سياريوهات نهاية حرب لبنان
GMT 1300 2006 الإثنين 17 يوليو
عادل حزين
--------------------------------------------------------------------------------
أبادر بالقول أن طرفا ما لن يخرج منتصرا إنتصارا بينا فى الحرب الجارية فى لبنان. لكى نميز بين الإنتصار والهزيمة فيجب أن نعرف الأهداف التى يعد التوصل إليها إنتصارا لأحد الأطراف. هدف إسرائيل هو أن تنهى حزب الله الذى يمثل تهديدا قوميا لوجودها على المدى البعيد، وهذا هدف لن تدركه إسرائيل وليس من المحتمل أن تستطيع إدراكه من القتال الدائر الآن.
لحزب الله أهداف وليس هدفا واحدا، أول الأهداف كان أن ينفذ الأجندة الإيرانية التى طالبته بافتعال هذه الحرب التى كانت من المفروض أن تكون صغيرة حتى يكسب عدة أشهر يسابق فيها الزمن للإنضمام للنادى النووى، الهدف التالى لحزب الله كان أن يتسلق قمة أخرى من قمم البطولة وهو يذل إسرائيل فى مفاوضات طويلة ومؤلمة لتبادل الأسيرين الإسرائيليين مع كل الأسرى الللبنانيين والفلسطينيين، ولا بأس من أن يضيف إلى ذلك عدة مطالبات ترفعه فى أعين العالم العربى عدة درجات حتى يكتسب سلاحه حصانة إضافية، تلك الحصانة التى تجرأ بعض اللبنانيون للتساؤل حول شرعية وجوده، قضايا كسب وقت مثل قضية مبعدى كنيسة المهد الذين طالبوه بتبنى مطالبهم فى المقاوضات التى كانوا يأملونها!
لكن ما لن يدرك جله لن يترك كله. ستتمكن إسرائيل من حربها من إضعاف حزب الله والقضاء على مخزون محترم من صواريخه وسلاحه بل وأظن أن محازبيه أيضا سيتناقصون عما كانوا عندما يتبين أن المرتبات التى كانوا يتقاضونها ليست لمجرد حضور ندوات والسير فى طوابير العرض والهتافات، وإنما أحيانا هى الحرب والقتل والتدمير. ايضا سيدرك حزب الله بعض أغراضه، إذ أن الأنظار فعلا إبتعدت عن النووى الإيرانى حتى أن قمة الثمانى لم تطرح الموضوع حتى للنقاش وهذا مرشح للأستمرار لعدة أسابيع. كما وأظن أنه سيتمكن أخيرا من إطلاق سراح اللبنانيون الثلاثة الأسرى لدى إسرائيل ليس أكثر.
سيخسر حزب الله شيئا ليس هينا مهما صاح وأدعى البطولة والنصر. لقد خسرفعلا شرعيته داخل الدولة اللبنانية وفى مواجهة الفرقاء اللبنانيون، ايضا خسر كثيرا من قوته ولن يعود حسن نصر الله ليتكلم بالعنجهية التى كان عليها أثناء "الحوار" الوطنى. وايضا لأن حزب الله لن يتنازل بسهولة عن قوته العسكرية التى هى مناط مركزه وفعاليته فى السياسة الللبنانية الداخلية فلا شك أن الحرب الأهلية القادمة فى لبنان ستتكفل بما بقى من قوة لدى حزب الله. والحرب الأهلية القادمة لن تكون كمثل سابقتها إذ ستكون عين القوى الخارجية عليها ولن تسمح لحزب الله ولا لقوة منفردة بأن تقضى على أخرى.
الدولة الللبنانية ككل وعلى غير الظاهر ستكون أكبر الرابحين. ستمد الدولة اللبنانية أخيرا سيطرتها على كل الأراضى اللبنانية، كما ستتمتع بعون محترم على جميع الأصعدة من الدول الغربية والعربية للنهوض لتصبح على المدى البعيد ثانية سويسرا الشرق، وسيتوقف الفرقاء اللبنانيون عن المراهنة على دول المنطقة أو دول أخرى بعيدة لتنصر طائفة على أخرى. كل هذا مشروط بانهيار المشروع الإسلامى العالمى والذى لا بد وسينهار قريبا من بعد أنهيار حزب الله وحماس والزرقاوى ولربما أيضا دولة الفقيه.
هذا هو السيناريو الحسن أما السيناريو الأسوأ فأرجو إادة قراءة مقالاتى التى تفضلت إيلاف بنشرها:
1- "المافيا أصلا عربية" http://www.elaph.com/elaphweb/AsdaEl....htm?KeyWords=
2- "هل هى حرب عالمية أخرى" http://www.elaph.com/elaphweb/ElaphW....htm?KeyWords=
عادل حزين
نيويورك
[email protected]