الدكتور احمد الجلبي رئيسا للعراق ... فيما لو؟!
بقلم: رياض الحسيني/ كاتب وسياسي عراقي – كندا-
www.geocities.com/numnmat
التحركات الميدانية والسياسية التي يجريها الدكتور احمد الجلبي في تلك الايام تعيد الى الذاكرة وخصوصا للذين التحفوا المنافي ايام تحركه الحميم ابان تأسيس المؤتمر الوطني العراقي الذي سرعان ماتحول الى حزب يضم الموالين له ولسياسة واشنطن في العراق حتى وقت قريب. يجزم البعض ان تلك التحركات انما الغرض من ورائها هو "الصعود على اكتاف الاخرين"، نظرا للمستوى المتدني الذي يعاني منه حزب المؤتمر خصوصا بعد التصادم الذي حدث للحزب مع واشنطن وحركة الوفاق التي يتزعمها رئيس الوزراء الحالي الدكتور اياد علاوي بعد الاطاحة بصدام حسين وحزب البعث الامر الذي افقده الكثير من الدعم. بينما يقرأ الاخرون تحركات الجلبي تلك بانها موجهة لواشنطن وحركة الوفاق من جهة وللبعثيين من جهة اخرى. وايا كان الامر فان الامر لايخلو من طموح سياسي للرجل في اعتلاء كرسي حكم البلاد كما يحق لغيره، وهو طموح مشروع من دون شك.
المجلس السياسي الشيعي يضم اضافة الى حزب المؤتمر ثلاثة عشر فصيلا ابرزها المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق وحزب الدعوة الاسلامية. اما قائمته الموحدة الاولية التي لو كتب لها ان ترى النور فيقال انها تضم 275 اسما ابرزها السيد عبد العزيز الحكيم والدكتور ابراهيم الجعفري نائب رئيس الجمهورية. وفي هذا السياق فان الدكتور الجلبي يحاول جاهدا رص الصفوف الشيعية للخروج بقائمة موحدة محاولا مااسعفه الوقت من حشر التيار الصدري في التحالف الجديد الذي يُشاع على ان له انصار كثر يفوق عددهم اي حزب جماهيري اخر على الساحة العراقية في الوقت الحالي.
المجلس الاعلى وعلى خلفية الاحتكاك في مدينة النجف مع التيار الصدري، يرجّح المراقبون انه لن يكون هنالك اي لقاء بينهما من اي نوع فيما يخص القائمة الموحدة! وهذا ما يفسره التحركات المحمومة التي يقوم بها السيد صدر الدين القبنجي لشق عصا الوحدة في التيار الصدري من خلال التحالف مع مجموعة اية الله اليعقوبي، الذي يسيطر على مجموعة كبيرة ضمن التيار الصدري وله كلمة مسموعة لاتقل عن كلمة السيد مقتدى الصدر نفسه ان لم يكن اكثر اتساعا وتأثيرا واشد احتراما.
المؤكد ان هنالك تضخيم وتهويل فيما يخص الحجم الحقيقي الميداني لاتباع ومناصري التيار الصدري الذي جعل البعض يحددهم بستة ملايين صوت! تماما كما اشيع عن قدرة السيد السيستاني على التأثير على تسعة ملايين ناخب عراقي؟! المؤكد ايضا ان هنالك بعض الخلافات الفنية حول طريقة التحالف ومساره والتحكم بنتائجه بين الحزبين الرئيسين المجلس الاعلى وحزب الدعوة الاسلامية من جهة، وبين المجلس الاعلى والتيار الصدري من جهة اخرى. هذه الخلافات الطبيعية في مثل تلك الظروف الضاغطة والاستثنائية ربما ستفرز تحالفات جديدة ودماء جديدة ستُضخ في السياسة العراقية والعهد الجديد. بيد ان حزب الدعوة الاسلامية قد حزم امره في مسألة الترشيح ووقع اختياره على الدكتور ابراهيم الجعفري الذي اثبت في فترة وجيزة انه رجل سياسي ودبلوماسي من الطراز الاول. بينما يُشاع ان المجلس الاعلى هو الاخر قد اجمع امره على ترشيح السيد عبد العزيز الحكيم لرئاسة العراق. وبذلك فلن يكون للدكتور الجلبي متسع من الوقت للحصول على اجماع شيعي لترشيحه لرئاسة العراق على الاقل في المستقبل القريب.
وسط كل تلك التحالفات السياسية والتحركات الميدانية وكما هو الحال دائما في مثل تلك الممارسات وفي ظل الاحتلال فهنالك من يجلس على كرسي في زاوية معتمة يحدّق مليا بكل الحضور. هذا الحضور الذي يجب ان يكون مستعدا لتقبل المفاجئات بشفافية والا فعصى الاحتلال لازالت مرفوعة ولايدري احد على رأس من ستقع هذه المرة، فللكرسي حضوة عند من يقدّره ويُجلّه ومن ذاق حلاوة السلطان.
ايلاف
http://www.elaph.com/ElaphWeb/Asda/R...?authorid=1444