[align=justify]
حذرت وزارة العلوم والتكنولوجيا من مغبة اصرار الجانب الايراني على بناء مفاعل نووي بالقرب من الحدود الجنوبية مع العراق.وأكد الخبير في شؤون المواد الخطرة في الوزارة الدكتور منجد عبد الباقي النائب، أهمية الحصول في الوقت الحالي على تفاصيل بشأن جدوى هذا المفاعل، موضحا في تصريح خاص لـ"الصباح" ان مقدار التأثير الذي قد يسببه المصنع يعتمد على حجمه، ونوع وكمية الطاقة التي يولدها. واضاف أن مخاطر التلوث تكمن بإطلاق غاز ثاني أوكسيد الكبريت نتيجة الاحتراق ويتفاعل مع الرطوبة الجوية ويولد حامضا يؤدي بالتالي الى تشكيل غيمة من الحوامض في الجو يطلق عليها بالمصطلح العلمي "الامطار الحامضية" لها القدرة على الانتقال الى اية منطقة سواء داخل البلاد أو خارجها. ونوه الخبير بأن مشكلة العراق في هذا الجانب تتمثل في أن الرياح التي تمر بأجوائه أغلبها جنوبية شرقية أي آتية من ايران، مبينا أن اختيار موقع المفاعل النووي في جميع دول العالم مهم جداً، اذ يجب ان تكون المنطقة التي يبنى فيها المشروع خالية من الكثافة السكانية ويقصد بها المناطق التي يبلغ تعداد سكانها المليون نسمة فأكثر. وتابع أن المفاعل يحتاج ضمن مكوناته الى الماء لتوليد بخار تدوير التوربينات لإنتاج الطاقة الكهربائية، موضحا أن الجانب الايراني سيقوم بطرح الماء عبر نهر الكارون كونه قريباً منه فأذا ظهر به أي تلوث فيتسبب بكارثة تتمثل بتحول جزيئتي الهيدروجين الموجود في الماء الى ثلاثي "ثريتيوم" وهو يحوي مواد مسرطنة يمكن أن تتسرب الى الجو ويستنشقها الانسان أو يتناولها مع الماء أو ينتقل الى المزروعات والحيوانات، فضلاً عن التلوث الحراري الناتج عن الماء الذي سيتسبب بقلة الاوكسجين وبالتالي موت الاحياء المائية. وأكد النائب أن تقنية تبريد المياه قبل طرحها تستعملها دول اوروبا على الرغم من كونها مكلفة جداً حفاظاً على البيئة، الا ان هذه التقنية غير موجودة في دول العالم الثالث، محذرا من حصول كارثة تشابه ماحصل في مفاعل "تشرنوبل" في الاتحاد السوفيتي السابق عام 1986 عندما وصل مدى انتشار التلوث الاشعاعي الى أكثر من 180 كيلومترا، فضلاً عن تأثر مناطق أخرى بالتلوث عبر احتراق وقود المفاعل وتطايره عبر الغبار ووصوله الى الاجواء العليا ومن ثم الانتقال الى أماكن بعيدة. وكانت الحكومة طلبت من الوكالة الدولية للطاقة الذرية معلومات دقيقة بشأن عزم ايران انشاء محطة للمفاعل النووي على الحدود. وقالت وزيرة البيئة نرمين عثمان في تصريح صحفي ان الحكومة لا تمتلك معلومات رسمية بشأن الموضوع، مضيفةً انه في حال تأكدت الحكومة من وجود هكذا معلومات فسوف تتخذ الاجراءات عن طريق القنوات الدبلوماسية. واكدت تنفيذ مشروع استثماري لنصب منظومة انذار مبكر في محافظات بغداد والبصرة بهدف قياس التعرض للخلفية الاشعاعية، مشيرةً الى ان الوزارة ومن خلال هذه القياسات المستمرة على مدار اليوم ستتعرف على وجود أي نشاط اشعاعي موجود في أية دولة مجاورة ذات علاقة بالنشاطات النووية. من جهته، قال الخبير القانوني طارق حرب امس ان بناء مفاعل نووي ايراني بالقرب من الاراضي العراقية ينافي مقررات ميثاق الامم المتحدة وما استقر عليه القانون الدولي من علاقات حسن الجوار. واوضح حرب في تصريح صحفي "ميثاق الامم المتحدة يدعو دول الجوار لاقامة علاقات طيبة في ما بينها وعدم التهديد باضرارها .



المصدر:الصباح

[/align]