لا ادري لماذا هذا الإنفعال وهذه العصبية .. وما هو الأمر الخارق الذي حصل في تفجير منارتين لحرم منتهك أمام أعيننا لأكثر من عام حتى نثور هذه الثورة .. أكثر من حول مر على تفجير المرقدين ولا يستطيع جرذ واحد من جرذان المنطقة الخضراء أن يصل الى بوابة الكاظمية ويسلم من هناك وعلى مسافة مائة وثلاثين كيلو متر على مرقد الإمامين .. لماذا تستفزنا المنارة وبالأمس فقط وللمرة العاشرة تعلن دولة ابي عمر البغدادي إلقاء القبض على مجموعة من العراقيين وتهدد بذبحهم ما لم يتم تسليم أبطال سراويل صابرين .. هل تمت ملاحقة أبطال الفيلم من طارق صابرينه وغيره من المجرمين السفلة مع أنهم إرتكبوا جريمة مازال الناس يدفعون ثمنها دما حتى هذا اليوم .. منذ تسعة أشهر تتعرض بلد والدجيل الى حصار محكم .. من يخرج منهما يقتل .. ومن يقعد في بيته تلاحقه هاونات العصابات السنية .. وبينما تنتفخ جيوب مؤسسة شهيد المحراب فإن سعر قنينة الغاز في بلد والدجيل وصل الى ما بين ثلاثين وخمسين الف دينار .. ثم يحدثونك عن حقوق الطائفة وظلامتها وهم أول من يظلمها .. المالكي مشغول بإرضاء الأنباريين والتودد اليهم وتلبية مطالبهم والكرم بها بينما يبخل ببضعة آلاف من الدولارات لعلاج مريضة بالسرطان أعدم صدام أكثر من مائة وخمسين شهيدا من أخوتها وأعمامها وأبناء عمومتها وكلهم بتهمة مفبركة هي الإنتماء لحزب الدعوة .. وبينما يموت الناس جوعا وعطشا ويبيتون لياليهم في الأكواخ بدون عشاء .. ينعم الحاكمون بل قل المحكومون بالقصور والرياش بل وأنا على يقين ان زعيما إسلاميا يتباهى في مجالسه الخاصة بأن لديه أربعمائة حذاء وأربعمائة ربطة عنق .. المنارة والقبة والضريح سيتم بناؤها عندما يقدر الله ذلك ولكن بشرط أن يكون للشيعة مكان في العراق .. ولكن مع هؤلاء الحرامية والمرتزقة الذين لا يهمهم الا ملء جيوبهم قد لا يبقى مكان للشيعة في العراق .. وقد يأتي اليوم الذي يصطف فيه الشيعة أمام البغدادي أو الدوري او الصعيدي المصري ليعلنوا إسلامهم وبراءتهم من دينهم الرافضي سبيلا لكسب حياتهم وبقائهم في عراق يسميه البعض عراق الحسين او عراق علي .. يا أمة ضحكت من لطمها الأمم ..