الى أين يا سفينة الأئتلاف ؟
نزار حاتم :
[email protected]
استفزاز واضح لأرواح مئات الآلاف من الضحايا العراقيين على يد النظام السابق ، فضلا عن الأحياء ،عمد اليه طارق الهاشمي أمين ( الحزب الاسلامي العراقي ) باطرائه على حزب البعث المقبور ، واصفا اياه بأنه قد حقق تطورا اقتصاديا في البلد خلال فترة السبعينات ، ليتناسى بذلك قيمة الانسان وخلافته على الأرض ، وايصال العراق الى ما وصل اليه من كوارث بسبب سياسات ذلك الحزب ونظامه الفاشي .
والأنكأ من ذلك أن الهاشمي في الوقت الذي يدافع عن البعث يشدد على أن ( مجلس الأمن الوطني ) المزمع تشكيله يمتلك صلاحيات كبيرة وله قوة القرار .
هذا الموقف الذي كان خامدا وتبدى بوضوح على لسان الهاشمي يشي بخطر داهم لا ندري كيف يمكن لضحايا ذلك النظام لا سيما من الشيعة والكرد السكوت حياله ؟
سيقول لنا الهاشمي في المستقبل غير البعيد أن الضرورة الامنية التي قدرها مجلس الامن المذكور تقضي باعادة البعث الى المسرح السياسي .
ولا ادري كيف يمكن للاتلاف مثل هذا التماهي الرخو مع اصحاب هذه المقولات المقلقة ، كيف يمكن التحاور معهم حول تشكيل الحكومة ماداموا لم ينزعوا من أذهانهم هذا الوداد لصانعي الموت المجاني ؟
واذا ماكان اعضاء الائتلاف قد صّمت أسماعهم الرغبة في السلطة ومكتساباتها عن مثل هذه التصريحات المرعبة ، لماذا لا ينضمون الى موقف الهاشمي ويطالبون سريعا بعودة الشريعة الصدامية تحت ذريعة أن هذه الشريعة كانت قد حققت في تاريخ العراق قفزة اقتصادية لا مثيل لها في العالم ؟
يا أعضاء الأئتلاف قوا أنفسكم وايانا ما أنتم عنه غافلون .
تماديتم كثيرا في اعطاء التنازلات لا نفسرها بغير رغبتكم في الكرسي . ان حياة العراقيين ومستقبلهم أغلى منكم جميعا ، ونغمة المديح للبعثيين هي الخطوة الاولى على طريق اعادة الدواليب الدموية البعثية .
ما عاد العراقيون ممن تضرروا من نظام صدام كثيري الاهتمام بما تدلون به من تصريحات معسولة لوسائل الاعلام لان الواقع العملي الذي يرونه من خلال سير المفاوضات الحالية بشان الحكومة يكشف بوضوح أن ثمة املاءات خطيرة قد استجبتم لها او في طريقكم الى الاستجابة لها ، من شأنها أن تفتح - مستقبلا - صفحة جديدة للمقابر الجماعية ولأقبية التعذيب على يد الصداميين الجدد الذين أطلوا علينا بثياب وعناوين جديدة .
تقولون ايها الائتلافيون ان مجلس الامن الوطني سيكون دوره استشاريا وغيركم يؤكد بصراحة انه يمتلك قدرة اتخاذ القرار ، ولا أحد من العراقيين يعرف " البركة بأي حبة " على حد التعبير الشعبي الدارج .
نريد منكم مؤتمرا صحفيا مشتركا يتحدد من خلاله تعريف واضح لهذا المجلس.
بالتأكيد حين تسير الأمور على هوى الصداميين والدمويين سترفعون ايها الائتلافيون شماعة لتعلقوا عليها فشلكم وضعفكم السياسي .
ستقولون لنا " ان الأمريكيين قد عملوا على تحقيق ذلك " ونحن من الآن نقول لكم ان الامريكيين حتى لو ارادوا فانهم لم يجبروكم ، ولذا فان مثل هذه الشماعة نأمل أن ترفعوها بوجوه بعضكم البعض أفضل من أن تبرروا فيها للناس هزيمتكم السياسية لأنها لن تقنع أحدا غبيا كان أم فطينا
[grade="00008B FF6347 00008B 4B0082"]*طركاعة: ويريد يسوي وياه هم حلف مثل حلفه"الموفق" جدا مع الاكراد[/grade]