لم يعد خافيا على احد ان ماجرى في البصرة اليوم وما سيجري في عموم العراق من مظاهر مسلحة مناوئة للحكومة ماهو الا واحدا من اساليب الاطاحة بها وهذا الامر معلنا من قبل كل الفصائل والجهات التي تنتهج السلاح كوسيلة للتعبير عن اهدافها.وهذا الأمر لم يشكل مفاجئة لدى السياسيين المعنيين بالامر. ولكن ما يلفت النظر ويثير الاهتمام هي المواقف المساندة للعمل المسلح والتي تصدر من سياسيين واشخاص ينعمون بحصانة الدولة ويمارسون دورهم القيادي ويفترض المساهم في عملية بناءدئها لا هدم مابني منها. وقد شكلت هذه المواقف نقطة قوة وعم مباشرين للعمل المسلح وخصوصا ما حصل في البصرة فمن الغريب ان نجد اعضاءا في البرلمان يتبنون مشروعية العمل المسلح وهم جزءا من الحكومة بثالوثها التنفيذي والتشريعي والقضائي. وعندما يشعر ان قواته المسلحة بدأت تنهار وان المعركة باتت واضحة المعالم من حيث النتائج العسكرية على الارض راح يطرح مشروع اسقاط الحكومة بالطرق والآليات التي وفرتها له الدولة ودستورها الذي لا يحترمه . وهذا ماجاء في تصريحات الاعرجي وغيره من برلمانيي قادة الانقلاب. هذا من جانب ومن جانب آخر نرى بعض االمواقف لقوى سياسية اخرى تقف وقفة المتشفي بل والمتخاذل في الوقت الذي يجب عليها ان تمارس دورها الوطني والشرعي والقانوني كونها هي المعنية الاولى بما يجري في البصرة فالمتتبع لموقف حزب الفضيلة والذي اصدر بيانا خجولا حول تلك الاحداث لا يمت الى اسلامية الحزب بصلة حيث لا بسملة ولا خاتمة بذكر لله او لدين وقد ضاقت الثقافة الاسلامية ذرعا بكاتب البيان فلاآية قرآنية تدعو الى التهدئة ووأد الفتنة ولا حديثا نبويا او شيئا من تراث اهل البيت ومواقفهم في هكذا امور. والاهم من ذلك كله هم يدركون عين اليقين انه في حالة انتصار الانقلاب الذي تقوده الزمر الارهابية والخارجين عن القانون ومن ورائهم فانهم لن تبقى لهم ولغيرهم باقية لا في البصرة ولا في غيرها . ويبدو انهم ارادو بموقفهم هذا المتخاذل ان يمدوا الجسور مقابل كسب رضا هذه الزمر.
وهنا نتسائل من مصلحة من حصول هكذا اعمال وادخال البلاد في اتون حرب اخوية ؟ ومن مصلحة من لا سامح الله لو نجح الانقلاب الموؤود او المرتقب وحصل فراغا سياسيا في العراق وهو يعيش في ظل هذه الظروف والتداعيات والتجاذبات الدولية والداخلية ماذا سيكون مصير العراق والمواطن؟
نحن نشد كما قلناها سابقا على يد السيد مقتدى ومن حوله من قياديي للتيار الصدري الحقيقي على هذه الوقفة الشجاعة بوجه الانقلابين والساسيين الذين ادعوا الانتماء للتيار الصدري وركبوا الموجة من اجل ترسيخ اطماعهم وتحقيق اهدافهم في اسقاط المشروع السياسي في العراق بعد ان نالوا كل المكاسب والامتيازات لا لشيء الا لكونهم دخلو في قائمة التيار الصدري دون تمعين او تمحيص لتاريخ بعضهم الاسود وعلاقته بالنظام المقبور وقد اقصي وابعد من كان اولى منهم بتمثيل هذا التيار.وهنا اود التأكيد على نقطة مهمة وهي ان بيان البرائة الذي اعلنه السيد مقتدى الصدر لم يكن اليبان الاول في هذا الاطار فقد سبقته دعوات وبيانات وتوصيات ولكن كانوا في طغيانهم يعمهون.
واخيرا نقول لقادة الانقلاب انكم عازمون على وضع البلاد على حافة الهاوية وستكونون اول من سيحترق
بنيرانها ونقول للمتفرجين والمتخاذلين ان لا مفر لكم من التنصل عن مسؤولياتكم فعين الله اولا ترقبكم وعين الشعب تطاردكم وعين التاريخ لا ترحمكم.