النتائج 1 إلى 5 من 5
  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Sep 2002
    المشاركات
    1,845

    افتراضي العنف ضد الأطفال وفقدان رادع الدين والأخلاق

    العنف ضد الأطفال وفقدان رادع الدين والأخلاق



    ( بقلم : بشرى الخزرجي )

    العنف ضد الأطفال (Child Abuse) موضوع شغل الرأي العام في المملكة المتحدة، فمنذ سنوات عدة وقصص موت الأطفال الصغار والرضع بسبب الإهمال أو الضرب السادي تملأ مساحات واسعة من وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة على حد سواء، فلم يستفق الناس بعد من صدمة موت الطفلة ( فيكتوريا كلمبي) ذات الثمان سنوات التي تعرضت للتعذيب الوحشي والسجن في حمام المنزل العام 2001م على يد أقاربها الذين جاؤا بها من القارة الإفريقية لأجل الحصول على فرصة حياة أفضل في بريطانيا بينما لم يكن ينتظر الصغيرة غير الإهمال والعنف والتفكك الأسري الذي ليس فقط لم يمنحها السعادة والعيش الكريم المرجوين، بل أدى إلى قتلها دون ذنب وبوحشية في منزل الخالة التي يفترض أن تكون مسؤولة عنها ، وقد رصد المركز الصحي والشرطة البريطانية على جسد الطفلة الذابل الصغير حينها آثاراً لحروق وكدمات جمة شوهت وجهها الطفولي.

    وفكتوريا الصغيرة ليست الضحية الأولى في بلد متحضر يراعى فيه الإنسان وحقوقه مثل بريطانيا العظمى! بل هي واحدة من مئات الضحايا الصغار والحالات المماثلة لها كثيرة وعديدة، فقد تلتها جريمة لطفلة تركت تموت جوعا في البيت وحيدة، وآخر هذه الفضائح المروعة هي الرضيع (baby p)، وحكايته الغريبة التي اكتسحت الإعلام البريطاني برمته، إذ تعرض هذا البريء وعمره لا يتجاوز السبعة عشر شهرا إلى أشرس أنواع التعذيب حتى عثر عليه ميتا في سريره بمنطقة Haringey)) شمال شرق لندن العام الماضي، ومنذ ذلك الوقت وماكنة الإعلام لم تتوقف عن تناول الحدث المفجع بالتحليل والتفصيل، وهذا الرضيع المسكين قامت أمه مع صديق لها بتعذيبه وبطريقة مقرفة سادية حيث كان صديق الأم يضربه ويركله كما يضرب الملاكم كيس الملاكمة المعد للتدريب، حسب وصف الإعلام، مما ترك كسورا وقروحا على بدن الصغير تبعث على الأسى والخجل لأن ينسب مرتكبو هكذا جريمة إلى الإنسانية والجنس البشري! ولا عجب والتقارير الأخيرة أظهرت تعرض طفل من مجموع عشرة أطفال للعنف والضرب والإهمال في بريطانيا.

    مثل هذه الجرائم البشعة بحق الطفولة ترتكب كل يوم في عالمنا ودون أن يعاقب عليها الجناة وقد يكشف النقاب عنها أو تذهب أدراج الرياح يطويها الكتمان، فالعنف ضد الطفولة الذي تتحدث عنه بإسهاب الوسائل الإعلامية الغربية كي تسلط الضوء عليه كحالة مرضية تعصف بالمجتمع له أسبابه ودوافعه الأسرية، نجده مبهماً وغير معلن عنه في مجتمعاتنا العربية والإسلامية، فلا احد يستطيع أن ينكر وجود حالات ضرب الأطفال لأتفه الأسباب، أو لمجرد خلاف اوعراك نشب بين الأبوين يترجم في نهاية المطاف إلى صراخ واعتداء قاسٍ ينزل على رؤوس فلذات الأكباد، وما أن يأخذ هؤلاء الأبناء نصيبهم من العنف داخل الأسرة حتى تتلقفهم أيادي الكبار خارجها، فليس منا من لم يتعرض للضرب على يد معلميه أيام الدراسة خاصة في المرحلتين الابتدائية والمتوسطة، ولا أعلم إن كان المعلم في عراقنا الجديد على سبيل المثال لا زال يمارس العقاب الجسدي في عملية التقويم والتعليم داخل صفوف المدارس وأروقتها! وإن كنت أظن بوجود هذه الظاهرة السيئة في عموم البلاد العربية وغيرها من البلدان التي تسمى بالعالم الثالث، ففي السابق كان المعلم يشبعنا ضربا بخشبة مستطيلة الشكل لأننا لم نصفف شعرنا أو لأننا تكلمنا أثناء الاصطفاف المدرسي وما شابه ذلك، فمن ضمن ما تختزنه الذاكرة عندما كنت في الصف الأول الإبتدائي قامت معلمة الصف بضربي بقسوة وبمسطرتها الخشبية على يدي لمجرد كتابتي الحرف (و) بالمقلوب! ولكم أن تتخيلوا حجم الألم الذي سببته لي تلك الضربات خاصة والفصل كان شتاءاً!.

    بالقطع أن الوجع الذي يتسبب به الكبار نتيجة ممارسة العقاب الجسدي المفرط لا يقتصر على الآلام الجسدية فحسب بل تمتد آثاره إلى النفس والسلوك في قابل السنين، فإما أن يؤدي إلى نشوء شخصية شرسة تسعى لأن ترد اعتبارها وتنتقم لكرامتها التي منحها الخالق لها حين قال (ولقد كرمنا بني آدم)، أو أن ينتج لنا التعسف الأسري والمجتمعي شخصيات إنطوائية لا تعرف كيف تنخرط في الحياة وتتفاعل مع المجتمع، هذا ما خلص إليه العديد من الباحثين البريطانيين في مجال الطفل وتقره المناهج الحديثة المعتمدة في دراسة الطفولة والعناية بهاThe Child Care) ).

    وعودة لتعاليم ديننا الإسلامي الحنيف التي لم تترك مشكلة أو معضلة تخص الفرد أو الأسرة والمجتمع والبيئة إلا ووضعت لها حلها المناسب، فالأحاديث النبوية الشريفة وأحاديث أهل البيت عليهم السلام تشرق بالمزيد من القيم الناصعة التي تحث على نشر ثقافة السلم والتراحم والحب والاحترام بين الناس، حيث رسم نبينا الأكرم محمد (ص) صورا عظيمة للبشرية تبين أهمية إبداء العطف والرحمة بين أفراد المجتمع الواحد فضلا عن إعطاء شريحتي المرأة والطفل الخصوصية من خلال الروايات العديدة وهو يوصي بهم مرارا (اتقوا الله في الضعيفين المرأة والطفل).

    لقد كان رسولنا الكريم يعطف على الصغار ويقربهم منه حتى إذا عاد من سفر بعيد اشتاق إليهم فيخرجون لاستقباله فيفرح بهم ويأنسون به، يسلم عليهم ويقبلهم ويحملهم بين ذراعيه الشريفتين، وكان يوصي الآباء والكبار بحب الصغار ومساعدتهم، ويغضب صلوات الله عليه، إن رأى أحدهم يضرب صغيرا قائلا: (أحبوا الصبيان وارحموهم)، مؤكدا : (ليس منا من لم يرحم صغيرنا ولم يوقر كبيرنا) كما ينقل لنا التاريخ أن رجلاَ دخل على رسول الله فرآه يقبل حفيده الطفل الحسين (ع) فتعجب لذلك وقال للرسول: "والله إن لدي عشرة من الأطفال لم أقبل أحداً منهم قط"، فرد عليه نبي الإنسانية قائلاً: (وماذا أفعل وقد نزعت الرحمة من قلوبكم، من لا يَرحم لا يُرحم ..أرحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء).

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Oct 2005
    المشاركات
    1,948

    افتراضي

    اني ضد العنف ضد الاطفال
    هناك قواعد للعقاب مع الاطفال تدريجية
    وهي من سبيل ارشاد الطفل وليس العنف
    الذي يؤدي لنتائج سلبية في حياة الطفل

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jul 2004
    الدولة
    هناك
    المشاركات
    28,205

    افتراضي

    العنف بشكل عام اسلوب غير سليم في التقويم والاصلاح سواء كان من الزوج لزوجته او من الاب لابنه

    فسبيل الحوار هو الناجع ولكن من يستخدم هذا الاسلوب اما ان يكون مريض نفسي او يكون فاقد للاسلوب الصحيح في التربية


    تحياتي عموري
    يا محوّل الحول والاحوال ، حوّل حالنا إلى أحسن الحال......








  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    المشاركات
    4,251

    افتراضي

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
    ان العنف ضد الاطفال ظاهرة أجتماعية لدينا في العراق والبلاد الاسلامية والعربية بشكل عام , بل لا يتعدى يوم على العائلة بدون ان ترتكب هذا الجرم .
    ذكرني الموضوع بقصة حدثت حديثا , حيث سافرت احدى المريضات والتي لا يتجاوز عمرها 6 سنوات الى بولندا , حيث أدخلت الى روضة للاطفال من أجل أكمال علاجها , وقد أعتدت بالضرب على احد الاطفال هناك مما اثار الاستغراب على المشرفين هناك , من ناحية هل يمكن للطفل ايضا ان يرتكب جريمة العنف ضد الاخرين .
    طبعا الامر واضح فان الطفل في العراق يتعلم العنف , لذا فهو قريب من طريق الانتحار وايضا حمل البندقية وخصوصا في ايام العيد السعيد , حيث نشاهد مناظر كريهة جدا في شراء الطفل لبندقية او مفرقعات أو سيوف وغيرها وبعذر ان له الحق في اللهو او اللعب .
    الطفل لدينا ينشأ نشأة معظم أسفارها هي العنف والضرب , وتنمو خاصية العنف مع الطفل حتى يصبح شيخا كبير السن .
    ونحن نتحدث في موضوع العنف ضد الاطفال , فاننا نقول رحمة بنا نحن الكبار ايضا فاننا ما زلنا نعاني من العنف , والاساءة هي من صنوف العنف , فمتى يقلع الكبار من توجيه الشتائم الى الكبار , فاني اعتقد ليس من مانع توجيه العنف ضد الصغار لانهم حينما يكبر كل واحد منهم فانه حتما سوف ينسى ذلك او لا يهمه , ولكن ما تنتظرون من الكبير لكي ينسى , اعتقد الى ان يموت .
    حياتنا في العروبة والاسلام كلها عنف , وهكذا هي أسفارنا تتحدث عن ذلك .
    تحياتي الى الاخ amori4u وشكرا على هذا الاختيار , وشكرا للذين سبقونا في المرور .

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    المشاركات
    542
    العنف ضد ألطفال .. هذا الموضوع الشائك المعقد من أين نبدأ بمعالجته من البيت.. من المدرسة .. من الشارع أم من المجتمع عموما ً ؟ .

    المعلم تربى على العنف أذن هو يـُصدر العنف لأطفاله أذا كان متزوجا ً أو لطلابه في المدرسة فهو ينهال ضربا ً على الطالب الذي لايفهم حصته .. أي درسه وعلى .. الطلاب الذين يعبثون أثناء الدرس .. وعلى والمشاكسين .. فهؤلاء كلهم في نظره لايستحقون غير الضرب والعنف .. هذا أذا أخذنا بنظر ألأعتبار بأن الطالب يعيش أكثر من 25 % من عمره في المدرسة .

    وفي البيت ليس ألأمر بأحسن من المدرسة فالأب ولد على ثقافة الضرب وفي أحسن الحالات بين الضرب والحنان الممزوج بالعنف من ألأبوين أو أقرباء الأبوين .. وهنا يتمزق الطفل فلا يعد يعرف هل يحبه والديه أم العكس هو الصحيح .. ولماذا يسمح والديه بأن يـُضرب أمامهم من قبل ألأقرباء ؟ .

    في الشارع تنعكس حالة المدرسة والبيت فتنعكس في أتعس صورها فالطفل يعرف من خلال ماتعرف عليه بالبرهان أن الضرب والعنف يحميه من بعض ألشياء لذا تراه يمارس العنف ضد أقرانه .. عندها سيكون المجتمع وبدون رغبته أي رغم أنفه مجتمع عنف .. هذه هي مجتمعاتنا .. نحن بحاجة معالجة جذرية بل الى حالة أنقلاب على الذات .. تبدأ بالبيت من خلال التعاليم ألأسلامية الصحيحة والتي تحرم الضرب المبرح بل يعاقب عليه بدية لو تعمد ذلك أو لم يتمكن من أمساك غضبه ..

    بعدها الى المدرسة وذلك بسن قوانين صارمة تعاقب المعلم والمدرس ذكر أو أنثى بالعقوبة الصارمة لو ضربو طلابهم بسبب أو بدون سبب ... كما هو الحال في الدول ألأوربية الغربية منها وخصوصا ً الدول ألأسكندنافية والمانيا ودول بنولوكس ..

    عندها وبعد مرور أجيال سنتحول من مجتمع عنف الى مجتمع يحب الحياة ويحب ألأطفال الذين هم فلذات أكبادنا .

    هذا ملخص مايمكن عمله وله تفاصيل كثيرة وكبيرة جدا ً لأصحاب ألأختصاص .

    تحياتي
    العراق أولا ً وأخيرا ً



    [align=center][/align]






    .

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم   شبكة حنة الحسين عليه السلام للانتاج الفني