خُلق ليُقتل !-بقلم:مشتاق طالب عيسى

بتاريخ : الأحد 25-01-2009 03:45 مساء

بعد أيام ، وفي صمت رهيب ، وبلا مبالاة بكل ما هو عراقي ....سيتم قطع رؤوس مجموعة من العراقيين من سكنة السماوة لأنهم –فقط لأنهم- ينتمون الى العراق....
وكل ما قيل ويقال عنهم ، سواء من تبريرات سلطوية سعودية ، أو من تصريحات يقولها ساستنا المبجلين على استحياء ،

سوف لن تمنع الناس من فهم الحقيقة الوحيدة والمرة والمتكررة ابداً ....ان العراقي يقتل وبأي صورة وتحت أي مبرر ، يقتل وبدم بارد....

لن يكون هناك محتل يرسل رصاصاته العمياء لتغفو فوق الرؤوس والصدور ، ولن تكون هناك (ميليشيات) أو (أجندات خارجية) أو (مصالح حزبية) ولا أي شيء من لغو السياسة العرجاء ، لن يكون سوى قدر واحد ، و(سيف) واحد يطيح برؤوس ابناء الفراتين العطاشى منذ بدء الخليقة...........

قالوا ، وسيقولون بأن وراءهم مطامع (اقليمية) او صراع مخابراتي دولي أو ذراع ايرانية تحاول العبث بأمن (المملكة) أو شبكات لتهريب المخدرات ....وكل ما قيل وسوف يقال هو محض هراء....ليس بسبب كونهم ابرياء فحسب ، وليس لكون الغاية لا تبرر الوسيلة الا لمن بيدهم ملكوت القرار السياسي ، ولكن لأن العراقي هو المواطن الوحيد في عالم الأمس واليوم الذي يجب عليه ان يدفع دمه ضريبة لحكامه مرة ، ولحكام غيره تارة اخرى !!!

تخيلوا وتصوروا ، القرن الماضي فقط لتتوقفوا عند البشاعة بأحلك مظاهرها ، سنوات من الحروب الطاحنة بين القيادات الكردية وبين البعث راح ضحيتها جيل بأكمله ، وفي كل مرة يتصالح الطرفان المتنازعان المتقاتلان المتعانقان !!

ثمان سنوات عجاف راح ضحيتها الاخضر والاحمر والابيض من ابناءنا ، وما بين قتيل وجريح ومعاق ومعقد فكريا وجسديا –كنت انوي بالبدء باستقصاء حول مدى صلاحية جيل الحرب مع ايران(مواليد الخمسينات) للتثبت من مدى صلاحيتهم للتعايش مع جنس البشر-انتهت صفحة سوداء وعاد صدام ليطلب من ايران العودة الى اتفاقية شط العرب المشؤومة والتي حارب من اجلها سنواته الثمانية ليتفرغ لمقارعة قوى الشر والظلام الامريكية الاطلسية في حرب 1991 !!!!

تلى ذلك دمار وانهيار لكل شيء ودفن العراقيون وهم احياء وباعتراف شوارزكوف بعد انسحابهم (التكتيكي والمبرمج) من الكويت ، واكتوى العراقيون في الداخل بحصار لعشر سنين مات فيه من مات ومات فيه من عاش...

بعدها ، احضان وقبل ومغازلة بين حكومة البعث وبين الامبريالية العالمية حتى وصلنا الى 2003 حيث مصيبة المصائب !!!

ولا زلنا ، وربما نبقى الى ان يقضي الله امراً كان مفعولا ، مقتلين مجزرين بين صمت المسؤولين شرعياً وسياسياً وبين استخفاف المحتل بكل فصائله (المحتل العسكري وجميع المجاورين لوطننا بلا استثناء) بالجسد العراقي ، وبالروح العراقية ، وبكل من ينتمي شاء ام ابى للعراق......

لك الله يا عراق ، ولك الله يا سماوة الخير ,

وإنا لله وإنا اليه راجعون......

وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون...