غمار الجوهر


قصة قصيرة / من قصص الاطفال جواد المنتفجي

-عنيد كالطفل الذي تغيضه أمه فيرمي نفسه ارضا،والا فلماذا تفتح عينيك كثيرا أمام ضوء المصباح الكهربائي ؟
-ولا تنسى أن الطفل يعلم أن هناك متاعب ستنالها أمه من جراء عمله هذا ، أو ربما حبه الفطري يدفعه لعرفان الموءثرات النفسية الذي يطبعه عمله على أمه … لنترك الطفل وأمه … هاها ... ما أروع ( اديسون) عندما تصور ان اختراعه الجبار لا يقاومه احد ، ولكن يبدو أنني أكثر جبروت منه ، نعم فالمرء عندما يقاوم ربما يصنع المعجزات!
-وهل مقاومة الضوء معجزة برأيك ؟
-كلا ... يبدو أنك لم تفهم قصدي ، فهل تريد أن تفهمني بهذه البساطة أنني لهذا الحد من التفاهة وضيق الخيال ؟
-كلا عفوا .
- أو ربما كنت اريد أن اعبر لك أنني فيلسوف بطريقة ، اواخرى ، طريقة غير مباشرة .
-اذن هذا ما كنت تقصده ؟
-كلا فأنت تسيء فهمي ثانية، لقد قلت ( ربما ) .
-أنك متشتت ، وشاذ .
-هذا ما تراه أنت ، ولكني الذي اراه أن الشاذ والمتشتت هو أنت ، فالذي يفهم الاشياء على بساطتها ولا يخوض غمار الجوهر هو الشاذ ، والذي لا يجد متسعا من الوقت بأن يفهم ، ويحلل ، ويناقش ، ويعلق، هو المتشتت ، لماذا تسكت ... هيا ... حلل … علق … ناقش ؟
- عفوا لم اسمع ما قلته ؟
-لم تسمعني ؟ أذن اين انت ، لقد كنت دائما تدعي على أنك تسمع وبوضوح وعلى بعد ( مئة متر ) ، والان لا تبعد على حتى ( بمئة سنتمتر ) ؟
-كلا لم اسمعك ، لقد كنت اخوض لاهرب من الشذوذ ، والتشتت .
-وما الذي كنت تخوضه ؟
-غمار الجوهر .