النتائج 1 إلى 4 من 4
  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Apr 2010
    المشاركات
    40

    افتراضي مقالات ما بعد رحيل المرجع الكبير

    محمد حسين فضل الله : رحيل المرجع المتنور


    [align=justify]صباح أمس، توقّف قلب المرجع الديني السيّد محمد حسين فضل الله، بعد معاناة مع المرض. وبالرغم من إذاعة أخبار تدهور صحّته في الأيام الماضية، إلاّ أن معظم محبّيه وجمهوره بدوا غير مصدّقين، بل كأنّهم لا يريدون لعلاقتهم اليوميّة به أن تتوقّف وتنتهي. وهم الذين كانوا يذهبون إليه ليهمسوا بأسرارهم أو ليطلبوا ما آمن به هو من أن المؤسسات تبعده عن منطق المنّة والعطيّة. أمس، غاب من تربّى عليه معظم قادة التيّار السياسي والديني «الشيعي»، وارتبط لفترة طويلة بحزب الله، مرشداً روحياً. وبالرغم من ذلك، وجد فيه كثيرون من مذاهب فكريّة ودينيّة أخرى عقلاً متنوّراً، محاورته ممكنة وضرورة، ومؤمناً بلا تعصّب، ومختلفاً مع دعوة إلى التفاعل والحوار. غاب المرجع الجريء حتى الإزعاج، الذي استطاع جعل التحرّك مع العصر، ومحاورة العلم والإفادة منه، أمراً لا يمكن تجاوزه في إنتاج الفكر الديني ولا في الإيمان ومعرفته.


    الشوارع لا تنطق، لكنّ ملامحها تخبر عنها. هدوؤها لا يشبه لحظات الهدوء الأخرى. هو سكون الموت. الرجل الذي عرفته مساعداً لفقرائها، واحتضنها في أيامها العصيبة، رحل. الصراع مع البكاء كان مستحيلاً. لابتسامة السيد محمد حسين فضل الله، في صوره التي نشرت بعد نعيه، وقع مبكٍ على محبّيه، ربما كان أصعب من وقع خبر وفاته. اللحظة قاسية على كل من عرف السيّد. أيُعقَل أن يرحل في هذا الوقت الحسّاس؟ لقد استعجل الرحيل. سرقه المرض خلسة. أمس، كان الألم غزيراً، والوجوه لم تحتج إلى ضوءٍ يفضح وجعها. في مسجد الإمامين الحسنين بحارة حريك، لا مساحة لشيء غير الحزن، حيث تُلي بيان نعي العلامة السيد محمد حسين فضل الله، بعدما توفي عند التاسعة والنصف صباحاً. ينتحب الحاضرون في قاعة الزهراء. كأنهم يرفضون سماع الخبر. لم يعهدوا على هذا المنبر خطيباً غير السيّد، فكيف به يتحول منبراً ينعاه؟ عند الحادية عشرة والنصف ظهراً أعلن رسمياً وفاة المرجع الديني البارز. حضر مراسلو وسائل الإعلام وفعاليات سياسية ودينية واجتماعية. وانسجاماً مع تقاليد المرجعيّة الشيعية، بألّا ينعى المرجع إلا عالم دين مجتهد، تلا وكيل فضل الله الشرعي في البحرين، وكبير الموظفين في مكتب مرجعيته السيد عبد الله الغريفي بيان النعي. إلى جانبيه، جلس النجل الأكبر لفضل الله، السيّد علي، ومدير مكتبه الإعلامي هاني عبد الله. وعرض البيان مراحل حياة فضل الله من دعمه لحركات المقاومة، مروراً بفكره الوحدوي الإسلامي وإيمانه بالحوار مع الآخر، وصولاً إلى مساعدته الفقراء والمستضعفين.



    استقبلت عائلة السيّد المعزّين في الباحة الخارجيّة للمسجد. اصطفّ أخوه وأبناؤه لتلقي العزاء. يتمنّى المنشد الديني محمد رمال على المعزين الاقتصار على التسليم باليد فسحاً للمجال أمام الحشود. بدأ توافد الشخصيات الرسمية منذ اللحظات الأولى للعزاء. لحزب الله الحصة الأكبر من المعزّين. فلولا غياب السيد حسن نصر الله، لكان حضور قيادات الحزب كاملاً. كيف لا وكثيرون منهم من تلامذته الأوائل، ينتمون إلى الرعيل الأول المؤسس للحزب، الذي ربطته علاقات حميمة وعمل جهادي مشترك مع فضل الله. بدا التأثر واضحاً على وجهي الشيخ نعيم قاسم والنائب حسن فضل الله. فالأول كان من تلامذة السيد لفترة، يوم كان أستاذاً للكيمياء. أما الثاني فهو ابن قريته عيناثا وقريبه. أمّا النواب نواف الموسوي وعلي فياض ومحمد فنيش فكانوا من مقربيه وتلامذته. أجهش النائب محمد رعد بالبكاء أكثر من مرّة. وقف والد الشهيد عماد مغنية يتلقّى العزاء ويمسح دموعه. فابنه جهاد كان من بين شهداء متفجرة بئر العبد التي استهدفت فضل الله في عام 1985. أمّا عماد، فكان قائد فرقة الحماية الشخصية الأولى لفضل الله. كان التأثر واضحاً على نجل فضل الله الأكبر علي. أمّا نجله جعفر، فقد تولّى التواصل مع الصحافيين. وفي حديث مع «الأخبار» نقل السيد جعفر أن «آخر كلمة للسيّد قبل وفاته كانت: لن أرتاح قبل زوال إسرائيل». وفيما سرت شائعات عن إجراءات لدفن السيّد في مدينة النجف بالعراق، أكد بيان لمكتبه أن السيّد سيدفن غداً في صحن مسجد الإمامين الحسنين.

    وكان الرؤساء الثلاثة قد نعوا الراحل الكبير، فرأى الرئيس ميشال سليمان أن غياب السيد فضل الله «خسارة وطنية لشخصية تميزت بالعقل المتنور والمنفتح». أمّا الرئيس نبيه بري، فقد رأى أن الأمتين العربية والإسلامية تفتقدان «داعية من طلائع الدعاة إلى الوحدة الإسلامية، وصوتاً مدوياً من أجل نصرة قضايا الحق والعدالة ومقاومة الظلم والعدوان». من جانبه، رأى الرئيس سعد الحريري أن لبنان «يخسر مرجعية وطنية وروحية كبرى، أسهمت إسهاماً فعالاً في ترسيخ قيم الحق والعدل لمقاومة الظلم». كذلك نعاه السيّد حسن نصر الله، قائلاً: «فقدنا أباً رحيماً ومرشداً حكيماً وكهفاً حصيناً وسنداً قوياً في كل المراحل». ونعاه حزب الله وحركة أمل، والمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الذي جاء في بيانه: «برحيله تفتقد الأمة الإسلامية رمزاً من الرموز العاملين على التقريب بين المذاهب». أمّا مفتي الجمهورية، الشيخ محمد رشيد قباني، فرأى أن لبنان والعالمين العربي والإسلامي فقدوا بوفاته «علماً وعالماً كبيراً من فقهاء المسلمين، له مكانته ودوره في خدمة الإسلام». وأبرق النائب البطريركي للروم الملكيين الكاثوليك المتروبوليت يوحنا حداد معزياً.

    كذلك نعاه نائب الرئيس العراقي المنتهية ولايته عادل عبد المهدي. إلى ذلك، نعى فضل الله كل من الرؤساء سليم الحص، نجيب ميقاتي، حسين الحسيني، وكامل الأسعد. ومن بين من نعاه أيضاً: الوزير غازي العريضي، والنواب: عمّار حوري، ياسين جابر، علي عسيران، محمد قباني، أسعد حردان، وليد سكرية، والوزير السابق فوزي صلوخ، والنائب السابق فيصل الداود. كذلك نعى فضل الله كل من الشيخ عفيف النابلسي، الشيخ نعيم حسن، الشيخ نصر الدين الغريب، الأحزاب والقوى والشخصيات الوطنية اللبنانية، جبهة العمل الإسلامي، الحزب العربي الديموقراطي، حزب رزكاري، الأمين العام للجماعة الإسلامية، تجمع العلماء المسلمين في لبنان.



    74 عاماً من العطاء والمقاومة

    ولد السيد محمد حسين فضل الله في النجف الأشرف في العراق، في تشرين الثاني عام 1935. بدأ دراسته للعلوم الدينية في سنّ التاسعة، وكان من الطلاب البارزين، ما جعله يحوز ثقة المرجع الخوئي، فكانت وكالته المطلقة له في الأمور التي تناط بالمجتهد العالم. عاد إلى لبنان عام 1966، وأسّس حوزة «المعهد الشرعي الإسلامي» في منطقة النبعة، مكوّناً بذلك نقطة البداية لكثير من طلاب العلوم الدينية. مع اندلاع الحرب الأهلية اللبنانية انتقل إلى الضاحية الجنوبية لبيروت، وكان موقفه واضحاً بشأن دعم المقاومة المسلّحة ضد الاحتلال الإسرائيلي. تعرّض لمحاولات اغتيال عدّة، أبرزها كانت عام 1985 عندما استهدفته سيارة ملغومة في بئر العبد.

    حركته الشاملة جعلت قطاعات واسعة من الشباب تطالبه بالإفتاء، إلّا أنه لم يوافق إلّا بعد رحيل الصف الأول من مراجع التقليد الشيعي في العالم. وقد أثارت أفكاره واجتهاداته الفقهية جدلاً واسعاً في الساحة الإسلامية، وخصوصاً أنّ السيّد امتلك الجرأة العلمية على طرح نظريّاته الفقهية عندما يتوصل إلى قناعة ثابتة بها.

    آمن بالعمل المؤسساتي، فأسّس جمعية المبرّات الخيريّة التي احتضنت الأيتام في مناطق متعدّدة من لبنان، كما دعم رعاية الأيتام في الأسر. اهتمّ بذوي الاحتياجات الخاصّة من خلال «معهد الهادي للإعاقة السمعيّة والبصرية»، وأنشأ مستشفى بهمن في حارة حريك، ودعم إنشاء العديد من المؤسسات الاجتماعية والتربوية في دول الاغتراب.

    كاتب غزير الإنتاج، له أكثر من 40 كتاباً عن الإسلام والفقه والسياسة والمرأة، إضافةً إلى الشعر.

    محمد محسن

    نقلاً عن صحيفة الأخبار اللبنانية[/align]

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Apr 2010
    المشاركات
    40

    افتراضي

    لا ينكر فضل الله إلا الجاحدون

    [align=justify]بقلم: د. حامد العطية

    وفاة المرجع الكبير السيد محمد حسين فضل الله فاجعة كبرى، ليس للشيعة أو مقلديه فقط،، بل للأمة الإسلامية جمعاء، كان الفقيد مرجعاً فذاً مطوراً، انبرى للكثير من المعتقدات والمسلمات المنتشرة بين الفقهاء، القدماء والمعاصرين، وتناولها بالبحث والتحليل والتمحيص، بتجرد وموضوعية، وخلص إلى نتائج هامة بشأنها، بقصد كشف الحقائق وتنوير العقول، فاستحق منا كل الحمد والثناء على ذلك.

    لم يكن العلامة الراحل فضل الله مرجعاً، مثل غالبية مراجع الدين، الذين يكتفون بالبحث والتأليف والافتاء، بل كان قائداً للتغيير والتطوير، ومصلحاً اجتماعياً، تفاعل بعمق مع قضايا الناس القريبين والبعيدين، مسخراً طاقاته من اجل تطوير أوضاعهم، وكان للمحرومين النصيب الأوفر من اهتمامه ورعايته.

    كان رحمه الله وطيب ثراه مجاهداً في سبيل الله، ومدافعاً عن حقوق البنانيين والعرب والمسلمين في التصدي للعدوان والاحتلال والاستيطان الاجنبي، وكان لمواقفه وتوجيهاته الأثر الكبير والبالغ في انتصار المجاهدين المقاومين في لبنان، مما اثار استياء وسخط المستكبرين الأمريكان والصهاينة وعملائهم في المنطقة، فتداعوا لاغتياله، ولكن سهام غدرهم واجرامهم ذهبت طائشة، ونجاه الله من مكرهم ليكمل مهمته الجليلة.

    كان المرجع الراحل متواضعاً قريباً من الناس، وقد انطبعت في ذاكرتي صورة له، وقد توسط جمع من طلاب إحدى المدارس، التي تديرها مؤسسته الخيرية والتربوية، وقد عرف بحرصه على الالتقاء بطلابها، والتقاط الصور التذكارية معهم عند تخرجهم أوانتقالهم من صف لآخر.

    وكان العلامة فضل الله من صفوة العلماء الذين جمعوا بين العلم والعمل والجهاد، ووفاته خسارة فادحة للجميع، ومن المؤسف أن بعض الشخصيات والجماعات الشيعية العراقية استغلت هذه المناسبة الحزينة لتنبش خلافاتها مع المرجع الكبير، والمثال على ذلك خبر وفاة المرجع الكبير كما أوردته احدى المواقع العراقية الشيعية على الانترنت، وكما يلي: " افادت مصادر لبنانية مطلعة أن رجل الدين اللبناني محمد حسين فضل الله قد توفي صباح هذا اليوم في مستشفى بهمن ببيروت في العاصمة اللبنانية، وكان فضل الله قد ادخل المستشفى قبل يومين بعد تعرضه إلى نزيف في الدماغ ولم يتمكن الاطباء من ايقافه، كما أن كليتية قد توقفتا بشكل كامل لكونه مصاب بالسرطان، يذكر أن السيد محمد حسين فضل الله قد اصدر موجه كبيرة من الفتاوى والأفكار التي اعتبرتها المرجعية الدينية في العراق وإيران خارجة عن المذهب" وأقل ما يقال في هذا التعليق بأنه غير لائق.

    وكان الأجدر بهؤلاء الشيعة العراقيين الاطلاع على تأبين حزب الله في لبنان للفقيد الراحل والذي أثنى فيه على علم وجهاد وانجازات فقيدنا العظيم، وهو كما وصفه بيان حزب الله "العالم الإسلامي الكبير الذي ملأ الساحة بعلمه وجهاده ومواقفه وتربيته ومؤلفاته".

    والواجب علينا استذكار سمات وقيم ومواقف وسلوكيات وانجازات العلامة الراحل واتخاذها نموذجاً، نقيس عليه اداء علماء الدين في الحاضر والمستقبل، كما ينبغي علينا استكمال تحقيق أهدافه العظيمة في توحيد كلمة المسلمين وتحرير أوطانهم وأراضيهم المعتصبة، وتخليصها من المحتلين، واصلاح مجتمعاتنا وتطوير أحوالنا.

    5 تموز 2010م[/align]

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Apr 2010
    المشاركات
    40

    افتراضي

    السيد فضل الله فقيد الأمة المتحدة

    [align=justify]بمزيج من بالغ الأسى والألم ومشاعر الحزن للغياب الكبير تلقينا نبأ وفاة سماحة المرجع السيد محمد حسين فضل الله علامة لبنان الكبير وأحد رموز الدعوة والعمل لتوحيد الأمة الإسلامية والتعاون بين أتباع الرسالة الإسلامية المحمدية.

    إننا ونحن نعيش صدمة رحيل الإمام لنستحضر دوره الفكري العلمي الجامع الذي تقدم به ودعا له لتصحيح ما يُعكّر صفو الوحدة ويشق صفوف الأمة ومناشداته المتكررة لجمع الكلمة مقترنة بمراجعات تاريخية سعى فيها لواد أركان الفتنة في التاريخ القديم والأحداث المعاصرة .

    وإننا إذ نستحضر هذه اللحظة التاريخية التي تعيشها الأمة تحت قوة حصار وعدوان الكيان الصهيوني المجرم المقترن بالشراكة الأمريكية الإجرامية التي توجّه عدوانها للأرض المباركة في فلسطين ولتهويد المسجد الأقصى ولا تزال هذه السياسة المزدوجة تطعن في أفغانستان والعراق المحتل لنستذكر منبر السيد فضل الله الذي ركّز فيه حديثه وتوجيهاته وتحذيراته من تلك المؤامرات الأمريكية الصهيونية التي كانت ولا تزال تسعى لإخضاع الأمة تحت جموحها المعادي لاستقلال الأمة ورفعتها وعزتها , وبلا شك أننا إذ نفقد السيد فضل الله في هذا التوقيت الدقيق فهي خسارة مضاعفة لغياب الرموز ذات التقدير والاحترام لدى الأمة الواحدة .

    ومع تذكيرنا بضرورة تجسيد دعوات سماحة الفقيد الراحل في مراجعات التصحيح الفكرية وفي نبذ دعوات الفرقة وفي مواجهة المشروع الصهيوني المركزي لنؤكد على وجوب التمسك بهذا النهج كبرنامج عمل ينبغي أن يستمر ويتعزز قياما بالواجب الشرعي والمسئولية العربية ووفاء لدعوات السيد فضل الله داعين الله أن يتغمده بواسع رحمته ويخلف على الأمة مصابها فيه ونتقدم بأحر التعازي لعلماء ولشعب لبنان الشقيق وحكومته ولكل محبي ومريدي سماحة السيد فضل الله في الخليج العربي وفي العالم .





    مهنا الحبيل الباحث والكاتب الاسلامي[/align]

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Apr 2010
    المشاركات
    40

    افتراضي

    سيدي صعقنا برحيلك ونجوانا لم تنتهي بعد

    [align=justify]بقلم: جاسم محمد جعفر

    سيدي صعقنا برحيلك ونجوانا لم تنتهي بعد ... لازالت عيوننا تحدق عيناك لنتعلم منك الكثير ... اخر حضور لي بين يديك قبل شهر...اراد المرض ان يهزمك عن لقاء ابناءك فانتصرت ... ادخلت في قلوب محبيك وانصارك بسمة ... لن انسى هذا اللقاء ولم ينقطع لسانك عن دعم العراق والمالكي ...وكان حزنك للعراق اثقل من همومك وهموم المرض ...انتفضت بثورة لمن لايدرك عمق الاختلاف في البيت الواحد ... بقيت عيني تحدق لعينيك وكأنها لقاء أخير ... هاج عندي عمق التاريخ فعشت ذكراك فأستذكرت مراحل نمونا وسيرنا في مدرستك ...مدرسة الدعاة ... من ناشئ .. الى شبل ...ثم الشباب ...كأنها قطعة فلم سينمائي يعرض في التلفاز ... احسست انه نهاية اللقاء ... وفعلا ماحدث ... الان كل شئ اخرس ...الانسان والحيوان والجماد ...الكل مبهوت وسكارى كأن الارض قد زلزلت زلزالها ...في هذا ما اصعب الكلمات وما أصعب الكتابة ... ما أصعب أن يكتب البشر من أمثالي عن العظماء... ما أصعب أن أكتب عنك يا سيدي، لا أدري أأرثيك... أم أرثي نفسي.. وأنت اكبر رثاء... في مقتبل العمر كنا شبابا طائشين والكثير منا في الظلام ،االمارد اللئيم الذي اطلقه فانوس حزب البعث قد قيّد الشباب، ودفع الاجيال الى انواع السباب... حينها كنت نورا وكانت افكارك منارا للشباب... دلنى تعبي عليك... وجدت كتبك عند الدعاة (مفاهيم اسلامية... قضايانا على ضوء الاسلام... خطوات على طريق الاسلام... الحركة الاسلامية هموم وقضايا ...والكثير) نعم دلني عليك الدعاة ... احسستك جوهرة في لب محار وهو يجمع تعب جيل مدرسة بأكمله.. التهمت.. امتلأت ثقة.. طال ظلك.. طالت قامتي.. تعانقنا من بعيد وتعاهدنا وانت الامام.. صغرت امام شموخك ...كما التلميذ في حضرة أستاذ عظيم... والآن وفي هذه الساعة المتأخرة من هذا الليل يجيء نعيك... العالم يغط في النوم... يا سيدي وانت في عليين فارساً جميلاً وكوكباً تزفه النجوم والاقمار....بينما أنت تترجل عبر الأفق وترحل الى السماء والملائكة مزينين في السماء يهتفون ...سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار.

    لن يكون رحيلك عنا سيدي يسيرا ... وحاجة الفتيات والفتيان تتعاظم وكان المفتاح في معصميك ... نبقى نحن والشباب من حولنا تائهين في أمر ديننا ودنيانا، ننتظر من يقدم لنا من مدرستك ومن طلابك كأسا رويا يلاقح افكارك وحلولك التي اعتدنا عليها... نحن الان في اول أيام الفراق وفراقك واضح أثره... رحلت واشتعل الحرف بعدك سيدي أكثر... ويتضح الشيء أكثر... تذهب الآن.. للأرض تعبر.. للبحر تصعد.. تكسر القيد وللحلم تمضي تدخل في الأزقة والعروق.. تمتد في جروحي.. أمتد في جرحك.. تشتعل الشمس.. تبدأ.. نتوحد الآن.. تقترب من جمهرة الفقراء.. ونصعد للقدس.. للقمح والماء.. نصعد للمستحيل.

    تذهب الآن... لست وحدك... تزفك الأناشيد... البراكين... السيدات... صهيل الخيول... تزفك عيون الدعاة.. عيون الشباب والأطفال واليتامى... وفي مهرجان رحيلك يجيء الشهداء ويمشي المستضعفون لمنضي معاً.. آه ما أجمل هذا الموت لك... وما اصعب هذا الموت على المحبين.

    سيدي يا ابا علي .. يا سليل الخير ..الى جنان الخلد فانت خالد مع الانبياء والصديقين والصالحين .. خالد بفكرك ومنهجك وفقهك ومدرستك .. في يوم رحيلك نقولها بصدق ..عم في العراق الحزن والاسى.. زدتنا أسى لأسانا وحزنا لحزننا .. فسلام عليك يوم ولدت ...ويوم قدت صحوة الاسلام وجمهرة الدعاة وأجيال الشباب والأمة الى شاطئ الامان ...وسلام عليك يوم رحلت الى ربك راضيا مرضيا .



    *وزير الشباب والرياضة[/align]

المواضيع المتشابهه

  1. غياب كوكب الايمان , رحيل المرجع فضل الله , ابرز ما قام به وابرز ما قيل فيه قدس سره
    بواسطة موج البحر في المنتدى واحة السيد محمد حسين فضل الله (رض)
    مشاركات: 52
    آخر مشاركة: 20-03-2011, 02:01
  2. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 05-07-2010, 20:14
  3. مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 05-07-2010, 17:41
  4. كايلنكس المرجع العراقي الكبير الشيخ حسين المؤيد
    بواسطة مازم في المنتدى واحة الحوار العام
    مشاركات: 18
    آخر مشاركة: 19-01-2007, 14:41
  5. تحية اجلال واكبار الى المرجع السيستاني الكبير وخسئ المنافقون؟؟
    بواسطة albasry2003 في المنتدى واحة الحوار العام
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 23-11-2004, 13:07

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم   شبكة حنة الحسين عليه السلام للانتاج الفني