سياسية: فلنتعلم من الكرد
حكيم العلوي ..
أصبح لا يخفى على أحد حجم المظلومية التي عانى منها شعبنا الكردي طيلة العقود الماضية مثلما غير خافٍ حجم التضحيات والنضال الذي قدمه هذا الشعب من أجل أن ينال حريته بعد عقود الذلّ والإستعباد الذي مارسته الأنظمة الفاشية أو الإستبدادية ويشاطرهم في هذه المظلومية أخوانهم ابناء الجنوب.. وبعيد أحداث عام 1991 وتداعياتها فرض مجلس الأمن الدولي على نظام صدام حظر فيه إستخدام الطائرات مما أعطى غطاءً أمنياً ممتازاً للأخوة في محافظات كردستان مما أتاح فرصة لقيادة الأقليم لتشكيل نواة أقليم له حكومة تعنى بشؤون أبناءه وأستطاع الأكراد بعد سقوط النظام في (4/9) أن يوحدوا من قراراتهم وطروحاتهم على الرغم من وجود خلافات واسعة بل وحتى دماء بين فصيلي الأقليم.. إلا أن المقيد وهي نقطة تحسب للكورد وحدة المطلب ووحدة الرأي في مواجهة صعوبة المشهد العراقي والتدخلات الأقليمية والدولية الفاعلة فيه، فلقد مدد الكورد هدفهم في هذه المعادلة الصعبة ووضعوا ستراتيجيتهم المناسبة للوصول إلى هذا الهدف وهذا مما لا يعيب.. مما جعلهم فرس الرهان في كل عملية تجري منذ سقوط الصنم ولحد الآن.. وعليه فمن البديهي والمنطقي جداً لشركاء الكرد في المظلومية والقهر أن يعوا ويفيدوا من تجربة أشقاءهم ويوحدوا صفوفهم وهدفهم وأن لا يكونوا كما قال الله تعالى: {تحسبهم جميعاً وقلوبهم شتى} وإذا كان هناك من نافلة للقول فهي أن النخب السياسية في الإئتلاف العراقي الموحد التي جدد غالبية الشعب العراقي ثقتهم بهم أن تدرك بأن الشطط في التصريحات تضعف من هيبتهم ككتلة كبيرة ومؤثرة في البرلمان ولا يصب في مصلحة الطائفة المحرومة التي رفعتم شعار إنصافها.. وإن الشعب الذي تجيء الحكومات عبر إقتراعه قادر أن يسقطها بإقتراعه أيضاً.