من المسؤول عما جرى ويجري في العراق ؟
أولا ـ قوات الاحتلال
بقلم: علـي البصـري
[email protected]
ان ماجرى ويجري في العراق من المآسي لهو كارثة عظيمة ألمت بالشعب الجريح ، فزهقت ارواح بريئة بفضل التحرير والحرية والديمقراطية المزيفة ؟... ولكي نحدد المسؤولية والمسؤول عن هذه الجرائم فيجب علينا دراسة الحالة العراقية بنوع من العقلانية ، واضعين خلف ظهورنا العاطفة لان التفكير العاطفي يقودنا الى المزيد من المآسي في بعض الاحيان .عندما غزت امريكا وحلفائها ارض العراق بحجة اسقاط النظام الدكتاتوري المقبور استبشر الكثير فرحا وسرورا بازالة نظام طاغ دموي ، ولكن هذا التفكير كان سطحيا عند الغالبية من عامة الشعب وبعض المثقفين والذين وللاسف الشديد مازالوا متمسكين بآرائهم الخاطئة وهي ان امريكا بلد محرر وبلد صديق ، خلصتنا من مجرم طاغ دموي وجائت من اجل ارساء الديمقراطية والحرية وبناء مجتمع وبلد وسيكون انموذجا يحتذى به في المنطقة والى غير ذلك من الامنيات البراقة ، لقد استطاعت امريكا المحتلة ان تمرر مثل هذه الاكذوبة على عقول بعض المثقفين العراقيين ولست هنا في مجال ذكر الادلة والشواهد والمقالات والكتابات والتي اعتبر بعض اصحابها ان الجندي الامريكي الذي يقتل في العراق فانه شهيدا!! والى غير ذلك من التمجيد بعدو ماكر لعين جاء لاحتلال بلدنا والبقاء فيه الى اجل غير مسمى . ان دخول القوات الامريكية ارض العراق هو ليس لسواد عيوننا ولا من اجل اسقاط نظام دكتاتوري فاشي فقط ولا من اجل التفكير في السيطرة على ثروات العراق فقط ، انما هو مشروع استعماري قديم جديد للبقاء في العراق بحجة تصدير الديمقراطية الى بقية الدول الاخرى ،ان من يريد ان يبني عراقا حرا وديمقراطيا كما يدعي فيجب عليه حفاظ الامن وتقع عليه المسؤولية الكاملة ويتحمل كل ما يجري في العراق من ويلات وقمع ، ولا يترك الحدود مفتوحة ويسمح لعصابات القتل والاجرام الوهابية والسلفية الظلامية ومخابرات الدول الاقليمية تسرح وتمرح وتجد لها في ارض العراق تربة خصبة لتنفيذ مخططاتها ومآربها الخبيثة ، ان من يدعي تحرير العراق لايقوم بجرائم ارهابية وتمثيل متعمد بسجناء عراقيين في سجن ابي غريب وغيرها والا مالفرق بين المحرر الامريكي والمجرم المقبور ؟ ان من يدعي تحرير العراق والعراقيين يجب عليه ان لايقوم بحل وتفكيك جهازي الجيش والشرطة العراقية ،ثم ياتي ويعيد بناء جهازي شرطة وجيش مليء بعناصر المخابرات الاجرامية ويعيد ضباط جيش مجرمين عرفوا بتاريخهم الاسود ، تعيدهم الى مناصبهم ليكونوا قادة جدد ، ان ماعملته امريكا وما أجازه حاكم العراق السابق بول بريمر لهو مأساتنا الان ويدفع ثمن ذلك
كله الشعب البريء والجريح والمغلوب على امره .
وللحديث بقية باذنه تعالى