعم مرشحيين أخرين محسوبين كأصدقاء للولايات المتحدة او من الذين حصلوا على تزكية من رجال الولايات المتحدة في العراق كتدخل سافر في شأن الائتلاف الداخلي
وقد المح السفير الامريكي في أكثر من مرة الى دعمه لمرشحين داخل الائتلاف العراقي دون الدكتور الجعفري الذي له معرفة تامة به من خلال لقاءات جمعت بين الاثنين في لندن ورفضه الانضواء تحت المشروع الامريكي في العراق
مع ابقائه الباب مفتوحا لاحتمالات التغيير في الموقف مما لم يرق لزلماي زادة هذا , ويبدو انه قد جاء الوقت لتصفية الحسابات ..!1
وعودة الى مشروع السفير الامريكي و لنرىالداعمين له من الكتل السياسية في العراق

اولا :التحالف الكردي
مما لاشك فيه ان الخيار الاستراتيجي لقادة التحالف الكردي الطاعة الكلية للرغبات الامريكية منذ تشكيل الحزبين حتى هذه اللحظة ولعل موقف الحزبين الكرديين خلال انتفاضة شعبان اذار بعد حرب الخليج الثانية المسماة (بعاصفة الصحراء )اصدق دليل على ذلك حيث توقف بيشمركة الاكراد عند حدود كركوك وعدم دخولها _التي يقاتل عليها الطلباني والبرزاني الان_ ويجعلانها القدس المقدسة بالنسبة لهم وهم الذين فرطوا فيها انذاك بل ومجيئهما الى بغداد وطبع القبل على وجنتي الطاغية نتيجة رغبة امريكية في خلط الاوراق لعدم
نضج مشروع التغيير في تلك الفترة...0
ولذلك نجد إن أول المروجيين لمشروع السفير خليل زادة باشراك كل المكونات المسماة بالوطنية هو السيد جلال الطلباني ومن قبله السيد مسعود البرزاني بطرح مشروع مجلس للحل والعقد من المكونات السياسية العراقية لالغاء دور الحكومة المنتخبة

ثانيا :التحالف السني
مما لاشك فيه ان المستفيد الاكبر من هذا المشروع هو بقايا النظام البائد المتخفي تحت هيئة علماء السنة وتحت مؤتمر اهل السنة اضافة الى مجلس الحوار الوطني
وقد قام السفير الامريكي بتقديم الوعود لاشراكهم في الحكم باي ثمن كان في مفاوضات جرت في بغداد واسنطبول والاردن وفي مصر ايضا مقابل ايقاف العمليات المسلحة والحد منها
وهذا ما نلمسه من تصريحات المسؤولين في جبهة التوافق في أكثر من مناسبة وكأنهم الرقم الصعب في المعادلة العراقية

ثالثا:كتلة الدكتور علاوي
المحارب القديم لهم المتحالف اليوم معهم والمتباكي على مصير المعتقلين الارهابين في عملية انتقام من الائتلاف العراقي الموحد الذي يعتبره السبب الابرز في افشاله في الانتخابات الماضية
ولذلك لايجد ضيرا من تأييد مشروع السفير الامريكي الجديد انتقاما من خصومه في الائتلاف العراقي وتقديم فروض الطاعة للامريكان

رابعا :الائتلاف العراقي الموحد
ربما يتباين الموقف داخل الائتلاف نتيجة فوز الجعفري بالانتخابات بين كتلتين وربما سيوافق الائتلاف على مشروع خليل زلماي زادة المتحول من راعي للعملية السياسية الى طرف خصم بعد نجاح الجعفري
وبذلك يتم اسقاط اولى شعارات الائتلاف العراقي من اجتثاث البعث واخذ القصاص من المجرميين الذين قاموا بالالاف الجرائم خلال السنتين الماضيتين دون عقاب نتيجة تكبيل يد الحكومة بالملف الامني الذي مازال بيد القوات الامريكية وهي المسؤولة عن تحرك القطعات العسكرية والامنية داخل العاصمة بغداد وفيما بينها وبين المحافظات الاخرى
اما اذا لم يوافق الائتلاف على مشروع زلماي زادة فربما نعود الى نقطة البداية ويتحول بعض اطراف الائتلاف هذه المرة الى ارهابين ملاحقيين من قبل قوات الاحتلال
ان مشروع السفير الامريكي يعيدنا الى ايام تركيبة مجلس الحكم مع اختلاف في النوعية تجمع المجرمين والضحايا على مائدة واحدة ولكل كتلة الثلث من الحكم بحيث لايستطيع ايا من المشاركين الانفراد براي أو قرار وتبقى حسرة ابناء المقابر الجماعية قائمة
وقد ننتظر مفاجئة اللحظة الاخيرة في مفاوضات تشكيل الحكومة للخروج من عنق مشروع السفير الامريكي والايام تنبأنا عن ذلك

علي الهماشي

--------------------------------------

[email protected]