[align=center]كلمة السيد رئيس الوزراء الدكتور ابراهيم الجعفري بمناسبة المبعث النبوي الشريف[/align]


[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم
(هو الذي بعثَ في الأميّين رسولاً منهُم يتلو عليهم آياتِه ويُزكيهم ويُعلمهم الكتابَ والحكمة وإن كانوا من قبلُ لفي ضلالٍ مبين )

صدق الله العلي العظيم



ايها الشعب العراقي الكريم :

في رحاب ذكرى المبعث النبوي الشريف ، مبعث الهدى والحب والسلام ، الذي يشكل انعطافة تاريخية في مسار البشرية ، ونقطة فاصلة بين مرحلتين مختلفتين اختلاف جوهرياُ على اكثر من صعيد، حيث القيم والعقيدة والتعامل الاجتماعي المتميز في مجال الاقتصاد والمرأة والسياسة ، وحيث الانعتاق من العبودية الى التحرر ، والتي تختزن في ثناياها قيماُ زاخرة وافكاراً ابداعية من شأنها ان تتدفق عبر العصور ، وتمد البشرية باسباب السعادة والمحبة والرخاء .



واليوم حيث يعيش شعبنا العراقي عصر الانجازات الكبيرة والمتسارعة من الانتخابات الى تشكيل الحكومة والى ولادة مسودة الدستور ، مما يعزز الوحدة الوطنية ويحفظ له كرامته وعزته ، ويدعمه على طريق انجاز كامل الاهداف المشروعة والتطلعات الطموحة ، المرتبطة بالاستتباب الأمني والاستقرار السياسي والازدهار الاقتصادي ، ومثلما تثير هذه الانجازات الضخمة ، مشاعر الحب والتفاؤل لدى العراقيين وعموم المهتمين بالشان العراقي على الصعيدين الاقليمي والعالمي ، الا انه يثير في نفس الوقت الاحقاد لدى اعداء الشعب ، خصوصا من ذوي النزعة الارهابية الذين كرسوا انفسهم من اجل اغتيال الانسان وتصفيته بدناً وقيماً وثقافةً وتقدما ، مكرسين من اجل ذلك جميع الوسائل الشريرة ، ومستهدفين كل بني الانسان من دون تفريق بين الطفل والشيخ ، المرأة و الرجل ، العسكري والمدني . وحيث ياخذ الارهاب نمطا سياسيا خطيرا يتمظهر على شكل ثقافي يطرح شعارات براقة في الظاهر فيما يستبطن ابشع النوايا الشريرة التي لا تمت الى الاسلام والى الانسانية بصلة .

وبذلك يحاول ان يخترق اجواء الوحدة الوطنية , المفعمة بالحب والتفاهم والمعززة بالتعاون على البر والتقوى ، مما يجعلنا امام مسؤولية التحلي باعلى درجات الحذر واليقظة لغلق الطريق امامه ، والحفاظ على حالة الوئام والترابط المتميز بين مكونات المجتمع العراقي .



وبهذه المناسبة العظيمة ، ادعو ابناء شعبنا من مختلف الانتماءات والاتجاهات السياسية والقومية والمذهبية والدينية الى الحفاظ على الوحدة الوطنية العراقية ، والمساهمة الفاعلة في مواصلة العملية السياسية في العراق الجديد. وما حدث في الأمس من فاجعة الكاظمية المقدسة واستشهاد كوكبة الأبرار من زائري مرقد الامام موسى الكاظم (ع) يدفعنا للمضي قدماُ والاصرار على مواصلة درب الشهداء الميامين لتحقيق تطلعات شعبنا المشروعة في الحياة الدستورية العادلة لبلادنا.

ان العراق الذي حباه الله بمختلف النعم وجعله زاخراً بالعطاء الفكري والقيمي والحضاري , وامدّه بمختلف الثروات النفطية والمائية والموقع الاستراتيجي والخصب والنماء ، يدفعنا الى مواصلة مسيرة التجديد والبناء وتعزيز مواطن القوة ليحتل العراق ، في مجال المعرفة والفن والادب والعلم ، مواقع متقدمة في سلم المجد والنهضة و بناء الصرح الحضاري الجديد .

ان ذكرى المبعث النبوي هذا العام تنتظر من ابناء العراق البررة إحياءً واعياً حيوياً يتميز بالتنظيم والهدوء والحذر من العابثين. أدعو الله تعالى أن يعيد مناسبة المبعث النبوي الشريف على ابناء شعبنا جميعا وامتنا العربية والاسلامية , بالخير واليمن والبركة والاستقرار والازدهار.

الدكتور ابراهيم الجعفري

رئيس وزراء جمهورية العراق

27 رجب 1426 هـ[/align]