سنستوعب كل الطاقات والكفاءات البابلية والكثير من الائتلافات ستتغير
مستشار رئيس الوزراء لـ (النور): نجاحنا في الانتخابات المحلية مقدمة لنجاحنا في انتخابات البرلمان

شؤون سياسية - 09/02/2009 - 12:00 am


بابل / علي صادق
ثلاثة عقود ونيف من العمل السري في صفوف حركة المعارضة الاسلامية بدات منذ العام الذي واجهت النظام السابق بكل مفاصله الامنية والاستخبارية والسياسية والحزبية على امتداد هذه الحقبة الملتهبة من التاريخ العراقي المعاصر كان ابو احمد البصري العضو الناشط في حزب الدعوة الاسلامية منذ عام 1970 خلال تلك الحقبة المشرقة في تاريخ الحزب وتحديدا بين عامي( 73 و 80 ) يتنقل بين محافظتي بابل وذي قار بحكم متطلبات مهامه الوظيفية في مديرية تربية ذي قار ولدواعي السرية التي فرضتها الضغوط الامنية للاجهزة الامنية في النظام السابق كما يشير ابو احمد البصري او السيد علي جبر وهما اسما التعريف لقيادي حزب الدعوة ورئيس قائمة ائتلاف دولة القانون في محافظة بابل التي فازت بانتخابات مجلس المحافظة الاخيرة . البصري يتذكر ويشير الى ذلك باعتزاز كبير في لقاء خاص بـ (النور)، هو الاول له بعد الفوز في الانتخابات الاخيرة الى لقاءاته العديدة بالسيد الشهيد الاول محمد باقر الصدر خلال زياراته المتكررة الى محافظة النجف قبل ان تتم تصفية الشهيد من قبل الاجهزة الامنية للنظام السابق.خلال اللقاء عرج السيد ابو احمد البصري على قضايا سياسية واقتصادية وامنية ترتبط بمعطيات عمل الحكومة العراقية خلال المرحلة الماضية وما افرزته من نجاحات على الصعد الامنية وتحقيق المصالحة الوطنية .. وفي ما يأتي نص اللقاء.
النور: كيف يصف ابو احمد البصري دور الشهيد الاول في مواجهة النظام الديكتاتوري السابق؟
البصري: دماء الشهداء تزعزع عروش الظالمين و يطيب لي ان أصف السيد الشهيد محمد باقر الصدر بأنه ( سيد شهداء العصر الحديث ) و ان اصفه ايضا بأنه ( الأسفين ) الذي دق في جسم النظام الدكتاتوري .. محمد باقر الصدر بقي في اذهان من بقوا في حزب الدعوة الاسلامية و بقيت نداءاته و أقواله في صدور المسلمين و عقولهم و كنا نلاحظ انه كلما تقدم الزمن بالنظام اقتربت نهايته و كلما تقدم الزمن بالمعارضة نضجت افكارها .. نعم .. دماء السيد الشهيد و دماء العلماء و المفكرين هي اول العوامل التي اسقطت نظام صدام .
النور: كيف تقيمون التجربة السياسية في العراق منذ عام 2003 حتى اليوم ؟ و هل تؤشرون خلال هذه المدة شخصيات او جهات سياسية متميزة معينة ؟
البصري : انا اعتقد ان المعادلة السياسية في العراق لم تسر بالشكل الذي أراده الاميركيون .. فقد استطاع الساسة العراقيون ان يحولوا المعادلة السياسية من معادلة اميركية الى معادلة عراقية – اميركية ..، منذ تشكيل اول حكومة عراقية .. بل منذ بدايات المرحلة السياسية الجديدة في العراق .. فقد تم تغيير الحاكم العسكري .. فكان الحاكم المدني بول برايمر و كان من المقرر ان يكون لكل وزير عراقي مستشار اميركي و لم يحصل هذا الشيء و عندما شكل مجلس الحكم و تعاقبت الحكومات المؤقتة و الانتقالية و الحالية سارت الامور بالطريقة التي ارادها العراقيون و ليس الاميركان ..
أما الشخصيات التي ارى انها كانت فاعلة و التي برزت فهي كثيرة ومنها على سبيل المثال لا الحصر الشخصيات الاسلامية التي كان لها حضور كبير و شخصيات اخرى عراقية وطنية منها الاحزاب الكردية و بعض القيادات في الحزب الاسلامي و لا غنى لنا عن ان نذكر شخص السيد رئيس الوزراء الذي برز شخصية وطنية عراقية فاعلة منذ ان كان رئيس لجنة الامن والدفاع في البرلمان .. عرفه الجميع و اتسمت طروحاته بالموضوعية والتوجه الوطني المخلص للعراق .

النور: كيف تقيمون وتفسرون النجاح الامني للحكومة العراقية منذ تشكيلها حتى اليوم ؟
البصري : تشكلت حكومة الوحدة الوطنية برئاسة المالكي في آيار 2006 في ظل اسوأ مدة امنية مر بها العراق .. و لكن حكمة السيد رئيس الوزراء و قيادته الموفقة ووطنيته و اخلاصه و قراءته الواعية لمجريات الساحة السياسية غيرت هذا الواقع السيئ باتجاه افق مليء بالامل .. فكانت صولة الفرسان التي قطعت الطريق على كل من شكل عصابات السرقة و النهب و الاعتداء و الازدراء للآخرين .. و يمكنني ان اقول بثقة ان ما حصل للعراق ابان صولة الفرسان في آذار 2008 لم يحسن الوضع الامني في العراق و حسب بل انعكس بشكل ايجابي كبير على الوضع السياسي لعموم المنطقة و اثر كثيرا على الاسلوب السياسي لدول الجوار في تعاملها مع العراق نحو الافضل و غير الكثير في المعادلة السياسية لمنطقة الشرق الاوسط و تحول المالكي الى الشخصية الوطنية الامنية الاولى التي اتصفت بالابتعاد عن التفكير الحزبي و القومي و الطائفي الضيق .. و اصبح المالكي محل ثقة المواطن العراقي بحق .. و لدينا ارقام تشير الى نسب تأييد عالية للمالكي في المناطق السنية ( و عذرا للفظ ) وصلت الى 60% و في حي الاعظمية تجاوزت نسبة المؤيدين الـ 80% و هذا مؤشر قوي على نجاح المالكي في مسعاه الوطني .
النور: هل يرى السيد ابو احمد البصري ان الصيغة الطائفية لحزب الدعوة قد تغيرت الى صيغة اكثر شمولية ؟

البصري: حزب الدعوة لم يكن طائفيا ابداً .. و ليس لدينا في ادبيات الحزب او في ترتيبه أي اراء طائفية و لكن الذي حصل بعد سقوط النظام دفع بالعديد من القوى السياسية الجديدة الى التحدث بخطاب طائفي وهو ما فرض علينا كامر واقع ان نتحدث بالنسب الطائفية لكننا تجاوزنا النظرة الطائفية الضيقة من خلال النهج الذي سار عليه المالكي و هو ما حظي بأحترام العراقيين جميعاً .
النور: كيف تقرأون الدور الكبير للعشائر العراقية في الجانب الامني العراقي وكيف تصفون العلاقة بين الحكومة و بين العشائر العراقية ؟
البصري : اولا نحن نقر بالدور التاريخي للعشائر و نحترم هذا الدور كثيرا ونعمل على توجيهه ايجابيا بما يخدم مصلحة الشعب العراقي ومن هذا المنطلق منح السيد رئيس الوزراء ثقة عالية للعشائر العراقية من خلال اقتناعه باصالة العشائر وتاريخها العريق الذي صنع بوابة ازدهار العراق السياسي عام 1920 الامر الذي يؤكد احقيتها في لعب دور ريادي في صناعة مستقبل العراق السياسي و هذا المشروع كان في ذهن السيد المالكي منذ عام 2006 و لكن المشروع نضج بعد صولة الفرسان في 2008 و بالتحديد بعد وقوف العشائر الى جانب الحكومة طوعا و بلا اكراه مما دفع المالكي الى تشكيل لجان الاسناد والاتجاه الى توسيع دور العشائر في تعزيز الامن وترسيخ الوحدة العراقية من خلال دعوته الى تشكيل مجلس اعلى للعشائر العراقية في محاولة لتوحيد الجهد العشائري واشراك هذا الجهد في تاكيد وتعزيز وحدة العراق وانصهار مكوناته الطائفية والقومية .
النور: كيف ستكون الية الحوار مع القوائم الاخرى التي ستقاسمكم مجلس المحافظة المقبل ؟ وهل ستعتمدون على كفاءات من داخل حزب الدعوة لأدارة المؤسسات المحلية ؟
البصري: نحن نعتقد ان تهميش او اقصاء الاخرين هي حال مرضية وغير سليمة والخطأ الذي وقع فيه بعض السياسيين ينبغي ان لا يتكرر و لذلك نحن ندعو الى مشاركة الجميع في بناء العراق من خلال التركيز على تنمية و بناء المحافظات و يجب استيعاب كل الطاقات و الكفاءات السياسية الفاعلة سواء من الفائزين ام من الذين لم يحالفهم الحظ وحتى ممن لم يشارك في الترشيح . وهنا اود ان اوضح انني ممن يتبنى ان يكون محافظ بابل من خارج تشكيلة مجلس المحافظة .
النور: وهل يعني ذلك ان ابا احمد البصري لن يطرح نفسه كمرشح لمنصب المحافظ ام انكم ماضون في الوصول الى الاستحقاق الانتخابي ؟
البصري: اقولها بصراحة .. لا ارغب بذلك .. واكثر ما اتمناه ان يتم اختيار المحافظ من خارج المجلس ..لكن وفي نفس الوقت فاننا نرى انه اذا كان العنصر الافضل لشغل منصب المحافظ موجود داخل مجلس المحافظة فأننا سنتمسك به و سندعمه بقوة .

النور: ما هي الاستراتيجية التي سيلتزم بها ائتلاف دولة القانون في التعامل مع الوضع في المحافظة .. هل ستستمرون بدعم المشروعات السابقة .. ام ستتبنون سياسة جديدة للاعمار و ما هي اولوياتكم كمجلس مقبل ؟
البصري : يجب ان نكمل المشروعات التي اقرها المجلس السابق و لا يمكن الا ان نقبل بالعقود الموقعة بصيغة قانونية ، وفي نفس الوقت لا بد من التفكير بمشروعات جديدة حسب الاولويات على ضوء التخصيصات المالية .. قد نواجه مشكلات جراء انخفاض اسعار النفط لكننا سنعمل على ايجاد موارد مالية .. و بالنهاية جميع هذه التصورات ستكون خاضعة لمجلس المحافظة المقبل .. و لكن عموما اتمنى ان يتم التركيز على مشروعات الكهرباء .. و في نيتي تقديم مشروعين مهمين الاول يتعلق بالنهوض بالواقع التربوي و الثاني يتعلق بالنهوض بالواقع الزراعي.
النور: كيف سيتم (تقاسم) اللجان التي تكون ادارة السلطات في المحافظة مع الفائزين الاخرين .. وهل ستتبعون خطى محافظة كركوك في تجربة ادارة المحافظة بالتركيز على مناصب المحافظ و نائب المحافظ و رئيس مجلس المحافظة ؟
البصري : اولا لننسى مبدأ المحاصصة .. نحن نرفض المحاصصة و لا نؤمن بها ونتمنى القضاء عليها لكي لا نعيد ازمة كركوك و ازمة الحكومة .. اتمنى ان نجد الكفوء .. رائدنا و منهجنا المقبل سيكون البحث عن الاشخاص الكفوئين حتى نستطيع ان ننهض بالمحافظة نهضة حقيقية .
انا اعتقد ايضا ان المدة الماضية كان فيها الكثير من التعقيدات و لذلك كان من الطبيعي ان يفكر البعض بطريقة نشاز ، هناك ايضا مؤشرات تدل على ان الكثير من الجهات الخارجية بدات تتفهم هذا الموقف. فالجانب الاميركي مثلا بدا يدرك انه يتعامل مع حكومة وطنية يترأسها رجل منفتح من حزب اسلامي يتحاور مع الجميع ، سنحاول نقل هذا الاسلوب الى مجالس المحافظات المقبلة .
النور: هل يرى ابو احمد البصري ان الانفتاح ونبذ الطائفية التي مثلتها سياسة المالكي كانت سببا في فوز ائتلاف دولة القانون بأنتخابات مجالس المحافظات ؟
البصري: نعم .. الابتعاد عن الطائفية احد اسباب الثقة الكبيرة التي اهلتنا لتحقيق مراكز متقدمة .. و لكن هناك اسبابا اخرى منها ان ثقافة الناس الانتخابية و السياسية تطورت كثيراً ، في الانتخابات الماضية خلطت الاوراق .. بل تعمد البعض ان يخلط الاوراق .. ايضا اسلوب القائمة المغلقة السابق اثر كثيرا و الاخطر ان البعض تاجر بورقة المرجعية و هذا الادعاء انكشف فكان سببا في معرفة الناس للشخوص السياسية في الساحة . و اود ان اقول ايضا ان المتصدين لأدارة مجلس المحافظة ليسوا اسوأ الموجودين وفي نفس الوقت ليسوا افضلهم .. و هذا امر طبيعي نحن مع نظرية البحث عن الأكفاء لأدارة مجلس المحافظة المقبل و يجب ان يتوافر في الاعضاء المقبلين مواصفات النزاهة و المهنية ..
النور:هل يعد نجاحكم في انتخابات مجالس المحافظات مقدمة نحو نجاح اخر في انتخابات مجلس النواب القادمة .. و هل سينجح المالكي في تجديد ولايته ؟؟
البصري : نعم .. نجاح انتخابات مجالس المحافظات مقدمة الى نجاح اخر في انتخابات البرلمان المقبل .. و انا ارى ان الكثير من الائتلافات ستتغير و ستحل محلها ائتلافات جديدة .
النور: كيف تقيمون القيادة الامنية في بابل بشكل خاص و عموم القيادات الامنية في العراق .. و كيف هي علاقتكم بالتيار الصدري الان ؟
نحن ندرك جيدا ان الوضع في بابل اكثر من جيد .. على الرغم من وجود بعض بقايا الارهابيين في شمال بابل .. سنتعامل مع الوضع الامني بحزم و سنبحث دوما عن الاكفأ لشغل المناصب الامنية و المدنية .. لدينا الكثير من النجاحات الامنية التي تحققت .. مشروعات المصالحة و مشروعات الصحوات جاءت بثمارها و المشروعات الاخرى التي طرحها السيد رئيس الوزراء كان لها الاثر في تنضيج العملية السياسية . و بالنسبة للتيار الصدري .. نحن نرى ان فيه جانبين .. جانب معتدل و اخر متطرف .. نحن نتعامل مع الجانب المعتدل من التيار و كان لنا جلسة ماضية سيطرت عليها اجواء ( العتاب ) لكنها كانت ايجابية جداً ، التيار الصدري بدأ يفكر بشكل اخر اكثر ايجابية.. بدأ يفكر بعودة العلاقات بينه و بين الكتل الاخرى .