دائرة الاعلام
مؤتمر القدس العالمي – لندن
1/3/2003
Tel: 0044 207 604 5544
Fax: 0044 207 604 5545
Email:[email protected]



الاخوة الاكارم رؤساء تحرير وسائل الاعلام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فيما يلي نرسل لكم بعض الابحاث التي القيت في مؤتمر القدس العالمي اليوم1/3/2003 راجين نشرها تعميما للفائدة وخدمة للقضية الفلسطينية العادلة في هذا المنعطف الحاسم من حياة امتنا بعد ذكر المصدر رجاء ، ولكم جزيل الشكر. دائرة الاعلام


مؤتمر القدس العالمي






والحكم الاسلامي


1و2 من شهر آذار 2003م


مدينة القدس في ظل الحكم الاسلامي"



آية الله الشيخ محسن الاراكي
رئيس المركز الاسلامي- انكلترا










معهد الدراسات الاسلامية - لندن

140 Maida Vale, London W9 1QB
Tel: (44) 020 - 7604 5544
Fax: (44) 020 - 7604 5545
Email: [email protected]
Homepage: www.Islamic-studies.org










بسم الله الرحمن الرحيم

من الثابت تاريخياً ان ارض فلسطين كان يسكنها شعب قوي ذو حضارة عريقة قبل ان يفد اليها ابراهيم النبي على نبينا وآله وعليه السلام, وقبل ان يظهر من نسله من ولد اسحاق ويعقوب الاجيال التي سميت بعد ذلك بـ (بني اسرائيل) نسبة لهم الى والد الاسباط الاثني عشر النبي يعقوب حفيد نبي الله ابراهيم على نبينا وآله وعليهما السلام. (1).

كما ان من الثابت تاريخياً ان يعقوب وولده قد هاجروا من ارض فلسطين الى مصر طوع ارادتهم واستقروا هناك مئات السنين (2) حتى اختلط بنو اسرائيل باهل مصر وذابوا فيهم وخاصة بعد ان حكم يوسف مصر وتزوج من اسنات بنت فوطى فارع رئيس الكهنة في مصر حسب حكاية التوراة. (3)

والذي يحدثنا به التوراة وهو من اقدم النصوص التاريخية التي تحكي قصة بني اسرائيل واوثق المصادر اطلاقاً لدى اليهود انفسهم, ان رجعة بني اسرائيل الى ارض فلسطين بقيادة يوشع او يشوع قد تمت عن طريق استخدام القوة والبطش والقتل والحرق والتشريد لاهاليها الساكنين فيها, والذي نجده في نصوص التوراة عن الطريقة التي تم بها استيلاء اليهود على ارض فلسطين يعكس صورة بشعة جداً يشق على الضمير الانساني ان يصدقها لولا انها جاءت في اوثق مصادر اليهود واقدمها وهو التوراة:

في البداية توجه بنو اسرائيل الى ارض فلسطين لاحتلالها بقيادة موسى النبي ولكنهم توقفوا على ابواب فلسطين ولم يدخلوها ولكنهم احتلوا المدن التي كانت في طريقهم الى ارض فلسطين, فلننظر الى الطريقة التي احتل بها اليهود تلك المدن حسب حكاية التوراة, يحكي لنا التوراة قصة استيلاء اليهود على مدينة مدين واحتلالهم لها فيقول:

1- التوراة: سفر التكوين, الفصل 11 و 12 جاء فيهما: قصة هجرة ابراهيم الى حران ثم منها الى كنعان.
2- نفس المصدر: سفر التكوين فصل 46.
3- المصدر نفسه.

"وسبى بنو اسرائيل نساء مديان واطفالهم وجميع بهائمهم ومواشيهم واحرقوا جميع الاسلاب والغنائم من الناس والبهائم وعادوا الى موسى والعازار الكاهن وجماعة بني اسرائيل بالسبي والغنائم والاسلاب الى سهل موآب, الى المحلة التي عبر الاردن عند اريحا, فخرج موسى والعازار الكاهن وكل رؤساء الجماعة لملاقاتهم الى خارج المحلة فغضب موسى على رؤساء قادة الجيش, قادة الالوف وقادة المئات القادمين من الحرب, وقال لهم موسى : لماذا ابقيتم الإناث كلهم على قيد الحياة؟‍! هؤلاء هن اللواتي عملن بمشورة بلعام , فقادوا بني اسرائيل الى خيانة الربّ في فغور, فحلت الضربة في جماعة الربّ.

فالآن اقتلوا كل ذكر من الاطفال, وكل امراة ضاجعت رجلاً واما الاناث من الاطفال والنساء اللواتي لم يضاجعن رجلاً فاستبقوهن لكم. (1)

اننا كمسلمين نجد في هذا النّص تجنّياً على موسى وعلى الانبياء واهل الاديان جميعاً, ونعتقد وبأدلة قاطعة ليس هنا مجال الادلاء بها ان هذه النصوص كتبت بايدي مجرمة, اثيمة كذبت على نبي الله موسى سلام الله عليه وارادت تحريف رسالة الانبياء وتشويه رسالة النبي موسى على نبينا وآله وعليه السلام وإلا فما ذنب النساء والاطفال حتى يأمر موسى بقتلهم عن أخرهم؟ وكيف يعقل ان يعاتب موسى قادته على عدم قتل النساء والاطفال؟ وهو النبي الذي جاء بكتاب وصفه القرآن الكريم بأنه "امام ورحمة" (2) وفي موضع آخر وصفه قائلاً "وفي نسختها هدى ورحمة"(3).

وقد اكد القرآن الكريم تحريف نصوص التوراة قائلاً: "فويل للذين يكتبون الكتاب بايديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمناً قليلاً "فويل لهم مما كتبت ايديهم وويل لهم مما يكسبون" (4) ولكننا انما نستشهد بهذه النصوص لكونها النصوص التي يعتمد عليها الصهاينة واليهود ويؤمنون بها وهي تعبّر عن ثقافتهم وقيمهم التي يعتقدون بها ويعملون بها, ولهذه الثقافة السهم الوافر من التاثير في مانجده اليوم على ارض فلسطين من الجرائم التي يقوم بها الصهاينة والتي قل ان تعرف البشرية لها نظيراً على مدى التاريخ.

1- التوراة , سفر العدد, الفصل 31, الآيات 9-18
2- هود /17.
3- الاعراف / 154.
4- البقرة/ 79.


وعندما أبت بنو اسرائيل ان تعبر نهر الاردن لتدخل ارض فلسطين وتحتلها وقعدت عن القتال غضب الله على بني اسرائيل فاصيبت بالتيه والضياع لمدة اربعين سنة وفيها توفي موسى وهارون وجاء الدور ليشوع ليقود بني اسرائيل, فيقوم باحتلال
ارض فلسطين وفتحها على أهليها, وهذا ما تمَ بالفعل, فقد قام يشوع حسب حكاية التوراة بقيادة بني اسرائيل وشن الحرب على اهل فلسطين واقتحمها بطريقة هي الاخرى ليس ابشع منها ولا ابعد عن القيم الانسانية والمثل العليا, يقول التوراة في حكايته لحروب يشوع والطريقة التي احتل بها ارض فلسطين:

سفر يشوع , الفصل 10, الآيات 28 – 40:
" واحتل يشوع في ذلك اليوم مقيدة وضربها بحّد السيف, وقتل ملكها وكل نفس فيها, ولم يبق فيها باقياً, وفعل بملكها كما فعل بملك اريحا.

ثم اجتاز يشوع ورجاله من مقيدة الى لبنة وحاربها, فاسلمها الربّ ايضاً الى ايدي بني اسرائيل هي وملكها, فضربوها بحد السيف, وقتلوا كل نفس فيها, ولم يبقوا باقياً, وفعلوا بملكها كما فعلوا بملك أريحا.

واجتاز يشوع ورجاله من لبنة الى لخيش واحاط بها وحاربها, فاسلم الربّ لخيش الى ايدي بني اسرائيل فاستولوا عليها في اليوم الثاني وضربوها بحدّ السيف, وقتلوا كل نفس فيها كما فعلوا بلبنة.

وفي ذلك الوقت قدم هورام ملك جازر لمساندة لخيش فهزمه يشوع ورجاله حتى لم يبق منهم باقياً.

واجتاز يشوع ورجاله من لخيش الى عجلون واحاطوا بها وحاربوها.

واستولوا عليها في ذلك اليوم وضربوها بحد السيف وقتلوا كل نفس فيها كما فعلوا بلخيش.

ثم صعد يشوع ورجاله من عجلون الى حبرون وحاربوها.

واستولوا عليها وضربوها بحد السيف هي وملكها وكل نفس فيها حتى لم يبقوا فيها باقياً كما فعلوا بعجلون.

وعاد يشوع ورجاله الى دبير وحاربوها.

واحتلوها هي وملكها وسائر مدنها وضربوهم بحد السيف وقتلوا كل نفس فيها, ولم يبقوا فيها باقياً, كما فعلوا بحبرون وملكها ولبنة وملكها.

وعاد يشوع ورجاله الى دبير وحاربوها.

واحتلوها هي وملكها وسائر مدنها وضربوهم بحد السيف وقتلوا كل نفس فيها, ولم يبقوا فيها باقياً, كما فعلوا بحبرون وملكها ولبنة وملكها.

واحتل يشوع جميع ارض الجبل والجنوب والسهل والسفوح وضرب جميع ملوكها ولم يبق باقياً , وقتل كل نفس فيها كما امر الرب اله اسرائيل."

وفي الفصل 11 من سفر يشوع, الآية 10و 11و 14:

"وعاد يشوع في ذلك الوقت واجتاح حاصور وقتل ملكها بالسيف لان حاصور كانت آنذاك اهم جميع تلك الممالك.

وضرب كل نفس فيها بحد السيف ولم يبق على احد واحرقها بالنار وغنم بنو اسرائيل غنائم تلك المدن وبهائمها واما السكان فضربوهم جميعاً بحد السيف حتى افنوهم ولم يبقوا على احد."

والذي نستنتجه مما تقّدم وعلى اساس من نصوص التوراة يتلخص في النقاط التالية:

1- لم يكن بنو اسرائيل السكنة الاصليين في ارض فلسطين وانما هاجر اليها ابراهيم جدهم الاعلى من خارجها.
2- وقد نزح الجيل الاول من بني اسرائيل وهم اولاد يعقوب من ارض فلسطين الى ارض مصر طوع إرادتهم, فسكنوا أرض مصر واصبحوا جزءً من اهاليها طوال مئات السنين.
3- ثم ان بني اسرائيل لم يرجعوا الى فلسطين إلا بالعنف المروّع واستخدام اشد انواع القسوة والبطش والارهاب وبأقسى الاساليب اللاانسانية من القتل والابادة الجماعية واحراق المدن وقتل الاطفال والنساء, كل ذلك حسب النصّ الصريح الذي يحكيه التوراة اقدم النصوص التاريخية واصحها واوثقها لدى الصهاينة واليهود.

وفي مقابل ذلك: حينما نراجع المصادر التاريخية التي تحكي لنا الطريقة التي تم بها التحاق بلاد فلسطين ومدينة القدس بالرقعة الاسلامية وانضمامها الى دار الاسلام , نجد الامر متفاوتاً جداً, فان الذي تحكيه المصادر التاريخية الموثوقة ان بلاد فلسطين انما التحقت بدار الاسلام ضمن عقد الصلح بين أهاليها وخليفة المسلمين, وقد جاء اليها خليفة المسلمين آنذاك بدعوة من اهاليها لكي يصالحهم ضمن عقد مدون مكتوب يكشف عن روح المحبة والسلام والتسامح التي كان يحملها دعاة الاسلام وقادته الذين حملوا دعوة الاسلام الى ارض فلسطين.

يقول المؤرخ الكبير ابو جعفر محمد بن جرير الطبري (المتوفي 310 هجرية) عن خالد وعبادة قالا: صالح عمر اهل ايلياء بالجابية وكبت لهم فيها الصلح لكل كورة كتاباً واحداً ما خلا اهل ايلياء...

ثم يذكر الطبري كتاب الصلح الذي كتبه عمر بن الخطاب لاهل مدينة القدس التي كانت تسمى آنذاك (ايلياء):

"هذا ما اعطى عبد الله عمر امير المؤمنين اهل ايلياء من الأمان اعطاهم اماناً لانفسهم واموالهم, ولكنائسهم وصلبانهم, وسقيمها وبريئها وسائر ملّتها انه لاتسكن كنائسهم ولاتهدم, ولاينتقص منها ولامن حيزها, ولامن صليبهم , ولامن شء من اموالهم, ولايكرهون على دينهم, ولايضار احد منهم ..". الى آخر الكتاب.

واما الكتاب الذي كتبه عمر لسائر مدن فلسطين فقد جاء نصّه في تاريخ الطبري كالتالي:
"بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما اعطى عبد الله عمر امير المؤمنين اهل لُد و من دخل معهم من اهل فلسطين اجمعين اعطاهم امانا لانفسهم و اموالهم و لكنائسهم وصلبهم وسقيمهم وبريئهم وسائر ملتهم, انه لاتسكن كنائسهم ولاتهدم ولاينتقص منها ولا من حيّزها ولامللها, ولامن صلبهم ولامن اموالهم, ولايكرهون على دينهم ولايضار احد منهم ... الى آخر الكتاب" (1)


1- تاريخ الطبري, احداث سنة خمس عشرة للهجرة, زكر فتح بيت المقدس , ج 4 صفحه 191..


ويقول امير المؤمنين علي بن ابيطالب سلام الله عليه وهو يُصدر التعليمات لجيشه عند مواجهة الاعداء:

" لاتقاتلوهم حتى يبدأوكم, فانكم بحمد الله على حجّة اخرى وترككم اياهم حتى يبدأوكم حجة اخرى لكم عليهم, فاذا كانت الهزيمة باذن الله فلاتقتلوا مدبراً, ولاتصيبوا مُعوِراً (1) وتجهزوا على جريح, وتهيجوا النساء بأذىً , وان شتمن اعراضكم وسببن امراءكم " (2)

ويروي الفقيه الاسلامي الكبير ابو الصلاح تقى الدين الحلبي (من فقهاء القرن الخامس الهجري) في كتابه الفقهي (الكافي في الفقه) عن امير المؤمنين على عليه السلام قوله في خطاب له لجيشه عند مواجهة العدوّ:

"ولاتمثّلوا بقتيل, واذا وصلتم الى رحال القوم فلا تهتكوا ستراً ولاتكشفوا عورة, ولاتدخلوا داراً, ولاتأخذوا شيئاً من اموالهم الا ما وجدتم في عسكرهم, ولاتهيجوا امرأة بأذىً وان شتمن اعراضكم وسببن امراءكم وصلحاءكم." (3)

ويواصل الفقيه ابو الصلاح الحلبي حديثه عن احكام الجهاد والقتال في الفقه الاسلامي فيقول:

ومن السّنَّه ان يؤخر – اي القتال – الى ان تزول الشمس ويصلى الصّلاتان, روي عن امير المؤمنين عليه السلام انه كان يقول:

"اذا زالت الشمس تفتح ابواب السّماء وتنزل الرحمة والنصر وهو أقرب الى اللّيل وأجدر ان يقلّ القتل ويرجع الطالب ويفلت المنهزم" (4)



1. اي عاجزاً عن حماية نفسه.
2. نهج البلاغة, الخطبة رقم: 352, الصفحة 503 من طبقة الاعلمي.
3. الكافي في الفقه لأبي الصلاح الحلبي, المطبوع ضمن سلسلة الينابيع الفقهية, ج 9, ص 36 . وقد روي الحر العاملي نص الرواية بكاملها في وسائل الشيعة ج 11 ص 71.
4. المصدر نفسه ص 37. وفي الوسائل ج 11 , ص 47.



ثم يقول: "ولا يبدأ العدّو بالحرب بعد الاعذار حتى يكونوا هم الذين يبدأون به لتحقّ الحجة عليهم ويتقلّدوا البغي الى ان يقول :
ولايجوز قتل الشيخ الفاني ... ولا المرأة ولا الصبي ولا المريض المُدنف ولا الَزمن, ولا الاعمى ولا المؤوف العقل ولا المتبتل في شاهق الا ان يقاتلوا فيحل قتلهم, ولايجوز حرق الزرع ولاقطع الشجرة المثمرة ولاقتل البهائم, ولاخراب المنازل, ولا التهتك بالقتلى" (1)

وروى المحّدث الاسلامي الكبير الكليني باسناد صحيح عن الامام الصادق عليه السلام قال:

"كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم اذا اراد ان يبعث سريّة دعاهم فاجلسهم بين يديه ثم يقول: سيروا بسم الله ربا لله وفي سبيل الله وعلى ملّة رسول الله, لاتغلّوا ولاتمثّلوا ولاتغدروا ولاتقتلوا شيخاً فانياً ولا صبياً ولا امرأة ولا تقطعوا شجراً, الا ان تضطروا إليها " (2)

ولانريد هنا الدخول في تفاصيل الحكم الفقهي الاسلامي في ما يخّص قتل النساء والاطفال وقطع الاشجار وما شاكل ذلك فان لذلك مجالاً آخر من البحث, فانّ هناك صوراً استثنائية كحالة الاضطرار وتترس العدوّ بالنساء والصبيان أو حالة ممارسة العدوً لقتل نساء المسلمين وصبيانهم وعدم وجود طريق لردعه عن ذلك الا بالتعامل معه بالمثل قد يجوز معه عند الحرب وبسبب الاضطرار مهاجمة العدوّ مطلقاً من دون استثناء النساء والصبيان ... غير ان المقصود من سرد هذه النصّوص هنا توضيح الاسس و الركائز التي تقوم عليها ثقافة المسلمين في تعاملهم مع العدوّ في حالات المواجهة وفي ساحات الحرب ومدى تأكيد النصوص الاسلامية على ضرورة تجنّب أي مساس لأمن النساء والصبيان والشيوخ والعاجزين والاحياء الاخرى من الحيوانات والنباتات, على النقيض مما وجدناه في نصوص التوراة التي كانت تدعو وباصرار الى إبادة الناس الابرياء وقتلهم عن آخرهم حتى النساء والاطفال, واحراق الدور والبيوت والمدن على سكانها.

1- نفس المصدر رقم 5.
2- وسائل الشيعة, ج 11 , ص 43 ابواب جهاد العدو الباب 15 / الحديث 2.

والذي يمكن استخلاصه من النصوص التي ذكرناها فيما يخصّ مدينة القدس ان الخطوط العريضة للحالة التي تشهدها هذه المدينة في ظل الحكم الاسلامي وفقاً للمصادر والنصوص الاسلامية كالتالي:

1- حرّية اتباع الاديان الالهية في عقائدهم وفي ممارسة طقوسهم وشعائرهم الدّينية.
2- ان اتباع الاديان الالهية يتمتعون بكافة حقوق المواطنة وعلى الدولة الاسلامية ان تتولى مسؤولية الدفاع عن أمنهم في نفوسهم واعراضهم واموالهم.
3- عند نشوب الحرب بين المسلمين واعدائهم لايبدأ المسلمون عدوّهم بقتال, ولايمسّون من لايقاتلهم بسوء, ولايعتدون على النساء الاطفال, ولاساير انواع الاحياء ويتجنبّون الاضرار بكافة مرافق الحياة الا في ظروف استثنائية يعمد العدّو فيها الى الجائهم الى شئ من ذلك ويتحّدد حينئذ بحدود الضرورة والدفاع عن النفس.

وكما نستخلص من النصوص التاريخية أنّ بلاد فلسطين إنما التحقت بدار الاسلام وفقاً لعقد صلح تم بين أهالي هذه البلاد وخليفة المسلمين وقد تم وفقاً لهذا العقد ابقاء اهالي هذه البلاد على أراضيهم وضمان امنهم واستقرارهم.

فالحكم الاسلامي لم يشرّد اهالي هذه المناطق ولم يمارس فيهم جريمة الابادة الجماعية وغيرها من الجرائم التي قام بها بنو اسرائيل عندما اقتحموا هذه البلاد رغماً على اهلها حسبما تنص عليه نصوص التوراة وعلى هذا الاساس فمواطنو هذه البلاد قبل الاحتلال الاسرائيلي لها هم المواطنون الشرعيّون الذين يحقّ لهم التمتع بكل حقوق المواطنة في هذه البلاد, والمحتلون الصهاينة الذّين اقتحموا هذه البلاد بالقوة والبطش منذ اوائل النصف الاول من القرن الماضي, ونكلّوا باهلها, ومارسوا بحق مواطنيها الاصليين ابشع انواع الجرائم من القتل والابادة الجماعية والتشريد وهدم المنازل, وإحراق المزارع, وتدمير كل مرافق الحياة فيها.. انما هم اناس محتلون غاصبون مجرمون مهاجمون لايجوز التعامل معهم الا كما يتعامل مع المحتل الغاصب المعتدي المجرم.


ولو أنّ مراكز القرار في العالم اليوم, وكذا المؤسسات التي تنادي بحقوق الانسان وترفع شعار الدفاع عن الحرية والمساواة والعدل ومكافحة التمييز العنصري, لو انها كانت صادقة فيما تنادي به وتزعم انها تدافع عنه لوقفت الى جانب الشعب الفلسطيني, ولطالبت باحقاق حقوقه ونصرته في جهاده ضد المعتدي وقدمت له كل انواع المعونة والامداد التي تمكنه من الانتصار على عدوه وطرده عن داره وارضه ووطنه.

واليوم ونحن نشهد أقسى انواع التنكيل بالشعب الفلسطيني المظلوم من قبل الصهاينة المحتلين يجب علينا وعلى كل صاحب ضمير من بني النوع الانساني ان يقوم بواجبه الانساني والديني في الدفاع عن الشعب الفلسطيني المظلوم وانقاذه من براثن الوحوش الصهاينة الذين لم يعرف التاريخ البشري في عهوده القريبة ولا البعيدة نظيراً لهم في الوحشية والبربرية وسحق حقوق النوع الانساني والاستهتار بكرامة الانسان والقيم الانسانية والدينية.